الصحافة اليوم: 3-10-2024 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم: 3-10-2024

صحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 3-10-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الاخبار:

صحيفة الاخبارجنده ينفذون الوعد: كمائن الموت عند الحدود

إلى سماحة الشهيد السيد

سيدي أبا هادي سلام الله عليك وعلى روحك الطاهرة، الكلام معك وعنك سيطول ويتوالى ولن ينتهي…
ولكن حسبي اليوم أن أبارك لك هذه الشهادة العظيمة…
وأنت تعرج إلى الله كما الأنبياء والأولياء والأئمة الشهداء…

انتقيت فرصتك الذهبية وسط لجة العدوان وفي غمرات الحرب ومن مقر قيادتك لمعركة الدفاع عن لبنان وشعبه والإسناد لغزة وفلسطين وقضيتها وشعبها… مضيت شهيداً كما أحببت ملتزماً بالموقف الحقّ الذي لا محيد عنه… «الثبات والمضي حتى الشهادة بمواجهة العدوان الأميركي – الصهيوني المُتوحش، إسناداً ودعماً لغزة ودفاعاً عن لبنان، وحفظاً لكرامة الشرفاء في منطقتنا».

استندت في ذلك إلى إيمان راسخ وبُعد نظر إستراتيجي وإلى وفاء الحاضنة الشعبية للمقاومة، وإلى الثقة العارمة التي رسّختها في نفوس أهلنا نتيجة صدق المواقف ونموذجية الأداء وتحقق الإنجازات.
لقد رسمت السبيل الطبيعي للإنفراج والتوصل إلى حلّ، وكُنت واثقاً وصريحاً وواضحاً أن أول خُطوة نحوه، هي في وقف الحرب على غزة.

ولقد هيّأت لذلك كُل المُستطاع… وأعددت أبطالاً حُسينيين… يثبُتون في الميدان ولديهم الجُهوزية الكاملة لمُلاقاة العدو وكسر شوكته وإفشال أهداف اعتداءاته وفرضِ مُعادلة الردع عليه.

ورغم استشهاد ثُلة ممن سبقك من هؤلاء الأبطال، القيادات والمُجاهدين، فالمقاومة التي وهبتها عُمرك الشريف، تزخر بالكثيرين من أمثالهم فضلاً عن بدائلهم المُهيئين… فيما بُنية المقاومة حصينة ومُصانة بإرادات رجال صادقين مُخلصين وأوفياء، وبإذن الله لا تهزها الزلازل ولا خارقاتُ القنابل.

أما الوظائف فموزعة ومُصنفة ومُحددة وواضحة، لا يخلو فيها موقع ولا يسكنها فراغ… تجري مهامها بحيويةٍ وجدية ونظم وإخلاص.

لقد كُنت يا سيدي تُمثل في هذه البُنية الرؤية التأسيسية والمُواكبة الراعية، وكُنت تُمثل ملاذ سكينةٍ وواحة إطمئنان نفسي، لا يملأهما إلا قائد إستثنائي واثق وصلب، خبير وحكيم، عقله وقلبه وجوارحه طوع دينه ويقينه وقيمه، لا تغشّه الإدعاءات ولا فنون الاستعراضات ولا تُثنيه عن عزمه صعوبات أو مخاطر وأهوال… له بالله ثقة مُطلقة ويشد عضده بإخوة إيمانٍ وجهادٍ جادين ومُخلصين.

لقد كُنت في مسيرتنا يا سيدي: العلم والركن والأخ والقائد والحبيب… تتمنى فتلبّى، وتأمر فتُطاع، وتنهى فتكون النهاية، وتحزن فتنفطر لحزنك القلوب، وتبتسم فتنأسر لبسمتك الجنان…

يا سيدي كنت وستبقى طود عزنا ورائد انتصاراتنا وموئل سكينتنا ومورد أُنسنا وشوقنا وسرورنا… كُنت مُمثل الولي فينا وُكنت الزين لمنهجه والمثال المُخلص في تبيان الموقف وحُسن الأداء…

نعم… قليلُون هم أمثالك ولذا يعزُّ علينا الفراق وقد اعتدنا بحضرتك وحضورك كيف نفترق لسويعات… لينجز كل واحد مهامه ثم نعود للقاء.

مثلك يا أبا هادي، لا يُغادر حياتنا.. فكيف يُفارق مسيرتنا والحق أقول لك يا أخي وحبيبي:

أليمٌ… أليمٌ… أليمٌ ومُوجع لهب فراقك… وجمرُ شوقنا إليك لا يُخمده إلا النصر أو الإستشهاد.

التضحيات والمُكابرات… تهون كلها طالما أنها بعين الله وفي سبيله… والحمد لله سبحانه أن طريقنا واضح وولايتنا لله ونبيه (ص) وللأئمة من أهل بيت النبي (ص) ثابتة وراسخة، وثقتنا بالله عظيمة وصبرنا عصيّ على النفاد… وجهادنا مستمر ودائم وكما يحب الله لنا أن نكون فيه، صفاً مرصوصاً وبُنياناً صلباً ونصر الله آتٍ بإذن الله… والانجاز يتطلب أن ننفر جميعاً في سبيل الله خفافاً وثقالاً لا وقت لدينا نضيّعه في قيلٍ أو قال.
أمرنا اليوم هو: «تد في الأرض قدمك، أعر الله جُمجمتك وانظر إلى أقصى القوم»، وامضِ في طريق الشهيد أميننا العام، وكل شهدائنا الأبرار الذين هم صُناع مجدنا وانتصاراتنا ومجد وانتصارات شعبنا وأمتنا وأوطاننا في الحياة، وهم ممن نرجو شفاعتهم.

بيوت وشوارع في الضاحية لا تزال تنبض بالحياة

قلب توسع الاعتداءات الصهيونية على لبنان شكل الحياة في الضاحية الجنوبية. سلوك «خط بئر العبد» أو طريق «الشهيد هادي نصر الله»، في الأيام العادية، كان يستغرق ساعة من الوقت لقطع نحو أربعة كيلومترات، فيما لا يستغرق اليوم أكثر من دقائق معدودة. خلت الشوارع من روادها وموتوسيكلاتها وسياراتها وكل أهلها. دقائق معدودة لقطع المسافة الفاصلة بين المشرفية ودوار الكفاءات، لكنها مغامرة عير محسوبة، ليس بسبب طيش سائقي الدراجات النارية، وإنما نتيجة التعرّض لغارة صهيونية مفاجئة. رغم ذلك، ورغم عشرات الغارات التي دمرت مئات الوحدات السكنية في الضاحية، ومحت مباني من الوجود، لم تهجر هذه المنطقة تماماً من السكان. في الأحياء الضيقة، لا تزال قلة قليلة من أهلها تبقي الحياة في أرض أرادها العدو ميتةً تماماً.

تسير الحياة في الضاحية الجنوبية اليوم على وقع «روتينية» العدوان. بعد ليلة عنيفة من الغارات، تدبّ الحياة صباحاً مع عودة أعداد من النازحين إلى بيوتهم لتفقدها وسحب بعض ما يمكن حمله مما يحتاجون اليه في أماكن نزوحهم. تكاد الزحمة تصبح ظاهرة على «دوار الكفاءات» مثلاً. العائدون خلال هذه الأوقات لا يمضون وقتاً طويلاً، «نأتي لحمل ما تيسّر من بيوتنا، قبل العودة إلى أماكن النزوح»، تقول فادية النازحة من الكفاءات. كثيرون يحملون صرراً من الثياب والحاجيات الملفوفة في أقمشة على الدراجات، أو على سطوح السيارات، ويسارعون للخروج قبل التعرض للخطر.

