الشيخ دعموش: لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفق قانون جديد يعتمد النسبية – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الشيخ دعموش: لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفق قانون جديد يعتمد النسبية

أخبار موقع المنار

أكد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن ما حصل الاسبوع الماضي في شارع الحمرا، يكشف عن إصرار الحاقدين والجماعات التكفيرية الارهابية على التفجير والقتل وارتكاب المجازر في قلب لبنان من دون تمييز بين مناطقه وطوائفه, لأن هؤلاء التكفيريين ليسوا ضد طائفة معينة ولا ضد منطقة معينة.. هؤلاء اثبتوا من خلال استهدافاتهم وارهابهم واعمالهم الاجرامية العابرة للطوائف والمذاهب والدول, أنهم ضد الجميع ويستهدفون الجميع ومصرون على قتل كل من عداهم ممن لا ينتمي الى فكرهم الوهابي التكفيري الهمجي.
ولفت: الى أن اصرارهم على اختراق بلدنا وساحاتنا في لبنان يقابله اصرار وإرادة من قبل الاجهزة الامنية والجيش والمقاومة على ملاحقتهم ورصدهم وكشف بؤرهم وخلاياهم واستئصالهم من مناطقنا وبلدنا.
ووجه: التحية في هذا السياق للجيش والأجهزة الأمنية على هذا الانجاز وكل انجازاتهم في كشف العصابات التكفيرية والانتحاريين ومخططاتهم ، معتبراً: أن ما حصل يتتطلب المزيد من العمل من قبل الاجهزة الامنية لرصد وكشف البؤر الارهابية في لبنان, والقيام بتحرير عرسال وجرودها من سيطرة هذه العصابات, والعمل على استئصال وجود داعش والنصرة في هذه المنطقة, لإنه لا يمكن لاحد في لبنان أن يتجاهل خطر داعش والنصرة على أمن الوطن وأمن اللبنانيين, وكذلك لا يمكن لأحد أن يتجاهل استمرارهم في احتلال أراض لبنانية.
وأكد: أننا سنبقى في الموقع المتقدم إلى جانب الجيش اللبناني لمواجهة هذا الخطر لأن نار التكفير الارهابي لا تستثني أحدا.
وعلى الصعيد الانتخابي رأى الشيخ دعموش: أن الآمال معلقة على إقرار قانون انتخابي جديد, لأنه المدخل لتحصين لبنان والمعبر الحقيقي للبنان نحو دولة قوية وعادلة.
وختم بالقول: نحن الى جانب كل حلفائنا نصر على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر وفق قانون جديد يقوم على النسبية، من أجل بناء دولة المؤسسات والشراكة الحقيقية، وللنهوض بالبلد والخروج من أزماته.
نص الخطبة
يقول الله تعالى: والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قــــال: جَـــاءَ جبرائيل عليه السلام إِلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فَقَالَ:”يَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ يُقْرِئكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ دَارِ خَلْقِي”1.
وفي حديث آخر عنه (عليه السلام) أيضا قال: قَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم :(أَمَرَنِي رَبِّي بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أَمَرَنِي بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ.
المطلوب من الانسان المؤمن عندما يتعامل مع الناس سواء في داخل بيته أو خارجه, أن يتعامل برفق ولين وأدب, وأن يكون صاحب شخصية أخلاقية, ولمعرفة الشخصيّة الأخلاقيّة المطلوبة في التعامل مع الآخرين نستعرض هنا الأساليب التي يستخدمها الناس عادة عندما يتعاملون مع بعضهم, فهناك عدة أساليب وعناوين شائعة بين الناس أثناء تعاملهم مع الآخرين، وهي:
أولاً: النفاق, فبعض الناس يتعاملون بنفاق مع الآخرين , فيظهرون المحبة والمودة والجميل, ويبطنون القبيح والكراهية والحقد, يضمرون الشر للآخرين في الوقت الذي يظهرون لهم الخير للإيقاع بهم, كما قال تعالى:(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) وهذا من أحط الأساليب التي يمكن أن يتعامل بها الإنسان مع إخوانه وأبناء مجتمعه, أن يظهر الخير لهم للتوصل إلى الشر المضمر والإيقاع بهم, فالمنافق لا يحب الخير للناس أبداً، وإنما يسعى للإضرار بالناس وخيانتهم وضرب مصالحم وجلب الشر لهم، ويتوصل إلى ذلك بإظهار الخير والصلاح، والتظاهر بالحب والمودة.
