المقاومة هي حالة الدفاع الشعبي عن الوطن بمواجهة الاحتلال والعدوان والاخطار التي يتعرض لها، وهذه هي حال المقاومة الاسلامية التي نشأت كنتيجة طبيعية لمواجهة العدو الاسرائيلي واحتلاله للبنان وتكرار الاعتداءات عليه.
والمقاومة الاسلامية بما تمثل من قوة أثبتت التجارب جدواها ونفعها في تحرير الارض والاسرى واستعادة جثامين الشهداء، ومن ثم الدفاع عن سيادة لبنان وفي ردع العدو الاسرائيلي وصد كل محاولات الاعتداء عليه وإفشال أي محاولة صهيوني لاحتلال لبنان او انتهاك سيادته وسرقة ثرواته المختلفة بدءا من المياه وصولا للثروات النفطية، وغيرها المحطات الهامة التي شكل فيها حزب الله عقبة أمام المخططت الاميركية (وضمنا الاسرائيلية) للسيطرة الكاملة على لبنان وحصاره سياسيا واقتصاديا وتركيعه بشتى الطرق.
وما سبق ذكره هي وقائع موثقة وثابتة في مختلف السنوات الماضية، بدءا من العام 1982 وصولا الى الأمس القريب تاريخ صدّ العدوان الاسرائيلي على لبنان وإجبار العدو عل وقف عدوانه بدون تحقيق أي هدف من الاهداف التي أعلنها عند بدء العدوان لا سيما منذ توسيع عدوانه البري على لبنان في شهر أيلول/سبتمبر 2024، ولا يؤثر على كل تلك الانجازات ما تشنه الآلة الاعلامية والسياسية التي تحاول تشويه صورة المقاومة وحزب الله، وهذه الفئة تقوم بهذا الأمر منذ انطلاقة المقاومة في لبنان ضد العدو الاسرائيلي وحتى قبل وجود حزب الله، فالامر للاسف واضح انه يصب في خدمة العدو الاسرائيلي سواء أدرك هؤلاء ذلك ام لا، وسواء كان البعض مرتبط بشكل او بآخر بأجهزة خارجية تحركه أم لا، فالنتيجة واحدة ان من يهاجم المقاومة في مواجهتها للعدوان فهو يخدم العدو ضد مصلحة لبنان وشعبه ولا تفسير آخر لذلك خاصة في زمن الحرب، أما في المسائل الداخلية والسياسية وكل مسألة اخرى فمن حق أي فريق او حزب ان يقول ما يشاء ويخالف من يشاء طالما ان ذلك تحت سقف الدستور والقانون وبما لا يضر بمصلحة الوطن.
وانطلاقا مما سبق من المفيد توضيح نقطة في غاية الأهمية، ان المقاومة الإسلامية -أي حزب الله- باتت جزءا أساسيا من هذا الوطن لا يتزحزح ولا يمكن اقتلاعه او إزالته، ولا مجال بعدها لما يسعى البعض للترويج له سواء اليوم مع ما يجرى في سوريا أو ما جرى عند بدء العدوان الصهيوني الاخير على لبنان خاصة عند تنفيذ العدو عمليات اغتيال لقيادات من المقاومة أبرزها استشهاد سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله.
فهذا الوجود المقاوم ليس حالة عابرة او محطة قابلة للتغيير او الانتهاء او الأفول، بل هي حالة ثابتة راسخة متأصلة، حزب الله هو ابن هذه الارض وهذا الوطن ومن نسيج المجتمع، وبيئة حزب الله صامدة صابرة صلبة لم تنفع كل أصناف الحروب والاعتداءات بكسر إرادتها وإصرارها على المقاومة ورفض الخضوع للمعتدين، وهذا الامر أيضا تمت تجربته سابقا وبكثرة فلم تكسرها كل المخططات والمؤامرات منذ إخفاء قائدها الامام السيد موسى الصدر الى اغتيال قياداتها كشيخ شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب وسيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي وغيرهما الكثير من القادة الكبار وصولا الى السيد نصر الله، مرورا بمحاولات إشعال الفتن الداخلية وتوجيه الاتهامات الباطلة للمقاومين وقياداتهم وصولا للحرب ضد الإرهاب التكفيري ومن بعدها الحصار الاقتصادي، حتى الحرب الصهيونية الاخيرة على لبنان وحزب الله وبيئته، فخرجت المقاومة منتصرة لا يهزها كل ما جرى بل يزيدها ذلك عزما وإصرارا وقدرة وثباتا على مواصلة عملها بدون أي تراجع، وأي كانت العقبات أو محاولات النيل منها ومن جمهورها.
وبهذا السياق، سبق ان تحدث القائد الجهادي الكبير الشهيد الحاج عماد مغنية(الحاج رضوان) عن ذلك حيث قال “انتهى الزمن الذي يفكر أي أحد بإزالة حزب الله، نحن أصبحنا أجيالا، نحن أصبحنا مجتمعا، نحن وجود إسلامي له جذور…”.
ونفس هذا القائد الكبير سبق ان اكد ان “الهدف واضح ومحدد ودقيق، إزالة إسرائيل من الوجود”، فرغم كل الظروف المحيطة ومهما زادت صعوبتها يبقى الهدف واحد ومشخص لأهل البصيرة من المقاومين ومجتمعم، خاصة ان هذه المقاومة واهلها اليوم في وضعية أفضل بكثير من العام 1982 حيث انطلقت فيه المقاومة وحققت بعد ذلك كل انتصاراتها، بل نحن اليوم نحمل تراكم تجارب وخبرات في الكثير من المجالات خاصة الميدان العسكري، والمقاومة اليوم في زمن النصر الكبير والأهم في مسيرتها كما قال الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حيث اكد “نحن امام انتصار كبير للمقاومة على العدو الاسرائيلي، انتصار اكبر من انتصار تموز مع كل التضحيات التي تقدمت وكل الدعم الغربي للعدو..”.
المصدر: موقع المنار