تدهورت أسعار النفط بعد فشل كبار منتجي النفط في العالم بالتوصل الى اتفاق حول تجميد الإنتاج، الأحد، إذ تراجع النفط الخام الأمريكي بنسبة 6.8 في المائة، في التعاملات الصباحية، الاثنين في آسيا، بعد قضاء وزراء بترول أغلب الدول الأعضاء في منظمة “أوبك” مع نظرائهم من دول أخرى من كبار منتجي النفط مثل روسيا، أكثر من 12 ساعة، في مباحثات حول إمكانية تجميد الإنتاج.
وكان أمل المستثمرين كبير بنتيجة الاجتماع، إذ انتشرت شائعات تُفيد بأن المملكة العربية السعودية وروسيا توصلتا إلى اتفاق لتجميد انتاج النفط، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط الخام الأمريكي بنسبة 4.5 في المائة ليصل 42.17 دولارا للبرميل.
ولكن بعد إعلان وزير النفط القطري، محمد بن صالح السادة، أن ممثلي 18 دولة حضرت الاجتماع اتفقوا على “الحاجة إلى مزيد من الوقت” لإجراء مشاورات قبل الاجتماع المقبل لأوبك في يونيو/ حزيران المقبل، انخفض سعر النفط الخام الأمريكي أكثر ليصل إلى 38.38 دولا للبرميل، ما يبدو أنه أدى أيضا إلى المساهمة في الانخفاض في أسواق الأسهم في آسيا، مع مؤشر “نيكاي” في العاصمة اليابانية طوكيو بنسبة 3 في المائة، ومؤشر “هانغ سنغ” في مدينة هونغ كونغ الصينية بنسبة 1.3 في المائة.
ولطالما صارعت الدول المنتجة للنفط للحد من الفائض في المعروض، ما خفض الأسعار في وقت سابق من هذا العام إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من 12 عاما، وبدلا من خفض الإنتاج، “جمد” المنتجون الرئيسيون مستوى الضخ وسط مخاوف من فقدان حصتها في السوق.
والجهود الرامية إلى محاولة التوصل الى هدنة آلت إلى شرخ عميق بين أكبر الأعضاء في أوبك، وخاصة المملكة العربية السعودية وإيران، التي تزيد إنتاجها بعد سنوات من العقوبات الدولية. إذ حرصت إيران على تخطيطها بالعودة من ظل العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها، من خلال صب أطنان من النفط وشحنها بالبحر، وقال المسؤولون إنهم لن يتوقفوا حتى يصل مستوى ضخ طهران لأربعة ملايين برميل يوميا.
ويُسلط الشد والجذب بين السعودية وإيران، العدوتان منذ فترة طويلة في المنطقة، الضوء على الانقسامات العميقة داخل أوبك والذي كان من أبرز الأسباب التي جعلت من المستحيل التوصل إلى أي اتفاقات وتنفيذها.
المصدر: سي أن أن