يصعب علينا تخيل كيف اختُرعت الأشياء من حولنا، ويتبادر إلى ذهننا عدة تساؤلات، مثل هل جلس أحدهم يفكر بأنه يريد اختراع علاج جديد لمرض ما حتى يخفف الألم عن المرضى؟ وذلك الشخص الذي اخترع أكلة جديدة هل توصَّل إليها بعدما ملَّ من تناول الطعام التقليدي؟
أحياناً تكون هذه التخمينات صحيحة، ولكن يوجد الكثير من الاختراعات التي أسهمت في تغيير مستقبل البشر على كوكب الأرض، توصّل إليها أصحابها عن طريق الخطأ، والصدفة ليس أكثر، وفي هذا التقرير سنعرفكم على عشرة منها.
1- منظم ضربات القلب: يوصف منظم ضربات القلب بأنه جهاز صغير، يُوضع فوق الصدر، ويوصل بأقطاب ليضمن انقباض عضلات القلب، وتنظيم ضرباته، واخترعه العالم الأميركي ويلسون غريتباتش.
وفي الواقع فإن “غريتباتش” كان يريد أن يخترع هذا الجهاز؛ لأن كل الأجهزة التي تؤدي نفس الوظيفة كبيرة الحجم للغاية، ولكنه لم ينجح في اختباراته المعملية، ثم في يوم وضع محولاً خاطئاً، ليكتشف أن الجهاز عمل كما ينبغي له، وهكذا اختراع هذا الجهاز الطبي المهم.
2- الكوكيز برقائق الشوكولاتة: لم يكن ابتكار هذه الحلوى الشهيرة والمميزة مُخططاً له، فعندما كانت المخترعة الأميركية روث ويكفيلد تحضّر وصفة كعك اعتيادية، اكتشفت أن نوع الشوكولاتة المعتاد الذي تستخدمه غير متوفر عندها، لذا لجأت لنوع آخر كسرته إلى قطع صغيرة كالمعتاد، وأضافته للكعك، معتمدة على أنه سيذوب تماماً في الفرن، ويصبح كعك شوكولاتة كما العادة.
ولكن ما حدث هو أن بعض القطع ظلت لينة، ولم تذُب بالكامل، وكانت ذات مذاق رائع ومختلف، وهنا قررت “ويكفيلد” أن تُكمل ابتكار هذه الحلوى على أكمل وجه، لنتمتع بعدها بسنوات كثيرة بتناول هذه الحلوى اللذيذة.
3- رقائق البطاطا (الشيبسي): تتمثل نقطة البداية لاختراعها عندما فاض الكيل بمبتكرها الشيف جورج كرام، بسبب أحد زبائن مطعمه الذي كان يطالبه بشكل مستمر بأن يحصل على بطاطا رفيعة، ومقلية، وعندها جن جنون “كرام” وقطع البطاطا بطريقة رفيعة للغاية، ثم وضعها في زيت غزير، وتركها حتى أصبحت شديدة القرمشة، كعقاب لهذا الزبون على طلباته غير المنطقية.
ولكن المدهش في الأمر أن البطاطا نالت استحسان الزبون، ونالت أيضاً استحسان كل شخص آخر تذوقها، وبهذه الطريقة المجنونة اختُرعت رقائق البطاطا التي اجتاحت العالم كله.
4- الديناميت: كان المخترع السويدي، ألفريد نوبل، يعمل على أبحاثه في محاولة للوصول إلى طريقة تجعل “النيتروجلسرين” السائل ثابتاً، وغير منفجر، لأنه من الممكن استخدامه في العديد من الأغراض النافعة، وعندما أوقع قنينة مليئة بالسائل غير المستقر، توقع حدوث الانفجار.
ولكن ذلك لم يحدث، فأجرى “نوبل” أبحاثه على المواد المكوّنة للقنينة، كونها حافظت على المادة الخطرة في حالة من الثبات وتجعلها غير قابلة للانفجار.ومن هنا جاء اختراع الديناميت، فـ”النيتروجلسرين” السائل يظل في حالة مستقرة بداخل هذه المادة، ولكن من الممكن جعله شديد الانفجار إن حُفز بإشعال النار به.
