تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت في 19-10-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
البناء:
واشنطن أمام خيار مفصلي بين تسريع إنهاء الحرب أو تشريع الإبادة والتهجير
الحية ينعى السنوار باسم حماس: إطلاق الأسرى رهن الانسحاب ووقف الحرب
هوكشتاين يكشف تطابق موقفها مع تل أبيب: التفاوض تحت النار لتعديل الـ 1701
كتب المحرّر السياسيّ
حضر أمس على المستوى الدبلوماسي بقوة، الكلام الإسرائيلي السابق عن ربط فشل التفاوض بوجود قائد حماس الشهيد يحيى السنوار، واعتبار الوصول إليه واغتياله او إخراجه من المعادلة شرطاً للانتقام من طوفان الأقصى، وبالتالي ممراً إلزامياً للتوصل إلى اتفاق من وجهة النظر الإسرائيلية، وهو إيحاء ضمنيّ بأن السنوار يعطل التوصل الى هذا الاتفاق، ليصبح السؤال المتداول داخل الكيان وفي واشنطن وأوروبا، هل واشنطن حسمت أمرها باستثمار اللحظة لمطالبة تل أبيب بوقف حرب الإبادة الوحشية والإجرامية بحق الفلسطينيين في غزة، وتسريع التوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب ويؤمن تبادل الأسرى، كما تقول التصريحات الأميركية، أم أن واشنطن قد حسمت أمرها نهائياً بتشريع حرب الإبادة والتهجير وصولاً لتشريع ضمّ قطاع غزة والضفة الغربية وضمنها القدس، لتشريع الاستيطان فيها، ودفن كل كلام عن حل سياسيّ للقضية الفلسطينية وحل الدولتين؟
بالتوازي، نعت حركة حماس رسمياً، على لسان رئيس الحركة في قطاع غزة وممثل الحركة في مسارات التفاوض خليل الحية، وكان أبرز ما ورد في بيان النعي هو تأكيد المضي في نهج الشهيد السنوار، لمواصلة المقاومة حتى التحرير الكامل لتراب فلسطين. أما بخصوص التفاوض فقال الحية إن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس لن يُفرج عنهم إلا عندما يتمّ وقف الحرب نهائياً وتحقيق الانسحاب الشامل للاحتلال من كل قطاع غزة، وينال الأسرى الفلسطينيّون حريتهم.
في لبنان، تواصلت المواجهات على الحدود وعبرها، حيث تصدّت المقاومة للعديد من محاولات التقدّم والتسلل لجيش الاحتلال بقواته من المشاة أو عبر سلاح المدرعات، موقعة الخسائر بجيش الاحتلال، بينما تواصلت الغارات التي شنها جيش الاحتلال على مناطق لبنانية عديدة، خصوصاً في الجنوب والبقاع، بينما استهدفت المقاومة بصواريخها وطائراتها المسيّرة حيفا والجليل الغربي والجليل الأعلى ونالت صفد نصيباً وافراً منها، فيما كان بيان غرفة عمليات المقاومة الصادر أمس، عن الانتقال إلى مرحلة نوعية جديدة موضوع عناية من الجهات الدبلوماسية المتابعة لمسار الحرب كعلامة على تعافي المقاومة ووقفها على قدميها وإمساكها بزمام المبادرة في الحرب.
سياسياً، كان لافتاً للمسؤولين اللبنانيين والأوساط السياسية والدبلوماسية ما ورد على لسان المبعوث الأميركي الرئاسي أموس هوكشتاين حول الدعوة إلى تعديل القرار 1701، كتعبير عن التلاقي الأميركي الإسرائيلي على التفاوض قبل وقف النار وهو ما أسماه وزير حرب الكيان يوآف غالانت بالتفاوض تحت النار، بينما كان البيان الأميركي الفرنسي الذي أيّدته عشر دول غربية وعربية، واضحاً في الدعوة لأولوية وقف إطلاق النار والتفاوض بعدها على آليات تطبيق القرار 1701 وليس على تعديله.
بعد شهر من حصر دائرة ما يُسمّى بالتحذيرات الإسرائيلية بالضاحية الجنوبية ووجوب اخلاء مبانٍ محددة قبل استهدافها، خرج المتحدث باسم العدو الإسرائيلي افيخاي أدرعي أمس، ليعمّم تحذيراته بقاعاً وجنوباً على قرى وبلدات استهدفتها الغارات خلال أقل من ساعة من منشوراته.
