تبدي السياحة في المغرب مقاومة بأساليب عدة للحفاظ على مكانتها، رغم صعوبات شتى، وتسعى إلى استقطاب سياح من جنسيات جديدة كالصينين والروس.
في العام الماضي زار المملكة المغربية 10.3 مليون سائح، بزيادة نسبتها 1.5 في المئة مقارنة بالعام 2015، بحسب المرصد المغربي للسياحة، الذي اعتبر أن هذا «الأداء مشرف وإيجابي».
وقال مسؤول في المرصد «نحن في سياق دولي صعب، شهد الكثير من التردد في السفر».
وينتهج المغرب، الشريك الأمني الرئيسي للدول الأوروبية، سياسة أمنية دفاعية، والشرطة منتشرة في كل المناطق السياحية.
يذكر ان السياحة قطاع رئيسي للاقتصاد المغربي، كونها تمثل عشرة في المئة من إجمالي النتاج المحلي. ومع الصادرات والتحويلات المالية للمغربيين، تعد احدى المصادر الرئيسية للسيولة في البلاد، وثاني أهم مصدر لفرص العمل.
وإلى جانب الزيادة الطفيفة في عدد الوافدين، ارتفعت إيرادات القطاع إلى 5.94 مليار يورو، بزيادة نسبتها 3.4 في المئة، كما ارتفعت الحجوزات في الفنادق 4.5 في المئة.
ويشير المسؤول نفسه إلى أن «هذه الأرقام تؤكد مرونة السياحة المغربية، حتى لو أنها تبقى أقل من طموحاتنا».
وتقول حنان وهي مديرة إحدى ما يسمى رياض المدينة في الرباط، حيث المنازل المشيدة على الطراز الأندلسي وأكشاك الحرفيين، ان «العام الماضي كان أفضل من العام 2015. وأول شهرين من 2017 يبشران بعام أفضل».
ويتوجه السياح بشكل كبير إلى شارع القنصليات، أحد الشوارع الرئيسية في المدينة، أو إلى حدائق قصبة الوداية التاريخية.
وتضيف حنان ان «الأوروبيين ما زالوا في الطليعة، لكن أعداد الصينيين في ازدياد… بما أنه تم إلغاء التأشيرات للصينيين في حزيران/يونيو، فإن بابا قد فتح».
بدوره، يلفت كريم، وهو مدير وكالة للسفريات في الدار البيضاء، إلى «ضرورة القيام بمزيد من الاستكشاف. الوضع يحثنا على البحث عن أسواق خارج أوروبا. لكن عموما، يمكننا القول إن العام 2016 شهد انتعاشا طفيفا».
في العام 2010، أطلق المغرب برنامجا طموحا تحت اسم «رؤية 2020»، هدفه رفع عدد السياح إلى 20 مليونا بحلول العام 2020، مع 200 ألف سرير إضافي. لكن ديوان المحاسبة اعتبر أن الميزانية التي خصصت لتحقيق هكذا طموح «منخفضة جدا».
ويشير إلى أن «هدف العشرين مليونا أقر في العام 2010، ومع مرور الوقت، تغيرت أشياء كثيرة. رؤية 2020 تعرقلت بفعل عوامل دولية عدة». ويضيف «لن نصل إلى 20 مليونا العام 2020، هذا مؤكد، لكنه يبقى رقما رمزيا لتعبئة المشغلين».
وتراهن السلطات أيضا على أسواق جديدة، مستهدفة خصوصا روسيا والصين. ورغم بضعة آلاف من الوافدين الإصافيين، لا يتجاوز عدد الروس والصينيين 100 ألف.
ويشكل الفرنسيون دائما ومنذ زمن اكبر نسبة، بما يصل إلى ثلث الوافدين، يليهم الإسبان. وبالنسبة إلى هاتين الجنسيتين، كثيرون هم من أصول مغربية.
وتعتبر الصحافة المغربية أن البلاد تكافح للوصول إلى «العتبة الحاسمة لعشرة ملايين» زائر التي وصلتها للمرة الأولى العام 2013، متحدثة عن أعداد «بلا بريق ومخيبة للآمال» وعن «فشل مر بصمت».
وتعتقد وسائل الإعلام أن السنة السياحية «أنقذت» بسبب المغاربة المقيمين في الخارج، والذين يشكلون نحو نصف الوافدين، مشيرة إلى أن عددهم قد زاد بنسبة 4 في المئة العام 2016، فيما تراجع عدد عدد السياح الأجانب بنسبة 0.9 في المئة.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية