كشف رئيس الحكومة السابق مانويل فالس عن الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي الذي سيعتمده في حال تخطى محطة الانتخابات التمهيدية لـ”التحالف الشعبي الجميل” وفاز في الانتخابات الرئاسية في 2017. ويهدف فالس إلى إرساء أسس “جمهورية فرنسية قوية وعادلة” من خلال إعطاء دفعة قوية للاقتصاد وإصلاح مؤسسات الدولة. تحت شعار “جمهورية قوية وفرنسا عادلة”، كشف رئيس الحكومة الفرنسية السابق مانويل فالس، عن الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي صباح الثلاثاء بـ”دار الكيمياء” بباريس.
وسيخوض مانويل فالس غمار الانتخابات التمهيدية ضمن “التحالف الشعبي الجميل” الذي يضم ستة متنافسين من أحزاب وجمعيات سياسية وأحزاب يسارية مختلفة. وقال فالس في مستهل خطابه ” أريد أن أكرس كل طاقتي لخدمة بلادي فرنسا بشغف”، داعيا “الفرنسيين إلى الأخذ بزمام الأمور ودون الانتظار”.
وبشأن حظوظ اليسار بالفوز في الانتخابات الرئاسية في مايو/أيار 2017، أكد أن “السؤال المطروح ليس –هل سيفوز اليسار- بل يجب أن يفوز لأن فرنسا بحاجة ماسة إلى التقدم والازدهار”
وأضاف فالس أن “الجمهورية القوية هي تلك التي تفي بوعودها وتمهد الطريق إلى فرنسا لتكون أكثر عدالة”.
وبهدف حماية الفرنسيين، وعد مانويل فالس بخلق ألف منصب شغل إضافي في صفوف الشرطة والدرك في كل سنة من عهدته الرئاسية وتخصيص 2.5 مليار يورو لتحديث التجهيزات والمعدات التي تستخدمها قوات الأمن في حال فاز بالرئاسيات.
بالإضافة إلى هذا، اقترح فالس رفع ميزانية وزارة الدفاع بـ2 بالمئة لغاية 2025 وخلق 10.000 زنزانة جديدة في السجون الفرنسية.
وفي المجال الاقتصادي، أعلن فالس أنه سيفرض ضريبة جمركية على كل المواد التي لا تحترم المعايير الاجتماعية والبيئية المعتمدة من قبل فرنسا والاتحاد الأوروبي.
وللحيلولة دون تنامي البطالة، أعلن أنه سيلغي الضريبة المفروضة على ساعات الشغل الإضافية والتي غالبا ما يلجأ إليها العديد من الموظفين والعمال الفرنسيين من أجل رفع مستوى رواتبهم الشهرية.
وجدير بالذكر أن نيكولا ساركوزي هو الذي اتخذ هذا القرار في 2008 قبل أن يلغيه الرئيس فرانسوا هولاند عند وصوله إلى سدة الحكم في 2012.
للمزيد من هو مانويل فالس المترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية؟ ،
وتابع فالس أنه سيدافع عن “مجتمع يؤمن بالعمل” باعتباره الوسيلة الوحيدة التي تؤدي إلى الازدهار والنجاح، فيما تعهد برفع رواتب النساء وتقليص الفارق الذي يفصلها عن مداخيل الرجال، إضافة إلى منح دخل فردي أدنى (حوالي 800 يورو) لجميع الفرنسيين الذين يتلقون من الدولة مساعدات مالية.
وفيما يتعلق بالتربية والتعليم والمواطنة، اقترح رئيس الحكومة الفرنسية السابق القيام بخدمة وطنية مدنية إجبارية خلال ستة أشهر بالنسبة لجميع الشبان الفرنسيين، إضافة إلى منح مليار يورو سنويا للجامعات لكي تحسن ظروف التعليم فيها وتواكب التطورات العلمية، فضلا عن رفع رواتب المدرسين وتخصيص ما بين 400 و500 ساعة تدريب لكل الشباب العاطل عن العمل أو أولئك الذين يرغبون في تغيير مسارهم الوظيفي.
على المستوى الأوروبي، دعا فالس إلى وضع حد لسياسة انضمام دول جديدة إلى الاتحاد ورفض بصورة نهائية مشروع انضمام تركيا إلى هذا الفضاء. كما وعد بالضغط من أجل إطلاق خطة استثمارية واسعة النطاق على المستوى الأوروبي إضافة إلى الاعتماد على حد أدنى للراتب لا يقل عن 60 بالمئة من الراتب المتوسط المتعامل به في أوروبا.
وفي الشأن المؤسساتي، وعد مانويل فالس بتقليص عدد البرلمانيين ورفع راتب المنتخبين المحلين، فضلا عن الحد من استخدام قانون 49/3 الذي يسمح للحكومة بتمرير القوانين دون أن يصادق عليها البرلمان.
وللتذكير، يعتبر فالس من بين رؤساء الحكومة الذين استخدموا بكثرة هذا القانون، المرة الأولى كانت من أجل تمرير “قانون ماكرون للاقتصاد” والمرة الثانية لتمرير “قانون العمل” الجديد الذي اقترحته وزيرة الشغل مريم الخمري.
وفي نهاية خطابه، انتقد مانويل فالس برنامج مرشح اليمين والوسط فرانسوا فيون ووصفه بـ”الخطير” لأنه “سيقضي على جميع مكاسب الفرنسيين” منهيا بالقول “إن فوز اليسار بالانتخابات الرئاسية أمر ممكن”.
المصدر: فرانس 24