تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 1-10-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
إسرائيل تتوغل براً: عودة إلى كوابيس لبنان
العدوّ يقفز إلى الأمام: نحو عمليّات بريّة «من نوع جديد»
تقدّم العدوّ خطوة إضافية في حربه المفتوحة ضدّ لبنان. وكل المؤشرات التي وردت عبر مصادر عربية (مؤيدة ضمناً لما تفعله إسرائيل)، تفيد بأن العدوّ يتصرف على أنه في «مسار انتصاري»، وأنه ينوي القيام بكل شيء من أجل تحقيق هدف جوهري يتعلّق بالقضاء على حزب الله، وأن الهدف التالي لإسرائيل هو ضرب ما تسمّيه «أذرع إيران» في سوريا والعراق واليمن، وصولاً الى استدراج إيران الى احتكاك يسمح لها بفتح حرب ضدها بمشاركة الولايات المتحدة ودول غربية.ليل أمس، ضجّ الإعلام الإسرائيلي بالحديث عن القرار بشنّ عملية برية في لبنان. وقد حرص الأميركيون، كما جهات إسرائيلية، على إشاعة أجواء بأن العملية البرية ستكون سريعة ومحدودة المساحة والزمن. لكن المصادر العربية تقول بأن «كل ما يشاع لا صلة له بحقيقة ما تنوي إسرائيل القيام به». ونقل عن هذه المصادر قولها «إن على اللبنانيين توقّع حربٍ قاسية جداً، وإن إسرائيل لن توفّر أي هدف مدني أو يخص الدولة اللبنانية في سياق تحقيق هدفها، وخصوصاً أنها تريد تغييراً سياسياً واسعاً في لبنان يواكب أيّ حلّ يقوم بعد الحرب».
وفيما التزم الجيش اللبناني بما طلبه الأميركيون أمس، وقام بسحب قواته الموجودة ضمن مسافة 5 كيلومترات عن الحدود، فإن قيادة الجيش برّرت الأمر بأنه إعادة نشر للقوات ربطاً بالتطورات الميدانية. لكن الضباط الكبار في الجيش قالوا إن التعليمات وصلتهم بأن يبتعدوا عن مسرح المواجهة، لأن إسرائيل سوف تضرب كل جهة تحمل السلاح في مناطق عملها، وإن تل أبيب طلبت من القوات الدولية العاملة في الجنوب العودة الى مراكزها وإلى الغرف المحصّنة فيها، ووقف كل أنواع الدوريات، بما في ذلك تلك التي تحصل أحياناً لمساعدة الدفاع المدني في إنقاذ مصابين.
وبحسب معلومات هذه المصادر، فإن العدوّ سيلجأ الى «عمليات خاصة، ومفاجئة، تستهدف إحباط خطط المقاومة لصدّ الهجوم البري، وإن مسرح العمليات المتوقعة من قبل جيش الاحتلال قد لا يكون جوهره في المناطق الحدودية، بل يتعدّاه الى مناطق في عمق لبنان، وسط مؤشرات بسعي العدوّ للوصول الى مناطق بقاعية على الحدود مع سوريا، وإنه يريد قطع الطرقات ومنع التواصل بين المناطق، وإن القصف العنيف سيتيح لقواته التحرك من دون اللجوء الى سلاح المدرعات، وإن الهدف المركزي الأول للعملية البرية هو الوصول الى منشآت تقول بأن حزب الله أقامها تحت الأرض ولا يمكن تدميرها إلا من خلال الوصول إليها.
وقالت المصادر إن إسرائيل «تعتقد بقوة أن حزب الله في وضع عسكري وسياسي وقيادي صعب، ولن يكون بمقدوره القيام بأمور كثيرة». وتضيف بأن الأمر الآن صار رهن نتائج الوضع على الأرض، وخصوصاً أن الجهات الخارجية تسأل عمّا بإمكان المقاومة أن تفعله في مواجهة الحرب القائمة.
من جانبها، دخلت قيادة حزب الله «مرحلة الصمت» الذي يمنع أي تحليلات أو نشر معطيات لا صلة لها بما تفكّر فيه. بينما واصل الإعلام الحربي توزيع بيانات حول العمليات التي يقوم بها في الجنوب. وليلاً، وزع شريط فيديو بعنوان «الرضوان بانتظاركم» يعرض فيه مشاهد لمقاومين من قوات الرضوان التي يقول العدوّ إنه عطّل قدراتها القيادية، علماً أن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كان قد أكد، في أول كلمة له بعد استشهاد السيد حسن نصر الله، أن المقاومة صامدة والوضع التنظيمي والجهادي في حالة جيدة، وأن المقاومة تنتظر العدوّ لمواجهته في كل الميادين.
مقاومتنا صارت رمزاً عالمياً: لا للفاشية وأباطرة النفط!
حالما انتشر الخبر، اندلعت الاحتجاجات في مدن العالم، من إيران والعراق إلى فنزويلا وكوبا وكشمير، نعى الناس استشهاد رجل رأوا فيه رمزاً لتحدّي القمع والقهر. رجل بُنيت حوله الأساطير السياسية والعسكرية. برحيله، لم تخفت شعلة العزم والإرادة، بل ازدادت توهجاً. بينما كانت إسرائيل تأمل من إزاحة نصر الله فرض رؤية اليمين العالمي على منطقتنا، أدى الاغتيال إلى نتيجة عكسية. اشتعلت الاحتجاجات عالمياً واكتشف الملايين حول العالم نصر الله ورسالته المناهضة لسياسات الهيمنة. هكذا، بسرعة، صار القائد الشهيد رمزاً قلّ ما تأتي به البشرية خلال العصور
ما كان غير متوقعاً بالنسبة إلى أرباب الفاشية وأباطرة النفط، هو مدى تأثير استشهاد السيد حسن نصر الله خارج لبنان والمنطقة المجاورة. اندلعت الاحتجاجات على مستوى العالم، وسرعان ما أصبحت عملية اغتياله نقطة التقاء لمعارضي الهيمنة، خصوصاً السياسات الأميركية الفاشية والإسرائيلية في الشرق الأوسط. تجمّع المتظاهرون في طهران وبغداد ورام الله وحتى في فنزويلا وكوبا وكشمير، ليعبّروا عن تضامنهم مع الشعب اللبناني. وبدأت موجة غير مسبوقة من الاهتمام بشخصية القائد الشهيد على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً بين مستخدمي الإنترنت في الغرب. بينما كان يُعتبر نصر الله لمدة طويلة رمزاً معروفاً في الشرق الأوسط ومجتمعات المقاومة، فإنّ كثيرين حول العالم لم يكونوا على دراية كاملة بتاريخه.
