تلقت تل أبيب رسالة إيجابية من قطر بشأن استعداد حركة حماس للتقدم في مفاوضات التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب على قطاع غزة وإبرام صفقة تبادل أسرى، حسبما نقلت هيئة البث الإسرائيلية “كان 11” عن مصادر مطلعة على المفاوضات.
وبحسب المصادر، فإن الرسالة الإيجابية التي تلقتها تل أبيب تتعلق بقائمة أسرى إسرائيليين على قيد الحياة وعدة نقاط خلافية بين حماس والكيان الإسرائيلي.
وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مداولات هاتفية عاجلة مع وزير الحرب يسرائيل كاتس، والفريق المفاوض في أعقاب الرسالة من قطر، حسبما أوردت “كان 11”.
وفي السياق، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول سياسي، لم تسمه، قوله إن “رئيس الحكومة نتنياهو أجرى تقييماً للوضع بشأن الأسرى والمفقودين مع قادة الأجهزة الأمنية”. وأضاف أنه “خلال تقييم الأوضاع جرى تلقي تحديثات من الفريق المفاوض، وقد أصدرت تعليمات بناءً على ذلك”.
وأشار المسؤول الإسرائيلي نفسه إلى أن “المفاوضات في الدوحة متواصلة بشكل مكثف وتحت تعتيم كامل”، فيما لم يُعلن عن موعد زيارة رئيس الموساد والفريق المفاوض لمواصلة المفاوضات في قطر.
ونقلت وسائل إعلام عربية عن مصدر في المقاومة الفلسطينية، قوله إن “مفاوضات غزة تسير بشكل إيجابي وحماس قدمت رسالة جديدة حركت الموقف الإسرائيلي”، مشيراً إلى “إرجاء النقاط الخلافية للمراحل التالية وحديث عن تصور معدل لاتفاق شامل وتسهيلات مصرية بشأن ممر صلاح الدين”.
وأضافت أن هناك “تعهد مصري قطري أميركي بضمان تنفيذ الاستحقاقات المرحلية للاتفاق ودعم رسالة حماس الأخيرة. المفاوضات وصلت لنقطة هي الأقرب لإتمام الاتفاق منذ انطلاقها”. وختم المصدر بالقول إن “الوسطاء وحركة حماس ينتظرون رداً إسرائيلياً خلال ساعات على الموقف الأخير لحركة حماس”.
شكاوى بالجملة تلاحق جنود الجيش الصهيوني في الخارج
بعد قبرص وسريلانكا والبرازيل، تكرّ السبحة لتصل إلى السويد وغيرها من الدول، والتهمة الموجهة للجنود هي المشاركة في حرب الإبادة الصهيونية في غزة. القضية الحساسة استدعت استنفاراً عالياً في دائرة القرار الصهيوني للبحث في إمكانية حماية الجنود من الملاحقات القضائية التي يتعرضون لها أثناء السفر إلى خارج الكيان.
وبينما ينشغل الصهاينة في البحث عن حلول لهذه المشكلة المتعاظمة دولياً، قررت بولندا تجاوز قرار المحكمة الجنائية الدولية القاضي بوجوب اعتقال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت. ومنحت المسؤولين الصهاينة الراغبين بحضور الذكرى السنوية الثمانين لما يسمى تحرير (أوشفيتز-بيركيناو) حرية الوصول إلى هناك، بمن فيهم بنيامين نتنياهو.
ورغم منح الحكومة البولندية رئيس الوزراء الصهيوني صك براءة من تهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، تحرك الشارع البولندي مندداً بهذا الإجراء. وأمام ديوان الرئاسة البولندية في العاصمة وارسو، عبّر المتظاهرون عن رفضهم لتقديم بلادهم ضمانات بحماية نتنياهو من الاعتقال في حال زيارته بولندا. وطالبوا حكومتهم باحترام قرارات محكمة الجنايات الدولية، والتوقف عن سياسة ازدواجية المعايير.
وفي السياق نفسه، قالت المقررة الأممية الخاصة باستقلال القضاة والمحامين، مارغريت ساترثويت، إنه يتوجب على أعضاء المحكمة الجنائية الدولية اعتقال الأشخاص الصادرة بحقهم مذكرات توقيف من المحكمة. وأضافت أن “على بولندا، التي أدانت منغوليا لعدم اعتقال الرئيس الروسي، أن تعتقل رئيس الوزراء نتنياهو عند زيارته لها”. ولفتت إلى أن التطبيق الانتقائي للقانون يُضعف عالمية العدالة الدولية والتعددية.
