قتل خمسة أشخاص على الأقل بعد ظهر الثلاثاء في انفجار حافلة صغيرة في وسط مقديشو عاصمة الصومال، ما شكل تذكيرا قاسيا بالتحديات الأمنية التي تواجه الحكومة الجديدة في هذا البلد الغارق في أزمة إنسانية كبرى.
وحتى مساء الثلاثاء لم تتبن أي جهة انفجار حافلة صغيرة عند نقطة تفتيش تابعة لقوات الأمن، لكن العديد من مسؤولي الشرطة قالوا إن الأمر يتعلق باعتداء جديد لمتمردي حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة.
والانفجار القوي الذي دوى على بعد 500 متر من القصر الرئاسي وبالقرب من المسرح الوطني، وقع بعد ساعات من الإعلان عن تشكيل حكومة رئيس الوزراء الصومالي الجديد علي حسن خيري الذي شدد خلال تقديمه فريقه المؤلف من 26 وزيرا على أن هذا البلد “منخرط في طريق التغيير”.
وقال المتحدث باسم الإدارة المحلية للعاصمة الصومالية عبد الفتاح عمر هالان للصحافة إن “الآلية أوقفت عند حاجز تفتيش أمني عندما انفجرت، وقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص بينهم أفراد أمن، وأصيب عشرة آخرون”.
وقال عبد القادر يوسف وهو أحد سكان مقديشو “الانفجار كان كبيرا جدا، ورأيت الدخان والغبار في كل أنحاء المنطقة عندما كنت على سطح منزلي”.
وتعهدت حركة الشباب بهزيمة الحكومة المركزية التي تلقى دعما من المجتمع الدولي ومن 22 ألف عنصر من بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال (اميصوم).
وفي آب/أغسطس 2011، تم طرد مقاتلي حركة الشباب من مقديشو بعد أن واجهوا القوة النارية لقوات الاتحاد الإفريقي المنتشرة منذ العام 2007. وفقدوا بعد ذلك معظم معاقلهم، لكنهم لا يزالون يسيطرون على مناطق ريفية شاسعة يشنون انطلاقا منها حرب عصابات وتفجيرات انتحارية.
وانفجار الثلاثاء الذي جاء بعد سلسلة طويلة من التفجيرات والاعتداءات الدموية التي تبنتها حركة الشباب. يظهر مجددا هشاشة الحكومة المركزية التي تسعى جاهدة إلى تأمين العاصمة وفرض سلطتها.
وقبل ساعات من الانفجار. كان رئيس الوزراء الذي عينه في أواخر شباط/فبراير الرئيس المنتخب الجديد محمد عبد الله محمد. قد كشف عن تشكيلة حكومته بعد شهر من المفاوضات المكثفة.
ويضم الفريق الحكومي الجديد 26 وزيرا بينهم ست نساء. وهو العدد الأكبر من النساء منذ سقوط نظام الرئيس سياد بري في عام 1991. وقد أوكل رئيس الوزراء إليهن خصوصا حقائب الصحة والنقل والموانئ والتجارة وحقوق الانسان والشباب والرياضة.
ووزير الخارجية الجديد يوسف جراد. هو صحافي سابق في الخدمة الصومالية في “بي بي سي”.
أما وزير الدفاع فهو عبد الرشيد عبدالله وهو حاكم سابق لمنطقة باي، وستكون أمامه مهمة صعبة تتمثل في تأسيس جيش وطني حقيقي قادر على مكافحة متمردي حركة الشباب.
وقال رئيس الوزراء للصحافة “لقد اخترتهم لقدرتهم ونزاهتهم”، مضيفا “ادعوا لنا”، ولا يزال يتعين أن يصادق البرلمان على الحكومة الجديدة.
وإضافة إلى الهجمات المتكررة لحركة الشباب. أعلنت سلطات الصومال في نهاية شباط/فبراير حال “الكارثة الوطنية” بسبب الجفاف الخطير الذي يجتاح البلاد.
وتقدر منظمة الصحة العالمية ان اكثر من 6.2 ملايين شخص في الصومال، اي نصف السكان. بحاجة لمساعدة انسانية عاجلة بينهم نحو ثلاثة ملايين يعانون الجوع.
وفي العام 2011، أدت المجاعة في الصومال إلى مقتل 250 ألف شخص.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية