قال محمد السادة وزير الطاقة القطري، والرئيس الدوري لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، أمس الأربعاء ان ارتفاع أسعار النفط قد يعزز إنتاج الخام الصخري، لكن سوق النفط العالمية يمكنها التكيف مع ذلك في ظل استمرار قوة الطلب.
وتعكف شركات الطاقة الأمريكية على إضافة منصات تنقيب عن النفط وإستئناف ضخ السيولة والعمالة، وسط أجواء ثقة يشوبها الحذر في أن قطاع الطاقة بدأ يتحسن بعد انتخاب الرئيس دونالد ترامب، واتفاق «أوبك» مع منتجين مستقلين على خفض الإنتاج خلال النصف الأول من عام 2017. وظلت أسعار النفط الخام أعلى من 50 دولارا للبرميل منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول، مما أدى إلى مخاوف من أن زيادة إنتاج الخام الصخري الأمريكي قد تطغى على أي زيادة أخرى في الأسعار.
وقال السادة في مقابلة أجريت أمس في الدوحة «السوق تستوعب النفط الصخري والغاز الصخري تدريجيا ـ فالطلب قوي. ومع تلك الزيادة المستمرة في الطلب أعتقد أن كل أنواع النفط المتوافرة سيتم استيعابها».
وأضاف «مع الأسعار الحالية يمكن تطوير بعض الحقول بشكل مربح، رغم أن غالبية الحقول اليوم لن ترضى بالسعر الحالي، ولن تكون قادرة على دعم المزيد من التطورات في حقول النفط عالية التكلفة، لا سيما حقول المياه العميقة وغير التقليدية». وأضاف «تحتاج هذه الحقول إلى سعر أعلى». ولم يذكر المزيد من التفاصيل.
وكانت منظمة «أوبك» والمنتجون المستقلون اتفقوا أواخر العام الماضي على خفض الإنتاج بما إجماليه 1.8 مليون برميل يوميا للمساهمة في تقليص تخمة المعروض ودعم الأسعار في أول اتفاق من هذا النوع منذ عام 2008.
وستجتمع المنظمة في فيينا يوم 25 مايو/أيار المقبل، لمتابعة الاتفاق الذي مدته ستة أشهر وقد يتم تمديده لستة شهور إضافية.
وعند مطالبته بتقييم تطور الاتفاق قال السادة «الصورة ستكون أوضح بالتأكيد في مايو».
وأشار إلى أن الالتزام بالاتفاق حتى الآن «جيد للغاية» وأن السوق تتفاعل بشكل إيجابي. وقال ان من السابق لأوانه قول ما إن كانت الضرورة تستدعي تمديد اتفاق خفض الإنتاج بعد يونيو، لكن المخزونات بدأت في الانخفاض، وهو مؤشر مهم تراقبه «أوبك» لتحديد ما إذا كان الاتفاق كافيا لاستعادة التوازن في السوق. وتابع «كل المؤشرات تبين أننا نمضي في الاتجاه الصحيح وأن الانخفاض في الإمدادات بدأ بشكل ملموس جدا.
ذلك سيعطينا قدرا من الارتياح بأن الانخفاض التدريجي (في المخزونات) صوب متوسط الخمس سنوات سيتضح أكثر فيما بعد».
وشدد الوزير القطري على ثقته بان الأسعار ستستعيد توازنها، موضحا «حين نعيد السوق إلى وضعه المستقر، تبدأ تلقائيا عملية تحديد الاسعار.
نحن لا نقوم بالتلاعب بهذه الاسعار». وتابع «نحن مسؤولون عن تأمين الطلب على هذه السلعة المهمة».وتسبب تراجع اسعار النفط بعجز في ميزانيات دول الخليج، ودفع هذه الدول، وعلى رأسها السعودية التي تعد اكبر مصدر للنفط في العالم، إلى اتخاذ اجراءات تقشف قاسية. واكد السادة ان معدل التزام الدول المنتجة للنفط بالاتفاق «عال جدا»، معتبرا رغم ذلك ان عملية خفض الانتاج بالمستوى المتفق عليه بشكل تام تحتاج إلى مزيد من الوقت.
المصدر: وكالات