على وجه السرعة، «نفتح بيوتنا للاطمئنان عليها، وإفراغ الثلاجات من محتوياتها»، تضيف فادية. «بعد الأسبوع الأول من النزوح، يبدو أنّ الإقامة ستكون طويلة، لذا نزيد من مؤونتنا، ونأخذ ثياباً إضافية لنا وللأولاد». في المقابل، لا يهتم ماهر النازح من منطقة الرويس بثيابه، بل عاد لإحضار أوراقه الثبوتية «خشية دمار البيت وفقدانها. فمع الترهل الحالي في الدولة، ستصبح مهمة استعادتها شبه مستحيلة».

تصطدم محاولات البقاء على قيد الحياة في الضاحية بمشكلة هشاشة البنية التحتية

على طرقات الضاحية، تقف شاحنات نقل أمام محال الهواتف تفرغ ما في المتاجر. «يقدّر ثمن البضاعة في المحل بحوالي مليون دولار»، يقول صاحب أحد محالّ بيع الأجهزة الخلوية. ويضيف، «سأنقل بضاعتي إلى مستودع آمن لتخزينها، أو بيعها لمحالّ في مناطق أخرى، خوفاً من تعرضها للتدمير في حال قصف المبنى». إلى جواره، يفتح عدد من «الاكسبرسات». وحولها، يتحلق شبان على طاولات استحدثت على الأرصفة الخالية من المارّة. وفي الأحياء الشعبية، تظهر، ولو بخجل، بسطات بيع الخضر، حيث لم ينزح السكان بشكل كامل. وهناك، فتحت بعض الملاحم أبوابها بكميات قليلة من اللحم. وجلس أصحاب عدد من الورش الصناعية الصغيرة أمام محالهم المعتمة بـ«انتظار زبون»! مع ساعات الليل، تختفي الحركة تماماً في الضاحية، وتخلو الطرقات من أيّ حركة، بانتظار ليلة عنيفة أخرى.

خلال الحرب، يجمع مشهد النزوح الضاحية، بشكل متفاوت. فالضاحية ليست منطقة واحدة، بل مناطق ومجتمعات وطبقات اجتماعية مختلفة. في الأحياء الشعبية، لا تزال مظاهر الحياة واضحة في البيوت والأبنية، مثل الغسيل على الحبال والشرفات، ومحال المواد الغذائية التي فتحت أبوابها وأبقت على البضائع في الداخل، «خوفاً من طائرات الاستطلاع»، بحسب أحد أصحابها. حتى ربطات الخبز الطازجة وصلت إلى عدد من هذه المحال.

«لا نحتمل التكاليف المادية أو المعنوية للخروج، إذ لا أريد أن يعاملني أحد بشفقة، أو يطردني صاحب منزل لأن عائلتي كبيرة»، تقول عايدة، طالبةً وصفها بـ«الصامدة في الشياح». ولكن بقاء عايدة في منطقتها دونه مخاطر غير محسوبة، وخاصة في ساعات الليل مع اشتداد الغارات.

وبالتالي، «نحن لا ننام في منزلنا، وفي ساعات الليل نخرج من المنزل لننام في السيارة في أحد شوارع بيروت، ثمّ نعود صباحاً». هذا بعض من وضع فقراء الضاحية، أما الأحياء التي يسكنها أغنياء المنطقة، ففرغت بشكل شبه كامل من السكان، كما يبدو واضحاً من خلوّ مواقف السيارات في الأبنية، والشوارع المحيطة.

لكن تصطدم محاولات البقاء للصامدين هنا تصطدم بمشكلة هشاشة البنية التحتية. فالكهرباء، سواء الآتية من مولدات الأحياء، أو التيار الرسمي، مقطوعة عن عدد كبير من الأحياء. في منطقة الليلكي مثلاً، التي تعرضت للقصف، أتى حسين صباحاً إلى منزله، وقام بـ«تعزيل البراد، وتنظيف المطبخ، بسبب فساد اللحوم والدجاج، بعد الانقطاع التام للكهرباء»، إما لتقطّع كابلات الكهرباء على الأعمدة بسبب القصف، أو لإطفاء أصحاب الاشتراكات مولداتهم بعد انعدام الاستهلاك نتيجة نزوح الأهالي من المنطقة، أو حتى نزوح صاحب المولد.

وبسبب انقطاع الكهرباء، تتوقف مضخات المياه عن العمل في الأبنية، كما المصاعد، ما يضاعف من صعوبة الوصول إلى البيوت ونقل الأغراض منها.

إيران تقلب الطاولة: على إسرائيل أن تتأدّب

نجحت إيران في مفاجأة أعدائها وأصدقائها على السواء، عندما أمطرت الكيان الإسرائيلي بنحو مئتَي صاروخ بالستي، ردّاً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حركة حماس»، إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله، ومسؤول ملف لبنان في «قوة القدس» التابعة لـ«حرس الثورة الإيرانية»، عباس نيلوفروشان، خلافاً للانطباعات التي نسجها بعض المحلّلين ووسائل الإعلام حول الردّ. وشملت هذه المفاجأة أصل قرار الردّ والإعداد له، فيما عزّز من وقعها الصمت غير المعتاد الذي ساد طهران قبيل العملية، والذي أوحى بأن الاختلافات داخل المؤسسة أدّت إلى تعطيل القرار. كما أن ممّا عزّز من تأثيرها أن إيران تعمّدت إضفاء قدر من الغموض على قرارها النهائي، بينما بدت الجمهورية الإسلامية، مع انطلاق صليات صواريخها المتتالية، أكثر شبهاً بهويّتها وموقعها، وأنها على قدر متطلبات دورها في المنطقة.وهكذا، كشف الرد الإيراني الثاني – بعد الرد على استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا -، عن عقم التقدير الاستخباري الاستراتيجي الإسرائيلي، لناحية فهم واقع إيران، واستشراف خياراتها في مواجهة التحولات التي توالت بفعل الاندفاعة الإسرائيلية بغطاء ودعم أميركيين. إذ بدا أن استخبارات العدو فشلت في تقدير نيات النظام، والتقاط مؤشرات إلى تحضيراته، إلى أن نبهّتها الولايات المتحدة قبل ساعات من الهجوم الذي نزل كالصاعقة على قادتها. وممّا يمنح الرد الإيراني أهمية إضافية أنه أتى بعد سلسلة تهديدات ورسائل وجّهتها كل من واشنطن وتل أبيب إلى طهران بعدم استهداف إسرائيل، فيما تُرجمت تلك التهديدات عملياً عبر تعزيز القوات الأميركية في المنطقة. إلا أن كل ذلك لم ينجح في ثني إيران عن قرارها، الأمر الذي كان كفيلاً بتبديد محاولات ردعها، وتعزيز صورة الردع الإيراني، في المقابل، في مواجهة «الجنون» الإسرائيلي. وبالتالي، تجاوزت مفاعيل الرد الإيراني أهدافه العسكرية المباشرة، إلى ما هو أهمّ وأشد خطورة بالنسبة إلى الطرفين، في مجالات الردع والموقع والدور.

والواقع أن قرار الردّ تبلور في ضوء التجاذب بين قراءتين للمخاطر التي تحملها تطورات بيئة طهران الإقليمية، من البوابة الفلسطينية – اللبنانية. فقد رأى بعض أعضاء مجلس الأمن القومي الإيراني أن إسرائيل مصممة على نزع أوراق قوة إيران، ولذلك ذهبت بعيداً في مواجهة حزب الله، وصولاً إلى اغتيال أمينه العام. كما يرى هؤلاء أنه في حال عدم لجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فإن هذه الحرب وتداعياتها ستطاول إيران، ولذا، «ينبغي أن نذهب إليها قبل أن تصل إلينا». في المقابل، رأى طرف آخر، بحسب تقارير إعلامية، أن نتنياهو يسعى إلى توسيع الحرب لتشمل إيران من أجل استدراجها إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة. وفي ضوء ما تقدم، فإن ضبط النفس هو فعل استراتيجي يفوِّت على إسرائيل سعيها لخلق الظروف المناسبة لشن هجوم على الجمهورية الإسلامية يستهدف منشآتها الحيوية، ومن ضمنها النووية.

عزّز الردّ الصاروخي الإيراني مفهوم محور المقاومة كقوة إقليمية، في مقابل خطة العدوّ لتفكيكه وإضعافه

لكن في نهاية المطاف، تم حسم الموقف لمصلحة الردّ بالطريقة والمواصفات التي شهدناها، وهو ما شكّل مفاجأة استراتيجية فعلية لجميع الأطراف، وتحديداً واشنطن وتل أبيب والعواصم الأوروبية. ومردّ المفاجأة، تحديداً، أن إيران بادرت إلى خيار عملياتي ينطوي على مخاطر فعلية تتمثل في إمكانية التعرض لردّ مضادّ، قد يدفعها إلى الرد مرة أخرى، وهو ما لا تُعلم مآلات تدحرجه. وفي هذا الجانب، تتعامل إيران مع إمكانية استهداف العدو لمنشآت حيوية فيها، بكامل الجدية وتستعد لذلك، علماً أن قرارها الرد بدّد أي رهانات إسرائيلية وأميركية على أن تركيبة السلطة السياسية الحالية فيها، في أعقاب الانتخابات الأخيرة، تشكل عاملاً مساعداً لمواصلة إسرائيل عربدتها من دون حساب، وصولاً إلى استهداف إيران في مرحلة لاحقة.

وبالنتيجة، أكدت إيران أن أولوية تجنب خوض حرب إقليمية لديها، لا تعني امتناعها عن الرد على ما تراه تهديداً لأمنها القومي، حتى لو كان ينطوي على مخاطر التدحرج نحو مواجهة كبرى، الأمر الذي يأتي كمفهوم تأسيسي لكبح الرهانات الإسرائيلية والأميركية، وكنقطة توازن بين الحفاظ على قوة الردع وتجنب الحرب. إذ من الواضح أن الرد الصاروخي ساهم في تعزيز صورة النظام وهيبته تجاه الداخل والخارج في مقابل محاولة توهينه، والتي تشكل متغيراً خطيراً حتى لو كانت واهمة، بالنظر إلى احتمال تحولها إلى مفهوم تأسيسي في تقدير مسارات وبلورة خيارات من قبل خصوم النظام وأعدائه، وحتى لدى بعض أصدقائه. ولذلك، تطاول مفاعيل هذه الضربة الصاروخية المستوى الإقليمي، ومن ضمنها أن الصواريخ الإيرانية التي تجاوزت الدفاعات الجوية الإسرائيلية ووصلت إلى العمق الاستراتيجي، أبطلت أي أوهام حول إمكانية الرهان على كيان العدو باعتباره القوة الإقليمية التي يمكن التحالف معها.

وفي الوقت نفسه، عزز الرد الصاروخي الإيراني، مفهوم محور المقاومة كقوة إقليمية في مقابل خطة العدو لتفكيكه وإضعافه، الأمر الذي يشكّل صفعة مدوّية للقيادة الإسرائيلية، قد تمهّد الطريق للاستفاقة من «أحلام اليقظة» التي تساهم في رفع منسوب المغامرة لدى الاحتلال.

قطر ومصر تدعمان لقاء عين التينة: لا لعزل أحد | بري يفتح باب التسوية الرئاسية… وقمة روحية في بكركي

عادت الساحة اللبنانية لتكون على رأس أولويات العواصم العربية والغربية، ربطاً بالعدوان الاسرائيلي المفتوح والسعي إلى «تغيير وجه الشرق الأوسط» وفق ما أعلن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو.
وبدأت المخاوف تتراكم بشأن الإستحقاقات الداخلية في لبنان، بدءاً من الإنتخابات الرئاسية التي تكثفت الآلة الدبلوماسية بالتنسيق مع القوى المحلية للوصول الى حلّ لها، وسط تسريبات عن حوارات حول تسوية رئاسية تضمن إعادة تعويم مؤسسات الدولة لمواجهة نتائج العدوان، خصوصا ملف النازحين بسبب الحرب. وكان الحدث الداخلي الابرز، اللقاء الثلاثي الذي عقِد في عين التينة وضم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط.وعلمت «الاخبار» أن اللقاء جاء نتيجة تنسيق مزدوج، الأول داخلي بين بري وميقاتي وجنبلاط، والثاني بين بري وقطر ومصر. وهدفت الصورة الثلاثية إلى إيصال عدة رسائل للداخل والخارج، أهمها أن الأولوية اليوم هي لوقف إطلاق النار قبلَ أي شيء، وبعدَ ذلك، يبدأ البحث في الإنتخابات الرئاسية وبقية الملفات الداخلية. ويبدو ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ليس بعيدا عن مقاصد الاجتماع. علما انه يناقش مع الرئيسين بري وميقاتي مسألة عودة وزراء التيار الى حضور جلسات الحكومة نظراً للوضع الطارئ الذي يعيشه لبنان.

وتقول مصادر متابعة ان هناك فرصة لإبرام تسوية لا تُغضب أحداً وتفضي إلى ملء الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة تعكس الواقع اللبناني كما هو، وليس كما ترغب به الدول الراعية للعدوان الاسرائيلي، وهو ما تدعو اليه قوى لبنانية تامل ان يجهز جيش الاحتلال على حزب الله بصورة نهائية. وهؤلاء، يتناغمون مع طروحات غربية، بينها ما ذكره الفرنسيون عن الحاجة الى تطبيق القرار 1559.

وكشفت المصادر أن «بري لم يعد متمسكاً بمبدأ الحوار كمدخل لانتخاب رئيس، لكنه يشترط موافقة أكثر من 86 نائباً للدعوة الى جلسة انتخاب الرئيس، لتشكيل ما يشبه الاجماع الوطني». وأكدت المصادر أن باسيل ليس بعيداً عن هذا الجو، لكنه يعارض انتخاب قائد الجيش جوزف عون الذي ترشحه السعودية إلى جانب زياد بارود او عصام سليمان؟ علما ان باريس «دخلت على خط الوساطة مع الرياض للضغط على معراب للسير في التسوية». ومن المفترض أن يزور ميقاتي بكركي للإجتماع بالبطريرك بشارة الراعي، وسطَ معلومات عن تحضير بكركي لقمّة روحية قريباً تواكب الحراك الداخلي.

