رأى السيد علي فضل الله أنه لا يبدو أن لبنان “سيخرج من حالة المراوحة التي يعاني اللبنانيون من تداعياتها، بعدما قررت كل القوى السياسية أن تبقي على مواقفها، كل لحساباته، وألا تتنازل، ولو لمرة واحدة، لحساب وطن يعيش تهديدات على حدوده الشرقية والجنوبية، ويعاني لهيبا في محيطه، وفسادا يهدد أركانه، وواقعا اقتصاديا يزداد ترهلا، ومديونية لا تتوقف أرقامها”.
وأضاف السيد فضل الله، في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمامين الحسنين (ع) في ضاحية بيروت الجنوبية، “لعل نقطة الضوء الوحيدة في كل هذا الواقع، تتمثل في الذين يبذلون جهودا لحماية الوطن على حدوده أو في داخله، وفي إرادة اللبنانيين الذين قرروا أن يقلعوا أشواكهم بأظافرهم، وألا يستكينوا لعدم وجود دولة بكل ما للكلمة من معنى”. معرباً عن أمله في أن “تبادر كل الكتل النيابية إلى الإسراع في إيجاد قانون انتخابي نريده أن يكون عصرياً وعلى قياس مصلحة هذا البلد، لا على قياس هذا الفريق أو ذاك، وإن كان هذا الأمر لا يبدو أنه ناجز حتى الآن”.
وفي ما يخص استحقاق الانتخابات البلدية، قال فضل الله “في هذا الوقت، تشتد حمى الصراع بين المواقع السياسية على البلديات، التي يريدها البعض أن تكون أداة من أدوات الصراع السياسي، أو أن تكون فرصة لتؤكد القوى السياسية أوزانها وحجمها في الساحات التي كانت تتواجد فيها أو في ساحات جديدة، وتؤكد صحة خياراتها التي اتخذتها طوال الماضي القريب”، مشيراً الى ضرورة أن تبقى الانتخابات “في إطارها الإنمائي، وأن تكون الغلبة فيها للأصلح والأكفأ، وللمشروع الأكثر واقعية، والبعيد عن الشعارات والخطابات الرنانة التي اعتدناها، نريد للبلديات أن تكون مواقع للانماء والتطور، فهي وجدت لذلك”.
أما في موضوع الأزمة المستمرة في سورية، رأى فضل الله أن “الآمال في الوصول إلى حل سياسي فيها تكاد تتبدد، لينفتح مجددا لهيب المعارك التي جل ما يتساقط فيها من المدنيين الأبرياء، وليبقى هذا البلد في دائرة الاستنزاف، إلى أن يحين أجل التسويات الدولية والإقليمية التي نخشى أن لا تكون قريبة”، داعياً جميع القوى الفاعلة في الملف السوري، إلى “بذل كل جهودها لإيقاف هذا الاستنزاف المتواصل للحجر والبشر، والذي لن يوفر أحداً من تداعياته إذا استمر، ولن يخرج منه رابح قط”.
وتابع فضل الله “أما العراق، فهو يكتوي الآن بانقسام داخلي حاد بين قواه السياسية، تغذيه تدخلات خارجية، وإن ما يزيد من تفاقمه هو الفساد المستشري، والواقع الاقتصادي والمالي الصعب، فضلاً عن الوضع الأمني المتداعي، والإرهاب الرابض على أرضه”، متوجهاً الى كل القوى السياسية إلى “الإسراع في إيجاد صيغة توافق يكون عنوانها بناء دولة عادلة، بعيداً عن كل المحصاصات والانقسامات والفساد”.
كما أعرب فضل الله عن أمله في أن “تساهم المحادثات الجارية في الكويت في الوصول إلى صيغة تعيد لليمن الاستقرار، وتبعده عن كل مشاريع الهيمنة التي يراد لها أن تفرض عليه، بحيث يكون الحل يمنياً وليس على حساب اليمن”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام