تعاني الفتيات في سن المراهقة من الكثير من التغيرات الجسدية والنفسية، وعادة ما يفقدن الاهتمام منذ سن الخامسة عشر تقريباً، بالمواد المتعلقة بالرياضيات، والعلوم، والهندسة، والتقنية، وذلك بحسب مسح أجرته شركة “مايكروسوفت.”
ويقول أستاذ علم النفس في كلية لندن للاقتصاد مارتن بُوَر إن “الالتزام بالتوقعات الاجتماعية والصور النمطية عن أدوار الجنسين والافتقار إلى مثل أعلى يُحتذى به، كلها تؤدي إلى توجه الفتيات إلى خيارات مهنية لا ترتبط بالمجالات العلمية أو التقنية.”
وأشرف بُوَر على هذا المسح الذي شمل 11500 فتاة من 12 دولة أوروبية. ووجد البحث أن اهتمام الفتيات بالمواد المرتبطة بالعلوم والرياضات والهندسة والتقنية يزيد بدءاً من سن الـ 11 عاماً، وهو السن الذي يتزامن مع انحفاض اهتمامهن بالعلوم الإنسانية والآداب. لكن، ومع بلوغ سن الخامسة عشر، يقل اهتمامهن بالمواد العلمية بشكل كبير، ويعود الاهتمام بالعلوم الإنسانية.
وهذا يعني بحسب “مايكروسوفت” أنه لدى الحكومات والمعلمين والأهالي بين أربع وخمس سنوات لتحفيز شغف الفتيات بالعلوم، قبل أن يتجاهلن المجالات العلمية، غالباً إلى الأبد.
وأوجدت الشركة بعض الاستراتيجيات التي يمكن توظيفها للحفاظ على اهتمام الفتيات بالمواد العلمية:
1. التحدث معهن عن قدوات من النساء في مجالات العلوم والتقنية والرياضيات والهندسة، وتحفيزهن على ايجاد عمل في هذه المجالات. وقالت 6 من 10 فتيات إنهن يتمتعن بثقة أكبر لاختيار مهنة في مجال العلوم، إذا علمن بأن النساء والرجال يحظون بفرص التوظيف ذاتها في تلك المجالات.
2. توفير تمارين عملية في مجالات العلوم والهندسة والرياضيات داخل وخارج الفصل الدراسي، لتعليم الفتيات الهدف من وراء المعلومات العلمية في الحياة اليومية.
3. أن يكون الأستاذ أكثر من مجرد معلم أكاديمي، ويؤدي دور المرشد لتحفيز الفتيات على الاهتمام بهذه المواد.
ويتهم البعض شركات التقنية منذ سنوات بأنها تتمتع بأجواء عمل ذكورية، ولم تسلم حتى شركة “مايكروسوفت” من هذه الاتهامات، وأظهر تقرير العمل العالمي للعام 2016 أن نسبة النساء في “مايكروسوفت” لا تتعدى الـ 26 في المائة، ونسبة المهندسات أقل من 18 في المائة.
لكن، تؤكد الشركة قي التقرير المرافق للمسح أن نجاحها يعتمد على تنوع مهارات وخبرات موظفيها، مشجعة على حث الفتيات على الانخراط في المجالات العلمية لـ “مضاعفة إمكانية حل المشاكل.”
المصدر: سي ان ان