الصحافة اليوم: 24-9-2024 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم: 24-9-2024

صحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 24-9-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

 

الاخبار:

صحيفة الاخباروحش غزة ينهش لبنان

هل يظنّ جيش الاحتلال أنه ضرب فعلاً القدرات العسكرية للمقاومة؟

سكرة الضربات الأولى: العدو يكرّر أخطاء 2006

ابراهيم الأمين

لا ينفع التوتر في مقاربة ما يحصل. لا ينفع، لأنه لا ينفع ونقطة على السطر. ما ينفع هو أخذ نفس عميق، والنظر من حولنا لمعرفة ما الذي حصل، ولماذا حصل، وكيف حصل، وإلى أين نسير من الآن فصاعداً.لم يقرّر العدو فجأة فتح النار. لنكن واضحين بأننا نحن من فتحنا النار إسناداً لغزة. وعندما فعلنا ذلك، لم نتصرف مثل أولاد الحي الذين قرروا الانتقام لشتيمة قريبهم. بل فعلنا ذلك بوعي كامل، وبأن جوهر ما تقوم به المقاومة وهدفها المركزي، هو العمل على إزالة كيان الاحتلال. صحيح أنه هدف يبدو خيالياً في عقول كثيرين، لكنه موجود لدى فئة من أبناء هذه المنطقة، يقف حزب الله في مقدّمتهم. وهو هدف يفترض حكماً التعاون الوثيق مع أبناء الأرض، أي مع الفلسطينيين. لذلك، قامت وتطورت العلاقة بين المقاومة في لبنان، وكل من يقاتل العدو داخل فلسطين. وبالتالي، غبيٌّ أو قاصرٌ من كان يعتقد بأن المقاومة في لبنان ستقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحصل في غزة.

ما حصل هو أن استراتيجية المقاومة في جبهة الإسناد قامت على رفع وتيرة الاستنزاف لجيش الاحتلال، لمنعه من استخدام كل جهده في وجه غزة وأهلها، وفي استنزاف جبهته الداخلية، من خلال عملية غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي أجبرت نحو ربع مليون مستوطن على العيش من دون أمان، نصفهم نزح من المستعمرات بصورة كاملة، ونصفهم الآخر عانى الأمرّين منذ الثامن من تشرين الأول الماضي. خلال كل هذه الفترة، كانت المواجهة تفترض قواعد دقيقة لا تسمح للعدو بالرد خارج الإطار الذي أرادته المقاومة. وكان عليها تحمّل الأثمان الباهظة، سواء في ما يتعلق بجسمها الجهادي، أو على مستوى القادة والمقاتلين، كما كان على المقاومة التعامل بطريقة خاصة مع نحو مئة ألف نازح لبناني من قرى الحافة الأمامية. ولأكثر من 11 شهراً، كانت خطة المقاومة تسير بشكل مناسب، وهو ما زاد من غضب العدو. وعندما أيقن أنه لا مجال لوقف النار من الشمال إلا بعد وقف النار المفتوحة على الجنوب، قرّر أن يغيّر قواعد اللعبة.

منذ أسابيع طويلة، أدرك نتنياهو، ومعه فريق كبير من السياسيين والعسكريين، أن حرب غزة وصلت إلى حائط مسدود. لا فرصة عملانية لاستعادة الأسرى، ولا للقضاء الفعلي على حماس، فكان لا بد من تعديل «لائحة الأهداف» من خلال وضع ملف الشمال على الطاولة. وهو اختار لحظة لا تسمح بخروج معارضة له، لا من داخل الحكومة ولا من خارجها، فحتى من كانوا يعارضون سياسته في غزة، كانوا يتهمونه بالتخاذل أمام حزب الله، ما سهّل له الصيد المزدوج: وقف النقاش حول غزة، وجعل هدف إعادة السكان سبباً لمواصلة الحرب.

تراهن الولايات المتحدة على أدوار داخلية لرفع مستوى الضغط على حزب الله من أجل وقف إسناد غزة

وللعلم، لم يكن نتنياهو يهرب من صفقة في غزة، بل قصد تحييد الأنظار عن مشروعه المتكامل هناك (سنعود في يوم لاحق إلى تفاصيل الخطط التي تعدّها إسرائيل بالتعاون مع دول عربية وجهات غربية لاحتلال مستدام لقطاع غزة، وخصوصاً المنطقة الممتدّة من جنوب نيتساريم إلى أقصى الشمال). لكنه يتصرف اليوم، كمن بيده الشرعية الداخلية الكافية لخوض الحرب ضد لبنان، مستفيداً من غطاء أميركي، ودعم شبه علني من حلفائه العرب الذين أخذوا على إسرائيل فشلها في التخلص من حزب الله سابقاً.

لكنّ نتنياهو، عندما قرّر تعديل وقائع المواجهة في الشمال، لم يأتنا بجديد. بل سار على المبدأ نفسه الذي اعتمده في غزة، معتقداً بأن الضغط العسكري كفيل بجعل الخصم يتراجع، مع إضافة (خطيرة) تتعلق بجبهتنا، حيث يعمل العدو، بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية، على محاولة توريط جماعات لبنانية، وبعض المعارضين السوريين، في حملة يريدها على شكل انتفاضة تطالب المقاومة بوقف إطلاق النار. وسنسمع المزيد من الكلام عن أن لبنان ليس معنياً بـ«إسناد غزة»، علماً أن بين هؤلاء من يؤمن بأن لبنان غير معنيّ أصلاً بكل ما يحصل في فلسطين.

لكنّ إسرائيل ليست غبية كل الوقت. وهي التي خبرت لبنان، لجهة قدرات المقاومة، ولجهة قدرات من تحالفت معهم وقدّمت لهم خدمات كبيرة، تدرك أن هزيمة حزب الله تحتاج إلى أكثر من البيانات والشعارات، وهو ما دفع العدو إلى إطلاق برنامج أمني – عسكري نوعي ومتدرّج، مع كثافة نارية عالية، لتحقيق الآتي:

أولاً، توجيه ضربات قاسية إلى الجسم القيادي العسكري في الحزب، ومحاولة محاصرة السيد حسن نصرالله من خلال ما تعتبره إسرائيل عملية «تقطيع أذرعه». وهي عملية تستند إلى نظرية لدى العدو بأن السيد نصرالله، يجب أن يتعرض لهزّة كبيرة، وفقدان للتوازن، ليكون بالإمكان دفع الحزب إلى التراجع.

ثانياً، سعى إلى إشعار الحزب والمقاومة والجمهور بأن إسرائيل قادرة على الوصول إلى حيث تريد، وبأنها لا تكتفي بعمليات موضعية، بل قادرة على تنفيذ غارات واسعة كالتي شنتها في الساعات الماضية، لإحداث ما يعتقد العدو بأنه زلزال سيصيب كل بناء حزب الله، وأن ضغطاً كبيراً سيظهر، يدفع الحزب إلى التراجع.

مشكلة إسرائيل ليس في عدم فهمها للمقاومة بل في عدم فهمها المستمر لطبيعة عدوّها ومراكز قوته

ثالثاً، اعتماد العدو مبدأ «الصدمة والترويع»، عبر عمليات قصف وحشي كالتي نفّذها أمس، مع تعمّد واضح بتوجيه ضربات مباشرة إلى المنازل والمراكز السكنية التي يتواجد فيها المدنيون، وقتل قيادات مدنية للحزب في القرى، وترويع الناجين من الأهالي… وكل ذلك، لخلق بلبلة، مصحوبة بعملية تهجير نحو نصف مليون شخص بعيداً عن منازلهم وقراهم، قبل أن يأتينا الوسطاء حاملين شروط الاستسلام، ورافعين الشعار إياه: ما لكم وغزة، أوقفوا جبهة الإسناد، واتركوا عائلاتكم تعود إلى قراها، ولندخل في تنفيذ ترتيبات تجعل إسرائيل مطمئنة لإعادة المستوطنين إلى بيوتهم.

لنعد إلى ما حصل خلال الساعات الـ 24 الماضية التي شهدت أموراً يجب التدقيق في طبيعتها قبل الحديث عن نتائجها. ولا بأس هنا، لكل من يرى نفسه معنياً بالحدث، أن يتذكر أو أن يعود إلى الأرشيف، ويعيد قراءة ومراجعة كل ما قام به العدو بين 12 و 16 تموز 2006، وسيجد تطابقاً لا يقتصر على التصريحات، بل على توقعات العدو لجهة ما حقّقته ضرباته العسكرية. وإذا كانت الموجة الحالية مختلفة، لناحية التقنيات الجديدة، والعمليات الأمنية المعقّدة أو الكثافة النارية، أطلّ قادة العدو مساء أمس، للحديث عن تدمير قدرات المقاومة، وبأنهم على مشارف النصر. وهم هنا يكررون خطأَ التجربة السابقة نفسَهُ، عندما قرأوا بطريقة خاطئة، وخاطئة جداً، طبيعة ردّ المقاومة أمس، من خلال إطلاق رشقات من الصواريخ ضد مستعمرات في قلب فلسطين المحتلة.

