علقت أسرة في عاصفة ثلجية، وكان على فرد من العائلة أن يتدخل لإنقاذها.. لتتولى الأم مسؤولية ذلك. وبدل أن تكون رحلة الإنقاذ قصيرة وعادية، تحوّلت إلى قصة تضحية وقتال من أجل البقاء على قيد الحياة. إذ قطعت الأم ما لا يقل عن 26 ميلاً سيراً على الأقدام، جزء منها حافية على الأقدام، ولمدة 30 ساعة متواصلة. خلال الرحلة اضطرت إلى أكل الأغصان وانهارت قواها أكثر من مرة.
وسردت “سي إن إن” قصة كارين كلين، الأم الأميركية البالغة من العمر 46 سنة والتي كانت في السيارة وهي تعبر منتزه كانيون الوطني رفقة زوجها إيريك وابنها البالغ من العمر عشر سنوات. وكانت الرحلة طبيعية قبل أن يعلما أن الطريق قد أغلقت بسبب الشتاء بينما خذلهم نظام “جي بي إس” بأخذهم إلى طريق الغابات.
بدأت الرحلة سيراً على الأقدام
في تلك اللحظة وقعت العائلة في مشكلين في وقت واحد. فقد غطت الثلوج الطريق بينما وقعت السيارة في حفرة وعلقت. ولم يكن في المكان أية علامة على الحياة. وكانت الثلوج تتساقط بكثافة. فكان على أحد أن يتصرف، فاختارت الأم التضحية.
وودعت الأم أسرتها وانطلقت في الرحلة متسلحة ببعض الماء والمأكولات الخفيفة. ودخلت أقرب طريق رئيسي. ولأن الطريق كانت مقفلة فقد كانت مضطرة للمشي على الأقدام.
أكلت أغصان الأشجار
ولم تعد السيدة بسرعة. وعلم الزوج أن الجو قد يقتلها والوقت ينفد. لذا ترك السيارة مع ابنه وصعدا إلى أعلى قمة في محاولة لالتقاط إشارة الهاتف. لكن دون جدوى.
لاحقاً وجدت الشرطة السيدة في أحد أكواخ الحراس بعدما ابتعدت لأكثر من 26 ميلاً وسارت لأكثر من 30 ساعة باحثة عن المساعدة. وقالت شقيتها إنها خلال هذه الرحلة قد نفد منها زاد الطعام والشراب، ما جعلها تأكل أغصان الصنوبر وتشرب بولها. وكان عليها ألا تتوقف أو تنام مخافة أن تتعرض لانخفاض في درجة الحرارة يؤدي إلى موتها.
الاستمرار رغم الانهيار
وخلال الرحلة كانت قد تعرضت للانهيار أكثر من مرة لكن كان عليها الاستمرار. فكانت تسير قليلاً ثم تنهار، ثم تقوم وتستمر من جديد. وفي إحدى النقاط فقدت حذاءها الأيسر ولم تستطع استعادته. ما اضطرها للمشي أربعة أميال حافية على الثلج. وخلال الرحلة كانت قد أمضت 45 ساعة دون أن تنام.
وعثرت في نهاية المطاف على كوخ الحراس. واضطرت إلى كسر النافذة للدخول والاحتماء. وبقيت على هذه الحال ست ساعات أخرى قبل أن تصل المساعدة.
من أين استمدت كل هذه القوة؟
ونقلت بعد ذلك إلى المستشفى بعدما فقدت عدداً من أصابعها بسبب الصقيع. لكن أكدت شقيتها أنها في حالة معنوية جيدة. وأضافت أن “ما كان يدفعها للاستمرار هو أنها لم تكن تريد لوالدتها أن تدفن ابنتها، ولم تكن تريد لابنها أن يكون بدون أم”. كما أكّدت أنها تتطلع لعودتها إلى المنزل من أجل الاحتفال بعيد ميلادها السابع والأربعين.
المصدر: العربي الجديد