في شهر تموز من العام 2006، استهدف العدوان الإسرائيلي قناة «المنار» استهدافاً مباشراً، بهدف منعها من البث على الهواء وتأدية رسالتها الإعلامية. حينها وقفت « المنار» له بالمرصاد، وعاودت بثها المباشر بعد دقائق من مكان بديل وسرّي.
زينة برجاوي/ جريدة السفير
اليوم، تواجه «المنار» حرباً أخرى، من خلال إيقاف الشركة المصريّة للأقمار الاصطناعية «نايل سات» بثها، وإبلاغ الأخيرة وزارة الاتصالات اللبنانية بقرارها بحجة أنّ «المنار خالفت الاتفاق الموقّع معها، وقامت ببث برامج تثير النعرات الطائفية». إلا أنّ هذا القرار لن يخفي صوت «المنار» التي نقلت بثّها وبعد القرار مباشرةً من قمر «نايل سات» إلى القمر الروسي وفق ترددات جديدة محليّاً وفضائيّاً.
ويأتي قرار «نايل سات» بعد أشهر من قرار «عرب سات» الذي حجب بدوره بثّ «المنار»، وقبلها قناة «الميادين». «ولماذا هذا القرار؟»، سؤالٌ طرحه مدير عام القناة ابراهيم فرحات أمس خلال لقاء تضامني دعت إليه القناة في فندق «كورال بيش». واعتبر فرحات القرار «سياسيّاً بحتاً»، مؤكداً على تقديم المؤسسات المرئية اقتراحات عدة نُقلت إلى لجنة الاتصالات والإعلام النيابية، والتي صدر عنها توصيات إلى الحكومة اللبنانية بأن «يكون هناك حد أدنى من ممارسة السيادة الإعلامية والمسؤولية الوطنية عن وسائل الإعلام». ودعا فرحات الدولة اللبنانية «للاستفادة من هذه الفرصة والتوجه إلى بعض الأقمار الاصطناعية لاستئجار ساعات قمرية وتكون التعاقدات مع الدولة اللبنانية، لتصبح مسؤولة عن مضمون هذه الرسالة الإعلامية التي تبث من لبنان وعبر كل القنوات».
وألقى رئيس تحرير «السفير» طلال سلمان كلمة الصحافة، فلفت إلى أن «المنار تعبّر عن ضمير المنطقة، وحق الناس برفض الظلم في وجه الاحتلال الإسرائيلي». كما أكدّ أن «المنار هي صوت الذين قدموا دماءهم من أجل تحرير الوطن، ولن تسكت أبداً لأنّها وقفت دائماً مع المستضعفين».
من جهته، رأى رئيس لجنة الإعلام النيابية حسن فضل الله أنّ «هذا الفضاء الكوني يتّسع لآلاف القنوات وبعضها يبث السموم والفتنة، ونحن اليوم معنيون بالتضامن مع الحرية من خلال التضامن مع المنار». واعتبر فضل الله أنّنا «لا نواجه قراراً سعوديّاً، بل نواجه جهداً منسّقاً بين محاور عدة تحاول استهداف المقاومة».
وجاء في كلمة وزير الإعلام رمزي جريج التي ألقاها مدير عام الوزارة حسان فلحة أنّ «الوزير جريج أجرى الاتصالات اللازمة مع المعنيين لإعادة بث «المنار»، كما تبلّغ من مجلس الوزراء برسالة رئيس «نايل سات» بإجراء بعض المفاوضات وتشكيل لجنة لمتابعة هذه القضية». ورأى جريج أنّ «المشكلة التي نحاول حلّها تكمن في الوضع غير المستقر للقنوات وحماية الحرية الإعلامية». كما أضاف أنّ «تحرير المحطات اللبنانية من وصاية شركات الأقمار الاصطناعية يجب أن يرافقه تشدّد في تطبيق القوانين اللبنانيّة».
من جهته، لفت رئيس «المجلس الوطني للإعلام» عبد الهادي محفوظ أنّ «هناك وعودا بالعودة إلى جورة البلوط من دون «المنار»، مؤكداً على أن «المجلس لا يريد جورة البلوط من دون المنار». ودعا «الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ المواقف التي تؤدّي إلى عودة المنار من خلال استئجار قمر اصطناعي أو حيّز على «نايل سات»، على أن تقوم الدولة بإجراء العقود وتطبيق قوانينها، أي أن تلزم الأقمار الاصطناعية بالعودة إلى قانون المرئي والمسموع في حال أيّ مخالفة».
من جهتها، دعت نائبة مديرة أخبار «الجديد» كرمى خياط إلى «تحويل لقاءات التضامن إلى لجان ضغط إعلامية ترشد الحكومة الهامدة إلى واجبها في الدفاع عن مؤسّسات إعلامية وطنيّة حاصلة على ترخيصها في مجلس الوزراء». ورأى رئيس نقابة الفنانين المحترفين جان قسيس أنّ «صـــوت المقاومة سيبقى لأن دم الشهداء صرخته أقوى».
كما استنكر قرار «نايل سات» كل من الدكتور طلال حيدر باسم اتحاد الإذاعات الإسلامية، ومدير عام قناة «فلسطين اليوم» أنور طه وبسام الهاشم باسم الأحزاب والقوى الوطنية. وفي ختام اللقاء نقل الصحافي الايطالي روبيرتو فابلو باسم مجموعة «باندورا الإعلامية الايطالية» تضامن الصحافيين الايطاليين المنحازين لقضية المقاومة، مع «المنار».
المصدر: جريدة السفير