وكشفت مصادر مطلعة أن «جهات عربية، تحديداً قطر، أكدت للرئيس بري أنها وغيرها من الدول العربية، لا تقبل بأي محاولة لعزل الطائفة الشيعية أو استغلال الوضع القائم لفرض معادلة غالب ومغلوب». بينما أكدت أوساط سياسية على صلة بمجريات ما يحدث أن «الجهد الأكبر ينصب على هدف وقف إطلاق النار لمنع الإجتياح البري الذي يُمكن أن يؤدي الى انفجار المنطقة، في موازاة العمل على تفاهم سياسي يعيد التوازن الداخلي ويحفظ الحد الأدنى من الدولة في لحظة إختلال التوازن الاستراتيجي».

وانتهى لقاء عين التينة الى بيان قرأه ميقاتي في حضور بري وجنبلاط ركز على «إدانة العدوان الوحشي الذي يشنه العدو الاسرائيلي المجرم على الشعب اللبناني، وأهمية وحدة اللبنانيين بمواجهة هذا العدوان وتضامنهم الوطني لا سيما القيام بواجب إحتضان العائلات النازحة من أبناء الجنوب والضاحية والبقاع.

ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية»، و«الدعوة الى وقف فوري لإطلاق النار والشروع في الخطوات التي أعلنت الحكومة التزامها بها لتطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701 وإرسال الجيش اللبناني الى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام».

باسيل يبحث عودة وزرائه الى الحكومة والسعودية تعيد ترشيح جوزيف عون للرئاسة

ودعا البيان ايضا «الشركاء في الوطن الى سلوك درب الوفاق والتلاقي تحت مظلة الوطن الواحد والدستور والمؤسسات الجامعة والاضطلاع بمسؤولياتنا الوطنية المشتركة عبر انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يطمئن الجميع ويبدد هواجسهم المختلفة لنعيد صياغة اولوياتنا الوطنية في مؤسساتنا الدستورية التي تكفل مشاركة وحقوق الجميع، خصوصاً في وقف العدوان الإسرائيلي وسلوك درب الاصلاح والانقاذ الاقتصادي والاجتماعي».

في غضون ذلك، انعقد مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة بطلب من فرنسا التي اعتبر مندوبها نيكولا دو أن الوضع في لبنان «صار خطيراً»، مؤكداً أن «فرنسا عارضت أي عملية برية إسرائيلية في لبنان».

ودعا إلى «وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن»، مؤكداً أن «الإطار واضح في جنوب لبنان: يجب تنفيذ القرار 1701 بالكامل».

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن قوات «اليونيفل» باقية في مواقعها في جنوب لبنان. بينما قال مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة، هادي هاشم إن لبنان «عالق بين مطرقة آلة التدمير الإسرائيلية، وبين طموحات البعض في المنطقة، واللبنانيون يرفضون هذه المعادلة القاتلة».

وإذ أشار هاشم إلى أن «لا لبنان بخير، ولا غزة بخير، والحشود الإسرائيلية العسكرية وأرتال الدبابات والمصفحات على طول الحدود الجنوبية للبنان»، نبه إلى أن «كل ما تقوله إسرائيل عن عمليات عسكرية جراحية ومحدودة غير صحيح». وأكد أن الاجتياح اليوم ستكون نتيجته «هزيمة أخرى تضاف إلى سجل إسرائيل في لبنان».

اما المندوبة الأميركية، فحذرت من «الانجرار إلى صراع أوسع. وهذا يشمل لبنان»، لكنها اشارت الى الخط الأزرق، معتبرة أن إسرائيل «لا تزال تدعو إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701»، مضيفة أن «تحقيق هذه النتيجة يكون من خلال العمل الدبلوماسي الجاد» في المقابل، اعتبر المندوب الروسي أن «تصاعد العنف، كما هو متوقع، أدى إلى تفاقم الوضع على الحدود بين إسرائيل ولبنان واليمن وفي الشرق الأوسط والبحر الأحمر».

 

اللواء:

صحيفة اللواءنداء ثلاثي من عين التينة لرئيس وفاقي والمساهمة بوقف العدوان

معنويات جيش الاحتلال تتحطم في العديسة ومارون الراس: 8 قتلى و50 إصابة من الكوماندوس

بين ما اعلنه رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو من أن دولة الاحتلال بصدد ردّ قاسٍ على الاستهداف الإيراني بـ200 صاروخ بالستي، ومسارعة الرئيس الايراني مسعود بزشكيان بعد لقاء امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من انه اذا ردّت اسرائيل فإن ردّ ايران سيكون اقسى وأشد، سجلت الساعات الـ24 الماضية تطورات ميدانية وسياسية ودولية بالغة الدلالة، من شأنها ان تعيد رسم الموقف، فقد تحدثت شبكة «CNN» عن نقل 47 اسرائيلياً الى المستشفيات كمحصلة اولى للاشتباكات بين الجيش الاسرائيلي وحزب لله.
وقالت «يديعوت احرنوت» ان الجيش الاسرائيلي بعد اقل من يومين من بدء الدخول البري الى لبنان فقد ما لا يقل عن 50 من العسكريين بين قتيل وجريح..

واعلن الجيش الاسرائيلي عن مقتل 8 عسكريين من وحدة ايغوز كانوا ضمن مجموعات دخلت الاراضي اللبنانية، حيث اوقعهم مقاتلو حزب لله بكمين في بلدة العديسة وبلدة مارون الراس، ولا يزال هناك 7 مصابين بحالة حرجة جداً.

ومع ذلك، اكدت مصادر دبلوماسية ان المفاوضات تكثفت خلال الـ24 ساعة الماضية والتسوية على النار، مشيرة الى ان الكرة في ملعب واشنطن واسرائيل، في إمّا حرب شاملة او تسوية تنهي الحرب في لبنان وغزة معاً.

نداء الثلاثة

على ان التطور الابرز، محلياً، النداء الذي اصدره ثلاثة من قيادات البلد: الرئيس نبيه بري بصفته الرسمية كرئيس لمجلس النواب والتمثيلية كممثل للثنائي الشيعي والرئيس نجيب ميقاتي كرئيس لمجلس الوزراء وممثل للسنة، والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كممثل اول للدروز في لبنان، بشخصه وحزبه وموقعه.

وجاء النداء – البيان، بعد لقاء في عين التينة بين الرئيسين بري وميقاتي وجنبلاط، صدر في ختامه بيان مشترك، تلاه رئيس الحكومة، ومما تضمنه بالنقاط:

1- ادانة واستنكار العدوان الوحشي الذي يشنه العدو الاسرائيلي المجرم على الشعب والتعزية اللبناني بالشهداء الذين سقطوا دفاعاً عنه وعن سيادته، وهم شهداء كل لبنان، بوجه العدو الذي يمعن في جرائمه في فلسطين ولبنان.

2- التأكيد على اهمية وحدة اللبنانيين بمواجهة العدوان وتضامنهم الوطني، والقيام بواجب احتضان العائلات النازحة.

3- إلتزام لبنان بالنداء الذي صدر في الاجتماعات التي جرت ابان إنعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة من قبل الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي واليابان والمملكه العربية السعودية واستراليا وقطر والمانيا وكندا وايطاليا وبالتالي الدعوة الى وقف فوري لإطلاق النار والشروع في الخطوات التي أعلنت الحكومة التزامها بها لتطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701 وإرسال الجيش اللبناني الى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام في الجنوب.

