اتفقت «أمازون.كوم» على شراء «سوق.كوم» للتسويق الإلكتروني في الشرق الأوسط، لتحبط بذلك عرضا تقدمت به في اللحظات الأخيرة «إعمار مولز» المملوكة للملياردير محمد العبار في دبي.
ولم يجر الكشف عن قيمة وشروط الصفقة، التي قدم الاستشارات الخاصة بها بنك «غولدمان ساكس» الأمريكي ووصفها بأنها «أكبر صفقة دمج واستحواذ على الإطلاق في قطاع التكنولوجيا في العالم العربي.»
لكن مصادر على دراية بالموضوع قالت ان أمازون ستدفع مبلغا أقل من الذي جاء في عرض «إعما مولز» والذي وصل إلى 800 مليون دولار، مما يجعل قيمة الشركة دون المليار دولار التي سجلتها في تقييم أُجري خلال جولة تمويل لهاالعام الماضي.
وكان أحد المصادر قال أمس الأول انه كان سيتعين على «سوق.كوم» خرق اتفاق حصري مع «أمازون» إذا قبلت عرض «إعمار مولز» في هذه المرحلة.
وترددت أنباء الأسبوع الماضي أن «أمازون» اتفقت من حيث المبدأ على شراء «سوق.كوم» التي أسسها رجل الأعمال السوري المولد رونالدو مشَحوَر قبل 12 عاما. وقال مشَحوَر في بيان أمس الثلاثاء «بفضل الانضمام إلى أسرة أمازون، سيكون بإمكاننا تحقيق قدر أكبر من النمو، والاستفادة من استثمارات الشركة العملاقة في المجال التقني، وتوفير تشكيلة أوسع من المنتجات عبر موارد عالمية، وتحقيق تجربة متفوقة لخدمة العملاء، إضافة إلى تمكين أمازون المميز للبائعين محلياً وعالمياً.»
وفي وثيقة حول الصفقة تم الاطِّلاع عليها قال «غولدمان ساكس» ان عملية الاستحواذ ستعجل بدخول أمازون إلى دول جاذبة في الشرق الأوسط، مع وجود احتمالات كبيرة للنمو، في الوقت الذي تمثل فيه التجارة الإلكترونية نحو اثنين في المئة فقط من مبيعات التجزئة.
وحظي الاتفاق بموافقة حكومة دبي التي تركز بشكل متزايد على التكنولوجيا، في الوقت الذي تعزز فيه الإمارة موقعها في سوق النتجزئة في المنطقة.
وقال ولي عهد إمارة دبي، الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ان دخول «أمازون» للمنطقة «يؤكد مكانة دبي كمركز إقليمي وعالمي لأكبر وأفضل الشركات الدولية.»
ومن المتوقع إتمام عملية الاستحواذ في 2017 حسبما ذكر البيان المشترك أمس الثلاثاء.
وبالنسبة للعبار، الذي يتولى رئاسة مجلس إدارة «إعمار» العقارية المرتبطة بحكومة دبي، فمن غير المرجح أن تثنيه خسارة «سوق.كوم» عن طموحاته بالتوجه نحو التجارة الإلكترونية.
وأعلن العبار العام الماضي أنه يخطط لتدشين شركة للتجارة الإلكترونية باسم «نون» بالشراكة مع «صندوق الاستثمارات العامة السعودي»، وهو صندوق ثروة سيادي.
و»إعمار مولز» هي وحدة التجزئة التابعة لـ»إعمار» والمُشَغِّلة لمول دبي، الذي يحظى بنحو 50 في المئة من الإنفاق على سلع الرفاهية في الإمارة، كما أنه من أكبر مراكز التسوق في الشرق الأوسط.
وامتنعت «ناسبرز» الجنوب أفريقية والتي تمتلك حصة نسبتها 36.4 في المئة في «سوق.كوم» عن التعليق على صفقة «أمازون».
يذكر ان لدى «تايغر غلوبال مانجمنت» أيضا حصة في «سوق.كوم». وقد تأسست «سوق.كوم» عام 2005 كموقع للمزادات الا انها توسعت لاحقا لتصبح موقعا لتجارة التجزئة، وكانت توصف بانها «أمازون الشرق الاوسط».
وفي فبراير/شباط 2015 أعلنت انها جمعت 273 مليون دولار من مستثمرين دوليين لتمويل خطط للتوسع. في حينه قال مشَحوَر ان سوق التجارة عبر الإنترنت في الشرق الأوسط يشهد «نموا سريعا جدا»، متوقعا ان تبلغ قيمته التجارية في 2016 نحو 20 مليار دولار.
ويعرض الموقع الإلكتروني لـ«سوق.كوم» 8.4 مليون منتجا للبيع، ضمن 31 فئة بينها الإلكترونيات والازياء والساعات والمفروشات. ويستقطب أكثر من 45 مليون زائر شهريا لبيعهم منتجات انطلاقا من مراكز عمل رئيسية في دولة الامارات والمملكة العربية السعودية ومصر.
ويأتي الاتفاق في وقت تسعى مجموعة «أمازون» إلى تنويع خدماتها، وبينها إطلاق «انيمه سترايك»، أولى قنواتها المدفوعة الاشتراك، في بداية العام في محاولة للدخول في منافسة مع «نتفليكس» الأمريكية. لكن تجارة التجزئة عبر الإنترنت تبقى المحرك الرئيسي لعمليات المجموعة، التي بلغت قيمتها 26 مليار دولار في أمريكا الشمالية، و14 مليار دولار في باقي انحاء العالم في الربع الاخير من عام 2016.
وقال سميح طوقان رئيس مجموعة «جبار» للإنترنت والمستثمر في موقع «سوق.كوم» في تغريدة في حسابه في تويتر «اليوم نصنع التاريخ».
ووصف طوقان، وهو احد مؤسسي «مكتوب.كوم»، الاتفاق مع «أمازون» بانه «أكبر صفقة تكنولوجيا إقليمية منذ استحواذ ياهو على موقع مكتوب عام 2009».
وكان مشحور أسس «سوق.كوم» انطلاقا من «مكتوب» بعد انضمامه إلى المجموعة في عام 2000 في دولة الامارات العربية المتحدة، آتيا من الولايات المتحدة حيث حاز على شهادة في الهندسة وعمل في شركات عديدة.
المصدر: وكالات