ثانياً: القسوة والفظاظة, فبعض الناس يتّصفون بالقسوة والغلظة والشدّة والفظاظة والخشونة في تعاملهم مع الناس، بما يُسبِّب نفور الناس منهم، وعدم تعامل الناس
معهم ومقاطعتهم, والتعامل بهذا الاسلوب مع الناس يجعل الانسان منبوذاً في مجتمعه, حتى لو كان وجيهاً أو زعيماً أو صاحب مكانة ونفوذ , ولذلك القرآن تحدث عن النبي وقال ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ فلو كان النبيّ(ص) فظًّا غليظ القلب، لانفضَّ المسلمون من حوله، وَلَمَا استطاع أن ينشر الدعوة ويستقطب الناس الى الإسلام.
ثالثاً: المداهنة, وهي في مقابل الخشونة والفظاظة، فنلاحظ أنّ بعض الناس يتصرّفون مع الآخرين بمسايرة تصل إلى حدّ المداهنة.
والمداهنة: أن يتنازلَ الانسان عن شيءٍ من دينهِ ليحافظ بذلك على مصالحه وعمله أو على ماله ونفوذه, فيترك مثلاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليحافظ على وظيفته، ويعاشر أهل المعاصي والفاسدين ويتودد اليهم ويجالسهم ويأكل معهم ويسايرهم ويجاملهم ويتغاضى ويسكت عن موبقاتهم وسيئاتهم ولا ينكرها عليهم مع قدرته على الإنكار والاحتجاج؛ من أجل كسب مودتهم ومحبتهم، ونيل رضاهم، بعض الناس يتعاملون بهذا الاسلوب لأنهم يرون أن الحصول على عمل أو الوصول الى منصب أو تحقيق المعيشة، لا يحصل إلا بذلك.
هذه هي المداهنة , وقد أكَّدت النصوص على أنها من أسوء الصفات كما أكدت على وسوء فاعلها، فعن الإمام عليّ (عليه السلام: “(شرُّ اخوانك من داهنك في نفسك، وساترك عيبك.
وعن الإمام الباقر (عليه السلام): “أوحى الله عزّ وجلّ إلى شعيب عليه السلام: إنّي معذّب من قومك مائة ألف، أربعين ألفًا من شرارهم، وستّين ألفاً من خيارهم، فقال عليه السلام: يا ربّ، هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: داهَنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي.
