توالت المواقف اليوم الاثنين من الشخصيات والقيادات والفصائل الفلسطينية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعملية طوفان الأقصى البطولية، وما أعقبها من عدوان اسرائيلي وحشي على قطاع غزة أدّى إلى استشهاد أكثر من 41 ألفاً من الأبرياء.
نخالة: وحدة قوى المقاومة بالمنطقة ضرورة للإنتصار
وفي السياق، أكّد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، أنّ الفصائل الفلسطينية لديها ما يكفي من الأسرى الإسرائيليين للقيام بعملية تبادل تضمن الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الإحتلال.
وفي كلمة مسجلة له، قال النخالة “إنّنا ومنذ اليوم الأول للمعركة كان قرارنا وحدة قوى المقاومة، وفوّضنا حركة حماس لقيادة المعركة السياسية”.
وشدد النخالة على “تمسك المقاومة بانسحاب الإحتلال الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار، وتبادل الأسرى بما يضمن تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الإحتلال”، لافتًا إلى أنّ “إسرائيل تراوغ، وتتنصل من التزاماتها، وتريد فرض شروط أقرب للاستسلام”.
وأكّد على أنّ “وحدة قوى المقاومة بالمنطقة ضرورة للإنتصار، ووحدة الشعب الفلسطيني من أوجب الواجبات بمواجهة العدو، ومقاتلي حركة الجهاد في الجبهة اللبنانية قاتلوا كتفا إلى كتف مع مقاتلي حزب الله”.
حماس: للانخراط في معركة طوفان الأقصى
ودعت حركة حماس إلى تصعيد كل أشكال المقاومة والانخراط في معركة طوفان الأقصى في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي التي وسعت دائرة عدوانها لتشمل دولا عربية وإسلامية بعد استهداف قطاع غزة.
وفي بيان بمناسبة الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى أكدت الحركة أن 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 “كان محطة نضالية تاريخية واستجابة طبيعية لما يحاك من مخططات صهيونية لتصفية قضيتنا الوطنية”.
وقالت الحركة في بيانها الذي حمل عنوان “طوفان نحو التحرير”، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت على مدار العام الماضي “أبشع الجرائم والمجازر وشنت على شعبنا أفظع حرب إبادة جماعية يشهدها التاريخ المعاصر”.
واعتبرت أن صمود الفلسطينيين في قطاع غزة والتفافهم حول مقاومته كانا “الصخرة التي تحطمت فوقها كل مخططات الاحتلال”، مضيفة “نؤكد للعالم أجمع أنه لا مساومة على حق شعبنا المشروع في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل”.
وقالت الحركة من تأثير عمليات الاغتيال التي استهدفت قادة في المقاومة خلال الأشهر الماضية، وقالت إن تلك العمليات “لن تزيد المقاومة إلا قوة وصلابة وإصرارا على مواجهة الاحتلال ومخططاته العدوانية حتى دحره وزواله”.
وبخصوص المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وعقد صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين مع الاحتلال الإسرائيلي، أكدت حماس أنها “بذلت ولا تزال جهودا كبيرة لوقف العدوان وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.”
وأوضحت أنها تعاطت بإيجابية مع كل المبادرات وتمسكت بوقف دائم للعدوان والانسحاب الكامل، وحمّلت الإدارة الأميركية “مسؤولية استمرار الجرائم والإبادة الجماعية” في غزة، وطالبتها بالكف عن الانحياز إلى الاحتلال.
واعتبر البيان أن “توسيع “إسرائيل” دائرة عدوانها لتشمل دولا عربية وإسلامية يثبت أنها خطر حقيقي على أمن واستقرار المنطقة”، وأن “الحاجة الآن أصبحت ماسة لردع هذا الكيان المارق وعزله ومقاطعته وإغلاق كل محاولات دمجه في جسم أمتنا أو تطبيع العلاقات معه”.
ودعت الحركة الفلسطينيين في الضفة والقدس والداخل المحتل وفي مخيمات اللجوء إلى تصعيد كل أشكال المقاومة، ووجهت نداء إلى “قوى الأمة والأحرار فيها للانخراط في معركة طوفان الأقصى لنيل شرف الدفاع عن القدس والأقصى المبارك”.
كما دعت إلى تصعيد الفعاليات التضامنية في كافة الميادين والساحات وتعزيز مقاطعة الاحتلال والتنديد بجرائمه والضغط على الدول والكيانات والشركات والمنظمات الداعمة للإبادة الجماعية في قطاع غزة.