5- الميكروويف: يعد جهاز الميكروويف حالياً واحداً من أهم الأجهزة الكهربائية في المطبخ، ولكن اختراعه كان بمحض الصدفة، فحين كان المهندس الأميركي، بيرسي سبنسر، يعمل على مشروع متعلق بالرادار عام 1945، لاحظ أن قالب الحلوى الموضوع في جيبه ذاب أثناء الاختبار. وليتأكد مما توصل إليه، وضع بعض حبوب الفشار في الجهاز ليفاجأ أنها انتفشت، ليعرف حينها أنه توصل إلى هذا الاختراع المذهل.
6- عقار LSD: اكتشف الكيميائي السويسري، ألبرت هوفمان، هذا العقار بالصدفة، فقد كان يعمل على استخلاص المادة الحمضية المكوّنة له من أحد الفطريات، من أجل استخدامها في العلاج الطبي، ولكنه فشل في تسويقها.
وفي يوم من الأيام ابتلع “هوفمان” كمية من العقار بالصدفة، ليرى أنواراً مبهرة، ويسمع أصواتاً تتحدث معه حتى غرق في النوم، وعند استيقاظه اختفت كل هذه التأثيرات، ومن بعدها استخدم العقار بكافة أشكاله للهرب من الواقع، وأُدرج اسمه في قائمة المخدرات التي تُذهب العقل.
7- السكارين: يستخدمه مرضى السكري، ومتبعو الحمية الغذائية لتخفيف الوزن، واكتشاف هذه المادة لم يكن مقصوداً، ففي عام 1879 كان الكيميائي كونستانتين فالبيرغ، يعمل في معمله بدون قفازات، ويُركب بعض التركيبات الكيميائية؛ أملاً في الحصول على تركيبة جديدة للقطران.
وعند عودته للمنزل، وتناول الطعام، فوجئ أن مذاق الطعام حلو، رغم أنه خال من السكر، فاستنتج أن مادة ما علقت في يده وتذوقها، لذا عاد إلى المعمل مرة أخرى ليكتشف مادة “السكارين”.
8- الأوراق اللاصقة: حاول الكيميائي الأميركي، سبنسر سيلفر، في عام 1968 أن يبتكر غراء قوياً للغاية، ولكن بدلاً من ذلك صنع غراء ضعيفاً للغاية لدرجة أنه لا يترك أي أثر بعد إزالته، فتركه جانباً.
وبعد عدة أعوام أراد أحد زملاء “سبنسر” أن يضيف ملحوظات على صفحة في أحد الكتب، فنشر هذه المادة على بعض الأوراق كي يلصقها، ومن هنا خرجت للنور فكرة الأوراق اللاصقة.
9- المخدر الطبي: حتى الآن، لم يُتفق على مبتكر المخدر الطبي، والذي لولاه لكنا نعيش حتى الآن في آلام غير محتملة، فقد تنافس على هذا الاكتشاف أربعة من العلماء، ولكن القصة التي استوحوا منها المخدر متشابهة إلى حد كبير، ولعبت الصدفة فيها جزءاً كبيراً.
فقد كان الناس قديماً يستنشقون غاز الضحك كنوع من أنواع المخدرات، وبالملاحظة فوجئ العلماء أن بعض الأشخاص يصابون بإصابات كبيرة ولا يشعرون بأي ألم عندما يكونون تحت تأثير هذا الغاز، ولذلك عكفوا على دراسة خواصه، وطوَّروه حتى يمكن استخدامه في جراحات الأسنان، ثم انتقل استخدامه إلى الجراحات العامة كذلك.
10- مشروب الكولا: أصيب الكيميائي الأميركي، جون بمبرتون، عام 1865 بجرح في معركة كولومبيا، ومن بعدها أصبح مدمناً لمخدر “المورفين”، وفي سبيل التخلص من إدمانه، حاول “بمبرتون” التوصل إلى عقار مسكن للألم لا يحتوي على مادة الأفيون، وأثناء بحثه خلط النبيذ مع حبوب الكولا، ومادة مخدرة، والتي أدت للمفعول الذي كان يريده.
وبعد ابتكار هذا العقار بسنوات، قرر “بمبرتون”، بمساعدة زميل له أن يطورا هذا العقار ليتحول إلى مشروب غير كحولي، وبعد أبحاث كثيرة خَلَطا ماءً مكربناً مع حبوب الكولا، والمادة المخدرة عن طريق الخطأ، وبعد تذوقها استحسنا طعمها، وبدآ في تطويرها حتى وصلا إلى شكل مشروب الكولا المتعارف عليه حالياً.
المصدر: هافينغتون بوست