توصل الباحثون إلى أن حدائق الأعشاب الجميلة الموجودة تحت الماء تقلل بشكل كبير مستويات البكتريا القاتلة التي في البحار، مما يقي البشر من الإصابة بأمراض مثل الدوسنتاريا والتيفوئيد.
لكن هذه المروج المثالية من الأعشاب البحرية -النظام البيئي الساحلي الأكثر شيوعا على الأرض- تتعرض لتهديد خطير، حيث إنها سجلت تراجعات مأساوية سنويا منذ عام 1990.
وهذا قد يعني المزيد من المشاكل للشعاب المرجانية التي يعتمد عليها الكثير من الأحياء البحرية التي تعاني أيضا من العدوى البكتيرية. والشعاب المرجانية تعاني بالفعل من فقدان ألوانها الزاهية وتتحول إلى اللون الأبيض المنعدم الحياة بسبب ارتفاع درجات حرارة البحار حول العالم.
ومن المعروف أن الأعشاب البحرية لها تأثير مضاد للجراثيم، لكن نتائج الدراسة الجديدة للجزر المكتظة بالسكان في خليج سبيرموند في إندونيسيا كانت مثيرة بشكل غير متوقع. ففي المناطق القريبة من المروج كانت كمية البكتريا حوالي نصف المستويات الموجودة في أماكن لا تتوفر فيها الأعشاب البحرية.
والمثير في الأمر أن هذه الآثار الضارة اكتشفت بالصدفة عندما مرض فريق الباحثين من جامعة كورنيل الأميركية وهم يحققون في صحة هذه الأعشاب المرجانية، إذ أصيبوا جميعا بالدوسنتاريا وأصيب أحدهم بالتيفوئيد، وهو ما نبه العلماء إلى خطورة الأمر.
ووجد الباحثون أن مروج الأعشاب البحرية عندما كانت موجودة، انخفضت -بنسبة 50%- الوفرة النسبية للكائنات البكتيرية الممرضة القادرة على التسبب في المرض لدى البشر والكائنات البحرية.
بالإضافة إلى ذلك أظهرت المسوحات الميدانية لأكثر من ثمانية آلاف من الشعاب المرجانية في المواقع القريبة من مروج الأعشاب البحرية، ضعفين من الانخفاضات في مستويات المرض مقارنة بالشعاب التي في مواقع مماثلة ليس فيها مروج أعشاب بحرية قريبة.
وقال الباحثون إن هذه النتائج تبرز أهمية النظم البيئية للأعشاب البحرية على صحة الإنسان والكائنات الأخرى. وقد كشف المزيد من الدراسات أن أعداد مسببات الأمراض التي تؤثر على الأسماك واللافقاريات كانت أقل أيضا بنسبة 50% في حدائق الأعشاب البحرية.
المصدر: مواقع