رابعاً: التملّق, وهو يشترك مع المداهنة في أنه أسلوب سيء في التعامل الناس، والتملّق: هو أن تبالغ في التودّد الى صاحب نفوذ معين والتصنع أمامه إما لاتقاء شره أو لأجل أن تكون لك مكانة لديه, أو لأجل اكتساب صلاحيات ومزايا لا تستحقها، وغالباً ما يكون ذلك على حساب آخرين أكثر استحقاقاً. وينتشر التملق كأسلوب حياة في مجتمعنا وفى العالم كله، ولكن بدرجات متفاوتة ومختلفة. وهو اسلوب انتهازى رخيص ويأخذ اشكالاً عديدة لدينا, إذ يمكن ان يتحقق عن طريق الإطراء والثناء الزائد لصاحب النفوذ واضفاء الكثير من الخصال التي لا يستحقها عليه, كما قال الإمام عليّ (عليه السلام:”(الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق”. بأن تبالغ في الثناء
على شخص بأكثر مما يستحق , كأن تقول لشخص مثلاً انت العالم الفاهم الواعي ولا أحد أعلم منك, بينما الجميع يعرف بأنه جاهل وغبي ، او ان تقول لزعيم أو وجيه: أنت لا نظير لك في العمل لخدمة الناس, بينما الكل يشهد بأنه لا يعمل الا لمصالحه الخاصة , ككثير من السياسيين عندنا. وقد يأخذ التملق شكل المبادرة بتقديم خدمة معينة او تقديم هدية معينة او ذم شخص تشعر ان صاحب النفوذ يكرهه وهكذا. والتملق ليس من أخلاق المؤمنين , وقد وردت أحاديث عديدة في النهي عنه , فعن الإمام عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) قَالَ:” لَيْسَ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ التَّمَلُّقُ وَالْحَسَدُ. وعنه (عليه السلام): ليس من أخلاق المؤمن التملّق.وعنه (عليه السلام)أيضاً “إنّما يحبّك من لا يتملّقك.
وقد بين الإمام عليّ (عليه السلام) الأثر السلبيّ الذي يُحدِثه التملّق في الشخص المتملَّق له، فعنه (عليه السلام(: كثرة الثناء ملق، يحدث الزهوّ ويدني من الغرّة. خامساً: الفطنة, والمقصود من الفطنة الذكاء الحادّ والنباهة الشديدة مقابل الغفلة، فالمغفَّل في اللغة مَنْ لا فطنة له.
ومن الواضح أنّ اتّصاف الإنسان بالفطنة أمر جيّد ومستحسن، إنّما الكلام في حسن الفطنة في كلّ الأمور، فهل من الأفضل للإنسان أن يكون ذا فطنة ودقّة ونباهة في جميع مجالات علاقاته مع الآخرين؟.
التعامل مع الآخرين بحدَّة ودقَّة في جميع المجالات هو أمر متعب لكلا الطرفين، ولذلك وردت عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) النصيحة بإعطاء هامش للتغافل، والتسامح في العلاقة بالناس، وغض النظر عن بعض الأخطاء والهفوات, فعن الإمام الباقر (عليه السلام) في وصيَّته: “واعلم، يا بنيّ، أنَّ صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين: إصلاح شأن المعاش ملء مكيال ثلثاه فطنة، وثلثه تغافل.
وقد أظهر الإمام الصادق (عليه السلام) المضمون نفسه في قوله (عليه السلام): صلاح حال التعايش والتعاشر ملء مكيال، ثلثاه فطنة، وثلثه تغافل.
وبما أنّ العلاقة الزوجيّة هي من أكثر العلاقات التصاقًا، فقد وردت حكمة، لعلّها مستقاة من الحديث المتقدّم تقول: الزواج مكيالُ ثلثه فطنة، وثلثاه تغافل. لأن الزوج اذا أراد أن يتعامل مع زوجته او الزوجة أرادت أن تتعامل مع زوجها بدقة ويقفان أمام كل كلمة وأمام كل حركة وسكنة وأمام كل خطوة وهفوة ويدققان فيها وفي المقصود منها فان حياتهما تتحول الى جحيم.
والفطنة وإن كانت قد تحصل من دون قسوة وشدة وفظاظة، وأيضًا هي مقابل النفاق والتملّق والمداهنة، إلاّ أنّ الإسلام وضع كل هذه الأساليب والعناوين في الاطار السلبي الذي ينبغي للانسان المؤمن أن يبعتد عنها، وأراد من الانسان المؤمن أن لا يستخدم مثل هذه الأساليب عندما يتعامل مع الناس ، ودعى المؤمنين إلى أن يتعاملوا فيما بينهم باسلوب آخر هو اسلوب المداراة.
