نظمت رابطة قدامى مدرسة “سيدة الجمهور” لقاء بعنوان “من الوحدة المسيحية الى الوحدة الوطنية” في المدرسة، تحدث فيه امين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والاعلام في “القوات اللبنانية” ملحم الرياشي.
كنعان
واشار كنعان الى أن “المشكلة اليوم في البلد، والتي ستظهر في الاسبوع المقبل اكثر فأكثر، هي في المطالبة بقانون انتخاب. وهناك من يأخذ على خاطره ويتهمنا لأننا نريد قانونا يؤمن صحة التمثيل. في الوقت الذي نحن لا ندعو الى ثورة، بل الى ما يؤمن الشراكة الحقيقية. واليوم، وبعد الوحدة المسيحية، بات هناك رأي واحد لا يمكن تجاوزه بسهولة. ومن يتجاوز التوازن والمساواة والديموقراطية الصحيحية، يضر نفسه، لانه يضرب مفهوم الدولة”.
وقال: ” صحيح ان حزبين قاما بالمبادرة، ولكنها ليست مبادرة ليتصالح حزبان. فعندما اختلفا تأثر الحضور المسيحي والدولة، وعندما اتفقا، فاتفاقهما سينعكس ايجابا على الجميع. وبعيدا من الحسابات الحزبية، فكل منطقة فيها حضور مسيحي سعيدة بما حصل، والقواعد مرتاحة”.
وكرر “التأكيد ان “التيار” و”القوات” لا يريدان الغاء احد في الانتخابات البلدية، بل يهدفان الى ارساء رافعة لجمع المسيحيين”، وقال: “هي رافعة على مستوى الحقوق والملفات التي يطالب بها الجميع. وأملنا اننا بالتراكم الإيجابي يمكن ان نحقق. واذا دعي لجلسة تشريعية من دون قانون انتخاب سنقاطع جميعا. هذا الالتقاء يظهر انه ليس الغائيا، ولا يريد عزل احد، بل يسعى الى تقوية الموقف الجامع لكي لا يستفردنا احد. هي مبادرة حزبية ولكنها لجميع المسيحيين من اجل اللبنانيين كافة”.
ورأى كنعان “ان هناك مدرستين، الأولى لديها رؤية واستراتيجيا والثانية هي مدرسة سلطة ومواقع. أصحاب مدرسة السلطة انزعجوا لانهم بنوا موقفهم على هذا الاساس، ولم يقرأوا الحدث وامتداداته وماذا يعني لكل مسيحي في هذا الشرق بأن يتوحد المسيحيون في لبنان. اما دوليا، فكل طامع بلبنان انفلج، لان معادلة الطائف التي قامت على تلزيم السيادة مقابل الأمن، بغطاء دولي واقليمي، تتأثر بوحدة المسيحيين التي تنهي “تناتش” الحقوق”.
وقال: “ما حصل اهم من مصالحة، اذ لم نكتف بالمصارحة وصولا الى المصالحة، بل ارسينا رؤية للمستقبل، هي ضرورية بالنسبة الى المسيحيين في مجتمع تعددي، وفي رحاب المنطقة التي تشهد خضات كبيرة، وتغييرات جغرافية واجتماعية، تنعكس على كل المذاهب والطوائف الموجودة من خلال التهجير والعنصرية والتعاطي بالكثير من الحدية”.
اضاف: “اليوم تحققت المصالحة، وأرسيت الرؤية التي ندعو كل الاطراف السياسيين للمشاركة فيها. ففي السنوات الماضية، لم تطبق الشراكة، وبقي من يحدثنا بالوحدة الوطنية. فهل الوحدة الوطنية هي عملية الغاء، ولا يمكن ارساء هذه الوحدة الا بضرب المسيحيي؟ ام انها يجب ان تقوم على الرؤية المشتركة التي تتحدد بموجبها المسؤوليات والاحجام؟”.
وأشار كنعان الى أن “الثامن عشر من كانون الثاني 2016 ليس مشروعا حصريا بين التيار “الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، وقال “صحيح اننا فخورون بما قمنا به من مبادرة، ولكن هدفنا ليس ان نجمع بعضنا فقط، بل همنا أن نجمع المسيحيين على مشروع وطني له علاقة ببناء الدولة في لبنان، ويأخذنا لا الى الغاء التنافس المسيحي المسيحي، بل يسمح بأن تكون كلمتنا واحدة في ما يتعلق بالحقوق والنظرة الى الدولة. ومن هنا، فعلى كلمتنا ان تكون واحدة في ما يتعلق بقانون الانتخاب الذي وعدونا به منذ 26 عاما، وبات الوعد دائما من دون ان يتحول الى واقع. تماما كما سوكلين التي بدأت بعقد موقت لاربع سنوات، لنعيش حالة تمديد للعقود والتلزيمات اليوم التي يتم الحديث عنها، بعد كل الازمة التي عشناها، شبيهة بالأمس. وفي ما يتعلق بقانون الانتخاب، فالقانون المعتمد منذ الطائف ألغى الشريك وهمش طرفا اساسيا له دور أساس في تكوين لبنان”.