ما يجب فهمه جيداً هو أنه ليس لدى العدو أي إبداع خارج منطق القتل. وهو لم يتعلّم الدرس جيداً، ولم يتعلم أن الأساس هو بناء استراتيجية قابلة للتحقق. لكنه لا يزال على ما هو عليه، ذلك الوحش الذي نعرفه جيداً، منذ قيام الكيان، وتعرّفنا إليه أكثر في كل ما قام به منذ عام 1978. ومع ذلك، لا يزال يجرّب حظه، متوهّماً بأن شروط الاستسلام التي يعرضها على المقاومة قابلة للتطبيق.

نعرف أن العدو يحضّر لعمليات وحشية إضافية، ويستعد لأعمال يستعرض فيها براعته في عمليات الكوماندوس أو الاغتيال الدقيق، وحتى القصف المفاجئ، والعمليات الهجومية الخاطفة، وأنه قادر على تشغيل طائراته على مدار الساعة، ويستفيد من دعم أميركي، لا يقتصر على مدّه بالسلاح، بل أيضاً بالدعم الاستخباراتي والتعاون في الخطط العملانية. وهو يوحي بأنه في لحظات مهّد الطريق أمام الوسطاء (الذين يحملون جميعاً رسالة إسرائيلية واحدة) لإجبار المقاومة على القبول بالشروط التي تؤمّن فصل جبهة لبنان عن غزة، وتفتح الباب أمام ترتيبات مختلفة جنوباً.

واحدة من مشكلات المقاومة اليوم هي أن في لبنان من يعيش معها، لكنه لا يزال غير فاهم لمنطلقاتها وآلية اتخاذها القرارات.

أما مشكلة العدو، فلم تعد محصورة في الإقرار بطبيعتها، بل في أنه لا يحسب أن ما يجب أن يقوم به، ليس تعداد صليات متفرّقة تخرج من بعض نقاط المقاومة، بل الاستعداد فعلياً لشيء لم يجرّبه من قبل، حيث سيواجه ما لم يخطر في باله. وحينها، سيكون مضطراً للبحث عن تفسيرات لجنوده ومستوطنيه، قبل البحث عن وسيط يطرق باب المقاومة ليلَ نهارَ، متوسّلاً وقفاً لإطلاق النار!

وعي سياسي عالمي مناهض للاستعمار والإمبريالية: جيل Z المقاومة (اللبنانية)

برز جيل Z كأحد أكثر الأجيال وعياً سياسياً ودعماً للمظلومين. أسهم بشكل كبير في الترويج للقضية الفلسطينية عبر منصات التواصل الاجتماعي، داعياً إلى العدالة والمساواة. واليوم، يُظهر تعاطفاً مشابهاً مع المقاومة اللبنانية ضد إسرائيل، التي تحاول دفع لبنان والمنطقة نحو حرب شاملة بهدف تحويل الأنظار عن القضية الفلسطينية عبر الترويج لمفهوم «إعادة المستوطنين إلى الشمال». لكن هذا الجيل، كما فعل مع فلسطين، سيقف مجدداً إلى جانب المقاومة وحقوق الشعوب المضطهدة

حتى الساعة، ظهرت المقاومة اللبنانية على أنها «أعقل ضُبّاط المنطقة»، في حين صارت إسرائيل في نظر من يشاهد الشرق الأوسط من بعيد، قنبلةً موقوتةً يمكن أن تنفجر في أي لحظة. وما لا تفهمه إسرائيل بسبب قصر النظر الذي بدأ يطغى على سياساتها بعد 7 أكتوبر 2023، أنها تغامر بكل أوراقها دفعةً واحدةً على طاولة النظام الدولي الجديد. والأخطر من ذلك كله، بالنسبة إليها أنّها بأفعالها ضربت التعاطف العالمي مع الشعب اليهودي المُراكم منذ الحرب العالمية الثانية. بكلمات أخرى، إسرائيل التي تحولت إلى رأس حربة مشروع اليمين العالمي، أدخلت نفسها في خطر وجودي سيظهر بمجرّد بدء انحسار مدّ اليمين حول العالم وخسارة قادته الانتخابات المرتقبة. أما اعتقادها بأنّ الحرب مع لبنان يمكن أن تؤمن لها أوراق مساومة أفضل، فهي مغامرة خاسرة سلفاً.

دائماً ما كان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مادة للنشاط الدولي، لكن ظهور السوشال ميديا والنشاط الرقمي لجيل Z هو الذي أعاد صياغة السردية بشكل كبير. عبر إيصال الأصوات الفلسطينية ونشر مشاهد المجازر، نجح الجيل Z في تغيير الخطاب العالمي والكشف عن حياة ومعاناة الفلسطينيين في ظل كيان الفصل العنصري على عكس ما روّجت السردية الإسرائيلية طوال عشرات السنين. ولم تكتفِ هذه الحركة بإضفاء الطابع الإنساني على النضال الفلسطيني فقط، بل ربطته أيضاً بالقيم العالمية الأوسع لمناهضة الاستعمار والعدالة العرقية وحقوق الإنسان. وبدأ تفسير الأعمال العسكرية الإسرائيلية، والقمع الشديد للاحتجاجات، والانتهاكات للقانون الدولي عبر عدسة الظلم المنهجي هذه، فأصبحت القضية الفلسطينية في نظر عدد من الشباب رمزاً للمقاومة ضد الاضطهاد، وأصبح يُنظر إلى إسرائيل على نحو متزايد على أنّها قوى استعمارية معتدية، ولا سيما في أعقاب حرب الإبادة والتطهير العرقي المستمرة.

مع المحاولات الإسرائيلية المستمرة للتصعيد مع لبنان، تتجه إسرائيل لتجد نفسها مرة أخرى في دور المعتدي في نظر شباب العالم. ولهذا تحرك بعضهم في لبنان والخارج سريعاً لاستعادة السردية وتضخيمها حول دور المقاومة في القتال في سوريا. في حال أدخل العدو المنطقة في حرب كاملة الأوصاف، ستظهر المقاومة اللبنانية، وعلى رأسها «حزب الله»، داخل لبنان كخط دفاع ضد عمليات التوسع الإسرائيلية، وسيتحول «حزب الله» من لاعب إقليمي إلى لاعب دولي، تُرفع صور رموزه في عواصم العالم. بالنسبة إلى عدد من الناشطين من جيل Z، ولا سيما أولئك الذين يتناغمون مع المقاومة ضد الاستعمار والإمبريالية، سيبدو النضال اللبناني قضيتهم. إن اختلال توازن القوى، مع تفوّق القدرات العسكرية الإسرائيلية بشكل كبير واستمرار احتلالها للأراضي اللبنانية، يعكس الديناميكيات التي حفّزت التضامن الدولي مع الفلسطينيين. وإذا ما استهدفت الضربات العسكرية الإسرائيلية المدنيين اللبنانيين أو أسفرت عن نزوح كبير، فمن المرجّح أن يترسّخ هذا التصوّر أكثر فأكثر.

أفعال الكيان الصهيوني ضربت التعاطف العالمي مع الشعب اليهودي المُراكم منذ الحرب العالمية الثانية

لا تزال وسائل التواصل الاجتماعي أداةً قوية لتشكيل السردية العالمية للصراع. وقد لعبت منصات مثل «إنستغرام» و«تيك توك» و«إكس» دوراً كبيراً في توجيه السردية حول فلسطين. ليس لأنّ منصات السوشال ميديا مع القضية فلسطين، طبعاً لا، لكن انتشار مقاطع فيديو للمباني التي تعرضت للقصف والضحايا المدنيين وشهادات الشباب الفلسطيني على نطاق واسع، أدى إلى حشد الدعم في جميع أنحاء العالم. وقد سمح هذا التفاعل الرقمي للقضية الفلسطينية باكتساب زخم كبير بين فئة الشباب من الجيل Z.

ويمكن أن تظهر موجة مماثلة بسهولة في لبنان، ولا سيما بالنظر إلى حالة الضعف التي تعاني منها البلاد بعد الانهيار الاقتصادي. وبالفعل، بدأت تُتداول مقاطع فيديو للغارات الجوية الإسرائيلية والدمار في جنوب لبنان والتقارير عن الضحايا المدنيين اللبنانيين على الإنترنت، ما يثير الغضب والتعاطف. بالنسبة إلى جيل Z، تثير هذه الصور الشعور نفسه بالظلم الذي شعروا به تجاه الفلسطينيين. ومع انقسام معظم العالم حول النزاعات الجيوسياسية، يمكن أن تصبح السوشال ميديا بسرعة أرضاً خصبة تروي قصة الظلم الذي لحق بلبنان أيضاً منذ أن زُرعت إسرائيل في أرض فلسطين.

إنّ موقف إسرائيل العدواني المتزايد في المنطقة يهدّد بخروج جيل أصبح أكثر وعياً عالمياً من أي وقت مضى. بالنسبة إلى عدد من الشباب، لا يتعلق الأمر بالمصالح الوطنية أو الجغرافيا السياسية فقط، بل يتعلق أيضاً بالشعور المشترك بالإنسانية والعدالة. إن التصور بأن إسرائيل تستخدم مرة أخرى القوة غير المتكافئة ضد جار «أصغر» وأقل تجهيزاً يمكن أن يرسّخ صورتها كمعتدٍ إقليمي عدواني بطبيعته. علاوةً على ذلك، يتشكل الوعي السياسي لجيل Z عبر التقاطعية النسوية، التي تربط مختلف أشكال الاضطهاد ـــ سواء كان عنصرياً أو اقتصادياً أو استعمارياً ــ في إطار عالمي أوسع من العدالة. قد يبدأ هذا الجيل في رؤية محنة لبنان كجزء من نمط أوسع من العدوان الإمبريالي، بالطريقة نفسها التي ينظرون بها إلى القضية الفلسطينية. ولن يكون من المستغرب أن تجد المقاومة اللبنانية، التي دائماً ما جرت شيطنتها في وسائل الإعلام السائدة، دعماً جديداً بين جيل الشباب الذين يتعاطفون مع أي حركة مقاومة مناهضة للإمبريالية.

