أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن مساحة المناطق الآمنة، التي تعتزم أنقرة إقامتها في سوريا، ستبلغ 4-5 آلاف كيلومتر مربع على الأقل. وأوضح، في تصريحات له بالبحرين الاثنين أن منطقة حظر للطيران ستكون عنصراً ضرورياً للمناطق الآمنة. كما ذكر أن تركيا ستوسع عملياتها العسكرية في سوريا باتجاه مدينتي منبج والرقة بعد تحرير مدينة الباب من أيدي “داعش” نهائياً. كما جدد الرئيس التركي رفضه ذكر الاسلام بجانب الإرهاب، مؤكداً أن “الإسلام لا يقبل التطرف”.
وفي مؤتمر صحفي مشترك في المنامة مع رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة عقب لقاء مغلق تم بينهما بحضور ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، قال أردوغان “داعش تنظيم إرهابي، لأن ديننا دين سلام، ولكن التنظيم ينشر الإرهاب دائمًا ويقتل الناس العزّل دون رحمة. داعش الوجه الأسود للمسلمين، وسمعة المسلمين تشوهت في كافة أنحاء العالم جراء ذلك، فنحن لا نستحق ذلك”. وأعرب أردوغان عن أسفه لكون المسلمين “يستنزفون بعضهم البعض في سوريا والعراق وليبيا واليمن وفي كثير من الأماكن الأخرى”. وأضاف “نتابع معاً كيفية تحويل أبرز مدن الحضارة العربية والاسلامية إلى مسارح للمنظمات الإرهابية، والقوى الأجنبية وحروب الوكالة والاستنزاف، وبينما ضمير الانسانية صامت، يتربص الأقوياء من جهة، ويذرف المراؤون دموع التماسيح من جهة اخرى”.
كما أكد أردوغان أنه “ليس هناك أي ضمانة لأن لا يصيبنا مستقبلاً ما يصيب إخوتنا في سوريا والعراق وليبيا اليوم، لذلك يجب علينا التحرك مباشرة وليس لاحقاً”، مشدداً “أن الوقت قد حان من زمن للتحرك سويًا من أجل مستقبل العالم الإسلامي بأسره وحتى الإنسانية، ولا يمكن لأي بلد أو مجتمع أن يفكر براحته ومستقبله فقط، عندما يتعرض إخوانهم للظلم ممن يتجهون لنفس القبلة ويتحدثون نفس اللغة”. بخصوص عملية درع الفرات قال أردوغان “جعلنا مساحة ألفي كم مربع منطقة آمنة، بينما كان يسرح ويمرح فيها الإرهابيون قبل بضعة أشهر، لكن ذلك لا يكفي، نرمي إلى انشاء منطقة خالية من الإرهاب ” شمالي سوريا ” مساحتها على الأقل 4 أو 5 آلاف كم متربع”.
وعن الخطط المستقبلية قال أردوغان “نتجه في المرحلة القادمة إلى الرقة ومنبج، وسنسعى بالتعاون مع التحالف الدولي إلى تشكيل منطقة آمنة يعيش فيها أخواننا العرب والتركمان”. ووصف أردوغان استمرار “إسرائيل” بسياسة الاستيطان رغم قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334، بالمستفز، مؤكداً أن انهاء الحصار والاستيطان على الأراضي الفلسطينية، “شرط أولي للسلام الدائم والاستقرار في الشرق الأوسط”. وفيما يتعلق بالأوضاع في ليبيا قال أردوغان “لا يمكن لتركيا أن تغض الطرف عن أوضاع ليبيا التي تربطنا معها علاقات تاريخية، واتفاق 2015 (الصخيرات) يفتح صفحة جديدة في البلاد”. هذا والتقى أردوغان الأحد العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ومن المقرر أن يغادر أردوغان البحرين، في وقت لاحق اليوم، متوجهاً إلى السعودية، ثاني محطات جولته الخليجية؛ حيث يلتقي الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من المسؤولين السعوديين. ووصل أردوغان، مساء الأحد، إلى المنامة، في مستهل جولة خليجية تشمل البحرين والسعودية وقطر.
المصدر: وكالة الأناضول للأنباء