خلال أيام قليلة، ظهرت عشرات المقاطع المترجمة لخُطَب نصر الله، التي كانت مقتصرة في السابق على الجمهور الناطق بالعربية، على منصات مثل «تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس». هذه الخطابات، التي غالباً ما كانت تركّز على مناهضة الاستعمار والدفاع عن حقوق المظلومين، أثارت اهتمام مستخدمين جدد وأصبحت مادة للنقاش بين المتابعين. بدأ الناس يكتشفون جوانب جديدة في شخصية نصر الله؛ ليس فقط القائد عسكري أو السياسي، بل كخطيب بليغ يستخدم المنطق والحقائق. هذا الاكتشاف أدى إلى تعاطف متزايد مع قضيته بين مناهضي الإمبريالية حول العالم، ما أسهم في توسيع قاعدة الدعم والتضامن معه ومع القضية.
امتد الحداد إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط، إذ عبّر قادة أميركا اللاتينية سريعاً عن تضامنهم مع نصر الله و«حزب الله». أدان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الغارة الجوية الإسرائيلية التي أودت بحياة نصر الله، واصفاً إياها بأنها جزء من أجندة إمبريالية أوسع تهدف إلى قمع الحركات المناهضة للاستعمار حول العالم. بالنسبة إليه، كانت المقاومة التي يمثلها «حزب الله» أكثر مجرد قضية إقليمية، بل جزءاً من نضال عالمي ضد الظلم. من جانبه، وصف الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل عملية الاغتيال بأنها «جريمة جبانة مستهدفة»، وحمّل إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة. بالنسبة إلى فنزويلا وكوبا، وهما دولتان لديهما تاريخ طويل في مقاومة التدخل الأميركي والإمبريالية، كان استشهاد نصر الله محاولة جديدة من القوى العظمى لإسكات أصوات المقاومة. أوضحت الاحتجاجات والتصريحات التضامنية من هذه الدول كيف فُهم نضال نصر الله ليس فقط كقضية لبنانية أو شرق أوسطية، بل كجزء من حركة عالمية ضد الهيمنة الإمبريالية. في إيران، الحليف الرئيسي لـ «حزب الله»، أعلنت الحكومة عن خمسة أيام من الحداد. وفي ساحة فلسطين في طهران، تجمّع الآلاف ليس فقط للحداد، بل لبعث رسالة تحدٍ. شعارات مناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة ملأت الأجواء. وبالمثل، اندلعت الاحتجاجات في العراق، حيث نزل المتظاهرون إلى شوارع بغداد متعهدين بمواصلة مقاومة التأثير الإسرائيلي في المنطقة. لم يكن اغتيال نصر الله مجرد حدث محلي لهؤلاء المتظاهرين؛ بل كانت لحظة ذات أبعاد عالمية.
ظهرت عشرات المقاطع المترجمة لخُطَب نصر الله على منصات مثل «تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس»
حتى في الهند، البلد الذي يسعى جاهداً إلى أن يصبح «الصين الجديدة» وإنشاء ممر عبر إسرائيل إلى أوروبا كما أوضح رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في الصورة التي رفعها في قاعة الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، اندلعت الاحتجاجات رداً على اغتيال نصر الله. في كشمير، المنطقة المتنازع عليها، تجمّع المتظاهرون في شوارع سريناجار معبرين عن غضبهم ضد إسرائيل ومتضامنين مع القضية المناهضة للإمبريالية. ورغم الطموحات الجيوسياسية المتنامية للهند وتحالفها الإستراتيجي مع القوى الغربية الفاشية، كشفت هذه الاحتجاجات عن التوترات العميقة والمقاومة الداخلية، خصوصاً في المناطق ذات الغالبية المسلمة التي رأت في وفاة نصر الله جزءاً من نضال أكبر ضد الإمبريالية والسيطرة الأجنبية. حفّز اغتيال نصر الله الجماهير في المنطقة وخارجها على التعبير عن دعمهم لنضاله، بل وتضاعف تأثيره السياسي والدعائي بعد وفاته.
هذه التطورات وضعت نتنياهو في موقف حرج، إذ لم تؤدِ العملية إلى إضعاف «حزب الله»، بل عزّزت من شرعية مقاومته وأعطت دفعة جديدة لقضيته. بالإضافة إلى ذلك، أسهمت هذه العملية في تأجيج التوترات الإقليمية والعالمية، ما قد ينعكس سلباً على الطموحات الإسرائيلية في الاستقرار الإقليمي والتحالفات الدولية.
في عالم اليوم، يظهر تحالف متين بين الفاشية وصناعة النفط، إذ تتلاقى المصالح الاقتصادية والجيوسياسية لتشكيل سياسات قمعية تخدم القوى الكبرى وتدعم الأنظمة الاستبدادية. تعتمد الفاشية الحديثة على السيطرة المطلقة على الموارد الطبيعية، وبالأخص النفط. وفي الوقت نفسه، تستفيد شركات النفط الكبرى من الحماية التي توفرها الأنظمة الفاشية والغاصبة للأراضي، إذ تضمن لها استغلالاً غير محدود للموارد من دون تدخلات تُذكر في مسائل مثل حقوق الإنسان أو البيئة. هذا التحالف بين النفط والفاشية يتجلى بشكل خاص في دعم الأنظمة السلطوية في الشرق الأوسط، والتي توفر الاستقرار للأسواق العالمية على حساب الحريات الفردية والديموقراطية لدى شعوب منطقتنا. صار هذا التعاون اليوم يشكل تهديداً مزدوجاً؛ إذ يعزز استمرارية الأنظمة القمعية من جهة، ويسهم في تفاقم أزمة المناخ العالمية من جهة أخرى.