والمداراة المطلوبة في الإسلام، والمدعوّ إليها هي المسايرة التي لا تتجاوز الحقّ، والتودد الى الآخرين بما لا يؤدي الى ترك الحق. وهذا ما أرشد إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) عندما قال: رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس في غير ترك حقّ. فإنْ وقفت عند حدود الحقّ كانت المداراة رأس العقل، وعنوانه، كما في الحديث الوارد عن أمير المؤمنين عليه السلام: “عنوان العقل مدارة الناس”، وعنه(ع): ثمرة العقل مداراة الناس . وعنه أيضاً: “رأس الحكمة مداراة الناس” . والمداراة أيضاً هي صحبة الناس باللين والرفق، وعدم مجابهتهم بما يكرهون، ودفع الشر بالقول اللين وترك الشدة والقسوة والغلظة، والإعراض عن الشرير إذا خيف شره، أو حصل منه ضرر أكبر مما هو متلبس به, وكذلك السكوت عن بعض المخالفات بقصد التصدي لها في الوقت المناسب على أن لا يكون هذا السكوت مضراً بدين الشخص .
والـمـداراة ضرورية في حياة الناس لتمتين العلاقات الاجتماعية ولتسهيل التعامل والعيش المتبادل وشيوع روح التعاون والتآزر بين الناس، وحيث إن عقول الناس مختلفة ومتفاوتة فمداراة الناس أن تتعامل معهم على قدر عقولهم,كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّا معاشر الأنبياء أُمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم”. وعدم تحميل الناس تكاليف وأعمالاً فوق طاقتهم, والتدرّج معهم في هدايتهم للحق. كما أمر الله موسى وهارون عندما أرادهما أن يذهبا الى فرعون﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾.
ومن المداراة اختصار الكلام وعدم التطويل المؤدي إلى الملل، قال أمير المؤمنين (عليه السلام:”( الكلام كالدواء قليله ينفع وكثيره قاتل. وعدم المجادلة إلا بالتي هي أحسن, وعدم المحاسبة على كل كبيرة وصغيرة، فإن محاسبة الناس على كلّ صغيرة وكبيرة نتيجتُه المتوقعة أن لا يبقى أحدٌ لديك لا تحاسبه.
كذلك غض الطرف عن بعض العيوب والأخطاء نعزز من الصحبة والمعاشرة الحسنة بين الناس, والتكلّم مع الشخص الذي تختلف معه بمودّة أو برفق، ودون انفعال وتشنّج وعصبية هو من المداراة المطلوبة.
والمداراة من أخلاق المؤمنين, وهي من أجلّ الصفات والخلال الحميدة كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال:” المداراة أحمد الخلال ” .
وقَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم): “ثلاث من لم يكنّ فيه لم يتم له عمل، ورع يحجزه عن معاصي الله, وخلق يداري به الناس, وحلم يردّ به جهل الجاهل” وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم :(مداراة الناس نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش.
ونلاحظ أنّ الإنسان عادةً يساير ويداري أهل بيته كأبيه وأمّه وولده وأخيه وأرحامه بسبب القرب الخاصّ بينه وبينهم، بحيث إنّه يتحمّل أخطاءً تصدر عنهم، قد لا يتحمّلها إن صدرت عن غيرهم، ويستعمل اللين في التعامل معهم، في الوقت الذي قد يقسو في التعامل مع الآخرين.
هنا تأتي ثقافة الإسلام لتربّي الانسان المؤمن على أن يتعامل مع المسلمين جميعاً كأنّهم أهل بيته، فيسايرهم ويداريهم ويستوعبهم، كما يساير ويداري أقرباءه وأرحامه، فعن الإمام زين العابدين (عليه السلام “:(وما عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك، فتجعل كبيرهم بمنزلة والدك، وتجعل صغيرهم بمنزلة ولدك، وتجعل تربك منهم بمنزلة أخيك، فأيّ هؤلاء تحبّ أن تظلم؟ وأيّ هؤلاء تحبّ أن تدعو عليه؟ وأيّ هؤلاء تحبّ أن تهتك ستره؟ وإنْ عرض لك إبليس لعنه الله بأنّ لك فضلاً على أحد من أهل القبلة فانظر إنْ كان أكبر منك، فقل: سبقني بالإيمان والعمل الصالح، فهو خير مني، وإنْ كان تربك، فقل: أنا على يقين من ذنبي، وفي شكٍّ من أمره، فما لي أدع يقيني بشكّي … فإنّك إنْ فعلت ذلك سهّل الله عليك عيشك، وكثّر أصدقاءك، وقلّ أعداؤك، وفرحت بما يكون من برّهم، ولم تأسف على ما يكون من جفائهم.