4-  دعوة الشركاء في الوطن الى سلوك درب الوفاق والتلاقي تحت مظلة الوطن الواحد والدستور والمؤسسات الجامعة والاضطلاع بمسؤولياتنا الوطنية المشتركة عبر إنتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يطمئن الجميع ويبدد هواجسهم المختلفة لنعيد صياغة اولوياتنا الوطنية في مؤسساتنا الدستورية التي تكفل مشاركة وحقوق الجميع خاصة في وقف العدوان الإسرائيلي وسلوك درب الاصلاح والانقاذ الاقتصادي والاجتماعي.

وفي هذا المجال فإننا نأمل ان يشكل لقاؤنا هذا خطوة أولى للقاء وإلتقاء جميع القوى والشخصيات المكونة لنسيجنا الوطني للإنطلاق في هذه المهمة ، وندعو الى البناء على الدينامية الايجابية التي اطلقتها الإتصالات المتعددة التي قام ويقوم بها الرئيس نبيه بري مع مختلف الكتل النيابية لاجل إنجاز هذا الاتفاق.

واعرب القادة الثلاثة عن املهم في ان يشكل اللقاء خطوة اولى للقاء جميع المكونات والشخصيات والبناء على الدينامية الايجابية للاتصالات التي اطلقها الرئيس بري.

وأوضحت مصادر سياسية «للواء» أن اللقاء الثلاثي أعطى شارة الأنطلاق لمروحة من اتصالات داخلية وخارجية بشأن الأحاطة بالوضع الراهن والعمل على بلورة اتفاق بشأن ملفات ابرزها بذل ما يمكن لوقف الحرب ودرء الفتنة واحترام القرار ١٧٠١ ومعالجة ملف النازحين من المناطق التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي كما يجب،على أن للحديث تتمة لاسيما بالنسبة إلى عملية إتمام الأستحقاق الرئاسي، مشيرة إلى تفاهم على عناوبن عريضة من أجل حماية البلد على أن الحركة الداخلية في اتجاه رئيس مجلس النواب لن تتوقف.

واعتبرت أن قرار مجلس الوزراء لجهة منح قائد الجيش الضوء الأخضر بالنسبة إلى التصرف بما يراه مناسبا لحماية لبنان والمؤسسة العسكرية أكثر من حكيم وستكون له انعكاساته الإيجابية في الدور المستقبلي للجيش.

وفي المعلومات ان اللقاء اتفق على ارسال موفد خاص الى معراب اليوم للقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

وحسب ما نقل عن الرئيس فؤاد السنيورة في حديث لإحدى الفضا ئيات امس دوان يبحثان عن بطلين محجوزين لهما، هما الرئيسين بري ميقاتي لإنقاذ لبنان من المحنة التي وقع فيها فهل يتقدم البطلان نحو دوريهما؟

وفي سياق الحركة القائمة، استقبل الرئيس بري وفوداً من كتل نيابية «تجدد والاعتدال الوطني ومن اللقاء النيابي المستقل» ضم النواب الاربعة الخارجين من كتلة التيار الحر، جاءت تؤكد على التضامن الوطني والوحدة الوطنية بمواجهة العدوان.

ونقل ابو صعب عن الرئيس بري مقولة انه لم يعد متمسكاً بالحوار كما كان متمسكاً به من قبل وفي ذلك خطوة ايجابية.
وطالب المطارنة الموارنة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته لوقف إطلاق النار فوراً وتطبيق القرار 1701، وللمبادرة سريعا إلى فتح المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية لان لبنان أمام استحقاقات مصيريّة.

مراكز الإيواء

وخلال جلسة مجلس الوزراء، قال الرئيس ميقاتي بالأمس عقدنا اجتماعا مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة في إطار خطة الإستجابة الحكومية لأزمة النزوح الناتجة عن العدوان الإسرائيلي.كما عقدنا اجتماعا مع المحافظين للبحث في المسائل التفصيلية لمعالجة تداعيات أزمة النزوح.

حتى ألآن بلغت مراكز الايواء حوالى 874 مركزا، والعدد الى ازدياد، وتفيد الاحصاءات ان غالبية الذين يفترشون الطرقات هم من غير اللبنانيين، ونحن نتعاون في هذا الصدد مع مفوضية شؤون اللاجئين التي ستتولى العناية بهم بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية ، ومن غير المسموح أن تبقى الناس على الطرق. كما أننا اعطينا التوجيهات الى القوى الامنية لحماية الممتلكات الخاصة وعدم التعدي عليها ، وما حصل من تجاوزات محدودة تمت معالجته.

وقال: ما طرحناه في اجتماعنا مع المنظمات الدولية هو الحاجة الى مبلغ 427 مليون دولار لعمليات الايواء والاغاثة للاشهر الثلاثة المقبلة، وقد تبلغنا الموافقة الفورية على حوالى 200 مليون دولار.

وفي سياق دولي متصل، نقل عن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان بلاده «ستنظم قريباً جداً مؤتمراً لدعم الشعب اللبناني ومؤسساته، وان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو سيزور الشرق الاوسد مجدداً».

واعتبر امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني، بعد لقاء الرئيس الايراني ان العدوان المستمر على لبنان ما يزال مستمراً ويضع المنطقة برمتها على حافة الهاوية.

مندوب لبنان: العدوان الاسرائيلي يهدد بكارثة انسانية

دبلوماسياً، حذر مندوب لبنان في مجلس الأمن هادي هاشم، من «تمدد الحرب في الإقليم لتشمل جبهات عدة»، وقال: «نتجه إلى حرب إقليمية بلا ضوابط».

أضاف هاشم خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن: « لبنان يواجه كارثة إنسانية ومن هنا وجوب تقديم المساعدة، مشيرًا الى ان شعب وحكومة لبنان يرفضون الحرب ويطالبون بتطبيق القرار 1701 ومستعدون لتعزيز وجود الجيش في الجنوب.».

وطالب «مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته ومنع انفجار الشرق الأوسط».

وتابع:» كل ما تقوله اسرائيل عن عمليات عسكرية محدودة هو غير صحيح فالأضرار كبيرة في صفوف المدنيين».

مواجهة الغزو: ملحمة بطولية

وذكر مصدر ميداني في المقاومة «أن الملحمة البطولية التي خاضها ويخوضها مجاهدوها ضد قوات النخبة الإسرائيلية على أكثر من محور عند الحافة الأمامية في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 80 ضابطاً وجندياً وتدمير ما يقارب الـ 5 دبابات».واستمرت المواجهات المباشرة حتى الليل، تخللها قصف عنيف من المقاومة لعدد من المواقع الخلفية ومرابض مدفعية العدو وتجمعات جنوده في مستعمراته.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: إن عملية إنقاذ الجنود كانت معقدة للغاية وتمت في ظروف صعبة ووسط إطلاق النار. وقد دفع حجم الخسائر في مواجهات الامس قيادة اركان جيش العدو الى «اعادة تقييم عملياته البرية بلبنان بعد مقتل 8 جنود وإصابة العشرات صباحاً».

وسمح جيش الاحتلال بنشر اسماء 7 وصور 8 من قتلاه. كما اعترف الجيش مساء أنه في حدث امني ثان في منطقة اخرى من جنوب لبنان هناك اصابات بين لواء غولاني. ما مصادر إسرائيلية فاشارت بعد الظهر لقناة «سكاي نيوز عربية» الى مقتل 14 جنديا إسرائيليا باشتباكات جنوب لبنان.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: ان عملية إنقاذ الجنود كانت معقدة للغاية وتمت في ظروف صعبة ووسط إطلاق النار. وخلال عملية الإنقاذ كانت معقدة للغاية وتمت في ظروف صعبة ووسط إطلاق النار.