إعلام العدوّ: هل سنندم على اغتيال نصر الله؟
رغم الإجماع الإسرائيلي على الترحيب باغتيال الأمين العام لحزب الله الشهيد السيّد حسن نصر الله، بوصفه «العدوّ اللدود وقاتل آلاف الإسرائيليين»، لم تغب التباينات في تحليل «المكاسب» من الحدث وتوقّع تداعياته. وفيما كان عدد من الكتّاب والمحلّلين ينظرون بواقعية إلى الحدث الكبير لجهة تأثيره وتداعياته، ذهب بعضهم إلى حدّ فرض شروط المنتصر على المهزوم، داعين إلى تغيير الشرق الأوسط بما يتماشى مع مصلحة إسرائيل.وسأل كارميت فالنسي من معهد دراسات الأمن القومي «السؤال الأصعب على الإطلاق: ما هو التالي؟»، مشيراً إلى أن حزب الله تعرّض لضربة شديدة، لكنه «لا يزال يتمتع بقدرات عسكرية متقدمة. فقد عمل على بناء قوته لعقود من الزمن، وخصوصاً منذ عام 2006، بما في ذلك مجموعة الصواريخ الدقيقة، وترسانة من الصواريخ والقذائف بشكل عام». لذلك، «فحتى لو تضررت قدراته بشكل كبير، فإنه لا يزال يشكل تهديداً»، ورأى أن إسرائيل «تدخل منطقة من عدم اليقين الشديد، إذ كان نصر الله شخصية نعرف استراتيجياتها ونستطيع أن نتوقعها، والفراغ الذي خلّفه يقلب كل التفاهمات والمعادلات التي تم وضعها في ما يتصل بحزب الله. وفي المستقبل، سيكون أمام إسرائيل عمل شاق في التحليل والتعامل مع خصم جديد في حقبة ما بعد نصر الله».
ولم يكن عاموس هرئيل (هآرتس) أكثر تفاؤلاً، إذ تساءل «هل ستندم إسرائيل على اغتيالها نصر الله؟»، ورأى أن «من الأفضل تخفيف هتافات النصر. فعندما يكون حزب الله وإيران مصابين بالصدمة، على إسرائيل الاستعداد لتصعيد محتمل في ردودهما». وعاد هرئيل بالذاكرة إلى أيام اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيّد عباس الموسوي، فـ«عندما استُبدل نصر الله بموسوي، سرعان ما تبيّن أن التصفية الأولى كانت عملية خاطئة. وتبيّن أن نصر الله كزعيم حوّل حزب الله من منظمة محلية إلى رأس حربة لنفوذ إيران في المنطقة كلها». وعاد هرئيل إلى الأصل، معتبراً أن الأهم في هذه المرحلة هو الرد الأميركي على الأحداث الأخيرة، فالهجوم في الضاحية «دفن جهود وقف إطلاق النار في الصيغة الحالية، وعلى الإدارة الأميركية طرح خطة جديدة وبسرعة واستخدام الضغط السياسي الذي لم تستخدمه حتى الآن، إذا كانت تنوي التوصل إلى نتائج»، ورأى أنه «ليست للأميركيين قدرة حقيقية على التنصّل من تصفية نصر الله، لكنهم أيضاً غير راضين عن خطوات نتنياهو الذي أمر بالهجوم أثناء المفاوضات حول وقف النار»، معتبراً أن «لدى الإدارة الأميركية خوفاً كبيراً من أن يحاول رئيس الحكومة جرّ الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية لضرب المنشآت النووية في إيران».
بدوره، قرأ جدعون ليفي («هآرتس») وقائع الأيام الأولى بعد الاغتيال، موجّهاً السؤال إلى الإسرائيليين «وضع إسرائيل سيئ مثلما كان في السابق، فعلامَ تفرحون بالضبط؟». وأضاف: «في الأسبوع الأول من دون (الشهيد السيّد) حسن نصر الله، يجب أن ننظر حولنا. الضفة الغربية على شفا الانفجار. إسرائيل عالقة من دون أي مخرج في غزة المدمرة. المخطوفون عالقون هم أيضاً. شركة تصنيف الائتمان موديز خفّضت اقتصادها إلى الحضيض (…) عن مكانة إسرائيل الدولية من الأفضل عدم التحدث، كان يكفي أن ننظر إلى الجمعية العمومية أثناء إلقاء نتنياهو لخطابه. أيضاً الوضع الأمني أسوأ مما يبدو. انتظروا الحرب الإقليمية التي لا يزال اندلاعها ممكناً. أول أمس، اقتربنا منها بخطى كبيرة. في هذه الأثناء، الدولة تعيش في حالة رعب. عشرات آلاف ممّن أُخلوا من الشمال لم يقتربوا من بيوتهم حتى خطوة واحدة».
وحاول أوري هالبرين («جيروزاليم بوست») رسم المشهد من جديد بالاستفادة من عملية الاغتيال، فدعا إلى «خلق واقع أمني جديد من شأنه أن يغيّر موازين القوى في الشرق الأوسط في المستقبل»، ورأى أنه «يمكن تحقيق ذلك من خلال تحالف إسرائيلي – سُنّي بقيادة السعودية، وهو حالياً على عتبة التحقق بشكل غير مسبوق»، ودعا إلى «تنفيذ الاستراتيجية الجديدة على مراحل. ففي الأمد القريب، لا بد من تحقيق أهداف الحرب، إعادة المحتجزين، وتدمير قدرات حماس العسكرية، والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم. وفي الأمد المتوسط، لا بد من إقامة تحالف إقليمي استراتيجي قائم على المصالح المشتركة مع العالم السنّي تحت زعامة السعودية»، معتبراً أن «هذا من شأنه أن يحدّ من النفوذ الإيراني في المنطقة (…) ولا بد أيضاً من إقامة حكومات سنّية معتدلة في الساحات الفلسطينية واللبنانية والسورية». أما في الأمد البعيد، فرأى هالبرين أنه «لا بد من التوصّل إلى ترتيب دولي مع إيران يعمل على الحدّ من نفوذها في الدول التابعة لها مثل اليمن والعراق مقابل تخفيف العبء الاقتصادي الكبير على الشعب الإيراني»، معتبراً أن «انتخاب رئيس معتدل في إيران أخيراً يمنح الأمل في إعادة حسابات المصالح الإيرانية في المنطقة».
