يعتبر قطاع الهواتف الذكية تجارة على حساب البيئة، حيث تتسبب الشركات المصنعة في أضرار هائلة على البيئة وظروف عمل كارثية، بحسب منظمة السلام الأخضر جرينبيس المعنية بحماية البيئة.
يرى خبراء السوق أنه تم إنتاج أكثر من سبعة مليارات جهاز هاتف ذكي “سمارت فون” منذ الإعلان عن أول جهاز آي فون قبل عشرة أعوام وأن الكثير من هذه الأجهزة أصبحت منذ فترة طويلة مجرد خُردة. لذلك تناشد المنظمة كلاً من شركة سامسونغ و آبل و هواوي والشركات الأخرى المصنعة للهواتف الذكية أن تصنع أجهزتها مستقبلاً بشكل يسهل معه إصلاحها مستقبلاً واستبدال مكوناتها في حالة تعطبها وذلك لأن “كل هاتف ذكي يتم إصلاحه يحافظ على خامات الأرض ومواردها.
تستخدم معادن نفيسة في إنتاج هذه الأجهزة، كما يدخل في إنتاجها ما يعرف بالعناصر الأرضية النادرة التي تستخرج من الأرض باستخدام مواد كيماوية ضارة بالصحة. كما أن التسابق في البحث عن كميات أكبر من المواد الخام يلحق أضراراً هائلة بالبيئة ومن شأنه أن يؤدي إلى أن نضوب بعض الموارد الطبيعية قريباً.
يضاف إلى ذلك ما يستنفده هذا البحث من طاقة هائلة حيث التهمت صناعة الهواتف الذكية خلال السنوات العشر الماضية وفقا لتقديرات منظمة السلام الأخضر 968 تيراواط/ساعة أي ما يعادل حاجة إندونيسيا من الطاقة لمدة عام كامل “وفي ضوء ذلك ينبغي على الإنسان التفكير حقاً فيما إذا كان الإنسان بحاجة لإبرام عقد يضمن له هاتف ذكي جديد كل عام”.
وأشارت المنظمة إلى إمكانية خفض التأثير السلبي لإنتاج الهواتف الذكية على ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض بنسبة 30% إذا أمكن زيادة فترة استخدام الهاتف إلى خمس سنوات.
كما أن هناك مشكلة أخرى وهي التدوير “حيث يجب إلزام الشركات باستعادة أجهزة الهواتف الذكية التي تتعطل وبدون شروط وإعادة الاستفادة منها في صناعة أجهزة أخرى” حسبما رأى سانتن، خبير منظمة جرينبيس، وذلك لأن النفايات الإلكترونية تمثل عبئاً ثقيلاً على البيئة حيث تشير تقديرات جامعة الأمم المتحدة إلى أن معدل نصيب الفرد من النفايات الإلكترونية في ألمانيا بلغ 21.6 كيلوغرام عام 2014 مقارنة بـ 22.1 كيلوغرام في أمريكا.
وفي حالة التخلص من هذه النفايات بشكل خاطئ فإن ذلك يسبب أضراراً بالغة للبيئة. بل إن أجهزة الهواتف الذكية تسبب مشاكل في مصانع التدوير نفسها لأن فك هذه الأجهزة صعب ومكلف في ضوء تصميماتها البسيطة، خاصة فيما يتعلق باستخدام المسامير المسجلة تحت براءة اختراع والبطاريات الملصقة.
ومع ذلك كله فإن سانتن لا يزال يجد ما يثني به على شركات القطاع قائلاً إن شركة أبل على سبيل المثال والتي يراهن رئيسها تيم كوك بقوة على الطاقات المتجددة حققت في السنوات الأخيرة تقدماً ملحوظاً فيما يتعلق بحماية البيئة في حين أن شركة سامسونج لا تزال تسبب قلقاً في هذا الجانب.
المصدر: مواقع