بينما تضاعف إسرائيل من إستراتيجيتها العسكرية في لبنان، فإنها لا تخاطر فقط بإبعاد الحلفاء التقليديين، بل تخاطر أيضاً بخسارة معركة الرأي العام العالمي مجدداً. عملياً، يمكن تغيير العلاقات الديبلوماسية والإستراتيجيات السياسية، لكن خسارة الدعم الثقافي والمعنوي لجيل كامل ستكون له آثار دائمة. سيخرج من عباءة هذا الجيل القادة والمستهلكون وصانعو السياسات في المستقبل. وإذا ترسّخت وجهات نظرهم عن إسرائيل كدولة تستخدم العنف غير المتناسب باستمرار ضد جيرانها، فسيكون لذلك آثار عميقة على مكانة إسرائيل في العالم.

تواجه إسرائيل منعطفاً حاسماً في كيفية تعاملها مع لبنان. صحيح أنّ «جيشها» سيحاول عبثاً أن يضمن لها مكاسب إقليمية أو إستراتيجية على المدى القصير، إلا أن العواقب الطويلة الأجل المترتبة ستكون أكثر ضرراً بكثير. وبينما يراقب العالم التطوّرات، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالدبابات والصواريخ والذكاء الاصطناعي والعمليات الاستخباراتية الإرهابية، بل بالروايات والقصة التي يمكن أن تتجاوز الحدود وتأسر المخيلة. إذا استمرت إسرائيل في مسارها الحالي، فإنها تخاطر بفقدان تعاطف جيل كامل لعقود من الزمن. فالنظرة التي يُلقيها الناس عليك وأنت في أوج قوتك تختلف تماماً عمّا تكون عليه حينما تكون أنتَ الضحية. في الواقع، لقد كانت صورة الضحية هي الأساس الذي بُنيت عليه إسرائيل.

فتح 90 مدرسة لاستقبال النازحين: التحدّي في التجهيز

عند مدخل صيدا الجنوبي، أمام الصفوف المتراصّة للسيارات التي علق ركابها ساعات طوالاً في ازدحام خانق، حمل أحد أبناء المدينة لافتةً صفراء خطّ عليها: «من صيدا رح ترجعوا مرفوعي الرأس».مع بدء موجة الغارات الأولى التي كان واضحاً أن العدو تفلّت فيها من أي قواعد، مستهدفاً الأماكن السكنية وساحات الضيع ومدمّراً البيوت على رؤوس أهلها، ما أدّى إلى نزوح عشرات الآلاف بسياراتهم وبأي وسيلة نقل متوفّرة. وأدّى استهداف العدو لبعض الطرقات إلى إقفال طرق كثيرة ليصبّ كل الفارين من جحيم القصف على أوتوستراد الغازية – الزهراني فيما تقصّد العدو زيادة في الإرهاب وترويع العائلات العالقة إلى قصف جانبي الأوتوستراد في أكثر من موقع.

رحلة نزوح البعض من النبطية إلى بيروت استغرقت ثماني ساعات، ومن فرّوا من قرى صور وبنت جبيل ومرجعيون صباحاً لم يكونوا قد وصلوا إلى بيروت حتى منتصف ليل أمس، بسبب الازدحام الخانق، خصوصاً أوتوستراد الغازية – الزهراني، حتى ساعات الليل، حيث فرغت خزانات بعض السيارات من الوقود، وتعطّل بعضها، وفاجأ الطلق سيدة حاملاً في إحدى السيارات. فأطلقوا نداءات استغاثة جرى تعميمها على مواقع التواصل الاجتماعي التي لعب ناشطون فيها دوراً في ربط عائلات عالقة في الجنوب لا تملك وسائل نقل بأصحاب سيارات أجرة تبرّعوا بنقل الأهالي مجاناً.

وشهد طريق بعبدا – عاليه ومتفرعاته المؤدية إلى مناطق الجبل زحمة سيرٍ خانقة، مع توجه عدد كبير من العائلات النازحة من الجنوب والنبطية والبقاع إلى بلدات الجبل. وحتى ساعات الليل كانت ساحات عاليه وبحمدون وصوفر وبيصور تغصّ بالسيارات.

