لا شك أنك تشعر بالحيرة حين تُفكّر كيف غُمر العالم بالمياه. انتظر قليلاً فهناك نظرية جديدة نسبياً تقول إن المياه نشأت على كوكبنا من بقع الجليد العائمة في سحابة كونية قبل تَشَكُّل الشمس منذ أكثر من 4.6 مليار سنة.
ترجح هذه النظرية أن نحو نصف المياه التي على كوكب الأرض قد نشأت من هذه الغازات المتناثرة بين النجوم. ما يعني، بحسب ما ذكرت صحيفة The New York Times الأميركية، أن المياه التي نشربها والتي تملأ المحيطات قد تكون أقدم من النظام الشمسي نفسه بملايين السنين.
يُقال أيضاً إن بعض الجليد القديم قد نجا من عملية تشكل النظام الشمسي ووصل إلى الأرض. وللبرهان على ذلك، قام الباحثون بتحليل جزيئات الماء في المحيطات لإثبات قِدمِها.
تعتمد هذه الفكرة على ما يُعرَف باسم “المياه الثقيلة”، فكما هو معروف فإن الماء يتكوَّن من ذرتي هيدروجين وذرة أوكسجين واحدة. لكن بعض جزيئات الماء تحتوي على الهيدروجين الثقيل، وهو ما يعرف بالديوتيريوم، الذي يحتوي على نيوترون واحد، في حين أن الهيدروجين العادي لا تحتوي نواته على أي نيوترونات.
وتوجد المياه الغنية بالديوتيريوم على كواكب وأقمار أخرى، حتى هنا على الأرض، لكن الباحثين ليسوا متأكدين من مصدرها. وهناك فكرة مفادها أن الكثير من المياه الثقيلة كانت قد تشكَّلت في السحابة الفضائية ثم سافرت عبر النظام الشمسي.
وبواسطة استخدام نموذج كمبيوتر، أظهر بعض العلماء في أحد الأبحاث عام 2014 أن جزيئات الجليد التي يعود عمرها إلى مليارات السنين ربما تمكَّنت من النجاة من انفجارات إشعاعات الشمس العنيفة، وذهبت لتغمر الأرض بالمياه أثناء تشكيلها هي وأقرانها من الكواكب في المجموعة الشمسية.
واستطاع العلماء استنتاج أن بقايا الجليد القديم لا تزال منتشرة في جميع أنحاء النظام الشمسي، على سطح القمر، وفي المذنبات، وعند أقطاب عطارد، وفي المريخ، وعلى قمر كوكب المشتري “يوروبا”، وحتى في زجاجة المياه الخاصة بك. يمكنك الآن أن ترفع الكوب الذي تشرب منه وتتأمل ماضي هذه المياه!
المصدر: هافينغتون بوست