لجان المقاومة
وقال بيان صادر عن غرفة العمليات المشتركة للجان المقاومة الفلسطينية إنه “لمن دواعي فخرنا واعتزازنا أن نرى المقاومين من لبنان واليمن والعراق يلتحمون مع مقاومي شعبنا ويساندونه بالانخراط المباشر في المعركة واستهداف قواته وقواعده العسكرية وتكبيده الخسائر، وكذلك الهجمات القوية التي نفذتها الجمهورية الإسلامية في إيران على الكيان الصهيوني”، معلنة “وقوفها إلى جانب شعبنا وإسناد مقاوميه، وقدمت جميع هذه الجبهات الشهداء والتضحيات على طريق القدس، وامتزجت دماء مقاوميها وقادتها بدماء أبناء شعبنا وقادتنا ومجاهدينا ليؤكدوا على وحدة الهدف والدم والمصير، وأن فلسطين ليست وحدها، وأن هذه المعركة التي انطلقت شرارتها من غزة ستغير وجه المنطقة وستمهد لتحرير فلسطين وكسر الاحتلال وكنسه بإذن الله”.
وتابع البيان “إن قيادة فصائل المقاومة الفلسطينية ممثلة بالغرفة المشتركة هي موحدة في قرارها ورؤيتها، وقد خاضت كل مراحل هذه المعركة صفاً واحداً، وخاضت جولات المفاوضات غير المباشرة لشهور وفق رؤية موحدة وتوافقية، وستبقى كذلك وفاءً لدماء الشهداء وعذابات المكلومين والنازحين والأسرى والمعذبين، وستبقى تدافع عن شعبنا بكل ما أوتيت من قوة ولن تتخلى عن واجبها، وستظل حريصة على وقف شلال الدم النازف دون التنازل عن حقوق شعبنا المشروعة، فأنتم يا أبناء شعبنا تستحقون الكثير، فقد قاومنا معاً وقدمنا الشهداء معاً وسنتجاوز هذه المحنة معا وسنعيد ترميم ما دمره الاحتلال معاً فأنتم منا ونحن منكم وإن دماء القادة والمجاهدين التي سالت هي فداء لكم وهي جزء من تضحياتكم وثقوا أن الله لن يضيع هذه التضحيات، بل ستثمر خيراً ونصراً لشعبنا وأمتنا ولو بعد حين”.
الجبهة الشعبية: “طوفان الأقصى” نقطة تحول استراتيجية في نضالنا
قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن “معركة طوفان الأقصى نقطة تحول استراتيجية في نضالنا والمقاومة لن تنكسر وستظل دروسها وعبرها تدرس في الأكاديميات العسكرية سواء في التخطيط أو التنفيذ”.
وأعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها، “في الذكرى السنوية الأولى لملحمة عبور السابع من أكتوبر( معركة طوفان الأقصى) نستذكر بفخر وإجلال هذا الحدث الاستثنائي في مسيرة نضال شعبنا الفلسطيني، حيث جسدت تلك اللحظة إرادة المقاومة الصلبة في مواجهة الاحتلال الغاشم؛ فهذه المعركة كانت بمثابة تحوّل استراتيجي في مجرى الصراع، كاشفة عن ضعف العدو وهشاشته وعن تصدّع منظومة ردعه العسكرية، مما عمّق أزماته الداخلية”.
وأضافت البيان: تمكن مئات من مجاهدي المقاومة في هذا اليوم المجيد من العام الماضي من إلحاق هزيمة نكراء بفرقة غزة، واستطاعوا خلال ساعات السيطرة على أجزاء واسعة من أراضينا المحتلة، والعودة بمئات الأسرى من الجنود والضباط.
وتابعت: في مواجهة العدوان الصهيوني الشامل على مدار العام المنصرم، تمكنت المقاومة من تنفيذ عمليات نوعية شلت قدرة العدو العسكرية وأربكت قيادته، التي توهمت بأنها قادرة على القضاء على المقاومة في غضون أسابيع قليلة، وقد تكبد الاحتلال خلال المناورات البرية خسائر فادحة في الأرواح والآليات، رغم اتباعه سياسة الأرض المحروقة، واستمرت المقاومة بقصف المدن والمستوطنات الإسرائيلية بالصواريخ، ضاربة العمق الصهيوني.
وصرحت: إنها تجلت وحدة الساحات بين فصائل محور المقاومة، من فلسطين ولبنان و اليمن والعراق، بمشاركة فعالة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي ساهمت في استنزاف العدو وتطوير معادلة الردع باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة لضرب العمق الصهيوني، مما عزز حضور المقاومة على الساحة الإقليمية.