وحتى ساعات متأخرة من ليل أمس، لم يكن هناك إحصاء دقيق لأعداد النازحين، بحسب رئيس لجنة الطوارئ الحكومية الوزير ناصر ياسين، مشيراً إلى أن اللجنة «اتخذت قراراً بفتح 90 مدرسة رسمية، وُزعت عليها حوالي 10 آلاف فرشةٍ ومثلها من البطانيات والوسادات.

وأضاف: «يتطلّب الأمر بعض الوقت لجمع ما تم تسجيله من أسماء وأعداد من مختلف لجان إدارة الأزمة في المحافظات»، مشيراً إلى أن «الأولوية أعطيت لتسجيل العائلات وتأمين إقامتها».
لكن ما هو واضح في جولة أولية، أنّ مدارس صيدا وبيروت استقبلت العدد الأكبر من النازحين، ومن المتوقّع أن تبلغ قدرتها الاستيعابية القصوى (بين 300 و400 نازح للمدرسة الواحدة) مع ساعات هذا الصباح، وسط توجّه إلى تجهيز المدارس تباعاً بحسب الحاجة.

بعض من غادروا الجنوب صباحاً لم يصلوا إلى بيروت حتى منتصف الليل

ومع تطوّر الأحداث عسكرياً، تقرّر في الاجتماع الموسّع الذي عُقد أمس في السراي على مستوى ممثلين عن الوزارات المعنية بخطة الطوارئ، وعدد من الضباط والهيئات الحكومية ومنظمات الإغاثة الدولية التابعة للأمم المتحدة، تفعيل غرف عمليات الطوارئ في المحافظات التي نزح منها الأهالي وتلك التي سيلجأون إليها، وهي جميعها مشبوكة مع غرفة مركزية في السراي، بهدف تنسيق العمل الذي سيكون فيه الصليب الأحمر شريكاً أساسياً وفق الخطة الموضوعة. فيما ستتولى مخابرات الجيش الشقّ الأمني لجهة ضبط الأوضاع في مناطق النزوح، إضافة إلى نشر عناصر من قوى الأمن الداخلي في محيط المدارس التي ستُفتح للإيواء. ومن المفترض أن برنامج الأغذية العالمي وضع آليةً لتوصيل المساعدات الغذائية والوجبات الساخنة بدءاً من اليوم.

ولفت ياسين إلى أنّ «النقص كبير على مستوى مستلزمات الإغاثة ونعمل على تأمينه، لكن في غضون ثلاث ساعات تمّ فتح المدارس واستقبال آلاف النازحين، وبدأت اللجان تحديد حاجات كل مدرسة، ووُضع خطان ساخنان لكل مركز طوارئ في كل محافظة لمساعدة النازحين على الوصول إلى مراكز الإيواء».

كذلك غصت طرقات الشمال عند ساعات المساء بسيارات النازحين القادمين من الجنوب، لا سيما طرابلس حيث توافد عشرات الشبان لمساعدة القادمين عند مدخل المدينة وسط دعوات إلى «استقبالهم وتقديم كل ما يلزم لهم، حتى تقاسم الخبز» كما دعا رئيس بلدية المدينة رياض يمق.

وتوزع النازحون بين طرابلس والكورة وعكار وزغرتا والمنية، حيث فتحت لهم منازل ومدارس، كما فتحت بلدية دير عمار – المنية مبنى البلدية الذي استقبل عشرات النازحين.

500 شهيد حصيلة اليوم الأول من المجزرة الصهيونية

استيقظ الجنوبيون باكراً أمس على قصف إسرائيلي غير مسبوق منذ عدوان تموز 2006، استهدف عشرات البلدات والقرى، عدا الجبال والأودية ومجاري الأنهر. وطاول القصف جميع أقضية الجنوب؛ من بنت جبيل والنبطية وصور وصولاً إلى صيدا وجزين، بالتزامن مع غارات كثيفة استهدفت منطقة البقاع وصولاً إلى جرود الهرمل.
وبرّر جيش العدو حملته الجوية بأنها هجوم استباقي بعدما «اكتشف نوايا» لدى حزب الله لإطلاق نار نحو الأراضي المحتلة، طالباً من «المدنيين في القرى اللبنانية الذين يسكنون قرب مبانٍ يستخدمها حزب الله لأغراض عسكرية، مثل تلك المستخدمة لتخزين أسلحة، الابتعاد فوراً عن دائرة الخطر من أجل سلامتهم».

