في اليوم الـ57 من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تتفاقم الأوضاع الإنسانية هناك مع مواصلة قوات الاحتلال إغلاق معبر كرم أبو سالم، جنوب قطاع غزة، لليوم الـ16 على التوالي، مع عجز المنظمات الإغاثية عن توفير المساعدات الغذائية لسكان القطاع بسبب الإغلاق. يتزامن ذلك مع مواصلة العدو استهداف المدنيين، حيث أصيب 3 مواطنين إثر قصف من مسيرة معادية على مجموعة من الفلسطينيين في حي الجنينة شرقي مدينة رفح جنوباً، كما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بنقل ثلاثة شهداء من جسر وادي غزة إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع.
أما بالنسبة لمحادثات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف إن رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح تمديد وقف إطلاق النار في غزة “غير مقبول على الإطلاق”، حسب زعمه.
ورداًُ على ادعاءات ويتكوف الذي “نصح حماس بأن تكون أكثر عقلانية، وأن تُشاهد ما نفعله بالحوثيين”، في إشارة إلى العدوان الأميركي الذي طاول الأراضي اليمنية وأودى بحياة أكثر من مئة من المدنيين الأبرياء، قالت حركة حماس إن التهديدات التي أطلقها المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بشأن “رفض الحركة المسارَ الذي أعلنته الولايات المتحدة لتبادل الأسرى ووقف الحرب في غزة، تعقد الأمور ولا توفر أرضية لتحقيق الهدوء الذي يسعى إليه الجميع في المنطقة”.
وقال الناطق باسم حماس حازم قاسم، إن “الحديث عن مقترحات جديدة لا يخدم مسار تطبيق الاتفاق، وهذه التهديدات تزيد الأمور تعقيدًا، ولا توفر أرضية مناسبة لإتمام تنفيذ الاتفاق وتحقيق الهدوء الذي يسعى إليه الجميع في المنطقة”.
وشدد في تصريحات لـ “العربي الجديد” على التزام حماس بالاتفاق المعلن في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، والذي جرى التوقيع عليه من قبل جميع الأطراف، بمن فيهم الولايات المتحدة الأميركية ومبعوثيها إلى المنطقة، ومنهم المبعوث ويتكوف، حيث نصّ على ثلاثة مراحل، مؤكداً أن “المطلوب بشكل واضح ومبسط هو الالتزام بتطبيق ما جاء في الاتفاق والانتقال إلى المرحلة الثانية مع استحقاقاتها”.
وأضاف قاسم أن “المفاوضات تعثرت أمام موقف الحكومة اليمينية التي تخشى الدخول في استحقاقات المرحلة الثانية”، مشيراً إلى أن الخشية الأساسية عند رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هي من تفكك الائتلاف الحكومي وانسحاب الأحزاب اليمينية منه، “وبالتالي المسار الحقيقي أو المسار الإيجابي الوحيد هو إلزام هذه الحكومة بتطبيق ما جرى الاتفاق عليه من وقف إطلاق النار”.
وبحسب الناطق باسم حركة حماس، فإن الاتصالات لا تزال مستمرة، حيث بدأت في العاصمة القطرية الدوحة، ثم انتقلت إلى العاصمة المصرية القاهرة، بعد زيارة وفد الحركة إليها، فيما من المتوقع أن تستمر خلال الأيام القريبة القادمة هذه اللقاءات.
ولفت قاسم إلى أن الهدف من اللقاءات المقبلة والمباحثات مع الجانب المصري هو “العمل من أجل إيجاد مسار مناسب لتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق، وليس القفز عن أي استحقاقات وردت في الاتفاق”، مؤكداً أن “المسار لإطلاق سراح جميع الأسرى، الأحياء والأموات، هو فقط بإلزام هذه الحكومة بما جاء في الاتفاق الذي تم التوقيع عليه ودخل حيز التنفيذ في 19 يناير الفائت، ما يعني أنه كافٍ بالفعل لإنجاز ما هو مطلوب من تحقيق هدوء مستدام وإطلاق سراح جميع الأسرى”.
وأعلنت حركة حماس، يوم الخميس الماضي، موافقتها على مقترح للوسطاء بالإفراج عن جندي إسرائيلي- أميركي وأربعة جثامين لمزدوجي الجنسية، وذلك لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق الذي خرقه العدو. وبحسب مصادر مصرية، فإن ما قدمته “حماس” كان يلقى قبولاً لدى الإدارة الأميركية، قبل تحول مفاجئ بعد ساعات قليلة من موافقة واشنطن خلال اتصالات مع الوسطاء.
المصدر: مواقع إخبارية