لا يمكنُ هزيمةُ حزبِ الله..
هي ليست قناعةَ اهلِ المقاومةِ فحسب، العارفينَ بعزمِ رجالِهم وصبرِ عائلاتِهم ، بل قناعةُ الصهاينةِ ايضاً العارفينَ بحالِ جيشِهم وضياعِ استراتيجياتِهم، والنزالِ الذي يُطبِقُ على جبهتِهم الداخليةِ بفعلِ رجالِ حزبِ اللهِ وصواريخِهم ومُسيّراتِهم، وهو ما افصحَ عنه كبارُ جنرالاتِ الاحتياطِ والمحللين الاستراتيجيين وعمومُ الاعلامِ العبري ..
لا شكَ انَ اهلَ المقاومةِ في لبنانَ وفلسطينَ يدفعونَ من التضحياتِ الكثير، ومن الانفسِ ما هو غالٍ وعزيز، لكنهم محتسبون، يُقدّمون تضحياتِهم بعينِ الله، مُعِدِّينَ ما استطاعوا من قوة، ومن عزمِ الصواريخِ والمسيّراتِ يُرهبونَ العدوَ ويؤلمونَه، ويجعلونَه عاجزاً عن تحقيقِ ايٍّ من اهدافِه التي رفعَها..
فالانتصارُ بالحروبِ لا يكونُ الا عندَ التمكنِ من تحقيقِ الاهداف، كما قالَ جنرالُهم الشهيرُ اسحاق بريك، والحربُ لم تُحرِّرِ الاسرى ولم تُعِدِ النازحينَ الى بيوتِهم في الشمال، ولم تُدمِّر حماس ولم تُدمِّر حزبَ الله، فعن ايِ انتصارٍ يتحدثون؟ سألَ بريك..
والحديثُ الصهيونيُ المغمسُ بالخوفِ هو من حربِ الاستنزاف، والخشيةِ من الوقتِ الطويلِ الذي يُخَسِّرُ الجيشَ العبريَ المزيدَ من القتلى والجرحى، بل يجعلُ قواتِه تتآكل – بحسَبِ تعبيرِ رئيسِ شُعبةِ العملياتِ السابقِ يسرائيل زيف..
اما زَيفُ ادعاءاتِ قادةِ جيشِهم وحكومتِهم، فيتكفلُ بفضحِها اعلانُ المستشفياتِ عن اعدادِ الاصاباتِ الكبيرِ الذي يأتيها من الشمال، حيثُ يزرعُ المقاومون اجسادَهم في ارضِ الجنوب، ويُسِيلونَ انهارَ الدمِ التي تجرفُ المحتل، وتمنعُه من التقدمِ الى عمقِ القرى الجنوبيةِ كما يَرتجي. وكما شمع بالامس، كانت مارونُ الراس ومركبا واخواتُهما اليوم، توقِعُ بجنودِ العدوِ وفِرَقِه ، وتُحرقُ برجالِها آلياتِه العسكريةَ ودباباتِه.. والى المستوطناتِ رسائلُ المقاومينَ اليوميةُ على طولِ الحافةِ الامامية، وصواريخُ ومُسيّراتٌ الى حيفا وقواعدِها البحريةِ والعسكرية، وعكا ومراكزِ جيشِها الاستراتيجية..
أما استراتيجيةُ التدميرِ الصهيونيةُ على الاراضي اللبنانيةِ فعلَى وحشيتِها من الجنوبِ الى البقاعِ حتى الضاحيةِ الشامخةِ فوقَ كلِّ دمارِ العدو، الموزِّعةِ بأسَها بينَ اهلِها، ومنهم عائلةُ سيدِ شهداءِ الامة – السيد حسن نصر الله – التي واست اهلَها اليومَ بمنزلِها الذي دمّرَه الحقدُ الصهيونيُ في حارة حريك، بعدَ ان كانت قد واست عوائلَ الشهداءِ باسمى قائدٍ وشهيد.
عائلةٌ معَ اهلِها المقاومين، تَبني الاملَ كما بناهُ القائدُ العظيم، ولها في كلِّ قلبٍ منزلٌ لن يَقدِرَ عليهِ كلُّ حقدِ العدوِ والمستسلمينَ لهمجيتِه..
ومعَ التسليمِ بجديةِ الحراكِ السياسي لوقفِ اطلاقِ النارِ كما يرى الرئيسُ نبيه بري، فانَ العبرةَ بالخواتيم، كما قال، وخصوصاً انَ التجربةَ مع نتنياهو لم تخلُ من اداءٍ ينسفُ كلَ الجهودِ المبذولة، على غرارِ ما جرى في غزةَ على مدى أكثرَ من سنة. ومن هنا يبقى الحذَرُ واجباً، بحسَبِ الرئيسِ بري.
المصدر: المنار