حذر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الجمعة من ان مشروع الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة يمكن ان يدفع الفلسطينيين الى “التراجع عن الاعتراف بدولة اسرائيل”.
وخلال حملته الانتخابية، وعد ترامب الذي سيتولى مهامه الاسبوع المقبل، بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الاسرائيلي ونقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس، في خطوة ستشكل اذا حدثت قطيعة مع السياسة التي اتبعتها الولايات المتحدة وكذلك الجزء الاكبر من الاسرة الدولية، حيال قضية القدس المحتلة.
وقال عباس في مقابلة مع صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية “كتبت الى الرئيس ترامب لكي أطلب منه عدم القيام بذلك”. واضاف ان “هذه الخطوة لن تؤدي الى حرمان الولايات المتحدة من اي شرعية للعب دور في النزاع فحسب، بل سيقضي على حل الدولتين ايضا”.
وتابع الرئيس الفلسطيني أنه إذا طبقت هذه الخطة. “فستكون هناك خيارات عدة” لدى الفلسطينيين، موضحا ان “التراجع عن اعترافنا بدولة اسرائيل سيكون احدها، لكننا نأمل ألا نصل إلى ذلك وان نستطيع بالمقابل العمل مع الإدارة الأميركية المقبلة”.
وفي حدث استثنائي، طلب الفلسطينيون من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخل موسكو لمنع نقل السفارة الاميركية الى القدس. وقال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الجمعة انه نقل الرسالة من عباس الى بوتين خلال زيارة الى موسكو التقى خلالها بوزير الخارجية سيرغي لافروف.
وقال عريقات “نقلت رسالة خطية من عباس الى بوتين وبصراحة كانت تطلب من بوتين المساعدة” بعد ان “وصلتنا معلومات تفيد ان الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب سيقوم بنقل السفارة الى القدس وهذا يعتبر بالنسبة الينا خطا احمر وامرا خطيرا”.
بدوره، دان مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين في خطبة الجمعة خطة ترامب نقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة، معتبرا انها “اعتداء على المسلمين” في جميع انحاء العالم.
وقال الشيخ حسين، في خطبته في المسجد الاقصى في القدس المحتلة، ان “الوعد بنقل السفارة من قبل الرئيس المنتخب ليس اعتداء على الفلسطينيين فقط بل على العرب والمسلمين، ولن يسكت المسلمون والعرب وهم يرون العدوان يتحقق خلال نقل السفارة الى القدس المحتلة”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية