نفّذت طائرة مسيّرة صهيونية ظهر اليوم غارةً جويةً بصاروخٍ موجّه، مستهدفةً دراجةً نارية كانت على طريق حي البيدر في بلدة يحمر الشقيف، وعلى متنها شخصان، فأُصيبت الدراجةُ بشكلٍ مباشر. وصودف مرور سيارة “فان” في المكان، فأُصيبت بشظايا الصاروخ واندلعت فيها النيران. كما تضرّرت “سوبر ماركت” وفيق سعيد بفعل الغارة، واندلعت فيها النيران. وعملت فرق الدفاع المدني اللبناني و”الهيئة الصحية الإسلامية” على إخماد النيران في السوبر ماركت و”الفان” ونقل المصابين.
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيانٌ أعلن فيه أن “غارة العدو الإسرائيلي على بلدة يحمر أدّت، في حصيلةٍ محدّثة، إلى سقوط شهيدين وإصابة اثنين بجروح”.
وقال مراسلنا في الجنوب: “هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها العدو الإسرائيلي بلدة يحمر الشقيف بعد وقف إطلاق النار، واليوم، على مرأى ومسمع ما يُسمّى بـ(لجنة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار)”.
وقال أحد الأهالي: “عندما يرسلون إلينا الطائرات المسيّرة والصواريخ لتسقط على أرضنا، فإننا نبقى صامدين ونتمسّك بموقفنا. الجميع يراقب بصمت، وأمننا لا يزال مهدّدًا. هذه الانتهاكات تحدث يوميًا، ونخسر الشهداء والأرزاق، ومع ذلك، لا أحد يتحرّك أو يرفع صوته. نحن لم نتراجع يومًا عن مواقفنا، ولكن من غير المقبول أن يستمر هذا الصمت تجاه ما يحدث”.
وعلى الرغم من كل هذه الخروقات، يبقى موقف أهالي بلدة يحمر الشقيف ثابتًا إلى جانب المقاومة، مهما كانت التحديات والتضحيات.
هذا وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” أن طيران العدو الاسرائيلي شن غارات استهدفت وادي زلايا وتلال الجبور وحمى لبايا في البقاع الغربي، كما شن طيران العدو غارة استهدفت خراج بلدة دير ميماس الجنوبية.
وصعّد الجيش الصهيوني من وتيرة اعتداءاته بعد منتصف الليل، حيث نفّذت مروحيات الأباتشي عملية تمشيطٍ واسعة لأطراف بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، قرب الحدود مع فلسطين المحتلة.
كما توغّلت قوةٌ مدرّعةٌ معاديةٌ بعد منتصف الليل في بلدة عيتا الشعب ومحيط خلة وردة وحدب عيتا.
وقال مراسلنا في الجنوب: “قبل يومين، كانت ساحة بلدة يارون تنبض بالحياة، بمقرّها البلدي المستحدث وغرفة المختار، إضافةً إلى تجهيزاتٍ مخصّصة لخدمة الأهالي. إلا أن هذا المشهد لم يرقَ للعدو الإسرائيلي، فجاء الرد صباح اليوم، حيث بدت البلدةُ وقد طالتها آثار الدمار، مع غرفٍ محترقة ومبانٍ مهدّمة، بفعل اعتداءاتٍ متتالية بدأت بإلقاء قنابل يدوية من طائرات مسيّرة، قبل أن يدخل الطيران المروحي على خط الاستهداف”.
وأضاف: “المقرّ المستهدف لم يكن سوى مركزٍ بسيطٍ يضمّ غرفة البلدية وغرفة المختار، إلى جانب مساحةٍ مخصّصة للمهندسين الذين كانوا يعملون على تقييم الأضرار في البلدة. كما ضمّ تجهيزاتٍ مكتبيةً متواضعة، بينها أجهزة كمبيوتر وطابعة، إضافةً إلى خيمتين تبرّع بهما أحد الأهالي لاستخدامهما في تسهيل معاملات السكان”.
ورغم الاعتداء، جاء الردّ الأول من أهالي يارون سريعًا وثابتًا: تثبيت الجذور في الأرض، عبر زرع شجرةٍ وسط الساحة، في خطوةٍ رمزية تحمل معاني الصمود والتمسّك بالأرض، على أن يُستكمل مشروع إنارة الطرقات الذي بدأ قبل فترة وجيزة.
المصدر: مواقع