وفي موازاة توالي الغارات الإسرائيلية من جهة وما تحققه المقاومة من إنجازات في الميدان من جهة أخرى، استمرت الاتصالات السياسية لمحاولة لجم التصعيد الإسرائيلي.
وناقش وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت العمليات الإسرائيلية في لبنان والوضع الإنساني في غزة، بعد رسالة وجّهتها واشنطن في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى «إسرائيل» وحثتها فيها على تحسين الوضع الإنساني في غزة. وأفاد البنتاغون في بيان بأن أوستن «شجّع حكومة «إسرائيل» على مواصلة اتخاذ خطوات لمعالجة الوضع الإنساني الملحّ، مع الأخذ في الاعتبار التحرك الأحدث من جانب «إسرائيل» لزيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة».
وتلقى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تناول تطورات المنطقة ومستجدات جهود الوساطة لإنهاء الحرب وسبل خفض التصعيد في لبنان.
وأمس، التقى وزير الخارجيّة المصري بدر عبد العاطي نظيره الإيراني عباس عراقجي معلنًا «رفض مصر الكامل المساس بالسّيادة اللّبنانيّة، وضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي اللّبنانيّة وسلامتها». وأكّد «أهميّة تضافر الجهود لوقف إطلاق النّار بشكل فوري، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بعناصره كافّة من جميع الجهات ودون انتقائيّة».
كما شدّد فى هذا السّياق على «أهميّة تمكين المؤسّسات اللّبنانيّة ودعمها فى هذه المرحلة الحرجة، وتحديدًا الجيش اللبناني، لتمكينه من بسط سلطته ونفوذه على كامل الأراضي اللّبنانيّة، ضمانًا للأمن والاستقرار في لبنان الشّقيق». وركّز على «الملكيّة الوطنيّة اللّبنانيّة فى ملف الشّغور الرّئاسي»، لافتًا إلى أنّ «القرارات ذات الصّلة بهذا الموضوع لا بدّ وأن تتمّ في إطار التّوافق اللّبناني، دون إملاءات خارجيّة».
ليس بعيداً، أصدرت وزارة الدفاع الإيطالية بياناً جاء فيه «عقد أول أمس، مؤتمر عبر تقنية الفيديو ضم دول الاتحاد الأوروبي الـ 16 عن أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وتمّ التشديد على أن أي قرارات بشأن مستقبل مهمة اليونيفيل يجب أن تتخذ بالإجماع في الأمم المتحدة مع الرغبة المشتركة في ممارسة أقصى قدر من الضغط السياسي والديبلوماسي على «إسرائيل»، لوقف اعتداءاتها. واتفقت الدول الـ16 على ضرورة تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، من خلال الدعم التدريبي المناسب والتمويل الدولي، حتى تتمكّن من أن تصبح قوة ذات مصداقية تساهم في استقرار المنطقة بدعم من «اليونيفيل»».
وتزور رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لبنان اليوم، حيث ستلتقي المسؤولين اللبنانيين وستبحث معهم ملف الحرب على لبنان وأزمة النازحين السوريين وأفيد أن هدف الزيارة أيضاً دعم الجنود الإيطاليين من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وكشف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي أن «هناك اتصالات ثنائية ومجموعات من الدول في الشأن الخاص بلبنان والجامعة العربية تتابع كل تلك الاتصالات وتسعى لأن تكون دائماً محاطة بها والقرار 1701 جميعنا معنيّون بتطبيقه وكذلك لبنان والوضع الخاص بلبنان أراه من الناحية السياسيّة فيه سهولة أكثر من الشأن الفلسطيني».
وأمس، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حيث تناول البحث المستجدات السياسية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وملف النازحين. واستقبل رئيس المجلس سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وتمّ عرض لتطورات الأوضاع في لبنان والمستجدات السياسية وأجواء التحضيرات للمؤتمر الدولي الذي ستنظمه فرنسا دعماً للبنان. وعرض برّي مع مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي الأوضاع الأمنيّة.
وأشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله إلى أنّ «بعد مرور شهر على العدوان لم يترك العدو أيّ جريمة لم يرتكبها، في حرب أراد منها تصفية المقاومة، لكنّ المقاومة في لبنان باقية وراسخة». وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب: «الجرائم ضدّ الإنسانية التي يرتكبها العدو يهدف من خلالها إلى إخضاع لبنان ويريد منها شطب فكرة المقاومة من المنطقة وقد خطّط لهذه الحرب ووضع أهدافها منذ سنوات»، لافتاً إلى أنّ «العدو عمد إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة، خصوصاً على الحدود حيث يُحاول إقامة منطقة عازلة والمشروع الحقيقي هو جعل جنوب الليطاني تابعاً له، وهذا ما ستحبطه المقاومة».
وأكّد «أن لا خيار لنا في لبنان إلا سواعد المقاومين وما تفرضه في الميدان من وقائع، وغير ذلك رهانات على سراب، فلا المجتمع الدولي يتحرّك ولا الدول المهيمنة على العالم»، وتابع: «ظنّوا أنّه باغتيال قائدنا وارتكاب الجرائم بحقّ شعبنا يُحقّقون ما يريدون واستعجل البعض في حصد ذلك، ولكن المقاومة بدأت مرحلة جديدة من مقاومة العدوان».
وقال: «على الواهمين أن يستفيقوا من نشوة نتنياهو ومَن معه، والأمور بخواتيمها، وندعو شعبنا إلى ألا يعير بالاً للأضاليل والمحرّضين والواهمين في أن يستفيقوا يوماً في لبنان من دون مقاومة». وأضاف فضل الله: «نعمل على 3 خطوط أوّلها في الميدان، وحتى اليوم لم يتمكّن العدو من السيطرة على أي قرية أو الاستقرار فيها». ولفت إلى أنّ «رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه برّي ونجيب ميقاتي يتوليان التفاوض مع الموفدين الدوليين من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار، ونُتابع هذا الملفّ بدقّة مع الرئيس برّي».
وميدانياً، شنّت الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة أمس، غارات على أرنون، وعيتا الشعب بالإضافة إلى سلسلة غاراتٍ على بلدات كونين وحانين ورامية في منطقة النبطية.
وبالتزامن تعرّضت بلدة كفرشوبا وأطراف بلدة شبعا لقصفٍ مدفعيّ إسرائيليّ. كذلك بلدة عربصاليم، فضلًا عن مفترق النبطية الفوقا – زوطر والمنطقة الواقعة بين العديسة وكفركلا. بالتزامن مع قصفٍ مدفعيّ استهدف بلدتي القوزح وراميا، وحولا. كما أغار الطيران على داخل بلدة الريحان في منطقة جزين، وعلى بلدة زيتا قرب بلدة الغازية في الزهراني وأطراف بلدة عنقون قضاء صيدا في الجنوب.
وشنّ الطيران الحربيّ غارات على محاذاة نهر الليطاني في محيط أحراش السريرة وبرغز. كما أغار على مبنى في بلدة قناريت، وعلى بلدة عنقون في الزهراني. واستهدف منزلًا في بلدة دير قانون النهر، ما أدّى إلى تدميره، وتضرّر عشرات المنازل المحيطة. كما شنّ غارات على أطرف الريحان والعيشية في منطقة جزين وعلى بلدة صديقين في صور. كما استهدفت الغارات الإسرائيلية البرج الشمالي ومنطقة الحوش في العباسية، في صور.
وبقاعًا، استهدف الطيران الحربيّ الإسرائيلي وادي برغز بعدد من الغارات، كما استهدف منزلًا في بلدة قليا في البقاع الغربيّ ما أدّى إلى تدميره دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. كما استهدفت الغارات بلدة يحمر وتمنين الفوقا وسرعين التحتا والسفري.
في المقابل، أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات أن مجاهدي المقاومة الإسلامية استهدفوا تجمعاً لجنود العدو في منطقة السدانة وفي مزرعة برختا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
واستهدف الحزب «دبابتي ميركافا في مرتفع اللبونة بالصواريخ الموجّهة ما أدّى إلى احتراقهما ووقوع طاقمهما بين قتيل وجريح». كما استهدف «مستعمرة كفر فراديم برشقة صاروخية».