كما اعلن حزب لله انه دمر 3 دبابات ميركافا في مارون الراس.

إستهداف في بيروت

تعرضت منطقة الباشورة في بيروت لغارة معادية بعد منتصف الليل ، وأفادت معلومات صحافية أن الغارة استهدفت مركز للهيئة الصحية ومكتب النائب أمين شري وتسببت الغارة باندلاع حريق كبير في المبنى(داغر) إضافتاً لأضرار كبيرة .

البناء:

صحيفة البناءالمقاومة تسطر أولى ملاحمها في الحرب البرية بـ 100 إصابة من وحدة إيغوز
مشاورات بايدن ونتنياهو تقرّر نوع الردّ على إيران… والردّ على الردّ أشد قسوة
عفيف من الضاحية: وعد السيد أننا سنعيد بناءها أجمل… والمقاومة بألف خير

كتب المحرّر السياسيّ

بينما كان الاجتماع الذي انعقد في مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري وضمّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، يخاطب الداخل اللبناني والخارج العربي والدولي، بإطلاق دينامية سياسية تضمن تماسك الجبهة الداخلية في مواجهة الحرب المفتوحة على لبنان، وتؤمن المناخ الوطني المطلوب للتعامل مع قضية النزوح من الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع إلى العديد من المناطق اللبنانية، ، وتسعى لتأمين مظلة عربية دولية لمساندة لبنان بوجه الاعتداءات الإسرائيلية على صعيدَي الدعم الإغاثي والدعم السياسي، عبر تأكيد التزام لبنان بالقرار 1701 وفق مبادرة الرئيسين الأميركي والفرنسي التي وقعها عدد من قادة الدول الغربية والعربية، كانت الغارات الإسرائيلية تتواصل على الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، وتحصد المزيد من الشهداء والجرحى وتدمر المزيد من الأبنية وتهجّر المزيد من السكان، بينما كانت المقاومة تتصدّى بقوة لمحاولات التقدّم البرّي لوحدات جيش الاحتلال وترسل صواريخها إلى عمق الاستيطان داخل شمال فلسطين المحتلة خصوصاً.
 على المستوى الدولي والإقليمي كانت على السطح مشاورات تجري بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو حول طبيعة الردّ الإسرائيلي على الضربة الإيرانيّة التي اعترف جيش الاحتلال أمس، أنها أصابت بالأذى العديد من منشآته العسكريّة وقواعده الجوية، وفيما قال بايدن إنّه يطلب أن يلتزم الردّ بالتماثل في استباق لكلام إسرائيلي عن احتمال استهداف المنشآت النوويّة الإيرانية، نقلت الصحف الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين نفياً لنية استهداف المنشآت النووية والاستعداد للالتزام بالسقف الذي يضمن المساندة الأميركية، لكن إيران بلسان رئيسها وقادة المؤسسات الدستورية والعسكرية فيها قالت إنه إذا تمّ ردّ إسرائيلي استهدف منشآتها العسكرية أو المدنية فإن الردّ الإيراني أكيد وسوف يكون أشد قسوة.

على الحدود الجنوبية كانت المقاومة تسطر أولى ملاحم حربها البرية التي انتظرتها طويلاً لتعيد التوازن إلى صورة القوة التي احتكرها جيش الاحتلال بضرباته الجوية والاغتيالات التي استهدفت قادة المقاومة وتوّجت باغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وقد أظهرت المقاومة أنّها كانت عند توقّعات ناسها ومحبّيها وآمالهم، فقد تكشف صباح أمس عن مواجهة نوعيّة في خراج بلدات العديسة ومارون الراس عن إصابة قرابة الـ 100 من ضباط وجنود وحدة ايغوز المحترفة لحرب العصابات ونخبة النخبة في لواء جولاني، بعدما حاولت التسلل إلى البلدتين، ووقعت في كمائن المقاومة التي أمطرتها بالرصاص والقذائف والصواريخ واستهدفت قوات الإسناد التي حاولت إنقاذها من الكمين، وشوهدت الطوافات وهي تنقل المصابين القتلى والجرحى، الذين اعترف جيش الاحتلال بـ 8 قتلى منهم ومثلهم من الجرحى، بينهم 5 ضباط، وحملت أخبار ليل أمس ما يفيد بتجدّد محاولات التقدم البري وقيام المقاومة بالتصدي لها ونشوب مواجهات ضارية على خط الحدود الممتدّ من يارون قرب بنت جبيل حتى مدينة الخيام.

في الضاحية نظّم حزب الله جولة للإعلاميين برفقة مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف الذي تحدّث للإعلاميين عن مواجهات الجنوب الحدوديّة وعن التدمير المنهجيّ الذي يقوم به جيش الاحتلال للضاحية الجنوبية، مؤكداً أن المقاومة سوف تفي بوعد السيد بأن يُعاد بناء الضاحية أجمل، مطمئناً كل مَن يهتم لأمر المقاومة إلى أن المقاومة بألف خير.
شدّد الإمام السيد علي الخامنئي على أنّ خسارة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليست حادثة بسيطة أو صغيرة، «وقد جعلتنا نحزن».

وفي كلمة له قال: «إننا في حداد، إلا أن حدادنا لا يعني الحداد والاكتئاب والجلوس في الزاوية. حدادنا يشبه حداد سيد الشهداء. إنه حداد حي ومفعم بالحيوية. نحن نحزن، لكن هذا الحداد يُجبرنا على التحرك والتقدم والعمل بحماس أكبر، يجب أن نشعر أن حدادنا يجب أن يدفعنا أيضًا إلى الأمام». مضيفاً: «لدينا كلام في ما يتعلق بقضايا لبنان وما يتعلق بهذا الشهيد العظيم والعزيز، سأقوله في القريب العاجل إن شاء الله».

إلى ذلك سجلت الجبهة الجنوبية مفاجآت ميدانية من خلال تصدّي المقاومة بعمليّات نوعية لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي حاولت الدخول والتسلل عبر أكثر من قرية ومحور على الحدود، ما أدّى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الضباط والجنود الإسرائيليين فيما وصف الإعلام الإسرائيلي ما يحدث على الحدود بالحدث الصعب والمأساويّ، فيما تصاعدت وتيرة إطلاق الصواريخ باتجاه مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.

وفي التفاصيل الميدانية، تصدّى مجاهدو المقاومة لِقوة من مشاة العدوّ «الإسرائيلي» حاولت التسلّل إلى بلدة العديسة من جهة خلّة المحافر واشتبك المجاهدون معها وأوقعوا بها خسائر وأجبروها على التراجع، كما استهدفت تجمّعات ومواقع العدو. وشن مجاهدو المقاومة هجومًا جويًا بسربٍ من المسيرات الانقضاضية على مربض المدفعية في «نافيه زيف» وأصابوه بِدقة ودمّروا 3 دبابات صهيونية من نوع «ميركافا» بِصواريخ موجهة أثناء محاولتها التقدم باتجاه بلدة مارون الراس، كذلك استهدف مجاهدو المقاومة تحشّدًا لقوات العدوّ في مستعمرة «يعرا» بصلية صاروخية كبيرة، وأمطروا قوة «إسرائيلية» في مارون الراس بوابل من الأسلحة الرشاشة والقذائف ‏الصاروخية.

