جرت في فرنسا مساء الاثنين مناظرة تلفزيونية لخمسة من المرشحين للرئاسة الفرنسية، تمحور الحديث خلالها حول علاقات فرنسا مع روسيا والإدارة الأميركية الجديدة وحلف الناتو ومحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي والملفات الاقتصادية والاجتماعية.
وشارك في المناظرة التي بثتها قناتا “تي أف 1″ و”إل سي اي” التلفزيونيتان، كل من مرشح أحزاب اليمين فرانسوا فيون، ومرشح جبهة اليسار جان لوك ميلانشون، وزعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان، ومرسح الحزب الاشتراكي بينوا هامون، وزعيم حزب “إلى الأمام!” إيمانويل ماكرون.
فيون يتحدث عن فشل السياسة الفرنسية لمكافحة “داعش” وضرورة الحوار مع روسيا
وصرح فرانسوا فيون بأن السياسة الفرنسية الخاصة بمحاربة تنظيم “داعش” فشلت، وقال “نحن نواجه حركة شمولية تهدد أمن بلدان عدة، والحرب على الارهاب ستكون طويلة ويجب أن نتحاور مع الجميع، مع روسيا ومع ايران مثلاً”.
وأشار فيون إلى أن “الغرب قام بتقديم السلاح لفصائل مسلحة في سوريا ظن بأنها معتدلة، لقد تبين لاحقا بأنها متشددة”.
وشدد على أنه “يجب سحب الجنسية الفرنسية من كل مواطن يذهب لسوريا للمحاربة بصفوف الارهابيين”.
ودعا المرشح اليميني إلى إعادة النظر في العلاقات مع بعض الدول، مثل المملكة العربية السعودية، وقال بهذا الصدد “يجب أن نعيد النظر بعلاقاتنا مع بعض الدول كالسعودية التي منها تصدر العقائد المتطرفة”.
وتطرق أيضا إلى الشأن المصري، قائلا إنه “لا يرى فارقا كبيرا بين الرئيس المخلوع محمد مرسي والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي”.
وفي معرض حديث عن العلاقات مع الشركاء الأوروبيين وملف الأمن الأوروبي قال فيون إنه “لا يمكن لألمانيا التي لديها فائض في ميزانيتها أن تجلس مكتوفة الأيدي فيما يقوم جيشنا بالمهمات حول العالم، يجب على ألمانيا أن تساهم بالدفاع الأوروبي”.
وفي معرض حديثه عن موضوع القرم، التي انضمت إلى روسيا، أعاد فيون إلى الأذهان مسألة كوسوفو، وقال “لقد قمنا نحن في الغرب بتغيير الحدود في مناطق عديدة من العالم، في كوسوفو مثلاً، لذلك أنا أقول يجب أن نترك للشعوب الحرية باختيار لمن هي تريد أن تنتمي”.
وبشأن العلاقات مع الولايات المتحدة، قال فرانسوا فيون إن “تصرفات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يمكن توقعها “.
ميلانشون يعد بسحب فرنسا من الناتو
بدوره، صرح اليساري جان لوك ميلانشون بأن فرنسا ستنسحب من حلف الناتو في حال انتخابه رئيسا للجمهورية، وقال”اذا تم انتخابي رئيسا سأعمل على إخراج فرنسا من حلف شمال الأطلسي”.
وأضاف “أريد أن أكون رئيس السلام ولا أريد أن ننجر للحروب التي تخوضها أميركا”.
وبشأن القرم قال ميلانشون”يجب أن ننظم مؤتمرا لدراسة الحدود في أوروبا، أنا أرى شخصيا بأن شبه جزيرة القرم مثلا مرتبطة بروسيا”.
وفيما يتصل بمكافحة الإرهاب، صرح المرشح بأنه “يجب أن نحاسب من يتعامل مع الارهابيين، كشركة “لافارج” الفرنسية لتصنيع الاسمنت التي تعاملت مع الارهابيين لتحافظ على انتاجها في سوريا ، مشيرا إلى أن “الدين هو حجة للارهابيين والارهاب يتمول اليوم من النفط والغاز، لا يمكننا اليوم أن نكون منقسمين بعد حدوث كل اعتداء”.
كما تعهد ميلانشون بإعداد دستور جديد في حال انتخابه رئيسا لفرنسا، مشيرا إلى أنه سيكون “آخر رئيس للجمهورية الخامسة”.
لوبان تعتزم زيادة الميزانية الدفاعية
أما زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان، فأعلنت عن عزمها زيادة الميزانية الدفاعية للبلاد، وتعهدت برفع الميزانية المخصصة للجيش إلى حد 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2018 ، وإلى حد 3 بالمئة مع نهاية فترة رئاستها المفترضة في عام 2022.
وقالت لوبان”اذا تم انتخابي رئيسة للبلاد، لن أكون لعبة بيد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اسوة برؤساء فرنسا السابقين”.
كما جددت التأكيد على موقفها بشأن “طرد كل الاسلاميين الأجانب الذين يشكلون خطرا علينا”.
هامون: دعم التحالف ضد “داعش” وإنهاء “شهر العسل” مع دول الخليج
من جانبه، أعلن مرشح الحزب الاشتراكي، بينوا هامون عن دعمه لمشاركة فرنسا في التحالف الدولي لمحاربة “داعش”.
وأكد أنه “يجب أن نعزز دور مخابراتنا لكي نواجه خطر الارهاب”.
وأضاف هامون “هناك حالة رفض ونكران تعيشه الجمهورية الفرنسية، فهي ترى الارهابيين كمسلمين قبل أن تراهم كفرنسيين”.
وبخصوص العلاقات مع الولايات المتحدة، أعرب هامون عن رأيه بأن انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة تسبب بعدم الاستقرار.
وقال: “يجب أن نتخذ مبادرة لكي نبني الدفاع الأوروبي الذي لا يمكن لأميركا أن تضمنه لنا”.
كما دعا إلى إنهاء “شهر العسل بيننا وبين بعض ممالك الخليج كقطر والسعودية”.
ماكرون يعارض التقارب مع روسيا
من جهته، أعرب المرشح إيمانويل ماكرون عن معارضته للتقارب مع روسيا، مشددا على ضرورة استقلالية فرنسا.
وقال “واجبي هو الدفاع عن استقلال الشعب الفرنسي وأمنه، أريد أن أرسم خارطة طريق دبلوماسية لكي يكون لدينا خط واضح”.
وأضاف”يجب أن تكون دبلوماسيتنا قوية لإحلال السلام في العالم”.
وحسب استطلاع للرأي أجرته شركة “إيلاب” بطلب قناة “بي أف أم تي في” التلفزيونية الفرنسية، اعتبرت أغلبية الفرنسية أداء ماكرون أن هو الأقوى في جولة المناظرة هذه، وأيده 29 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع، فيما اعتبر 20 بالمئة أداء جان لوك ميلانشون الأقوى.
وأيدت نسبة متساوية من المشاركين في الاستطلاع، فرانسوا فيون ومارين لوبان، حيث حصل كل واحد منهما على 19 بالمئة من الأصوات، أما بينوا هامون، فأيده 11 بالمئة من المشاركين الذين بلغ عددهم 1157 شخصا.
يذكر، أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا ستجري يوم 23 نيسان/أبريل المقبل، والجولة الثانية يوم 7 أيار/مايو. ويتنافس على منصب الرئاسة الفرنسية 11 مرشحا.
المصدر: سبوتنيك