وأطلق «صلية صاروخية استهدفت تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي عند بوابة مستعمرة مسكاف عام بصلية صاروخية».
وأعلن «استهدفنا تجمعاً لجنود العدو بين كفركلا والعديسة بقذائف المدفعية وحققنا إصابات مباشرة». كما استهدف الحزب بُعيد منتصف ليل أول أمس دبابة ميركافا في مرتفع اللبونة ما أدّى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، كما استهدفوا دبابة ميركافا ثانية فجراً في مرتفع اللبونة ما أدّى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
إلى ذلك، وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أمس، إلى روما للمشاركة في حفل تقديس «الأخوة المسابكيين» الدمشقيين الموارنة، فرنسيس وعبد المعطى ورفائيل في 20 تشرين الأول 2024 بعد مرور مئة عام تقريباً على تطويبهم.
وسيلتقي الراعي البابا فرنسيس يوم الاثنين المقبل حاملاً ملف لبنان والحرب إلى طاولة الفاتيكان، وسيضع البابا فرنسيس في أجواء القمة المسيحية – الإسلامية، والنقاشات الداخلية التي حصلت، ونقل المطالب اللبنانيّة إلى الغرب عبر الفاتيكان، بالإضافة إلى وضع المسيحيين القاطنين في الجنوب في القرى الحدوديّة.
اللواء:
قمة برلين توفد هوكشتاين: وقف النار وانتخاب عون للرئاسة
ميقاتي ينتفض بوجه «الوصاية الإيرانية».. وتعزيزات معادية وصواريخ نوعية الى أرض المعركة
على أرض المحاور الجنوبية في القطاعات: الغربي، والأوسط والشرقي الملتهبة، بدت المعارك «حامية الوطيس»، وهي مرشحة الى الاتساع والتصعيد مع دفع جيش الغزو الاسرائيلي بلواء جديد الى أرض المواجهة، ودفعت المقاومة الاسلامية بصواريخ ومسيرات جديدة الى التصدي والهجوم، لمنع جنود الاحتلال من التقدم على المحاور البرية على الرغم من نشر الجيش الاسرائيلي واجهزة استخباراته معلومات ان الجنود لن يبقوا في لبنان بعد انتهاء «المناورة البرية» اي المعارك الجارية منذ 17 يوماً.
واحتل الوضع المتأزم في لبنان حيزاً من اجتماع رئيسي الولايات المتحدة، وفرنسا ورئيسي الحكومة بريطانيا والمانيا.
واعتبر الرئيس الاميركي جو بايدن بعد لقاء قادة فرنسا وبريطانيا والمانيا ان وقف النار في لبنان ممكن.
وناقش القادة الاربعة الوضع في لبنان واتفقوا على ضرورة العمل لتنفيذ قرار مجلس الامن رقم 1701.
كما اتفقوا على ضرورة التوصل لحل يسمح بعودة المدنيين لديارهم.
وحسب مصدر دبلوماسي مطلع فإن قمة الاربعة قررت ايفاد هوكشتاين الى بيروت حاملا حلا لانهاء الحرب وابرام وقف النار بين اسرائيل وحزب لله، وبالتالي التفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية مع ترشيح الولايات المتحدة وحلفائها قائد الجيش العماد جوزاف عون للرئاسة الاولى.
هوكشتاين: الشعب يقرر إذا كان عون الأنسب
وعشية زيارة يزمع القيام بها الى بيروت قريبا، قال الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين ان بلاده، تعمل على ايجاد سبيل لوضع حد للنزع القائم بين لبنان واسرائيل، معلناً انه ما زال يتواصل مع السياسيين اللبنانيين لارساء الشروط بهدف وضع حد للمأساة القائمة.
واضاف: يجب تشجيع الدولة اللبنانية لان تكون مسؤولة عن اراضيها ونشر الجيش اللبناني في جنوب البلاد، ويجب عدم ربط نزاع لبنان بالنزاعات الاخرى، مشيرا الى انه يجب السير في طريق مختلف، بحيث يمكن الحفاظ على لبنان وأمنه، ومسؤوليتنا دعم، وشدد على تحقيق الامانة والسلامة في كل لبنان واقامة حكومة وانتخاب رئيس يعيدونه الى درب الازدهار، مؤكدا على دعم الجيش اللبناني المسؤول عن امن وسيادة لبنان.