وذهب عاموس يادلين، إلى الحديث عن كيفية استثمار الفرص الناتجة من غياب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عن المشهد، داعياً إسرائيل إلى «تحديث أهداف الحرب، إذ عليها أن تقرر إذا ما كان عليها التمسك بهدف إعادة سكان الشمال بأمان، أو المضيّ نحو هدف أكثر طموحاً، يتمثل في إسقاط حزب الله، بل أيضاً ربما استمرار تهشيم الحلقة النارية التي حاصرتنا إيران بها، وبعد ذلك البدء بالعمل ضد الخلية التي تدير هذا كله في دمشق». ورأى أنه «إذا قررت إسرائيل التمسّك بالهدف الذي حددته قبل أسبوعين (إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان)، فإن عليها أن تسمح للولايات المتحدة بأن تقودها نحو معاهدة مع لبنان تضمن تطبيقاً مختلفاً تماماً لقرارَي مجلس الأمن الرقم 1559 و1701؛ بحيث يستند التطبيق هذه المرة إلى منظومات رقابة وإنفاذ أقوى كثيراً، وإلى إغلاق الحدود السورية – اللبنانية، ومنع عمليات تهريب السلاح. كما يضمن نزعاً تاماً للسلاح في المنطقة الواقعة جنوبيّ خطّ الليطاني، والتعامل مع هذه المطالب بصفتها مطالب لا تقبل التفاوض أو المهادنة، وتوفر لإسرائيل شرعية العمل ضد تنامي العمل العسكري في لبنان، كما فعلت في سوريا قبل الحرب». وبنفَس القادر على فرض الشروط، قال يادلين إنّ «على حزب الله الآن أن يقرر إذا ما آن الأوان للتخلي عن الصيغة التي أصرّ عليها نصر الله، والتي تربط جبهة الشمال بغزة».
وضع إسرائيل سيّئ مثلما كان في السابق، فعَلامَ تفرحون بالضبط؟
وفي إطار فكّ حلقة النار الإيرانية المحيطة بإسرائيل التي تحدث عنها يادلين، دعا الأخير إلى «التفكير في ضرب نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، الذي مثّل الجسر الأساسي للإمدادات العسكرية وتنامي حزب الله»، داعياً إيّاه إلى أن «يختار الآن إذا ما كان يريد مواصلة العمل في خدمة الإيرانيين، ليعرّض بذلك بقاءه للخطر، أو أن عليه أن يغيّر سلوكه ويغلق الحدود السورية أمام عمليات تهريب السلاح الإيراني». وذهب يادلين بعيداً في الحديث عن أن «إسرائيل لديها أيضاً فاتورة مفتوحة مع الحوثيين في اليمن، والميليشيات في العراق».
وفي السياق نفسه، رأى موشيه بوزايلوف («معاريف») أن اغتيال السيّد نصر الله «يؤشر إلى بداية خطوة أوسع، هدفها ضرب المشروع النووي الإيراني وضمان مستقبل الشرق الأوسط. وهو مرحلة واحدة في خطة استراتيجية أوسع، إذ أعدّت إسرائيل نفسها مسبقاً لردٍّ محتمل من جانب إيران، التي هي تحت ضغط شديد في ضوء الخسائر الجسيمة التي تكبّدها حزب الله». وأضاف أن «التوقعات واضحة، فإيران ستردّ، وستضطرّ إلى ذلك بشكل يحافظ على مكانتها في العالم الشيعي»، ورأى أنه «ليس صدفة أن خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة، قبل نحو ساعتين من الهجوم، حذّر إيران من أن أيام تجَلّد إسرائيل انتهت». وقال بوزايلوف إنه فهم مما قاله نتنياهو أن «إسرائيل تتوقع رداً إيرانياً. وبحسب فهم نتنياهو الاستراتيجي وجهاز الأمن الإسرائيلي، سيوفر الردّ الإيراني الواسع، سواء من خلال هجمة صواريخ أو هجمة وكيل في المنطقة، شرعية لإسرائيل للعمل بشكل أوسع، ثم مهاجمة المشروع النووي الإيراني مباشرة»، معتبراً أن «تصفية قيادة حزب الله في هذا التوقيت ليست إلا وسيلة لتحقيق الهدف الأكبر: تصفية البرنامج النووي الإيراني».
زلزال النزوح: الدولة «قادرة» لكنها لا تريد!
عدّاد النازحين لا يتوقّف عن تسجيل أرقامٍ إضافية، حيث تخطّى العدد مليون نازح. وبين الأمس واليوم، ارتفعت أعداد الموجودين منهم داخل مراكز الإيواء (مدارس) بنحو 40 ألفاً، من 120 ألف نازحٍ إلى 160 ألفاً. ومن أصل 850 مدرسةٍ مُستخدمة للإيواء، هناك أكثر من 600 بلغت قدرتها الاستيعابية. وهي متركّزة بشكلٍ أساسي في بيروت وجبل لبنان وصيدا. وما إن تمتلئ مدارس طرابس وعكار والبقاع، سيتم افتتاح مدارس رسمية جديدة. وستزيد تحديات تجهيزها لوجستياً، وكذلك مدّها بالمساعدات الإنسانية الأولية، بما في ذلك الطعام الذي يوفّره برنامج الأغذية العالمي لحوالي 100 ألف نازح فقط أي لـ 10% من النازحين. وسط هذا الزلزال الاجتماعي، يبرز تقصير فاقع لجهات عدّة، قررت ألا تكون معنية إلا بحدودٍ ضيقة جداً، أو معدومة حتى كحال وزارة الداخلية. وعدم تحمل المسؤوليات الوطنية لم يعد باستطاعة أحد، بعد مرور ثمانية أيامٍ على النزوح، تبريره بأكذوبة أن الدولة عاجزة ولا يمكنها فعل شيء، بل الحقيقة تقول عكس ذلك.
