قد تتفاجئين يوماً بأنّ صغيرك لا يتمكن من الوقوف على رجليه عندما توقظينه صباحاً، والسبب قد يكون الانفلونزا أو الرشح الحاد. وحول الانفلونزا وآثارها وكيفية تعاطي الوالدة مع الطفل المصاب، عرّف الدكتور شربل غالب كرم طبيب الأمراض الداخلية الإنفلونزا بأنها إحدى تسميات الفيروس المسبِّب للرشح والسعال والإرهاق والألم في الرجلين وغيرها من العوارض المرافقة، وهي عبارة عن التهاب في المجاري الهوائية من الأنف الى الرئة.
– ما هي العوامل التي تساهم في إصابة الأولاد بهذا المرض؟
تعود الإصابة إلى موجة فيروس تنتشر في الأجواء ويلتقطها الأولاد عبر السعال أو مصافحة شخص مصاب، ولعلّ أكثر ما يُعرّض الولد للإنفلونزا هو وجوده في محيط ينتشر فيه المرض، خصوصاً إذا كان المكان مغلقاً، إضافة إلى التكوين الجسدي في جهازي التنفس والمناعة لدى الولد، وإلى التغيّرات التي تطرأ على درجات الحرارة بين الفصول، لا سيما البرد الشديد ما يؤثر في غشاء الأنف الذي يكون عادة محصّناً ضد هذه الأمراض.
– كيف تظهر عوارض المرض عند الأولاد؟
تختلف عوارض الإنفلونزا من عمر إلى آخر، ويبقى القاسم المشترك هو ارتفاع درجات حرارة المصاب، الإرهاق، الرشح، انسكاب الدمع، السعال وفي بعض الأحيان ألم في البطن وإسهال وتقيؤ والتهاب في الرئتين والقصبة الهوائية.
– بعض الأولاد يعاني عدم القدرة على الوقوف نتيجة اشتداد حدة المرض… ماذا عن هذه الحالات، وهل تنذر بخطر ما؟
إنّ عدم قدرة الولد على الوقوف تأتي عادة نتيجة التهابات في عضلات الرجلين Myositis ينتج عنها ألم شديد، وقد يشعر المُصاب بألم في العضلات من دون وجود التهابات. وفي حالات نادرة تشتدّ التهابات العضلات فتتسبّب بتكسّر خلاياها Rhabdomyolisis ما يؤثر بدوره في عمل الكلى ويستدعي متابعة استثنائية دقيقة… وفي موازاة ذلك ينتج الخلل في توازن الولد وعدم القدرة على الوقوف عن التهابات في الدماغ Encephalitis وذلك نتيجة تكسّر خلايا العضلات أيضاً.
– ما هي أبرز طرق العلاج؟ وهل يمكن القضاء على فيروس الانفلونزا بشكل تام؟
يهدف علاج الانفلونزا إلى القضاء على عوارضها لا على الفيروس المسبّب لها إلّا في حالات استثنائية يعاني الولد خلالها ضعفاً في المناعة.
ويرتكز العلاج على أدوية خفض الحرارة، السوائل على أنواعها، قطرات خاصة تُستعمل في الأنف، وأدوية أخرى متعارَف عليها ضد الرشح.
ما هي نصيحتك للأمهات اللواتي يتردّدن في عرض أولادهنّ المرضى على الطبيب؟
لا يستدعي كل ولد مصاب بالرشح معاينة الطبيب إلّا في حال معاناته من أمراض سابقة للقلب، والجهاز التنفسي، وضعف في المناعة… وما دام الولد يأكل ويتنفس بشكل طبيعي فإنّ ذلك يسمح للأم بالتريّث يوماً أو يومين قبل اصطحابه إلى الطبيب حتّى وإن كان يعاني ارتفاعاً في درجة الحرارة. أمّا في حالة الارهاق وعدم استجابة الولد للطعام والنوم، وعدم قدرته على الوقوف على رجليه فيجب مراجعة الطبيب فوراً.
ولا بدّ من اتّباع قواعد النظافة بغسل اليدين بعد مصافحة الأشخاص المصابين بالمرض، كما على الأهل الامتناع عن التدخين أمام ولدهم المصاب بالإنفلونزا لأنّ دخان السجائر يؤثّر في غشاء الأنف ومناعته.
المصدر: مواقع وصحف