وعن الرئاسة، قال انه حان الوقت لانتخاب رئيس للجمهورية، ورئيس مجلس النواب مسؤول عن هذه العملية ضمن مجلس النواب، ومع هذا فإن على الشعب اللبناني ان يقرر ما اذا كان قائد الجيش العماد جوزاف عون هو المرشح الانسب للرئاسة.
ولئن كان البيت الابيض، يهذي بمواقف من هنا او هناك على لسان رئيسه، فإن رئيسة وزراء ايطاليا ابلغت كلا من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي انها مع السعي لاحياء هدنة الـ28 يوماً، وكذلك، ستثير مع بنيامين نتنياهو (رئيس الكابينت العسكري) امكان وقف النار، ووقف الحرب في لبنان وغزة، وعدم التعرض للوحدة الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل).
وفي السياق، تسلم الرئيس بري رسالة خطية من وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو.
كما تلقى بري اتصالا من مفوض السياسة الخارجية في الاتحادم الاوروبي جوزيف بوريل، وتطرق الحديث الى العدوان الاسرائيلي المرفوض على لبنان، وضرورة الضغط على اسرائيل لوقف النار، للانتقال بعدها الى تطبيق القرار 1701، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية..
ميقاتي يرفض الوصاية الايرانية
واستغرب الرئيس نجيب ميقاتي اعلان رئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف ان طهران مستعدة للتفاوض مع باريس حول ملف لبنان.
وقال ميقاتي: موضوع التفاوض لتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 تتولاه الدولة اللبنانية. ومطلوب من الجميع دعمها في هذا التوجه لا السعي لفرض وصايات جديدة، مرفوضة بكل الاعتبارات الوطنية والسيادية.
وسارع قالبياف ما نسبته اليه صحيفة «لوفيغارو» الباريسية من ان طهران على استعداد للتفاوض مع باريس لتنفيذ القرار 1701.
وقال ميقاتي ان الحل بتحييد عن الصراعات الخارجية.
وحضر القائم بالاعمال الايراني ميتم قهرماني الى الخارجية وسلم الوزير عبد لله بوحبيب ترجمة مصححة لكلام قاليفاف وابلغه ان ايران لا تقبل التدخل بسيادة البلاد، وتترك الخيار لبنان والمقاومة باتخاذ القرار بشأن 1701، ووقف اطلاق النار، وقال ما تؤيده الحكومة والمقاومة في لبنان بشأن وقف النار ستؤيده ايران.
باسيل يرفض فرض المحاور
رئاسياً، اعلن النائب جبران باسيل: مثلما نرفض ان يفرض علينا اي محور رئيساً للجمهورية، نرفض ان يفرض علينا رئيس محور آخر ارادته بعدم انتخاب رئيس.
ودعا الى الاسراع بانتخاب رئيس سيادي جامع للبنانيين، لكي يقوم كرئيس للدولة ومعه مؤسساتها الدستورية الشرعية بالتفاوض على تنفيذ القرار 1701.
وفي التحركات، وعلى الرغم زيارة الدعم والتضامن مع لبنان القصيرة التي قامت بها رئيس الحكومة الايطالية جورجيا ميلوني امس، واعلانها استمرار المسعى لتنفيذ وقف لإطلاق النار لمدة 21 يوماً وفق مبادرة الرئيسين الفرنسي الاميركي، لم يظهر اي تحرك او موقف غربي يشي باحتمال حصول تحرك جدي لوقف العدوان الاسرائيلي التدميري التهجيري على لبنان، باستثناء تكرار الدعوات والتمنيات، ربما بانتظار ما ستسفر عنه المؤتمرات الأوروبية الثلاثة الاسبوع المقبل في باريس وروما وبرشلونة والتي ستتناول الشأن اللبناني العسكري والسياسي والانساني. وإن كان التعويل على حركة اوروبا وحدها لا يؤدي الى تحقيق الهدف ما لم تقم الادارة الاميركية بالضغط الحقيقي والفعّال على حكومة العدو الاسرايلي وبإجراءات عملية لوقف العدوان.