مساعدات «الشؤون» لم يُفرج عنها
تفيد معطيات «الأخبار» بأنّ مستودع وزارة الشؤون الاجتماعية في ساحة العبد خلف مبنى الـ tva، يحتوي على «بطانيات وفرش، وآلات ضغط وعكازات مسنّين، وحفاضات أطفال، وعدد من المستلزمات الطبية». مستلزمات النزوح تلك، موجودة على بعد بضعة أمتارٍ عن مراكز نازحين هم بأمسّ الحاجة إلى مساعدات، إلا أن المعنيين قرروا «ضبّها» لتوزيعها ربّما ضمن دوائر معينة أو معايير خاصة.
أين مولدات «الداخلية»؟
اشترت وزارة الداخلية والبلديات عدداً من المولدات الكهربائية أثناء التحضير للانتخابات البلدية عام 2022، فلماذا لم تضعها الوزارة في تصرّف إدارات المدارس غير المجهزة بالطاقة الشمسية، والتي تتحوّل في ساعات الليل إلى مراكز مظلمة، يتجوّل فيها النازحون مستعينين بهواتفهم.
هيئة الإغاثة مُتكاسلة
عدا عن أنّ اللواء محمد خير، رئيس الهيئة العليا للإغاثة، قرّر ألّا يتصرّف بالاعتماد المصروف لمصلحة الهيئة منذ فترة قبل توسّع العدوان الإسرائيلي الإثنين الماضي، ولم يشترِ كمية الفرش التي كلّف بتأمينها من قبل لجنة الطوارئ الحكومية، فإنّ اللواء خير، وفق مصادر متابعة، يشيع في دوائره أنّه «لم يصدر تكليف من مجلس الوزراء بدفع بدلات إيواء للنازخين الجنوبيين على غرار ما حصل في انفجار مرفأ بيروت، وأن المجلس لم يحدّد له مهام واضحة للهيئة»، علماً أنّ خطة الطوارئ الحكومية تضمّنت بشكلٍ واضح مهمات الهيئة ودورها في ملف النزوح. وهذه الهيئة، بعد مراقبة أدائها طوال أسبوعٍ، يتّضح جليّاً أنّها تفتقر إلى أيّ مبادرة، فلم تفكر مثلاً في تأمين مياه الاستخدام عبر صهاريج المياه إلى المدارس التي تعاني انقطاعاً في المياه.
اللواء:
إسرائيل تبدأ مغامرة الغزو البرّي للجنوب
المقاومة مستعدة للالتحام.. والدبلوماسية الفرنسية تعطي الأولوية للرئاسة.. ولا جلسة قريبة
تلاشت مفاعيل الدبلوماسية الدولية، والفرنسية – البريطانية، على وجه التحديد، مع اعلان دوائر القرارات المتهورة في اسرائيل عن ان بدء العملية البرية ضد جنوب لبنان.
والمثير للسخرية ان رموز الادارة الاميركية العجوز، تلعب دور «الدالول»، فتعلن ان العملية بدأت او ستبدأ الليلة (الليلة الماضية) وان رأس الادارة الذي دخل اشهر ولايته الاخيرة أنه لا يريد ان يسمع بالكلام عن دخول بري اسرائيلي، وهو يكون مرتاحاً لو توقفت الحرب بين اسرائيل وحزب الله.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول اميركي ان اسرائيل قلصت خططها لغزو بري واسع لتركز على عملية تشمل تدمير منصات اطلاق الصواريخ.
ومن منطقة الشمال الاسرائيلي، اعترف وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان اغتيال الامين العام لحزب الله حسن نصر الله، لن تؤدي الى عودة سكان الشمال، لذا، فإن اسرائيل «ستستخدم كل قدراتها»، معتبراً ان الجنود هم جزء من هذه القدرات، واكد ان الجيش الاسرائيلي قد يشن هجوماً برياً في جنوب لبنان.
وحاول الجيش الاسرائيلي ليلاً فتح ثغرة للدخول الى بلدة الخيام، عبر قصف مدفعي مركز من مستعمرة المطلة التي تبعد 6 كلم فقط عن الخيام، والتي اعلنها الجيش الاسرائيلي منطقة عسكرية مغلقة.
وكثفت المدفعية والطائرات الاسرائيلية الغارات على كفركلا والعديسة والخيام وصولاً الى الخردلي باتجاه البقاع.
ونقلت «يديعوت احرنوت» عن نائب رئيس الاركان الاسرائيلي «اننا امام امتحان خلال الايام القليلة المقبلة، واعتبر ان اغتيال نصر الله ليست نهاية الحرب».
وعليه اعاد الجيش اللبناني تموضعه في المناطق الحدودية، بعد اخطارات عبر اليونيفيل بضرورة الابتعاد عن مناطق قد تشهد معارك بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله.
وذكرت اليونيفل ان لا معلومات لديها عن اجتياح بري، ولكن قلقة، وفتحت قنوات اتصال مع الاطراف لمنع التقدم الاسرائيلي باتجاه الاراضي اللبنانية.
واوضح مصدر عسكري ان لا صحة للمعلومات عن انسحاب الجيش الى مسافة 5 كلم، انما اعادة تمركز للعناصر المنتشرة عند نقاط حدودية الى مراكز اكبر.
وكان قائد الجيش العماد جوزاف عون زار عين التينة، والتقى الرئيس بري، وناقش معه الوضع الامني في الداخل، واحتمالات الاجتياح الاسرائيلي البري، وتطبيق القرار 1701.