هذه القاعدة منطلَق للدعوة إلى التحبّب إلى الناس، فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): “رأس العقل بعد الإيمان بالله عزّ وجلّ التحبّب إلى الناس”، وعن الإمام عليّ (عليه السلام): “إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بطلاقة الوجه، وحسن اللقاء”.
ما حصل الاسبوع الماضي في شارع الحمرا، يكشف عن إصرار الحاقدين والجماعات التكفيرية الارهابية على التفجير والقتل وارتكاب المجازر في قلب لبنان من دون تمييز بين مناطقه وطوائفه, لأن هؤلاء التكفيريين ليسوا ضد طائفة معينة ولا ضد منطقة معينة.. هؤلاء اثبتوا من خلال استهدافاتهم وارهابهم واعمالهم الاجرامية العابرة للطوائف والمذاهب والدول, أنهم ضد الجميع ويستهدفون الجميع
ومصرون على قتل كل من عداهم ممن لا ينتمي الى فكرهم الوهابي التكفيري الهمجي, ولكن في مقابل اصرارهم على اختراق بلدنا وساحاتنا في لبنان هناك اصرار مقابل وإرادة مقابلة من الاجهزة الامنية والجيش والمقاومة على ملاحقتهم ورصدهم وكشف بؤرهم وخلاياهم واستئصالهم من مناطقنا وبلدنا, ويجب الاشادة وتوجيه التحية في هذا السياق للجيش والأجهزة الأمنية على هذا الانجاز وعلى كل انجازاتهم في كشف العصابات التكفيرية والانتحاريين ومخططاتهم ، وما حصل يتتطلب المزيد من العمل من قبل الاجهزة الامنية لرصد وكشف البؤر الارهابية في لبنان, والقيام بتحرير عرسال وجرودها من سيطرة هذه العصابات, والعمل على استئصال وجود داعش والنصرة في هذه المنطقة, لإنه لا يمكن لاحد في لبنان أن يتجاهل خطر داعش والنصرة على أمن الوطن وأمن اللبنانيين, وكذلك لا يمكن لأحد أن يتجاهل استمرارهم في احتلال أراض لبنانية، وسنبقى في الموقع المتقدم إلى جانب الجيش اللبناني لمواجهة هذا الخطر, لأن نار التكفير الارهابي لا تستثني أحدا.
واليوم على الصعيد الانتخابي تبقى الآمال معلقة على إقرار قانون انتخابي جديد, لأننا إذا أردنا أن نحصن لبنان فيجب أن يكون لدينا قانون انتخابي جديد يعبر بلبنان نحو دولة قوية عادلة فيها شراكة حقيقية, فالعودة إلى قانون الستين هو الخيار الأسوأ للبنانيين لأنه يحبط إرادتهم ويشكل إطاحة بمشروع إعادة الدولة ويعمق الأزمات السياسية ويضيع الفرص التي وفرها العهد الجديد.
ونحن الى جانب كل حلفائنا نصر على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر وفق قانون جديد يقوم على النسبية، من أجل بناء دولة المؤسسات والشراكة الحقيقية، وللنهوض بالبلد والخروج من أزماته.

المصدر: خاص

رأيكم يهمنا

شاركوا معنا في إستبيان دورة برامج شهر رمضان المبارك