وبدا من زيارة ميلوني حسب معلومات «اللواء»، ان هدفها الاساسي هو تأكيد الموقف الايطالي والاوروبي من بقاء قوات اليونيفيل في مواقعها وممارسة مهامها برغم التحذيرات والطلبات الاسرائيلية بمغادرة مواقعها واستهدافها المتعمد بالقصف من جيش الاحتلال لدفعها الى الانسحاب.
كما بدا ان الهدف الذي ستعمل بعض دول اوروبا وبخاصة فرنسا وايطاليا عليه هو دعم الجيش اللبناني بما يحتاجه من عتاد ومال لزيادة عديد وحداته في الجنوب في اطار المسعى الدولي لتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته.
ميلوني ترفض استهداف اليونيفيل وتحاول الاتصال بنتنياهو
وعلى خط التحرك الدولي لتثبت وحدات الامم المتحدة في مواقعها في الجنوب، اعلن رئيسة وزراء ايطاليا ان «بلادها تعمل على وقف اطلاق النار في غزة ولبنان.
وادت بعد لقاء كل من الرئيسين بري وميقاتي ان «استهداف الطوارئ في لبنان امر غير مقبول ويجب تطبيق القرار 701 تطبيقا فعلياً.
وعلى خط متصل، أكد المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان «اليونيفيل» اندريا تيننتي أنه «تم استهداف القوات العاملة في جنوب لبنان عدة مرات، مشيرًا إلى أن 5 من هذه الاستهدافات تمت بشكل «متعمد».وقال في إحاطة اعلامية في جنيف: «مواقعنا استهدفت مرارًا في لبنان مما عرض قوات حفظ السلام للخطر».
وكشف تيننتي أن «الدمار والخراب الذي لحق بالعديد من القرى في لبنان على طول الخط الأزرق وما بعده صادم»، مشدداً على ضرورة بقاء القوات في لبنان، مؤكداً أن «معنويات قوات حفظ السلام لا تزال مرتفعة للغاية»، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز».وأكد العثور على استخدام محتمل لمادة الفوسفور الأبيض قرب إحدى القواعد، وقال: «عثرنا على أثر لاستخدام محتمل للفوسفور الأبيض قبل عدة أشهر بالقرب من إحدى قواعدنا».
وقال تيننتي إن «طائرة مسيرة سقطت قبالة سواحل لبنان جاءت من الجنوب ودارت حول سفينتنا واقتربت لمسافة أمتار قليلة».وعندما سُئل عن إمكانية اللجوء للدفاع عن النفس ضد إسرائيل، قال تيننتي: «يمكن اللجوء إليه ولكن من المهم تهدئة التوتر».
لجنة الطوارئ ومؤتمر باريس
وعقدت «لجنة الطوارئ الحكومية» اجتماعا برئاسة الرئيس ميقاتي، تناولت فيه التحضيرات لمؤتمر باريس، والورقة الحكومية المتعلقة بالموضوع الانساني لايواء النازحين.
وكشف الوزير المكلف ناصر ياسين ان البحث تطرق الى الغداء لتأمين 200 الف وجبة للنازحين يوميا، وتأمين التدفئة والكهرباء لاكثر من 600 مدرسة وكذلك توفير صيانة للمنازل والمدارس، ودعم تقديمات وزارة الشؤون الاجتماعية.
وكشف وزير الطاقة والمياه وليد فياض ان الاضرار في قطاع المياه والطاقة تساوي 440 مليون دولار او في قطاع الخدمات والتربية والصحة فالاضرار تصل الى مليارات الدولارات.
وفي مجال يتعلق بردم الحفرة على طريق المصنع، اعلن وزير الاشغال العامة والنقل: لكي نرمم طريق المصنع ونعالجه، وكي لا يتعرض فريق الصيانة لاي خطر.
في الميدان
في حين استمرت الغارات العدوانية الاسرائيلي على معظم قرى الجنوب وبعض قرى بعلبك والبقاع، وارتقاء نحو عشرة شهداء، اعلنت المقاومة الاسلامية مساء امس، انها أطلقت عند الساعة 07:00 من مساء امس، صلية من الصواريخ «النوعية» التي استهدفت مدينة حيفا.
