عثر علماء آثار على عظمة غراب تحمل نقوشاً، تعود إلى أربعين ألف عام، ما يدفع إلى الاعتقاد أن إنسان نيانديرتال، ابن عم الإنسان المعاصر، كان يعنى بالفنون والنقوش الرمزية، على ما جاء في دراسة فرنسية نشرت في الولايات المتحدة.
وإنسان نيانديرتال نوع من البشر من سلالة تختلف عن سلالة الإنسان المعاصر، تعايش معه في بعض المناطق من الشرق الأوسط وجنوب إفريقيا، حين خرج أسلاف الإنسان المعاصر من إفريقيا إلى سائر مناطق العالم، وحصل تزاوج أيضاً بين النوعين، لكن إنسان نيانديرتال انقرض قبل 38 ألف سنة لأسباب ما زال الغموض يشوبها.
وهذه العظمة البالغ طولها سنتيمتراً ونصــــف السنتيمتر عثر عليها في موقع أثري في شبه جزيرة القرم في أوكرانيا، ونقشت عليها خطوط منتظمة هندسياً بحجر صوان.
وأظهر تحليل بالمجهر أن صاحب هذا النقش أراد أولاً أن يضع ستة خطوط، ثم أضاف خطين حين لاحظ وجود مساحة كبيرة بشكل غير متناسق بين بعض الخطوط، حسب ما شرح فرانشيسكو إريكو عالم المتحجرات في جامعة بوردو وأحد معدي هذه الدراسة المنشورة في مجلة «بلوس وان الأمريكية».
ولفهم المنطق الذي دار في رأس صاحب النقش قبل 40 ألف سنة، طلب الباحثون من متطـــــوعين رسم ستة خطوط على قطعة من حجم مماثل، ثم طلبوا منهم إضافة خطين، فكان ما رســموه مشابهاً تماماً للنقش. وقال الباحثون «أثبتنا بذلك أن إنسان نيانديرتال صاحب النقش أراده أن يكون عملاً متناغماً بصرياً، وربما له دلالة رمزية ما».
وأضاف فرانشيسكو إريكو «كان هناك دافع جمالي في هذه الخطوط، وكان ذلك يتطلب بعض المهارة». وتوصل العلماء في السنوات الماضية إلى أن إنسان نيانديرتال كان على درجة من الثقافة أعلى مما كان يعتقد من قبل. وظهر قبل 200 ألف عام، وتعايش مع أسلاف الإنسان المعاصر على مدى عشرة آلاف سنة. وبسبب تزاوج النوعين، يحمل معظم البشر اليوم 2 إلى 4 ٪ من جينات تعود إلى إنسان نيانديرتال.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية