رغم أنه لا مكان لها في المطبخ التركي، إلا أن إقبال الأوروبيين على الضفادع، دفع عددا من العائلات التركية في ولاية أدرنة شمال غربي البلاد، إلى امتهان صيدها، منذ نحو نصف قرن، وتوريث المهنة للأبناء.
ويجتمع الصيادون صباحا في مقهى حيهم، ومعهم مستلزمات الصيد، المتمثلة في الجزمة (حذاء عالي الساق)، والشباك، وينقسمون إلى مجموعات، بعد تحديد وجهاتهم، بحثا عن مصدر رزقهم.
ويتجه الصيادون إلى أقنية المياه المخصصة لسقاية أراضي الأرز، عموما، فضلا عن المستنقعات، حيث تكثر الضفادع فيها. وينزلون
إلى الأقنية التي تصل المياه فيها إلى مستوى الظهر، ويُحدثون موجات بأرجلهم، لدفع الضفادع إلى الحركة، وبالتالي الوقوع في شباكهم.
ومع سقوط الضفادع في شباكهم ترتسم ابتسامة على وجوه الصيادين، الذين ما زلوا يتشبثون بمهنتهم، رغم تضاؤل مردودها المادي، مقارنة بالماضي.
وتصل الضفادع إلى المطاعم الفاخرة في أوروبا حيث تجهز منها وجبات شهية، عبر تجار يشترونها من الصيادين الذين لا يعرفون طعمها في تركيا.
ويبيع الصيادون كيلو غرام الضفادع بـ 30 ليرة تركية (نحو 9 دولارات) في فصل الشتاء، بينما ينخفض السعر إلى ما بين 10 و15 ليرة صيفا.
رئيس جمعية صيادي الضفادع في أدرنة، شفق دميرجان، قال، إنه يمارس المهنة التي ورثها عن والده منذ 22 عاما.
ورأى أن مهنتهم «ربما تعد الأصعب في العالم»، حيث يضطرون للبحث عن الضفادع والإمساك بها في الأقنية المائية والمستنقعات، في سبيل قوت يومهم.
وحول عدد صيادي الضفادع في الولاية، ذكر أن هناك نحو 300 صياد في أدرنة، معربا عن استيائه من تدني أسعار الضفادع، خاصة في أشهر الصيف.
وأوضح نائب رئيس الجمعية علي يالجين، أنه يزاول صيد الضفادع منذ 40 عاما.
وأشار إلى تضاؤل أعدادها مع مرور الوقت، لاسيما بسبب استخدام المبيدات الزراعية.
ودعا الصياد أجدر دميرجان، إلى تأسيس منشأة في حيهم لتجهيز الضفادع، وتصديرها دون اللجوء إلى وسطاء، لزيادة الأرباح.
وأشار إلى أن الغجر يزاولون هذه المهنة بشكل عام في أدرنة.
وتوجه دميرجان بنداء إلى أثرياء الولاية لتأسيس منشأة في حيهم، تعود بالفائدة على الجميع، لاسيما نساء الحي، اللواتي سيجدن فرصة للعمل فيها.
وبالإضافة إلى التجار، تعمل عدة شركات تركية على تصدير «أرجل الضفادع» إلى أوروبا لاسيما فرنسا، التي تأتي في مقدمة الأقطار التي تستهلك منتجات الضفادع.
المصدر: وكالة الاناضول