وقالت:إنّ المقاومة الإسلامية ستظل حاضرة وجاهزة للدفاع عن بلدنا وشعبنا الأبي المظلوم ولن تتوانى عن القيام بواجبها لردع العدو عن غطرسته وظلمه. ولله على كل شيء قدير إنّه نِعمَ المولى ونِعم النصير.
وطالت صواريخ المقاومة منطقة «الكريوت» واهدف في مدينة عكا وصفد، الى جانب العديد من المستعمرات المتاخمة للحدود اللبنانية الجنوبية وتجمعات قوات العدو التي تحاول اختراق عدد من القرى الحدودية.
كما اعلنت لاحقا انه «وفي إطار سلسلة عمليات «خيبر» وردًا على استهداف المدنيين والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني، وبنداء لبيك يا نصر لله، نفذت المقاومة الإسلامية، عملية إطلاق سرب من المسيّرات الإنقضاضية على قاعدة «عين شيمر» (قاعدة للدفاع الجوي الصاروخي وقاعدة اللواء الإقليمي) شرق مدينة الخضيرة.
وقالت: إنّ المقاومة الإسلامية ستظل حاضرة وجاهزة للدفاع عن بلدنا وشعبنا الأبي المظلوم ولن تتوانى عن القيام بواجبها لردع العدو عن غطرسته وظلمه.
واعلن المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي: إصابة ضابط من لواء «غولاني» و3 جنود من وحدة «ماغلان» بجروح خطيرة خلال المعارك ليل أمس الاول في جنوب لبنان.
الى ذلك، ذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية: ضربت طائرة بدون طيار يوم أمس تجمعًا لجنود الجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان وأسفرت عن إصابة 31 جنديًا إسرائيليًا .
وكشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن 53 إصابة في صفوفه خلال الـ24 ساعة الماضية، بينهم 50 إصابة عند الحدود مع لبنان، و 3 إصابات في غزة. واعترف بمقتل 21 ضابطًا وجنديًا وإصابة 368 آخرين منذ بدء التوغل البري المحدود عند الحدود مع لبنان.
واوضحت وسائل إعلام إسرائيلية: أن الجيش الإسرائيلي يعلن فقط عن الإصابات التي تُصنف بالخطيرة في صفوفه ولا يعلن عن عدد الإصابات المتوسطة والطفيفة.
وصدر عن غرفة عمليات «المقاومة الإسلامية بيان مفصل عن المواجهات الجارية في الجنوب مع قوات الاحتلال المتوغلة في بعض القرى، ومماجاء فيه: بلغت حصيلة خسائر العدو وفق ما رصده مجاهدو المقاومة الإسلامية، حوالى 55 قتيلا وأكثر من 500 جريح من ضباط وجنود جيش العدو الإسرائيلي، بالإضافة إلى تدمير 20 دبابة ميركافا، تدمير 4 جرافات عسكرية وآلية مدرعة وناقلة جند، بالإضافة إلى إسقاط مسيّرتين من نوع «هرمز 450».
هذه الحصيلة لا تتضمن خسائر العدو الإسرائيلي في القواعد والثكنات العسكرية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية وصولًا إلى عمق فلسطين المحتلة.
اضافت: بناءً على توجيهات قيادة المقاومة، تعلن غرفة عمليات المقاومة الإسلامية، الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعديّة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ستتحدث عنها مجريات وأحداث الأيام المقبلة.
واعلنت المقاومة الاسلامية عن قصف الكريوت شمال حيفا بالصواريخ النوعية.
واشارت وسائل اعلام اسرائيلية عن سماع دوي انفجارات بمنطقة خليج حيفا.
كما اطلقت المقاومة سربا من المسيرات الانقضاضية على قاعدة عين شيمر شرق الخضيرة.
كما قصفت المقاومة بصواريخ نوعية قاعدة الدفاع الجوي.
وليلا، خرق الطيران الحربي الاسرائيلي دار الصوت فوق طرابلس وضواحيها.
وكانت الغارات الاسرائيلية لم تتوقف عن قصف القرى والمدن اللبنانية من صور الى الهرمل.
وبالنسبة للوضع في رميش، قالت مصادر امنية ان الوضع طبيعي، وليس هناك من عملية اخلاء للسكان، والجيش واكب امن ادخال قافلة مساعدات للبلدة.
المصدر: صحف