أسرعَ الرحيل، ما استطابَ حياةً بعدَ القائدِ والحبيب.. وعلى الطريقِ نفسِها عجّلَ الهاشميُ الخُطى، فادركَ الوصول، قائداً كبيراً وشهيداً عظيماً على طريقِ القدس.. رئيسُ المجلسِ التنفيذي لحزبِ الله العلامةُ المجاهدُ السيد هاشم صفي الدين شهيداً.. ارتحلَ الى جوارِ ربِّهِ معَ خِيرةٍ من اخوانِه المجاهدين ، راضياً مرضياً، صابراً محتسباً، كما نعاهُ حزبُ الله..
التحقَ باخيهِ الشهيدِ الاسمى والاغلى سماحةِ الامينِ العامّ لحزبِ الله السيد حسن نصر الله، بعدَ ان كانَ سنَدَهُ وعَضُدَهُ وحاملَ رايتِه التي لن تَسقُطَ ابدا.. كان معتمدَه بالشدائد، والكفيلَ بالمصاعب، كانَ عباسَه وحاملَ لوائِه، والمدبِّرَ الصالحَ، والتقيَ الرائد، والمديرَ القائد..
تعرفُه جُلُّ دساكرِ الوطن، وخَلَواتُ الفقراءِ والمساكين، وكلُّ ساحاتِ الجهادِ وجموعِ المجاهدين.. ما استراحَ يوماً عن واجب، وما كلَّ عن جهاد، فكانَ والامينَ العامَّ الشهيدَ صِنْوَيْنِ..
لم يُرى يوماً الا مبتسماً، واثقاً كالجبلِ، شامخاً لا تهزه الريح، يعرفُ الجميعُ تواضعك ومحبتك وعطفك وايثارك والوفاء، كما يعرفون قرارك الواضح والحاسم في آن..
فكل زرعك سيؤتي أكله، وكلُّهُ مباركٌ وسيحفظه الاوفياء،واخلاصك في هذه المسيرة سيبقى مشعلا وهاديا مهما كبرت المؤامرات وتعاظمت التحديات. منذُ مقاعدِ الدراسةِ كانت البندقيةُ توأمَ كتابِك، وكانَ الجهادُ في سبيلِ اللهِ عنوانَ كلِّ اعمالِك.. رحلَ القائدُ شهيداً عظيماً ككلِّ قادتِنا ، فمن سيَقدِرُ على امةٍ قادتُها شهداء؟
وفي مسيرتِنا وسامُ الشهادةِ فخرٌ لكلِّ عائلاتِنا واُسَرِنا وعمومِ ميادينِ جهادِنا، واليومَ نالت اسرةُ المنار الشرفَ من جديدٍ مع ابنِها البار، المصورِ المقدام، والزميلِ الخلوقِ الشابّ – علي الهادي حسن ياسين – الذي ارتقى شهيداً خلالَ ادائِه واجبَه المِهْني. فكلُّ التبريكاتِ لاسرتِه الكريمة، وكلُّ العهدِ من المنارِ بالبقاءِ على النهجِ وحِفظِ الدمِ والتضحيات، والثباتِ على طريقِ الحق، ونصرةِ كلِّ قضايا امتِنا المحقة، والسيرِ على طريقِ القدسِ حتى النصر..
نصرٌ يصنعُه رجالُ اللهِ بصمودِهم الاسطوري، وهم يَوقِفونَ تقدمَ العدوِ عندَ تخومِ القرى، ويُمطرونَ مدنَه ومستوطناتِه بالصواريخِ النوعيةِ التي تطالُ اهدافاً عسكريةً واستراتيجية، ومُسيّراتِهم التي تتفوقُ على كلِّ استنفاراتِ العدو، فتُصيبُ في عمقِ الكيانِ موجعةً هذا الاحتلال..
ولن يُوجعَنا حقدُه رغمَ عظيمِ التضحيات، وعروسُ البحرِ – صور – كانت اليومَ العنوان. فمعَ كلِّ اجرامِه التدميريِّ لن يكونَ نتنياهُهُم اقوى من اسكندرِهم، وبينَنا وبينَهم الايامُ والليالي والميدان..
المصدر: المنار