إبادة مستمرة: الاحتلال الصهيوني يواصل جرائمه في غزة لليوم الـ463
هذا، وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ463 على التوالي، من خلال شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، في وقت يشهد فيه القطاع وضعًا إنسانيًا كارثيًا نتيجة الحصار. وترافق هذه الجريمة مجازر ضد المدنيين، الذين أصبحوا في مواجهة الموت والدمار على مدار الساعة.
وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام أن طائرات الاحتلال ومدفعيته واصلت غاراتها العنيفة يوم السبت على مناطق متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل المدنيين، تجمعات النازحين، والشوارع، ما أدى إلى استشهاد العشرات وإصابة العديدين، في استمرار لحملة قصف وحشية تطال كل شيء في طريقها.
وفي ظل هذا العدوان، تواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح منذ السابع من مايو الماضي، مع قصف جوي ومدفعي مستمر وارتكاب مجازر مروعة، إضافة إلى عمليات نسف لمنازل المواطنين في مخيم جباليا. وقد أسفرت هذه العمليات عن مئات الشهداء، بينما استمر الوضع الإنساني في التدهور.
ولليوم الـ99 على التوالي، يعاني شمال غزة من حصار وتجويع إسرائيلي، حيث يعزل الاحتلال المحافظة الشمالية عن باقي مناطق القطاع، ما يفاقم معاناة السكان في ظل قصف عنيف مستمر. كما تواصل قوات الاحتلال تعطيل عمل الدفاع المدني قسريًا في شمال القطاع لليوم الـ79، ما ترك آلاف المواطنين هناك دون رعاية إنسانية أو طبية، وسط تزايد أعداد الضحايا.
ووفقًا للمصادر، أطلقت طائرة مسيّرة إسرائيلية النار على مركبة تابعة للدفاع المدني في بلدة جباليا شمال القطاع. كما استشهد مواطن وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال لبلدة خزاعة شرقي خان يونس. وتم انتشال جثامين شهداء وجرحى من تحت الأنقاض جراء قصف عمارة سكنية لعائلة “طافش” في حي الزيتون، جنوب شرقي مدينة غزة. كما استشهد المواطن حمزة الزبدة وأصيب مواطنون آخرون نتيجة قصف طيران الاحتلال لعمارة “الزبدة” في حي الرمال.
كما استهدف قصف مدفعي حي الزيتون ومخيم النصيرات، في وقت تواصل فيه القوات الصهيونية استهداف مناطق غربي رفح بالرصاص بشكل مكثف. وفي تقرير صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تم التأكيد على أن جيش الاحتلال أباد 1600 عائلة فلسطينية بالكامل، من خلال قتل جميع أفرادها، في إطار الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة منذ 15 شهرًا. وتشير التقارير إلى أن هذه الإبادة أسفرت عن استشهاد أكثر من 5,600 فلسطيني من هذه العائلات، بالإضافة إلى إبادة 3,471 عائلة أخرى لم يتبقَّ من أفرادها سوى شخص واحد فقط، ما يرفع حصيلة الشهداء في هذه العائلات إلى أكثر من 9,000 شهيد.
من جانب آخر، حذر الدفاع المدني من أن 10% من حالات القصف الصهيوني تتسبب في تبخر أجزاء من جثامين الشهداء، مما يزيد من قسوة المشهد وتدميره للمجتمع الفلسطيني. وفي هذا السياق، حذرت وزارة الاتصالات الفلسطينية من توقف تدريجي لخدمات الاتصالات في غزة بسبب نفاد الوقود، مما يضاعف من حجم الكارثة الإنسانية.
وفيما تواصل حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفاعها، فقد تجاوز عدد الشهداء الـ46,000 شهيدًا منذ السابع من أكتوبر 2023، في حين وصل عدد المصابين إلى أكثر من 109,000 جريح، بينهم العديد من الحالات الخطيرة جدًا، بحسب التقرير اليومي الصادر عن وزارة الصحة في غزة.
المصدر: موقع المنار