اينما اداروا حقدَهم جاءَهم بأسٌ شديد، من الجنوبِ اللبناني الصامدِ الى غزةَ الاباءِ والضفةِ وجنين .. وتلكَ الايامُ نداولُها بينَ الناس.. واللهُ لا يحبُ الظالمين..
صدقَ المقاومونَ الوعدَ وهم يُذيقونَ المحتلَّ بدايةَ القِصاصِ الشديد، فكانت المشيرفة عندَ رأسِ الناقورة، المحطةَ المُشَرِّفةَ اليومَ للمقاومينَ واهلِهم الصابرين، وشاركَتها مارون ويارون وميس وكلُّ تخومِ الجهادِ العنيد..
دباباتُهم احترقت مباشرةً على الهواء – كما وعدَ القائدُ العظيمُ والشهيدُ الجليلُ سماحةُ السيد حسن نصر الله، ووَفَى ابناؤه المجاهدون العهد، وجاسُوا خلالَ الديارِ ليُلقّنُوا المحتلَّ درساً جديداً على صفحاتِ النزالِ الطويل. فاَعلنت المقاومةُ الاسلاميةُ عن تدميرِ دبابةٍ صهيونيةٍ بطاقَمِها وإصابةَ اخرياتٍ حاولت التقدمَ الى رأسِ الناقورة، فأبَى اهلُ الرؤوسِ المرفوعةِ الا الاستبسالَ والثباتَ حتى اَحرقوها واهدافَها ثُمَّ رَمَوا فِرَقَ انقاذِها بالصواريخ، فكانَ البحرُ من وراءِ هؤلاءِ الجنودِ والموتُ من امامِهم، ولم تَنفَعْهُمُ الطائراتُ التي تُعربدُ في سماءِ لبنان، ولم تُغنِ عنهم لردِّ ضرباتِ المقاومين..
ضرباتٌ باتَ لها موعدٌ يوميّاً من كريات شمونة والمنارة وكفرجلعادي الى كرمائيل وعكا وحيفا ، ومتى شاؤوا الى ما بعدَ بعدَها، موزعينَ صلياتِهم بينَ تجمعاتٍ عسكريةٍ للعدوِ عندَ الحدود، ومعسكراتٍ ومواقعَ عسكريةٍ في العمقِ المحتل..
ومع عميقِ الوجعِ الصهيوني فانَ صمتَهم الرسميَّ عن خسائرِهم الفادحةِ لا يزالُ مُطْبِقاً، واِن كان طَبَقُ الموتِ اليوميِّ حاضراً على طاولاتِهم العسكريةِ وبينَ مستوطنيهم الذين خاطبوا حكومتَهم اليومَ بانَ الامرَ الذي وعدتمونا بانهائِه لم يَنتهِ، وصواريخَ حزبِ الله تُوزَّعُ بدقةٍ ونجاح، وتتحدَّى القُببَ الحديديةَ العاجزةَ عن مواجهتِها، كما قال باسمِهم المحللُ العسكريُ الشهيرُ الون بن ديفد، فيما طالب زملاءُه حكومةَ بنيامين نتنياهو بالتقاطِ الفرصةِ والذهابِ سريعاً الى وقفٍ لاطلاقِ النار..
نارٌ لبنانيةٌ تُحرقُ الجنودَ الصهاينة، فيما نيرانُ المحتلِّ تَصُبُّ حقدَها على المناطقِ السكنيةِ في الضاحيةِ والجنوبِ والبقاعِ وترتكبُ المجازرَ بحقِ الابرياءِ كما في الكرك اليوم..
في المواقفِ الدوليةِ اليوميةِ استنكاراتٌ لاستهدافِ الاحتلالِ موقعاً لليونفل في الناقورة وسقوطِ عددٍ من افرادِ القوةِ الدوليةِ جرحى، فيما العدوُ غيرُ آبهٍ بكلِّ تلكَ البياناتِ التي سُرعانَ ما يُذَوِّبُها بحرُ الدعمِ الاوروبي والاميركي لكلِّ هذا العدوانِ الهمجيِّ بحقِ اللبنانيين والفلسطينيين..
المصدر: قناة المنار