محمد بنوت
قدر الشرفاء في العالم ان يحظوا دائما بفرص النصر المؤزر وقضاؤهم المحتوم امتلاك خيوط اللعب السياسي والعسكري وحتى النتائج المرتقبة في اغلب الظن تكون لصالحهم وليس هذا من قبيل الصدفة الديالكتيكية انما وفق المراجعات التاريخية لكافة الصراعات التي نشبت بين الجور والعدل كانت الخواتيم لصالح اصحاب القضية السامية وهذا ما حصل في اليمن.
اكثر من عام مضى على العدوان السعودي الدموي الذي فتك بالبلاد حجرا وبشرا الا ان الدمار لم يستطع ان يحفر بصماته الا على انقاض المنازل والمنشئات لكن الشعب الصبور المؤمن اجترح معجزة القيام من بين براثن الموت الكثيف الذي اغدقته طائرات ال سعود الامريكية.
غيرة عربية ودولية مفاجئة اعترت صدور القوم حين باتت مفاوضات الكويت قاب قوسين او ادنى من الانطلاق فانهال الترحيب بالحل السياسي من كل فج عميق وتحررت الالسن الخرساء من صمتها لعل وعسى ان ينالهم من الطيب نصيب حينما تتمخض النتائج المعلومة لمفاوضات الكويت والتي لم تعد خافية على احد حيث يعلم المراقب انها باب نجاة للسعودية وحلفائها من مأزق اليمن ونصر جديد لليمن بشعبه وجيشه ولجانه.
كل الذين صمتوا من دول وحكومات عن مجازر السعودية في اليمن ثم خابت امانيهم يحاولون التسلق اليوم على اكتاف النصر السياسي والعسكري ليحجزوا لهم مكانا على خارطة العلاقات مع الجمهورية اليمنية في المستقبل الاتي فبادروا الى نفاق التصريحات الانسانية موارين وجوههم خلف سيل الدعوات المشفقة والمريبة في ان .
نباهة الوفد اليمني القادم من صنعاء وجسارته بفرض شروطه من منطلق القوة في الميدان لاشك انها كانت اللبنة الاولى في جدار القوة السياسية والامل من اي حكومة تتشكل في المستقبل ان تمحص العدو من الصديق وان تكون ذات رؤية جلية لطبيعة العلاقات مع الجوار والعالم.
ايها اليمنيون البواسل يا اباة الضيم واشراف الامة ان نصركم تحول تاريخي ومنعطف فريد في ذاكرة الشعوب اضننوا به عن كل احد كي تحصدوا احلامكم غصبا من فك تنين الاطماع الغربية واذا اردتم نصرا خالصا لوجه اليمن غير مبتور الفرحة فلا تسمحوا لهم ان يقاسموكم شرف النصر والسلام.