كانت لحظة اغلاق محطة “الجزيرة اميركا” لحظة محزنة لاكثر من 850 موظفا يعملون في مقرها الرئيس في العاصمة الاميركية واشنطن، او في مكاتبها بمختلف الولايات المتحدة الاميركية، ويزيد تعدادها عن 12 مكتبا.
فبعد ثلاث سنوات من العمل، قررت ادارتها القطرية العليا في الدوحة اطفاء انوارها، لاسباب قالت انها “اقتصادية”، وليس لها علاقة بالعجوزات في الميزانية القطرية (13 مليار دولار هذا العام)، وانخفاض دخل الدولة القطرية بأكثر من الثلثين بسبب تراجع اسعار النفط والغاز.
وعلمت “راي اليوم” ان معدلات المشاهدة اليومية للمحطة انخفضت الى حوالى عشرين الف مشاهد يوميا، وهو رقم منخفض جدا لا يمكن ان يجذب اي حملات اعلانية، او مصادر دخل للمحطة لتعويض خسائرها.
وكانت شبكة “الجزيرة” قد اشترت المحطة بمبلغ نصف مليار دولار من ال غور، نائب الرئيس الاميركي الاسبق، وانفقت حوالي مليارا ونصف المليار دولار على تطويرها، وتوظيف خيرة الخبرات الاميركية، ولكن هذا الانفاق الضخم، وغير المسبوق، على مدى ثلاث سنوات لم يعط ثماره المأمولة.
وعلمت “راي اليوم” ان ادارة الشبكة تخلت ايضا عن مشروع باقامة “الجزيرة بريطانيا” الذي كانت تريد ان يكون باللغة الانكليزية، وينافس القنوات المحلية البريطانية مثل BBC و”سكاي نيوز″ و “ITV”، ولكن عدم نجاح تجربة “الجزيرة اميركا” ادى الى صرف النظر عنه نهائيا، والغاء التفاهمات والتعاقدات مع ما يقرب من مئة صحافي ومذيع.
واكدت مصادر اعلامية وثيقة لـ”راي اليوم” في الدوحة ان الخطوة المقبلة قد تشمل اغلاق “الجزيرة” التركية، و”الجزيرة” الوثائقية، لتقليص النفقات.
وقالت هذه المصادر ان ادارة الشبكة تعتمد سياسة التدرج في التخلص من التضخم الوظيفي واغلاق المحطات غير الناجحة، ومن غير المستبعد ان يأتي الدور على القناة الاشهر في الشبكة اي “الجزيرة الام” .
المصدر: صحف ومواقع