قال فريق من العلماء إنّ علاج مرض السرطان قد ينجح أكثر بكثير، وقد يشفى المريض منه نهائياً إذا وضع في حالة سبات. فقد وجد العلماء أنّه حين يدخل الجسم في السبات يتمتع بحماية ملحوظة من الآثار السامة للعلاج بالأشعة وتتوقّف الأورام عن النمو. وهو ما من شأنه أن يسمح باستخدام جرعات أكبر من الأشعة لقتل الخلايا السرطانية من دون إلحاق أذى بالمريض.
كذلك، لفت العلماء، وهم من “المعهد الوطني للفيزياء” في إيطاليا، إلى أنّ النهج الجديد، قد يساعد ذات يوم في علاج عشرات آلاف المرضى الذين لا أمل في شفائهم. وأشاروا إلى نجاح العملية على الفئران لذلك يخطّطون الآن لاختبارها على البشر، ويأملون أن يصبح العلاج متاحاً في غضون 10 سنوات. وقد انبثقت الفكرة، بعد سنوات من البحث على سبات الحيوانات، وتقارير عن أشخاص سقطوا في سبات عميق ونجوا لاحقاً.
يؤكّد الطب أنّ هناك خمس إشارات خطيرة لمرض السرطان لا ينبغي تجاهلها، وهي خسارة الوزن فجأة من دون اتباع أي نظام غذائي، ووجود دم في البراز أو البول، أو أثناء السعال، فضلاً عن ورم في الثدي أو الفخذ أو الخصيتين أو إلى جانب الرقبة أو الإبط، وأخيراً الآلام الشديدة غير المبرّرة.
في هذا الإطار، تقول مديرة المعلومات العلمية من “معهد أبحاث السرطان” في بريطانيا آنا بيرمان لـ”العربي الجديد” إنّ هذه المراجعة جاءت بأفكار مثيرة للاهتمام حول كيفية تطبيق السبات على الإنسان لعلاج السرطان، و السبات معروف عند بعض الحيوانات لكن ليس لدى البشر، وهي حالة تضع الجسم كلّه في وضع نشاط منخفض.
تلفت إلى أنّهم يجهلون إن كان من الممكن وضع البشر في حالة سبات أو إن كان هناك وسيلة آمنة للقيام بذلك، فهم لا يعرفون كيف سيتأثّر الناس به حين يستيقظون. لذلك، ترى أنّ الطريق ما زال طويلاًّ لاستخدام السبات لعلاج مرض السرطان. تضيف أنّهم يبحثون في علاجات لمرض السرطان حالياً من الممكن أن يستفيد منها المرضى في وقت قريب، بيد أنّهم سيستمرّون في إجراء الدراسات عن السبات وكيفية استخدامه للانتصار على المرض.
بدوره، يقول البروفسور ماركو دورانتي من “المعهد الوطني للفيزياء”، إنّ نحو 50 في المائة من مرضى السرطان، هم في حالة متقدّمة. يتابع: “وضع المريض في حالة سبات اصطناعي، يوقف نمو السرطان بشكل متزايد، ويوفّر المزيد من الوقت للعلاج. ومن الممكن معالجة جميع الأورام من دون قتل المريض”. ويكمل أنّ طموحهم هو إيقاظ المريض حين يشفى تماماً من المرض.
المصدر: العربي الجديد