وأطلق مجاهدو ‏المقاومة في وحدات الدفاع الجوي صاروخ أرض – جو على مروحية معادية في أجواء ‏مستعمرة بيت هلل، «مما أجبرها على المغادرة على الفور، ومنذ ذلك الحين لم تظهر أي مروحية في ‏الأجواء على امتداد الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة». ‏

وأفادت وسائل إعلام «إسرائيلية» عن سقوط 80 جنديًا «إسرائيليًا» بين قتيل وجريح جراء الحدث الأمني عند الحدود مع لبنان، وكانت عملية إنقاذهم صعبة جدًا بسبب القصف المدفعي الكثيف الذي نفّذه حزب الله. ودعا جيش الاحتلال، وفق إذاعة جيش العدوّ، إلى عدم نشر أسماء الأماكن التي تسقط فيها صواريخ حزب الله، حيث تحدّث إعلام العدوّ عن إطلاق حوالي 120 صاروخًا وحوالى 20 مُسيرة من لبنان باتّجاهات مختلفة. وأفادت وسائل إعلامية عن إصابة العشرات من قوة النخبة التابعة لـ «جيش» الاحتلال، حيث سُمعت صرخاتهم في الأرجاء، موضحة أنّ المروحيّات الصهيونية أجلت القتلى والجرحى من الجنود تزامنًا مع إطلاق القنابل الدخانية.

واعترفت وسائل إعلام صهيونية في تقارير بإصابة 80 جنديًا في الشمال، مشيرة إلى أنّ مروحيات عسكرية هبطت في مستشفيات «رامبام» في حيفا و«زيف» في صفد و«بيلنسون» في الوسط. وأعلنت هذه الوسائل الإعلاميّة عن تبادل عنيف لإطلاق النار بين قوات الرضوان وقوات «الجيش» الصهيوني عند الحدود مع لبنان، لافتة إلى أن قوة النيران التي يطلقها حزب الله في اتّجاه قوات «الجيش» ضخمة، فهو – أي حزب الله – لم يتوقف عن إطلاق رشقات صاروخية نحو مراكز تجمع القوات منذ الصباح (أمس).

كما أفاد إعلام العدوّ أنه في مستشفى زيف بصفد فشلت جهود إنقاذ حياة جندي مصاب، فأعلن عن مقتله. وتحدث إعلام العدوّ عن قتال عنيف مع حزب الله في الشمال، و«حدث غير عادي»، واصفًا إياه بالـ «حدث كثير الإصابات»، مؤكدًا إجلاء الإصابات بـ 4 مروحيات على الأقل. ووفق إعلام العدو، فإنّ كمين العديسة أدّى في حصيلة أولية ــ إلى مقتل ثمانية جنود صهاينة أحدهم ضابط برتبة نقيب، وسقوط 32 جريحًا بعضهم بحالة خطرة.

كما خاضت المقاومة اشتباكات مع جنود العدوّ «الإسرائيلي» المتسلّلة إلى بلدة مارون الراس من الجهة الشرقية وأوقعوا في صفوفهم إصابات عدة. وبحسب إعلام العدو، أدّى كمين مارون الراس إلى سقوط قتيلين، و35 جريحًا بعضهم بحالة خطرة. ونشرت وسائل إعلام «إسرائيلية» مشاهد لإخلاء الجيش «الإسرائيلي» لقتلى وجرحى وقعوا خلال الاشتباكات مع حزب الله.
وذكرت إذاعة جيش العدوّ أنّ مواجهة حصلت داخل مبنى عندما تسلّلت مجموعة من وحدة «إيغوز» إلى داخله، حينها فتح حزب الله النار وأطلق الصواريخ تجاه القوّة، وحتّى خلال عملية سحب الجرحى واصل حزب الله إطلاق النار والصواريخ.

وتحدّث إعلام العدوّ عن سقوط قتيل على الأقل من وحدة «إيغوز» جراء اشتباكات مع حزب الله عند الحدود الشمالية، لافتًا إلى أنه «منذ صباح اليوم (أمس) حصلت عدة اشتباكات بين الجيش «الإسرائيلي» وعناصر حزب الله من مسافة قريبة في عدد من النقاط».

ونشرت وسائل إعلام «إسرائيلية» مشاهد لإخلاء الجيش «الإسرائيلي» لقتلى وجرحى وقعوا خلال الاشتباكات مع حزب الله:

وقال الجيش اللبناني في بيان إنّ قوة تابعة للعدو «الإسرائيلي» انسحبت من الخط الأزرق بعدما اخترقته لمسافة 400 متر داخل الأراضي اللبنانية، لافتًا إلى أنّ الخرق «الإسرائيلي» جرى في منطقتي خربة يارون وبوابة عديسة.

وأفاد مصدر ميداني في المقاومة لقناة الجزيرة أن جنود نخبة جيش العدو الذين دخلوا لبنان قتلوا أو جُرحوا أو فروا، وشدّد على أن التصدي لجنود العدو الإسرائيلي لا يقتصر على قوات النخبة المتسللة إلى أطراف بعض القرى داخل الأراضي اللبنانية عند الحافة الأمامية في جنوب لبنان، وإنما يطال تمركز هذه القوات في الثكنات العسكرية والبساتين والمواقع داخل الأراضي المحتلة. وأشار المصدر الى أن كل الحشود العسكرية الإسرائيلية المتواجدة داخل الأراضي المحتلة عند الحدود اللبنانية الفلسطينية هي تحت مرمى نيران المقاومة الإسلامية ويتمّ التعامل معها بالأسلحة المناسبة.

فيما أشارت إذاعة جيش الاحتلال الى إطلاق نحو 190 قذيفة صاروخية صوب شمال البلاد من لبنان منذ الصباح دون احتساب الرشقة الأخيرة، نقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، أن «حزب الله لم يستخدم صواريخه المتطوّرة وبعيدة المدى حتى الآن».

وأشار خبراء عسكريّون لـ«البناء» الى أن قوات الجيش الإسرائيلي ستحاول اختراق الحدود والتسلل من نقاط عدة تعتبرها رخوة أي لا وجود لحزب الله فيها، وممكن أن تدخل من سهل الخيام الى تخوم حاصبيا – البقاع الغربي، والمحور الثاني مثلث العديسة ومارون الراس مسكاف عام، وربما تقوم بعمليات خاصة وإنزالات في نقاط متقدمة وبعيدة عن تمركز حزب الله في عمق 10 كلم، وتحاول التقدم باتجاه ما يعثر عليه من أنفاق لالتقاط صورة نصر معنويّ للقول للمستوطنين بأنها وصلت إلى أنفاق حزب الله وصواريخه ويقوم بتفجيرها وإبعاد حزب الله وصواريخه عن الحدود مسافة 10 كلم باتجاه شمال الليطاني. وبرأي الخبراء فإن القوات الإسرائيلية لن تستطيع الاختراق بسهولة مع تعرضها لكمائن وهجمات قاتلة ستكبدها خسائر فادحة وإضافية شبيهة بالتي حدثت أمس، وبالتالي بحال استمرت تكتيكات التسلل والقتال بهذا الشكل في الأيام المقبلة فإن القوات الإسرائيلية ستتعرّض لإخفاق كبير ما ينعكس على مسار المعركة والتفاوض في المرحلة المقبلة. وأشار الخبراء الى كفاءة مقاتلي حزب الله وجهوزيتهم العالية لدرجة منعهم الجنود والضباط الإسرائيليين من التقدم لمسافة 500 متر، وإن نجحوا بذلك في بعض القرى فتكون عملية استدراج لموقع الكمين. وتوقف الخبراء عند العدد الكبير لقتلى وجرحى جيش الاحتلال، ما يؤشر الى عدم الاستعداد النفسيّ للقوات المقتحمة وضآلة المعلومات الاستخباريّة عن نقاط انتشار قوات حزب الله ونوعية الأسلحة التي سيستخدمها، ما يعني أن أسبوع قتال كيوم أمس، سينتهي بكارثة كبيرة في جيش «إسرائيل» وقد يصل عدد القتلى والجرحى الى 1000 وعدد الدبابات المدمّرة إلى 50.

