قدّمت المنظّمة الفرنسية لسلامة الغذاء، والبيئة، والعمل (Anses) الأسبوع الماضي مجموعة توصيات حديثة تهدف إلى تحسين الوضع الصحّي للشعوب من خلال التغذية التي تُعتبر الدواء الطبيعي الأول والأخير للإنسان. ما أبرز المعلومات التي تضمّنتها؟
أشار الخبراء الذين وضعوا هذه المعايير الجديدة، بالإعتماد على نتائج الدراسات العلمية، إلى أنّ الهدف منها تأمين الإحتياجات الغذائية اللازمة، وفي الوقت ذاته الوقاية من مخاطر الأمراض المُزمنة المرتبطة ببعض المأكولات.
وأهم ما نصت عليه هذه الارسادات:
– خفض اللحوم الحمراء والمصنّعة: الجديد في هذه التوصية ا أنّ المنظمة الفرنسية تمكّنت من تحديد الكمية التي يجب الإلتزام بها، بحيث إنه من الضروري عدم تناول أكثر من 70 غ من اللحوم الحمراء في اليوم، و25 غ من اللحوم المصنّعة يومياً، وعدم تخطّي 500 غ أسبوعياً من هذين الصنفين.
يرجع السبب إلى النتائج التي توصّلت إليها الدراسات العلمية والتي أظهرت أنّ كثرة هذه الأطعمة تزيد خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 10 إلى 20 في المئة لكلّ 100 غ إضافية من اللحوم الحمراء، و50 في المئة لكلّ 50 غ إضافي من اللحوم المصنّعة. وينصح الجميع بالتركيز على اللحوم البيضاء، كالدجاج المنزوع الجلد، والسمك، والحرص على شَويها أو سَلقها ولكن ليس قَليها أو إضافة إليها الكثير من الزيوت.
أمّا اللحوم الحمراء فيجب أن تأتي في المرتبة الثانية، بحيث يمكن تناولها من حين إلى آخر. في حين أنه يُفضّل تفادي اللحوم المصنّعة نهائياً وإستبدالها بالألبان والأجبان التي تحتوي معدن الكالسيوم وغيره من المغذّيات المهمّة.
– تقليص المشروبات المُحلّاة: من المعلوم أنّ السكّر مرتبط بأمراض كثيرة، لكن إستناداً إلى هذه التوصيات، فإنّ كلّ كوب من الصودا أو العصير أو أيّ مشروب آخر يحتوي السكّر يرفع إحتمال الإصابة بالأمراض بنسبة 20 في المئة. فضلاً عن أنّ كلّ كوب إضافي يتمّ إحتساؤه يومياً يرفع الوزن بمعدل 200 غ سنوياً.
لذلك من المهمّ الإستغناء عن هذه السوائل أو أقلّه عدم شربها يومياً من أجل حماية الرشاقة والصحّة في آن. يُفضّل تناول الفاكهة الكاملة بدلاً من شرب عصيرها، وتجنّب المشروبات الغازية التي تزوّد الجسم بالسكّر ووحدات حرارية فارغة من دون أيّ عنصر غذائي مهمّ إطلاقاً.
– تناوُل مزيد من الألياف: لطالما شدّد الخبراء على إستهلاك 5 حصص من الفاكهة والخضار يومياً بهدف الحصول على كثير من الفيتامينات، والمعادن، والألياف، ومضادات الأكسدة، وخفض إحتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسرطان.
يُنصح بالتنويع في ألوان الخضار والفاكهة للحصول على أكبر عدد ممكن من العناصر الغذائية. كذلك نجد الألياف بكمّ هائل في الحبوب الكاملة، والبقوليات التي يجب إستهلاكها لأكثر من مرّة أسبوعياً، كالفاصولياء والعدس، والحمّص، والفول. من خلال هذه المصادر المتنوّعة يمكن بلوغ الجرعة اليومية الموصى بها يومياً، أي 25 إلى 30 غ من الألياف.
– الدهون والملح: سواءٌ كان الشخص يعاني من الضغط المرتفع أم لا يجب خفض كمية الملح. كذلك من الضروري أن يعلّم الأهل أولادهم منذ صغرهم عدم التعلّق بهذه المادة وإضافتها إلى أطباقهم. أمّا بالنسبة إلى الدهون، فقد ركّز الخبراء الفرنسيون على الأوميغا 3 المفيد جداً للقلب والدماغ، وتطرّقوا أيضاً إلى زيت الكولزا والجوز.
اللافت أنّ زيت الجوز مفيد جداً للجسم ويمكن القول إنه “قنبلة” هذه التوصيات لأنّ بمجرّد تناول القليل منه يمكن توفير الإحتياجات اليومية للأوميغا 3، بحيث إنّ النساء بحاجة إلى نحو 3 ملاعق صغيرة والرجال إلى 4 ملاعق صغيرة. لذلك من المهمّ إدخاله إلى النظام الغذائي، وعدم الإكتفاء فقط بزيوت الكانولا، أو الزيتون، أو الكولزا إنما التنويع بينها. كذلك من الجيّد تناول المكسرات النيّئة لاستمداد الأوميغا 3.