واعتبرت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان سلسلة اتصالات يفترض ان تشق طريقها من أجل العمل على حل يقي لبنان ويوقف العدوان الإسرائيلي عليه ووقف إطلاق النار وأشارت إلى أن المطلوب ترجمة الألتزام بالقرارات الدولية ولاسيما القرار ١٧٠١ وقالت إن صورة سوداوية ترتسم اثر بدء التوغل البري الأسرائيلي والذي لا يمكن التكهن عما قد يجر معه.
إلى ذلك أكدت أن الحل الديبلوماسي يجب أن تشترك به الدول المعنية، وأفادت أنه يعمل في الوقت نفسه على تحصين الجبهة الداخلية والتعاطي بحكمة ومسؤولية .
تحضيرات الهجوم البري
وذكر مصدران مطلعان لقناة CNN الاميركية: أن قوات خاصة إسرائيلية نفذت غارات صغيرة داخل الأراضي اللبنانية في الأيام الأخيرة كجزء من الاستعدادات لهجوم بري محتمل.
وقال المصدران، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لحساسية مناقشة المسائل العسكرية، «أن قوات الكوماندوز الإسرائيلية تسللت إلى الأراضي اللبنانية، واستهدفت مواقع حزب الله بالقرب من الحدود من أجل جمع معلومات استخباراتية وتدمير مواقع حزب الله في المنطقة». و رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على هذه المعلومات.
ونقلت محطة «إن بي سي» عن مسؤول إسرائيلي قوله : أن إسرائيل بدأت عمليات صغيرة لقواتها الخاصة في جنوب لبنان استعدادا لهجوم بري محتمل.
كذلك ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية، نقلا عن مصادر «أن قوات إسرائيلية خاصة دخلت إلى أنفاق لحزب الله على الحدود مع لبنان». ووفقا للتقرير المطول، «فإن هدف هذه القوات جمع معلومات استخباراتية من داخل الأراضي اللبنانية، واستكشاف قدرات حزب الله، تمهيدا لعملية برية إسرائيلية وشيكة».
وقال أشخاص مطلعون على الأمر للصحيفة: إن قوات خاصة إسرائيلية نفذت عمليات صغيرة ومحددة في جنوب لبنان، لجمع المعلومات الاستخباراتية واستكشاف آفاق غزو بري أوسع نطاقا قد يحدث في أقرب وقت هذا الأسبوع.
وأوضحت المصادر «أن العمليات التي شملت دخول أنفاق، حدثت مؤخرا وكذلك على مدى الأشهر الماضية، كجزء من الجهود الأوسع التي تبذلها إسرائيل لتقويض قدرات حزب الله على طول الحدود الفاصلة بين إسرائيل ولبنان».
وأشارت إلى أن «توقيت أي اجتياح بري قد يتغير، حيث تتعرض إسرائيل لضغوط شديدة من الولايات المتحدة لعدم القيام بغزو كبير». ولم يتضح على الفور المدة التي تهدف إسرائيل إلى البقاء بها على الأراضي اللبنانية، أو شكل هذا الغزو.
واصدرت حكومة الاحتلال تعليمات لسكان المستوطنات بالبقاء قرب الملاجئ بعد اجتماع الكابنيت، عى ان تبدأ مشاورات امنية على نطاق ضيق.
نعيم قاسم: مستعدون
بالمقابل، وجه نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم:كلمة في اول ظهور علني له بعد الغارات الجوية المعادية الواسعة على لبنان واغتيال القادة الشهداء، فنعى الامين العام للحزب الشهيد القائدالسيد حسن نصر الله، وقال: فقدنا اخا عزيزا وقائدا محبا للمجاهدين يأنس بهم ويأنسون به رقيق القلب بعوائل الشهداء والجرحى والاسرى.
اضاف: أيها المجاهدون أنتم المنتظرون اعلموا أن السيد نصر الله بيننا دائمًا وأبدًا. وخلافاً لما ذكره العدو الإسرائيلي لم يكن هناك اجتماع لـ 20 قائداً برفقة سماحة السيد.وقد استشهد معه الإخوة إبراهيم جزيني وسمير حرب إلى جانب علي كركي.
وقال: ترتكب «إسرائيل» المجازر في كل مناطق لبنان وتعتدي على المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وطواقم الإسعاف. وإذا اعتقدت «إسرائيل» أن يدها المفتوحة دولياً وتصميمها على العدوان سيوصلها لأهدافها فهي واهمة.
وتابع: برغم فقدان بعض القادة والاعتداء على المدنيين، لن نتزحزح عن مواقفنا الصادقة والشريفة، وستواصل المقاومة الاسلامية مواجهة العدو الاسرائيلي مساندة لفلسطين ودفاعا عن لبنان، وما نقوم به هو الحد الادنى وسنقوم بمتابعة المعركة حسب الخطط المرسومة.
والمقاومة مستعدة للالتحام البري مع قوات العدو.
حراك دبلوماسي بلا نتائج
وفي الحراك الدبلوماسي، تبيّن ان مهمة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لم تصل لنتيجة.
واجرى امس محادثات مع المسؤولين اللبنانيين، استهلها بلقاء مع البطريرك الماروني بشارة الراعي.. وانتقل بارو الى السرايا حيث استقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي جدّد التأكيد» أن مدخل الحل هو في وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والعودة الى النداء الذي اطلقته الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا بدعم من الاتحاد الاوروبي ودول عربية واجنبية لوقف اطلاق النار.وان الاولوية هي لتطبيق القرار الدولي 1701».
بدوره شدد وزير خارجية فرنسا على»اولوية انتخاب رئيس الجمهورية والعمل على وقف المواجهات المسلحة، وأكد ان فرنسا تدعم لبنان وشعبه على الصعد كافة، وهي مهتمة جدا بدعم الجيش ومساعدته في هذه الظروف الدقيقة».
ثم زار بارو الرئيس نبيه بري، الذي أكد للوزير الفرنسي «على موقف لبنان الإيجابي الذي أعلنه رئيس الحكومة في نيويورك حيال النداء الرئاسي لوقف النار في أعقاب القمه الرئاسية الفرنسية الامريكية والذي يحظى بدعم دولي واسع».
