بات المرشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية عن أحزاب اليمين فرنسوا فيون في موقفٍ لا يُحسد عليه بعد تزايد الانشقاقات والاستقالات داخل صفوف حملته الانتخابية. وبدأت موجة الاستقالات يوم الأربعاء الماضي بعد الخطاب الذي ألقاه فرنسوا فيون والذي أكّد فيه على نيّته الاستمرار بحملته الانتخابية حتى النهاية على الرغم من استدعائه من قبل المحكمة على خلفية الفضيحة المالية المتعلقة بوظائف وهمية والتي طالته وطالت زوجته وابنيه.
وعلى الرغم من الوعد الذي قدمه فيون في 26 من شهر كانون الثاني/يناير الماضي حين أكّد بأنّه سينسحب من السباق الانتخابي في حال تم استدعائه من قبل المحكمة إلا أن قراره يوم الأربعاء الماضي أتى مغايراً للوعود التي قدمها مما حثّ مستشاره للشؤون الدولية النائب عن حزب الجمهوريين برونو لومير على الاستقالة من منصبه. وفي اليوم التالي أمس الخميس استقال سيباستيان لوكورنو نائب مدير حملة فيون الانتخابية ليلحقه اليوم الجمعة الناطق الرسمي باسم الحملة الانتخابية تياري سولير، ومستشاره السياسي دومينيك بوسورو. وبالإضافة للاستقالات المتتالية قرر حزب اتحاد الديمقراطيين والمستقلين الداعم لفرنسوا فيون يوم الأربعاء الماضي تعليق دعمه له.
ومنذ ذلك الحين بدأت التصريحات السياسية في صف المرشح فيون تميل لفكرة ضرورة انسحاب فرنسوا فيون من السباق الانتخابي من أجل الحفاظ على سمعة حزب الجمهوريين وأحزاب اليمين. وبحسب استطلاع للرأي أجراه مركز أودوكسا للاستطلاعات لإذاعة فرانس أنفو اليوم الجمعة فإنّ 70 بالمئة من الشعب الفرنسي يعتبر بأنّ استمرار فرنسوا فيون بحملته أمر خاطئ ويجب عليه الانسحاب فيما يؤيد 30 بالمئة مسألة استمراره بترشحه. أمّا داخل صفوف المؤيدين لأحزاب اليمين فـ50 بالمئة منهم يرون استمرار فيون بحملته أمر طبيعي أما الـ50% الباقين فيفضلون اللجوء لمرشح آخر مكان فيون.
وتزامناّ مع الانشقاقات بدأ الحديث داخل جزء من حزب الجمهوريين عن ضرورة إيجاد مرشح آخر مكان فرنسوا فيون، وبحسب متابعين فإنّ المرشح المنطقي لخلافة فيون هو آلان جوبي الذي أتى في المركز الثاني بعد فرنسوا فيون في الانتخابات التمهيدية لأحزاب اليمين. هذا وقد صرّح مقربون من آلان جوبي اليوم الجمعة للوكالة الفرنسية للأنباء قائلين بأنّ “آلان جوبي لن يتهرّب من مسؤولياته في حال انسحب فيون من السباق الانتخابي”. ويعتبر هذا التصريح هو الأول من نوعه حيث سبق وأعلن جوبي في السابق واكثر من مرة عن رفضه لفكرة أن يكون الخطة “ب” في حال انسحب فيون.
وبعد ساعات من تصريحات المقربين من جوبي، نشر مركز أودوكسا استطلاعاً للرأي لقناة فرانس2 كان أجراه أمس الخميس قال فيه بأنّ آلان جوبي وفي حال ترشح مكان فرنسوا فيون فسيأتي عندها في المركز الأول أمام المرشح إمانويل ماكرون وأمام المرشحة مارين لوبن في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية. أما في حال بقي فرنسوا فيون على ترشحه فسيأتي في المركز الثالث وراء إمانويل ماكرون ومارين لوبن في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
يذكر أنّ الانتخابات الرئاسية الفرنسية ستجري في دورتين، الأولى في 23 نيسان/أبريل والثانية في 7 أيار/مايو المقبلين.
المصدر: سبوتنيك