وبالتزامن، تلقّى سكان في بيروت ومناطق أخرى، ولا سيما الجنوب، اتصالات عبر الهواتف الثابتة، يُطلب فيها من المُتلقّين «إخلاء أماكن وجودهم سريعاً». كما تلقّى مواطنون رسائل نصية عبر هواتفهم الخلوية، تحمل المضمون نفسه أيضاً. وأفاد المدير العام لـ«أوجيرو»، عماد كريدية، وكالة «رويترز»، بتلقّي لبنان أمس «أكثر من 80 ألف محاولة اتصال يُشتبه في أنها إسرائيلية».وفي فترة الظهيرة، وجّه جيش العدو تحذيراً إلى سكان البقاع يطلب منهم، في حال تواجدهم «داخل أو بالقرب من منزل يحتوي على أسلحة لحزب الله» الخروج منه والابتعاد عنه لمسافة لا تقل عن ألف متر خارج البلدة، وعدم العودة إليه حتى إشعار آخر. ليبدأ بعدها حملة غارات واسعة طاولت عشراتش البلدات في البقاعين الغربي والأوسط وبعلبك والهرمل. كما سقط صاروخ في منطقة غير مأهولة بين علمات وإهمج في قضاء جبيل.

واستمرت الحملات الجوية حتى وقت متأخر من مساء أمس، واتخذت شكل موجات بلغ عددها 5، وفق «هيئة البث الإسرائيلية». وأعلن جيش العدو أنها استهدفت «أكثر من 1600 هدف» لحزب الله، عبر مئات المهمّات الجوية.

وبلغت آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة لضحايا الأمس: 492 شهيداً بينهم 35 طفلاً و58 امرأة، و1645 جريحاً.
في المقابل، بدأت «المقاومة الإسلامية» سريعاً ردّها بقصف مواقع العدو وثكناته العسكرية في عمق فلسطين المحتلة.

ووصلت صواريخها إلى مدى 120 كلم لأول مرّة في تاريخ صراعها معه. ووفقاً لـ«الإعلام الحربي»، استهدفت المقاومة أمس المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ‏ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد شمال غرب بحيرة طبريا، ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة «رفائيل» في منطقة ‏زوفولون شمال مدينة حيفا المحتلة (مرَّتين)، والمخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا غرب بحيرة طبريا (مرّتين). كما استهدفت مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف في الجولان السوري المحتل، ومقر قيادة الفيلق الشمالي في ‏قاعدة عين زيتيم شمال غرب مدينة صفد المحتلة، وقاعدة رامات ديفيد الجوية جنوب شرق مدينة حيفا المحتلة.

واستخدمت المقاومة في عملياتها عشرات الصواريخ التي لم تُحدّد نوعها. ونشرت وسائل إعلام عبرية أن صفارات الإنذار دوّت أمس في مدينة حيفا للمرة الأولى منذ 8 أكتوبر 2023، مشيرةً إلى اضطرار 300 ألف مستوطن إلى النزول إلى الملاجئ.

إلى ذلك، أعلنت «كتائب القسام» استشهاد القائد الميداني حسين محمود النادر (من جديدة مرجعيون) في «عملية اغتيال نفّذتها طائرات الغدر الصهيونية خلال العدوان على لبنان».

اللواء:

جريدة اللواءحرب الإسناد تتحول إلى حرب إسرائيلية مفتوحة من الجنوب إلى البقاع

2137 شهيداً وجريحاً.. وفشل اغتيال كركي.. وصواريخ حزب الله تضرب تل أبيب

استكملت اسرائيل عدوانها الواسع على لبنان وعلى مراكز حزب لله، والتي بدأته الثلاثاء الماضي. وسجل يوم امس يوماً موصوفاً بالحرب من الجنوب الى البقاع، وكانت المحطة الفاشلة في محلة بئر العبد في الضاحية الجنوبية، حيث شنت غارة بـستة صواريخ لإستهداف قائد عسكري في حزب لله، في خضم المواجهة الجوية والصاروخية التي قالت اسرائيل انها استهدفت 1200 هدف لحزب لله، في حين ان قصف حزب لله تخطى يافا الى عكا وصفد وتل ابيب الكبرى، في اضخم عملية مواجهة منذ اندلاع جبهة المساندة اللبنانية لغزة والشعب الفلسطيني.

منذ ساعات ما بعد العاشرة من صباح امس، والوضع في الجنوب الى البقاع يتحرك بين قصف اسرائيل لم يبقَ وادٍ او قرية او مستشفى او مركز اسعاف صحي، الا واستهدفه الطيران والقصف المدفعي، مما ادى الى نزوح سكان الجنوب في محافظتي الجنوب والنبطية، الامر الذي تسبب بسقوط مئات الشهداء والجرحى.

وقدرت المصادر الصحية عدد الشهداء بـ492 والجرحى بـ1645 جريحاً، بينهم 24 طفلاً و42 سيدة وفضلاً عن عشرات المفقودين.