بدوره الوزير الفرنسي وافق الرئيس بري على عرضه، مؤكداً أن الحل الوحيد هو تطبيق القرار الأممي رقم 1701.
وعقد بارو مؤتمراً صحافياً في قصر الصنوبر لخّص فيه نتائج محادثاته وموقف فرنسا من التطورات ومما قاله: جئت لتقديم مساعدات طبيّة للمدنيين الجرحى تمّ تنظيمها بالتعاون مع المستشفيات والمنظّمات غير الحكوميّة. وجئتُ لألتقي بالرعايا الذين يسكنون في لبنان، ونفكّر بالفرنسيين اللذين قضيا جرّاء الغارات في الأيّام الماضية.
ودعا «الأطراف إلى الإستفادة من الجهود الدولية لإنهاء التصعيد، وقال: نحضّ حزب الله وإسرائيل على وقف عاجل للنار. ونحن نتواصل يومياً مع إسرائيل ونحضّها على الإمتناع عن الاجتياح البرّي، وندعو حزب الله إلى عدم القيام بأيّ عمليّة تُؤدّي إلى مزيد من التصعيد. ووقف إطلاق النار من مصلحته.
وأضاف: قلت لرئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة إنّه من غير الممكن أن يبقى البلد بلا رئيس خصوصاً إذا فشلت المفاوضات،و ندعم الجيش اللبناني للحفاظ على الوحدة الوطنية ولا يمكن ترك لبنان بدون رئيس يعمل على وحدته. وعلى القادة في لبنان العمل على استعادة مؤسسات الدولة.
وقال بارو: المسؤولون السياسيون الذين اجتمعت بهم اليوم يدعمون المقترح الفرنسي الأميركي الذي تمّت مناقشته مع الطرفين والذي يضمن هدنة فوريّة ووقف دائم للعدوان.
وفي السياق، فهم ان لا جلسة قريبة لمجلس النواب، لاسباب امنية تتعلق بنواب زب الله لذا كان المطلوب وقف للنار مروراً للبحث بعقد الجلسة.
مخاوف من انهيار الوضع
وازاء ما يحصل حذرت الاسكوا بالتعاون مع «اليونيسيف» وبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية من انهيار كارثي في لبنان، مشيرة الى ان الصراع خلف دماراً هائلاً في اقتصاد لبنان، اذ ستصل نسبة الفقراء الى 94٪ في النبطية و87٪ في محافظة الجنوب، حيث تعرّض اكثر من 23 الف منزل للدمار فيها.
وقالت إن مؤسسات الدولة الهشّة في لبنان تكافح لمواجهة التداعيات. وتحذّر الدراسة من أن الصراع المستمر، إلى جانب تضاؤل الموارد العامة والافتقار إلى الدعم الدولي، يدفع الحكومة نحو انهيار محتمل. كما أن الجهود المبذولة لإدارة الأزمات الإنسانية والتنموية باتت مستنزفة.
وفي اطار المساعدات، أكّدت الخارجية السعودية «وقوف المملكة إلى جانب الشعب اللبناني في مواجهة تداعيات الأحداث الأخيرة». كما شدّدت على ضرورة المحافظة على سيادة لبنان وسلامته الإقليمية، وكشفت ان ستقدم مساعدات طبية وإغاثية للشعب اللبناني.
واعلنت المفوضية الاوروبية عن تخصيص مساعدات انسانية اضافية بقيمة 10 ملايين يورو للسكان في لبنان المتأثيرن بتفاقم الاعمال العدائية بين حزب الله واسرائيل.
شهداء بالمئات
على وقع المجازر الصهيونية المتتالية امس على قرى الجنوب والبقاع وبعض المناطق الاخرى والتي استهدفت بيروت فجراً، عاد الحديث عن المساعي الدولية لوقف الهيستيريا الاسرائيلية التدميرية، واعلنت وزارة الصحة عن ارتقاء 105 شهداء بينهم عدد كبيرمن المسعفين، و 359 جريحاً من جراء الغارات الإسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية (ارتفع العدد لاحقاً نتيجة استمرار الغارات)، وسط عجزدولي صارخ عن لجم آلة العدوان، بينما تؤكد اسرائيل انها ستقوم بهجوم بري على لبنان برغم الضغوط الاميركية بشكل خاص كما يُقال «لثنيها عن شن هجوم بري واسع».
وافادت منظمة الصحة العالمية: أن التقديرات تشير إلى 118466 حالة نزوح جديدة في الفترة من 23 إلى 27 أيلول في لبنان.
استهداف بيروت
للمرة الاولى منذ بدء العدوان الجوي الصهيوني على لبنان، شن العدو غارة بطائرى مسيرة على بيروت مستهدفاً شقة سكنية في منطقة الكولا، ما ادى الى استشهاد 4 اشخاص واندلاع حريق في طابقين من المبنى. وعلى الفور، حضرت سيارات الاسعاف والاطفاء الى المكان المستهدف، وعملت فرق اطفاء بيروت على اطفاء الحريق.
واصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» البيان الآتي: «بمزيد من الفخر والاعتزاز تزف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شهداءها القادة الشهيد القائد البطل محمد عبد العال (أبو غازي) عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤول الدائرة العسكرية الأمنية. و الشهيد القائد البطل عماد عودة (أبو زياد) عضو الدائرة العسكرية للجبهة وقائدها العسكري في لبنان و الشهيد البطل عبد الرحمن عبد العال.
اضاف البيان: ان القادة الثلاثة ارتقوا شهداء على طريق تحرير فلسطين فجر اليوم الإثنين 30 أيلول، إثر عملية اغتيال غادرة نفذتها طائرات الاحتلال الصهيوني في منطقة الكولا في العاصمة اللبنانية بيروت.
وافادت المعلومات ان الشقة المستهدفة مجاورة لمنزل النائب السابق نجاح واكيم، وأكدت المعلومات انه لم يصب بأذى وقد غادر المبنى.
ولم تتوقف المقاومة من تسديد ضربات قوية للمستعمرات والمواقع المعادية العائدة لجنود الاحتلال.
فقد استهدفت المقاومة الاسلامية تجمعاً للجيش الاسرائيلي في مربض الزاعورة بالصواريخ.