اضاف: “في السنوات الماضية، كنا في حالة انقسام عمودي فعلي، وبين “التيار” و”القوات” ما لا يقل عن 120 دعوى قضائية. وعندما بدأنا ندخل الى الملفات لنحصي الخلافات والعداوات اكتشفنا ما هو محزن، وتوصلنا الى ما توصلنا اليه. واليوم، بتنا نسأل هل من بلدة نختلف فيها، بعدما كان السؤال في السابق، هل من مكان لا تختلفون فيه؟ وقد استغل شركاؤنا هذا الانقسام، معتبرين ان المسيحيين سيلغون بعضهم بخلافاتهم”.
وقال: “بعد اتفاق معراب، بات المستقبل افضل، ونحن نعرف ماذا نريد. نلتقي على فكرة الحضور والوجود والرؤية للدولة وتحسين التوازنات الموجودة وتفعيل دورنا، لا لنكون منعزلين، من دون ان نستحي بأننا نفكر معا في ضوء ما تعيشه المنطقة من تطورات. نحن نتمنى ان تبقى سوريا دولة قائمة بحدودها، ولكن ما هو تأثيرنا كمسيحيين ولبنانيين بهذا الصراع؟ لا شيء، لا بل سندفع فاتورة ما يحصل، وازمة النزوح اكبر دليل على ذلك، اذا لم نحسن التعاطي معها”.
وتابع: “قبل ايام، أتيت من واشنطن حيث شاركت في مؤتمر من تنظيم البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وتناولنا عناوين عدة، من بينها النزوح السوري. وعندما يتم الحديث عن مساعدات للبنان، يتبين انها قروض ب4 مليار دولار لمليون و400 الف نازح سوري في لبنان، ويريدوننا ان ننشىء لهم المدارس والطرقات والبنى التحتية. أما جوابنا فكان اننا لا يمكن ان نخضع لسيناريوهات بقاء السوري على ارض لبنان. من هنا، اذا كنا منقسمين تمرر المشاريع على ظهرنا، وان كانت كلمتنا واحدة يمكننا ان نمنع ذلك. وعندما قلنا اننا لا نريد ذلك، وقف في القاعة من يقول لي في المؤتمر: انت تعرف انهم سيبقون في لبنان. فهل نرضخ لهذا الواقع بتردداته السلبية على لبنان؟”.
ورأى اننا “في وضع دقيق، والمصالحة باتت أساسا لبناء عصب مسيحي من اجل لبنان، ومن اجل وحدة وطنية قائمة على الشراكة، لحماية لبنان وحدوده والصورة التي تربينا عليها”.
وقال: “اننا فخورون بما انجزناه وأهدافه وجودية لنعود ونلعب دورنا التاريخي منذ نشأة لبنان، الذي تراجع كفكرة ودولة عندما تراجعنا. والمطلوب ان نفكر معا في بناء الدولة العصرية، وذلك لا يبدأ الا بحماية حضورنا ووجودنا، ولا سيما في ظل ما يحدث في المنطقة والصراعات السياسية والمذهبية، ما يفرض ان نلبنن بوحدتنا الحلول ولا ننتظر ما تفرضه علينا سياسة المحاور المختلفة. نحن اقوى، ويمكن ان نكون مع حلفائنا افضل في اتجاه الوحدة الوطنية التي نريد”.
الرياشي
بدوره، قال الرياشي: “بدأنا بمشوار اللقاءات منذ تشرين الثاني 2014، وكنا نريد تمهيد الطريق لقاعدة اشتباك مشترك. نصفي الملفات المتفق عليها، ونخفف الضغط عن ناسنا في ملفات أخرى، الى ان تطورت الأمور، وصولا الى 24 كانون الأول 2014، حيث حصل اول اتصال علني بين معراب والرابية، وفتح المجال امام أمور أخرى، وكثرت الأسئلة. واستمر العمل بشكل دقيق رغم كل الضغوط وصولا الى 2 حزيران 2015، يوم زار الحكيم الرابية بعد اجتماع تكتل “التغيير والإصلاح” في شكل مفاجئ، وجرى اعلان النيات، وهي اول ورقة خطية بعد ثلاثين عاما من الصراع الدموي والسياسي”.