منذ ساعات الفجر الأولى، اجتمع أهالي بلدات يارون، مارون الراس، بليدا، ميس الجبل، حولا، مركبا، العديسة، كفركلا، والوزاني للدخول إلى قراهم وبلداتهم بعد اندحار العدو الإسرائيلي منها.
وعند الساعة العاشرة من مساء يوم أمس، اكتمل الانسحاب الصهيوني من بلدتي يارون ومارون الراس. وبعد ذلك بحوالي ساعة، بدأ دخول الجيش اللبناني إلى بلدة مارون الراس، حيث كانت أول قافلة، أو أول دورية للجيش اللبناني، تدخل البلدة قرابة الساعة الثانية عشرة والنصف ليلاً.
وقد استقدم الجيش اللبناني جرافة عسكرية وبدأت في فتح الطرقات وإزالة السواتر عند مداخل البلدات، وعمل على إزالة الساتر الأول باتجاه الطريق المؤدي إلى موقع خربة يارون، وهو موقع تابع للجيش اللبناني، ويعد نقطة حدودية وأحد آخر المواقع العسكرية اللبنانية في البلدة.
توجهت دورية تابعة للجيش اللبناني إلى هناك لتثبيت نقطة لها في المنطقة، على أن تعود الجرافات العسكرية لفتح الطريق الرئيسي عند الساتر الرئيسي والمدخل الشمالي للبلدة، وذلك تمهيدًا لدخول الأهالي إلى عمق بلدة يارون. ولكن الأهالي لم ينتظروا إزالة الساتر الترابي بالكامل، بل بدأ بعضهم في الدخول إلى البلدة عبر المدخل الشمالي، وصولًا إلى ساحة البلدة والمناطق التي من المتوقع أن يدخلها الجيش اللبناني خلال الساعات القادمة.
وأكد رئيس بلدية يارون لقناة المنار أنه رغم تدمير العدو لمبنى ومقومات البلدية، إلا أنهم سيعملون بما هو متاح لتسهيل عملية دخول الاهالي الى البلدة.
كما بدأ الأهالي بالتوافد إلى بلدات ميس الجبل وبليدا ومحيبيب، وتحديدًا إلى الحي الغربي من البلدة، وهم يرفعون رايات النصر. كما رفع الأهالي صور السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين.
وعادت رايات المقاومة ترفرف في أرجاء المنطقة، تأكيدًا على النهج الذي صنع هذا النصر، وفي مشهد نصر جديد يُرسم اليوم ببركة دماء الشهداء، إلى جانب تضحيات المجاهدين وصمود هذه البيئة المقاومة.
أما أهالي بلدة العديسة، فقد كانوا ينتظرون عند مدخل بلدتهم حتى يتمكنوا من العبور إلى ساحتها، بعد أن طلب منهم الجيش اللبناني التريث بالدخول ريثما تنتهي فرق الهندسة التابعة له من إنجاز عمليات المسح، عقب قيام العدو بتنفيذ عدد من التفجيرات ليلاً.
واحتشد أهالي بلدة كفركلا عند مدخل البلدة، استعدادًا للدخول إليها، وذلك بعد دخول الجيش اللبناني إليها خلال ساعات الليل. وكان قد سبق ذلك تفجيرات نفذها العدو الإسرائيلي، ربما كعملية وداعية، في محاولة منه للإمعان في إجرامه بحق هذه البلدات الحدودية.
بالإضافة إلى أهالي بلدة كفركلا، حضر العديد من أبناء الجنوب إلى منطقة دير ميماس، عند المدخل الرئيسي للبلدة، للعبور خلف الجيش اللبناني باتجاهها.
وقال رئيس بلدية كفركلا حسين شيت للمنار إن الجيش اللبناني بدأ بالانتشار اليوم في البلدة، وبمجرد أن يرتفع مستوى الأمان ويصبح الدخول آمنًا، سنتمكن من دخول البلدة بمرافقة الجيش اللبناني، الذي سيبلغنا بلحظة الصفر للعبور. وقال إن |الأولوية بالنسبة لنا هي سلامة المدنيين وعدم تعرضهم لأي خطر”.
وتزال البلدة تحتضن على ترابها أكثر من 30 شهيدًا من المقاومة الإسلامية، الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم دفاعًا عن هذه الأرض التي عمدوها بدمائهم الزكية.
وكانت قد انسحبت قوات العدو فجرًا من القرى والبلدات التي كانت تحتلها في الجنوب، فيما أبقت على وجودها في خمس نقاط رئيسية على طول الحدود. وبدأ الجيش اللبناني بالإنتشار في قرى بليدا، ميس الجبل، ومركبا.

وفي منتصف الليل، استكمل الجيش اللبناني انتشاره في البلدات المحررة، وباشرت فرق من فوجَي الهندسة والأشغال بإزالة السواتر الترابية ومسح الطرق الرئيسية من الذخائر والقذائف غير المنفجرة. كما سيّرت قوات “اليونيفيل” دوريات في تلك القرى، وأقامت نقاطًا عدة إلى جانب الجيش اللبناني.
كما دعت بلديات برج الملوك، حولا، وميس الجبل المواطنين إلى “تأجيل دخولهم إلى البلدة إلى الغد الأربعاء، إفساحًا في المجال أمام آليات الجيش اللبناني للعمل على مسح الأراضي التي انسحب منها العدو، وحفاظًا على سلامتهم.”
المصدر: موقع المنار