كما استهدفت المقاومة الاسلامية تجعاً لجنود الجيش الاسرائيلي في بيت سيدا بالاسلحة الصاروخية.
واستهدفت المقاومة الاسلامية بصاروخ «نور» مستعمرة كفر جلعادي.
ولم تتوقف الغارات الاسرائيلية على قرى الجنوب، من عيتيت الى خربة سلم، وصولاً الى البلدات البقاعية ومدينة الهرمل.
وليلاً، نفذ الجيش الاسرائيلي تهديداته بسلسلة من الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية، بعد أن كان أنذر سكان مناطق الليلكي وحارة حريك وبرج البراجنة، بإخلائها فورا، قائلاً: «سنضرب بقوة في هذه المناطق».
البناء:
حكومة الكيان وجيشه لبدء العملية البرية وقوات الاحتلال تبدأ القصف التمهيدي
الشيخ قاسم: حزب الله يرتّب أوضاعه وفق خطة نصرالله وجاهزون للالتحام البرّي
بري وميقاتي يبلغان بارو الانفتاح على دينامية للـ 1701 والرئاسة بعد وقف النار
كتب المحرّر السياسيّ
أعلنت حكومة كيان الاحتلال وتلتها قيادة جيش الاحتلال بالإعلان عن اتخاذ القرار بالبدء بعملية برية عسكرية على الحدود الجنوبية للبنان. وقد شعر الطرفان بأن الضغط يزداد عليهما من استمرار تساقط صواريخ المقاومة على شمال فلسطين المحتلة علامة على الترابط بين جبهة لبنان وجبهة غزة وترجمة لتفعيل جبهة الإسناد لغزة من جهة، وإعاقة لخطط إعادة المهجرين من مستوطنات الشمال قبل وقف العدوان على غزة من جهة مقابلة، وبدا أن للضغط مصدراً آخر هو الرأي العام الذي رفعت من سقف تطلعاته وآماله، بنشوة الإنجازات العسكرية الجوية والعمليات الأمنية وما رافقها من كلام عالي السقوف لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن إعادة تشكيل الشرق الأوسط، فصار الكلام عن المطالبة بالتعجيل بالعملية البرية لازمة تتكرر في الكيان وإعلامه ومستوطنيه.
منتصف ليل أمس، كانت قوات من المشاة والمدرعات قد انتشرت في مثلث مستوطنات المطلة ومسكاف عام وكفر جلعاد، ليبدأ القصف المدفعي والجوي على مساحة ممتدة من كوكبا في البقاع الغربي إلى عيتا الشعب غربا، وأطلقت البالونات الحرارية والقنابل المضيئة، بصورة توحي بأن العمل البري قيد التنفيذ، بينما جاء الكلام المتداول في الإعلام الأميركي منسوباً لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن العملية محدودة زمنياً وبحجم جغرافي لا يتعدّى خط التماس، بما يوحي بقلق كبير من الفشل ويجري التمهيد بمعادلة عملية محدودة تحسباً لذلك، وربط أي توسيع بالنجاح المحقق.
المقاومة التي لم تتوقف صواريخها عن استهداف شمال فلسطين المحتلة، أطلت عبر نائب الأمين العام لحزب الله لتعلن أنها بخير وقادرة على المضي قدماً في خوض الحرب بالأهداف والآمال ذاتهما وبالعزم ذاته، رغم حجم الألم والجراح وضراوة الضربات التي تلقتها والتي كان اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله آخرها وأشدّها قسوة. وقال قاسم إن الحزب يعيد ترميم صفوفه وهياكل القيادة والمؤسسات وفقاً للخطط التي وضعها نصرالله قبل رحيله تحسباً لما قد يتعرّض له الحزب والمقاومة، وأكد قاسم أن لا تراجع عن جبهة إسناد غزة، وأن معادلة الردع التي أصيبت سيتم ترميمها في الوقت المناسب، وكذلك الردّ على الغارات التي استهدفت الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، مؤكداً أن القدرة الصاروخية الاستراتيجية للمقاومة بخير وأن قوات المقاومة على الجبهة الحدودية جاهزة للالتحام البري.
على المستوى الدبلوماسي ومع تراجع واشنطن عن الورقة المشتركة مع فرنسا والتي وقعها عدد من الدول الغربية والعربية، بسبب ما تضمنته من دعوة لوقف النار الذي لم تعد تل أبيب تريده، وتضمّنها نصها عن تلازم ولو رمزي بين جبهتي لبنان وغزة بالحديث عن تطبيق القرارين 1701 و2735، وصل وزير خارجية فرنسا الجديد جان نويل بارو الى بيروت، مؤكداً أن الورقة لا تزال على الطاولة، وأن باريس تقوم بجهد استثنائي لاعتماد الورقة أساساً لحل دبلوماسي، يبدأ باستبعاد العمل البري في لبنان ووقف إطلاق النار، وسمع من رئيسي مجلس النواب والحكومة، نبيه بري ونجيب ميقاتي، انفتاح لبنان على إطلاق دينامية لتطبيق القرار 1701 وإجراء الانتخابات الرئاسية بعد وقف إطلاق النار، وأوضح بري بعد لقاءاته مع وزير خارجية فرنسا، ثم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ومن بعدهما قائد الجيش العماد جوزف عون: “لقد أبلغنا الوزير الفرنسي بالموقف اللبناني الملتزم مضامين نداء الدول العشر الداعي إلى وقف النار وتطبيق القرار 1701 فوراً على الأسس التي تمّ التوافق عليها مع الموفد الأميركي”. وإذ أكد تطابق الموقف مع ميقاتي، وتأييده ما صدر عنه، أوضح رداً على سؤال أن التواصل مع حزب الله قائم، وأن الحزب ليس بعيداً عن هذا التوجّه. وقال: “هذه المبادرة التي طرحتها سابقاً، كنت توافقت عليها مع السيد حسن نصر الله بالتفصيل، وهذا التوافق ما زال ساري المفعول”.
المصدر: صحف