وتوقعت مصادر «البناء» أن تنعكس نتائج المواجهات الميدانية في الجنوب بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على مسار الحرب في كل الجبهات بخاصة في غزة ولبنان، ويبدأ التفاوض الجدّي للتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ مساره الطويل بانعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي أمس. على أن أوساطاً دبلوماسية غربية تشير لـ«البناء» الى أن حكومة «إسرائيل» لا تزال مصرّة على موقفها حتى الآن باستكمال العمل الجوي والبري المزدوج للدفاع عن أمن حدودها وإعادة مستوطنيها وتعتبر أن هناك فرصة لفرض أمر واقع على الحدود، خصوصاً بعد تعرّض حزب الله لضربات متلاحقة انعكست على أدائه القيادي والأمني.

غير أن مصادر في فريق المقاومة تشير لـ«البناء» الى أن الكلمة للميدان وما يجري على الحدود من ملاحم بطوليّة هو خير جواب على أداء حزب الله واستمراريته كما كان قبل استشهاد السيد نصرالله وأشدّ بأساً وصلابة.

وأكد مسؤول العلاقات الإعلامية بحزب الله، محمد عفيف خلال جولة إعلامية في الضاحية الجنوبية أن «ما حدث في مسغاف عام ومارون الراس والعديسة اليوم ليس سوى البداية»، مشيراً الى أن «عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي في معارك اليوم كبير جداً وهناك تعتيم من قبل العدو». وأكد عفيف أن «قواتنا اشتبكت مع قوات العدو في العديسة ومارون الراس، وأقول للجميع إن المقاومة بخير ومنظومة القيادة والسيطرة بخير»، معتبراً «أننا نعيش غزة لبنانية مجدداً».

ورأى أن «رسالة العدو وأهدافه واضحة وهي سياسة تدميريّة لتحريض بيئة المقاومة على المقاومة، ونقول إن منزلة المقاومة من شعبها كعلاقة الدم بالشرايين»، مؤكداً أن «تدمير «إسرائيل» المنظم للمباني لن يزيد شعبنا إلا إصراراً على دعم المقاومة».

دبلوماسياً، حذر مندوب لبنان في مجلس الأمن هادي هاشم، من «تمدّد الحرب في الإقليم لتشمل جبهات عدة»، لافتاً الى أننا «نتجه إلى حرب إقليمية بلا ضوابط، ونحن مستعدون لتعزيز وجود الجيش في الجنوب». وطالب هاشم، «مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته ومنع انفجار الشرق الأوسط».

وأعلنت الخارجية الفرنسية أن الوزير جان نويل بارو سيزور المنطقة مجدداً في مهمة كلّفه بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. كما دعت الخارجية الفرنسية، إسرائيل لإنهاء عملياتها العسكرية في لبنان في أقرب وقت.

بدوره، أشار أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في مؤتمر صحافي مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الى أن «العدوان المستمر على لبنان ما زال مستمراً ويضع المنطقة برمتها على حافة الهاوية، والتصعيد الأخير على لبنان هو ما حذرنا منه منذ بداية العدوان على غزة».

على المستوى الرسمي الداخلي، برزت القمة الثلاثية في عين التينة التي ضمّت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، وشدّد جنبلاط في تصريح على أننا «تباحثنا في الأوضاع المصيرية التي يمر بها لبنان». وأكد «أننا اتفقنا على إدانة العدوان الإسرائيلي الذي يطال لبنان وأدى إلى استشهاد الكثير من اللبنانيين».

وأكد ميقاتي أهمية وحدة اللبنانيين بمواجهة هذا العدوان وتضامنهم الوطني لا سيما في القيام بواجب احتضان العائلات النازحة من أبناء الجنوب والضاحية والبقاع والتنويه بجهود الحكومة في هذا المجال. ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية والاستجابة لمتطلبات خطة الدعم التي طُرحت من قبل لجنة الطوارئ الحكوميّة في أسرع وقت ممكن، خاصة أمام إصرار العدو الإسرائيلي على إطالة أمد العدوان.

وشدّد رئيس الحكومة على التزام لبنان بالنداء الذي صدر في الاجتماعات التي جرت إبّان انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة من قبل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة العربية السعودية وقطر وألمانيا واستراليا وكندا وإيطاليا. ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار والشروع في الخطوات التي أعلنت الحكومة اللبنانية التزامها بها لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 وإرسال الجيش اللبناني إلى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام في الجنوب.

ودعا ميقاتي المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر بحق لبنان وشعبه، كما دعا الشركاء في الوطن الى سلوك درب الوفاق والتلاقي تحت مظلة الوطن الواحد والدستور والمؤسسات الجامعة والاضطلاع بمسؤولياتنا الوطنية المشتركة عبر انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يطمئن الجميع ويبدّد هواجسهم المختلفة.

ولفتت أوساط سياسية لـ«البناء» الى أهمية عقد القمة الثلاثية في تأكيد الموقف الوطنيّ الموحّد في وجه العدوان الإسرائيلي على لبنان وتمتين الموقف التفاوضي بالتأكيد على تطبيق القرار 1701 ووقف العدوان على لبنان، وأيضاً منع أي انقسام داخلي ورفع مستوى التضامن الوطني الرسمي والسياسي والشعبي لمواجهة العدوان.

ورأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السراي، خصّصت لمناقشة أوضاع النازحين وإخراج البضائع واتخذت سلسلة من القرارات.
بدوره، دعا نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب بعد لقائه الرئيس بري في عين التينة «إلى إيجاد مساحة مشتركة تسمح بانتخاب رئيس للجمهورية بسرعة». وقال: «لمسنا من الرئيس بري مرونة إذ انّه لم يعد متمسكًا بالحوار مثل قبل كشرط أساسيّ لانتخاب رئيس.»

وتوقعت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن «يتحرّك الملف الرئاسي قريباً في ظل مؤشرات على تذليل بعض العقد أمام إنجازه وبدفع دوليّ»، مشيرة الى أن الملف الرئاسي سيتحرّك بالتوازي مع بدء المفاوضات بين لبنان و«إسرائيل» على وقف إطلاق النار على الحدود، متحدثة عن دفع دولي لانتخاب رئيس توافقي في لبنان ليقود عمليات التفاوض للتوصل إلى اتفاق أو ترتيبات أمنية على الحدود على غرار اتفاق ترسيم الحدود ويشرف على تطبيقها.

المصدر: صحف