قال الأمير السعودي طلال بن عبدالعزيز إن المملكة ستسمح للنساء بقيادة السيارة في نيسان/ابريل المقبل منهيًة بذلك حظرًا جعلها الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر على النساء قيادة السيارات استنادًا لآراء قديمة أطلقها علماء دين بارزون في الماضي.
وكان الأمير طلال، يتحدث على هامش اجتماع المجلس العربي للطفولة والتنمية والشبكة العربية للمنظمات الأهلية، في إطار برنامج الخليج العربي للتنمية في جمعية أحباء الطفولة بمدينة نصر في القاهرة.
وجاء كلام الأمير طلال الذي يشغل منصب مدير برنامج الخليج العربي للتنمية، بعد ما ذكرت صحيفة «مكة» أن مركز الحوار الوطني قد أنهى في السادسة من مساء يوم الثلاثاء استطلاعاً علمياً منهجياً شاملاً لجميع مناطق المملكة دون استثناء، رجالا ونساء، حول قبولهم أو رفضهم لإقرار قيادة المرأة للسيارة في السعودية والأسباب، وذلك بحسب معلومات مؤكدة لـلصحيفة.
الاستطلاع طلبت إجراءه جهة حكومية وستسلم نتيجته الاستطلاع لها بشكل سري وهي وحدها التي سيكون لها قرار نشر النتائج من عدمه.
وحسب المعلومات فإن الاستطلاع يصب في سياق دراسة إقرار قيادة المرأة للسيارة والوقوف على رأي جميع شرائح المجتمع السعودي حول هذا الموضوع.
وأشارت الصحيفة إلى أن المركز لديه قاعدة بيانات ضخمة بأرقام جوالات المواطنين السعوديين حصل عليها من مصادر متعددة من بينها شركات الاتصالات، وأن اختيار حجم العينة التي يجرى عليها الاستطلاع يعتمد على نسبة السكان السعوديين المقيمين فيها، فمثلاً 22% من السكان السعوديين يقيمون بالرياض ومناطقها، في حين يقيم 23% منهم في منطقة مكة المكرمة، وبالتالي فالعينة التي يتم استطلاع رأيها في هاتين المنطقتين أكبر من العينة التي يتم استطلاع رأيها في منطقة كالجوف، حيث يقيم بها 1.5% من السعوديين.
ومن المؤكد انه لا يوجد قانون رسمي يحظر قيادة السيارة على النساء في السعودية، لكن القانون لا يسمح لها باستخراج رخصة قيادة، وبالتالي فهي ممنوعة من قيادة السيارة رغم الحملات الكثيرة التي أطلقتها السعوديات في الماضي للمطالبة بمنحهن رخص قيادة.
وتعتمد النساء في السعودية في تنقلاتهن على السائقين الأجانب الذين يصل عددهم في المملكة إلى نحو 800 ألف سائق يشكلون ضغطًا على دخل الأسر السعودية الذي فقد كثيرًا من قيمته مع ارتفاع الأسعار، وبهذا سيتم توفير قرابة مليار ريال سعودي شهريا، وكما أنه سيحد من التحرش بالأطفال والنساء على حد قول البعض.
ويرى البعض أن هذا التصريح هو خطوة من خطوات التغيير الجذرية في إدارة البلاد في إطار برنامج «رؤية السعودية 2030» والذي طرحه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو برنامج يستهدف تنويع الاقتصاد المعتمد على النفط الذي تهاوت أسعاره خلال العامين الأخيرين وتسبب بعجز كبير في موازنة الدول النفطية.
ومع إمكانية السماح للمرأة بقيادة سيكون ذلك عاملا مساعداً على فتح آفاق أكبر لعمل المرأة، طبقاً لما صرحت به وزارة العمل السعودية في بيان بهذا الشأن، بأن العمل عن بعد والعمل انطلاقاً من المنزل يمكنه أن يوفر نحو 141 ألف فرصة عمل بحلول 2020.
ومن هنا تحول موقع التواصل الاجتماعي تويتر إلى حلبة صراع بين وسمين «هشتاغ»، الأول وسم «هاشتاغ» قياده المرأة الشهر المقبل، والذي ظهر فيه أكثر من 100 ألف تغريدة. ومنهم من عبر عن دهشته من تأخير قرار كهذا فقالت هدى «أمر حزين ومضحك في الوقت نفسه، فنحن في عام 2017 وما زلنا نناقش أبسط حقوق المرأة السعودية بأن تسوق أو لا تسوق»، وعلى النهج نفسه غردت خلود «أهلا بكم في القرن الثامن عشر».
أما الفئة التي عارضت الخبر فدشنت أكثر من 1500 تغريدة لوسم لن- تقودي، وسخرت هذه المجموعة من الموضوع، فكتب أحدهم يقول إن «الدراسات أثبتت أن المرأة تمتلك كمية كبيرة من الغباء أثناء القيادة». وقال شخص آخر إنه «يعارض الخبر بشدة»، وأضاف «تخيل بنت تسوق وهي ما تعرف تسوق، كم بني آدم سيموت بسبب القرار؟».
وكتب شخص آخر يقول «المرأة تقول: إذا سقنا السيارة نستغني عن مليون سائق أجنبي، طيب اشتغلوا في مطابخكم واستغنوا عن مليوني خادمة أجنبية».
وأكدت هذه المجموعة من المغردين أن قيادة المرأة في السعودية «أمر مستحيل بوجود قادتنا الكريمة والشعب السعودي الشريف الذي يرفض فساد المجتمع وانحلاله» قائلين إن «من يطالب بحرية المرأة لا يطالب بحريتها بل يطالب بحرية الوصول إليها». وقال البعض منهم إنه في حال تمرير القرار، على الرجال الامتناع عن السماح للنساء في أسرهم بالقيادة، فكتب أحدهم في هذا السياق يقول «يسمحون ولا ما يسمحون أنت مسؤول عن نفسك وعائلتك ولك الحرية أن تمنعهم».
وبين مؤيد ومعارض من كان ينتابه الشك تجاه هذا الخبر، ومن مدى صحته وكيفية تطبيقه، فهي ليست المرة الأولى التي تثار فيها تلك القضية ، ولكن بلا خطوات تنفيذية. فغردت علا «ودي أفرح بس خايفة». أما محمد اّل علي فقال «هذه كذبة إبريل».
المصدر: القدس العربي