أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اننا اليوم أحوج ما نكون لأمثال الفقيد الراحل الشيخ عبد الناصر جبري في انفتاحه وعمله ونشاطه سواء في بعض الاوساط الشيعية او السنية، ولفت الى ان “هذه الحاجة تنطلق من وجوب مواجهة التيارات التكفيرية وما تقوله وما تعلنه حيث تعمل لتطبيق كل هذه الأفكار”.
وقال السيد نصر الله في كلمة له خلال حفل تأبين الشيخ عبد الناصر جبري الثلاثاء “نحن نحتاج الى النماذج الوحدوية لمواجهة التيارات بما تقدمه من أبشع الصور من قتل وتعذيب وصلب وغيرها من أبشع الصور”، ولفت الى انه “حتى في بعض الاوساط الشيعية التي يسميها الامام القائد السيد علي الخامنئب بالتشيع اللندني التي تكفر وتهاجم وتسب المقدسات للسنة والشيعة دون استثناء”، وتابع “عندما تجد ان الامكانات توفر لكل هذه التيارات التكفيرية بدون اي ضوابط وتبقى قنوات الفتنة تشرع لها الابواب لتفعل ما تشاء وتقول ما تريد بينما قنوات المقاومة يتم انزالها عن الاقمار الاصطناعية فانت يجب عليك مواجهة هذا الفكر وهذا التيارات”.
ولفت السيد نصر الله الى “التكفيريين اوصلوا الامة الى أخطر ما يمكن ان تصل اليه ويجب ان نتحمل المسؤولية ونُحاصر ونعزل الذين يبثون الفتنة”، واشار الى ان “هناك من يشرع الابواب للقتل وتسويقه فيما يتم اقفال قنوات المقاومة”، وشدد على ان “المقاومة في فلسطين كانت ثابتة في حياة الراحل جبري والدفاع عن المقاومة مسؤولية الجميع كما كان يفعل الراحل الشيخ عبد الناصر جبري بينما هناك من يعمل على تدمير الجيوش العربية لمصلحة اسرائيل”.
واذ أكد السيد نصر الله على “وجوب الدفاع عن المقاومة وعن محور المقاومة ومجتمعات المقاومة”، لفت الى ان “محور المقاومة سيخرج منتصراً من هذه الحرب الكونية عليه لان المقاومين في المنطقة مصرون على المواجهة حتى الانتصار النهائي”، وأضاف ان “المستقبل هو للمقاومة ومحور المقاومة”.
وقال السيد نصر الله إن “البحرينيين لن ينسوا فلسطين رغم تطبيع السلطات مع الصهاينة”، واضاف “ايضا في اليمن رغم الحصار والجوع والقصف والقتل لكن هذ الشعب اليمني يهتف لفلسطين”، واوضح ان “الانسان ان يُحكم عقله ودينه لا ان تأخذه الدعايات”.
وفيما تقدم السيد نصر الله “بأحر التعازي الى عائلة الشيخ عبد الناصر جبري والى جميع أخوانه ورفاق دربه”، قال إن “معرفته بالشيخ عبد الناصر تعود الى العام 1985 وهذه الشهادة هي شهادة عن حس وليس شهادة عن نقل وما نقوله في سماحة الشيخ الراحل هو من باب الشكر والتقدير لكل العطاءات والتضحيات التي قدمها ولترسيخ هذا النوع من العلماء المضحين كي يكونوا قدوة لنا وللاجيال القادمة”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “الجميع يعرف الشيخ عبد الناصر في اخلاقه وتدينه وتواضعه ومحبته للآخرين وصبره وجهاده المتواصل وصدقه، فهو العالم المجاهد العامل الذي لا حدود لناشطه لا في الزمان ولا في المكان”، وتابع “عندما نريد ان نقارب هذه الشخصية الجهادية العلمية نجد انه كان متنوعا في عمله ونشاطه وفي مختلف الابعاد ومنها البعد السياسي والحركي والتبليغي والدعوي والوحدوي”.
وشدد السيد نصر الله على انه “من أبرز جوانب حياة وعمل الشيخ عبد الناصر الجبري هو العمل التقريبي والوحدوي فهو كان يؤمن بالتقريب بين المسلمين وان المسلمين اخوة وايمانه بوجوب التقريب بين اتباع المذاهب الاسلامية وعمله في هذا الاطار”، ونوه “بدور الشيخ الراحل في تأسيس وعمل ونشاط تجمع العلماء المسملمين الذي يضم علماء من السنة والشيعة ممن يعملون وينسقون ويلتقون ويتخذون المواقف الموحدة فيما بينهم”.
ورأى السيد نصر الله ان “أهم ما في هذه التجربة(تجربة تجمع العلماء المسلمين) هي الصدق في العلاقة وهذا الود والحب وهذه المشاعر والعاطفة الخاصة بين المسلمين”، واضاف “نحن عندما نقول ان تجربة التجمع هي حالة من الحالات المميزة والاستثنائية فهي لأن العلماء يعملون ويتواصلون ويتآخون ويتحابون والشيخ كان مصرا عليه في كل المراحل وفي أصعب الظروف وكان مصرا على مواصلة هذا الطريق”، واضاف “الشيخ الراحل أكمل بنفس الاتجاه في اطر مشابهة كاتحاد العلماء في بلاد الشام والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب وكان الشيخ حاضرا وفعالا ونحن نامل ان تنتقل هذه لاتجارب الى باقي البلدان”.
وعاهد السيد نصر الله “الشيخ الراحل عبد الناصر جبري وكل الشهداء بمواصلة درب الوحدة والجهاد والمقاومة”، وأضاف “نشعر جميعا بالخسارة الكبيرة لرحيل الاخ العزيز الشيخ عبد الناصر جبري”، وتابع “نحن جميعا معنيون بالاصرار على مواجهة الفتنة بمنطق التوحيد”.
المصدر: موقع المنار