اوضح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في حديث خاص لموقع المنار أن الجولة الخامسة لمباحثات جنيف ليست سهلة و أشار إلى خلافات المشاركين الكثيرة على تسلسل برنامج العملية التفاوضية التي ما زال النقاش يتمحور حول شكلها و الخطوات الإجرائية دون بدء الخوض في عمق تفاصيل الموضوعات الأربع المقرر بحثها السلات الأربع ( الحكومة الدستور الإنتخابات و الإرهاب).
وقد بحث غاتيلوف مع وفد ما يسمى بهيئة عليا ( وفد الرياض) مقترح مشروع الدستور، مؤكدا أنها مادة لتغذية الأفكار تهدف لدفع الأطراف لمناقشة الأمر دون فرض هذا المقترح على أحد مشددا أن السوريين أنفسهم من يكتبون دستورهم.
وجدد نائب وزير الخارجية الروسي تأكيد بلاده على إعتبار جميع بنود السلات الأربع المدرجة في برنامج جدول أعمال الجولة التفاوضية متساوية من حيث البحث بشكل متوازي، مشددا على أولوية مناقشة بند مكافحة الإرهاب، ورأى انه من السابق لأوانه الحديث عن نتائج الجولة الخامسة التي ستستمر حتى يوم الجمعة 31 آذار أو قبل ظهر يوم السبت الأول من نيسان، الا إذ لمس رغبة لدى جميع الأطراف في إستمرار المباحثات.
وأكد غاتيلوف لوفد الرياض أن النصرة و داعش يعتبران تنظيمان إرهابيان و هم أهداف مشروعة و ردا على سؤال المنار حول تبني ممثلي وفد الرياض مسؤولية الهجمات الأخيرة على جوبر و محيط العاصمة السورية دمشق و أرياف حماة الأمر الذي يضعهم في نفس خندق النصرة الإرهابية أجاب غاتيلوف “لقد تناولنا هذا الأمر مع وفد “الهيئة العليا للمفاوضات” و قلنا لهم بشكل مباشر أن هذه المحاولات لتسخين( توتير) الوضع هي غير بنائة بغض النظر عن من يقوم بها، و قلنا لهم مباشرة أن جبهة النصرة و داعش تعتبران بشكل كامل أهدافا مشروعة و هما لا يخضعان لنظام وقف الأعمال العدائية لذلك أية عمليات عسكرية ضددها هي قانونية بشكل كامل. ولقد كررنا لهم على مدى فترة طويلة من الوقت أنهم إذا عملوا على فصل هاذان التنظيمان عن الفصائل المستعدة للإنضمام إلى نظام وقف إطلاق النار، فهذا سيُقيم بشكل إيجابي من طرفنا، لأن هذا الأمر يتيح تحديد في مواجهة من يمكن القيام بعمليات عسكرية، و في الوقت الحالي هناك وضع يختلطون واقعا فيما بينهم و من الصعب التفريق بينهم و تكلمنا حول هذا الأمر مرارا، و هذا الخلط بين الإرهابيين و من هو حاضر للدخول في المسار السياسي التفاوضي بالطبع يخلق لنا صعوبة معينة، الامر الثاني هو أن هذا التصعيد يحصل عادة في حين إنطلاق المفاوضات السياسية و أنا متأكد أن هذا يحصل بشكل عمدي مقصود لإفشال المفاوضات الجارية و لتعقيد الجهود المتخذة لوضع عملية المسار السياسي على سكة الحل. و كما فهمنا منهم أنهم يقفون إلى جانب التسوية السياسية و صرحوا أنهم يتقبلون كافة النقاط الأربعة لجدول الاعمال المقترح من قبل المبعوث الأممي ميستروا.
وحول سؤال المنار هل هناك ترابط بين الأحداث الأخيرة، الهجمات على دمشق و حماه و الإستعداد الأميركي للإستيلاء على الرقة؟ هل الهجومات على دمشق و حماة تهدف لإلهاء الجيش العربي السوري و حلفائه بما فيهم القوات الجوفضائية الروسية و حرفها عن التوجه لتحرير مناطق أخرى كالرقة في الوقت الذي تُعد فيه العدة الأميركية للإستيلاء على مدينة الرقة…
رأى غاتيلوف ان كل هذه الأمور مترابطة فيما بينها في سوريا و هناك العديد من العناصر المؤثرة بعضها على بعض، ولكن قلنا لهم إن كانت لديكم نية سياسية لإستئناف المسار التفاوضي و لتعزيز نظام وقف إطلاق النار فهذا يخدم التقدم لدفع الأمور إلى الأمام فيما يتعلق بروسيا فنحن دوما نقوم بتنفيذ تعهداتنا كأحد ضامني نظام وقف إطلاق النار إلى جانب تركيا و إيران، و في الكثير من الأحيان هذه الخطوات تساهم في إستقرار الوضع في سوريا، لأنه إن تكلما بشكل موضوعي فإن نظام وقف إطلاق النار لا يطبق بشكل كامل و لكنه قائم. و كافة الخروقات التي تحدث يتم تسجيلها بشكل دقيق، مشيراً الى انه لدينا أقنية تواصل و تبادل معلومات بيننا و بين تركيا و إيران الأن جاهزة للإنضمام إليها، فكل هذه العناصر إن كان كل شيء سينفذ بشكل كامل فسيسمح ذلك لخلق مناخ ملائم لتحقيق تقدم سياسي، أنما تلك الأعمال التي تجري في الرقة و قصف دمشق تهدف إلى إفشال المسار السياسي فإن كان جميع اللاعبين جاهزون للتضامن و ليس فقط الدول الضامنة روسيا إيران و تريكا كذلك أيضا اللاعبون الخارجيون الذين نعرفهم جيدا اللذين يدعمون مجموعات راديكالية معينة على الأراضي السورية، فإن وضع الجميع نصب أعينهم هدفا واحدا خلق ظروف مؤاتية للمسار السياسي، في هذه الحال يمكننا الحديث عن أفق تسوية.
وأشار غاتيلوف ألى أن روسيا لن تناقش مصير الرئيس السوري مع الولايات المتحدة الأميركية كون هذا الأمر متعلق بالشعب السوري وحده و في ما يتعلق بتكرار شروط وفد ما يسمى هيئة عليا للمفاوضات المسبقة في هذا الخصوص لفت نائب وزير الخارجية الروسي إلى أنه طالبهم بالإلتزام بنص قرار مجلس الأمن 2254 الذي لا يفترض شروطا مسبقة للعملية السياسية فأشاروا إلى أن طرحهم ” رحيل الأسد” ليس شرطا بل خطة سياسية مستقبلية!
و بحسب غاتيلوف فإن دي ميستورا مستعد لعقد جولة مباحثات جديدة في جنيف لكن مواعيدها لم تحدد بعد لافتا إلى ترابط مساري جنيف و أستانا، و نصحت روسيا المبعوث الأممي بضرورة الإستماع لإقتراحات جميع المنصات و منها منصة دمشق التي لم تتمثل بشكل رسمي حتى الآن و خص بالذكر كذلك منصات القاهرة و موسكو و أستانا.
و أمل غاتيلوف في مشاركة الفصائل المسلحة في جولة أستانا المقبلة مشيرا إلى إرتباط الدور التركي المؤثر في مشاركتهم.
المصدر: موقع المنار