الكيان الصهيوني وجد نفسه في عزلة غير مسبوقة
وأشارت إلى البيان: على الصعيد السياسي والدولي، وجد الكيان الصهيوني نفسه في عزلة غير مسبوقة، مع تصاعد موجات الاحتجاجات العالمية ضد جرائمه الوحشية، فيما أصدرت محكمة العدل الدولية قرارات تدين جرائم الاحتلال، برغم القيود التي تعوق عمل تلك المحاكم بفعل ضغوطات الإدارة الأمريكية، كما تصاعدت الضغوط الدولية على الكيان في المحافل الدولية، وعلا الصوت الفلسطيني في مواجهة الأكاذيب الصهيونية، مما أدى إلى احتجاجات عالمية غير مسبوقة، خاصة في الجامعات حول العالم.
وأضافت: إنه قدم شعبنا ومقاومتنا تضحيات جسيمة على مدار عام تجاوزت مئات الألوف من الشهداء والمصابين والمفقودين والأسرى، حيث توسع الصراع من قطاع غزة إلى الضفة ثم إلى لبنان.
وتابعت البيان: ارتقى في هذه المعركة قادة كبار، في مقدمتهم الشهيد القائد سيد الشهداء “حسن نصرالله”، والقائد الرمز “إسماعيل هنية”، والقائد “صالح العاروري”، وكوكبة طويلة من قادة وكوادر الجبهة الشعبية وعلى رأسهم الرفيق “نضال عبد العال”، عضو المكتب السياسي ومسؤول الدائرة الأمنية والعسكرية.
وقالت البيان: إنها شهدت غزة والضفة تدميرا واسعا للبنية التحتية بفعل القصف الصهيوني الوحشي وغير المسبوق في أي صراع أو حروب سابقة، مما أدى إلى معاناة مئات الآلاف من المهجرين قسرا، بالإضافة إلى ارتكاب الاحتلال لجرائم وحشية غير مسبوقة بحق المدنيين، من قصف المشافي والمدارس إلى تدمير المرافق الحيوية ومنع وصول المساعدات الإنسانية، فضلا عن استهداف الصحفيين في مسعاه للإبادة والتهجير.
وأوضحت: إن رغم محاولات العدو لتهجير أهلنا في غزة والضفة، إلا أن صمود الشعب والمقاومة أفشل هذه المخططات، ولم يستطع العدو تحقيق أهدافه في القضاء على المقاومة أو استعادة الأسرى.
وأضافت: تمكنت المقاومة من تعويض خسائرها القيادية، والسيطرة على زمام المعركة، في حين أثبتت الضفة الغربية أنها عنصر رئيسي في معادلة الصراع بتصاعد المقاومة المسلحة فيها.
وأكد في هذه المناسبة على النقاط التالية:
1. معركة طوفان الأقصى شكلت نقطة تحول استراتيجية في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وستظل دروسها وعبرها تدرس في الأكاديميات العسكرية، سواء في التخطيط أو التنفيذ.
2. فشل العدو في تحقيق أهدافه المعلنة، وأبرزها القضاء على المقاومة واستعادة الأسرى، واستمر في حالة تخبط وهزيمة في غزة والضفة ولبنان.
3. أثبتت المقاومة قدرتها على الصمود، وتمكنت من تعويض قياداتها وتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية.
4. تواصل المقاومة تمسكها بمطالبها الأساسية: الانسحاب الكامل من غزة، وقف العدوان، عودة النازحين، إعادة الإعمار، ورفع الحصار بشكل كامل.
5. التأكيد على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وصياغة استراتيجية مقاومة شاملة لمواجهة التحديات الكبيرة التي يفرضها الاحتلال.
6. تصاعد المقاومة المسلحة في الضفة الغربية يشكل خياراً استراتيجياً لفصائل المقاومة، ويعد عنصرا أساسيا في معادلة الصراع.
7. الجماهير العربية مطالبة بتولي زمام المبادرة لمواجهة سياسات الأنظمة الرجعية، ووقف التطبيع، والخروج إلى الشوارع دعما لفلسطين والمقاومة.
8. تصاعد التحركات الجماهيرية العالمية يجب أن يستمر بقوة أكبر، لفضح جرائم الاحتلال وإدانة الدعم الغربي والأمريكي للعدوان الإسرائيلي.
وأضافت البيان “باسم فصائل ومحور المقاومة، عهدنا لشعبنا وأمتنا ولأحرار العالم، بأن المقاومة ستظل مشتعلة ولن تنطفئ حتى دحر العدوان وتحرير فلسطين. إن النصر حتمي طالما بقيت إرادة شعبنا صلبة وعزيمته لا تلين”.
المصدر: مواقع