على ان الاخطر كان فشل عملية اغتيال قيادي عسكري كبير في حزب لله، بعدما كانت صحيفة «هارتس» الاسرائيلية سارعت الى الاعلان عن ان المستهدف هو علي كركي قائد الجبهة الجنوبية في حزب لله، عند السابعة من مساء امس.

واكد حزب الله في بيان بعد ساعتين ونصف من اعلان جيش الاحتلال الاسرائيلي انه استهدف قائد المنطقة الجنوبية في الحزب علي كركي ان «المجاهد القائد الحاج علي كركي بخير وبكامل صحيته وعافيته، وقد انتقل الى مكان آمن.

هستيريا دولة الاحتلال

شهد يوم امس هيستيريا اسرائيلية بالغة الخطورة بتنفيذ العدو عدواناً جوياً واسعاً منذ الصباح الباكر وحتى المساء على عشرات القرى والبلدات في الجنوب بكل اقضيته والبقاع الغربي والشرقي والشمالي وصولا الى اقضية جبيل وكسروان وعكار. ومساء الى بئر العبد في الضاحية الجنوبية بحيث بلغت الغارات 1100 غارة.

ادت الى استشهاد اكثر من 492 مدنيا وابيدت عائلات بأكملها، واصابة اكثرمن الف بجروح عدا الاضرار المادية الكبيرة في الابينة والممتلكات والبنى التحتية. ولم توفر غارات العدو النازحين الهاربين من الجنوب تجاه صيدا وبيروت ومناطق اخرى حيث تم اقفال طريق صور القاسمية نتيجة الغارات.

كما لم توفر سيارات الاسعاف. من دون ان يرف جفن اي دولة في العالم، وحيث اعلنت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة: «اننا ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ولكننا لا نريد اندلاع حرب في لبنان».

واستهدف عند الغروب منطقة بئر العبد وحي ماضي بالضاحية الجنوبية. وشن العدو مساء، غارتين متتاليتين على اطراف بلدة اكروم في عكار بأقصى الشمال قرب الحدود السورية.

واعلن مركز طوارئ وزارة الصحة» في تحديث لحصيلة غارات الجيش الإسرائيلي المتمادية على البلدات والقرى الجنوبية، ان هذه الغارات أدت إلى492 شهيدا و1645جريحا، ومن بين الشهداء والجرحى أطفال ونساء ومسعفون.

وردت المقاومة بوابل من الصواريخ على مدينة حيفا ومحيطها مستهدفة اهدافاً عسكرية، وقالت وسائل اعلام العدوان إن 300 ألف مستوطن اسرائيلي دخلوا الملاجئ، حيث وردت أنباء أولية عن سقوط عدد من الصواريخ في مدينة حيفا. كما استهدفت المقاومة مراكز قيادية لجيش الاحتلال في الجولان والجليل الاعلى والاسفل وصولا الى صفد وطبريا..

وقصفت المقاومة الإسلامية بعشرات الصواريخ مناطق: تل ابيب الكبرى وصولا الى شمال الضفة الغربية للمرة الاولى من لبنان منذ بداية الحرب. والمخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة «نيمرا».‏ واعادوا قصفها مرة اخرى.و مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في «ثكنة يوآف».‏ومقر قيادة الفيلق الشمالي في «‏قاعدة عين زيتيم». ومُجمعات الصناعات ‏العسكرية لشركة «رفائيل في منطقة ‏زوفولون» شمال مدينة حيفا ‏ واعادوا قصفها مرة ثانية بعشرات الصواريخ. كما قصفت المقاومة «قاعدة ومطار رامات ديفيد» ‏بعشرات الصواريخ.‏

وقالت وسائل إعلام عبرية إن رشقة صاروخية بعيدة المدى من 120صاروخاً اتجهت من لبنان تجاه الوسط. وأضافت: أن حزب الله يوسع مدى القصف إلى 150 كلم.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، سقطت صواريخ في منطقة «عمانوئيل» الصناعية في منطقة مستوطنات الضفة. كما افادت وسائل إعلام إسرائيلية عن اشتعال النيران في موقع للجيش الإسرائيلي قرب سلفيت بالضفة الغربية. كما افادت وسائل اعلام عبرية مساءً عن سقوط صاروخ بين «كريات بياليك» وعكا.

وتم إغلاق المجال الجوي للكيان الإسرائيلي من الخضيرة إلى حدود الشمال حتى نهاية أيلول، لإعطاء حرية الحركة الجوية للطيران الحربي، ما يدل على نيته الاستمرار في المجازر.ونقل موقع «واللا» العبري عن قادة كبار بجيش الاحتلال الإسرائيلي: اننا مستعدون لمناورات برية في لبنان.

وعند غروب أمس شن العدو محاولة اغتيال جديدة في الضاحية الجنوبية، حيث اغار طيرانه على شقة مبنى في منطقة بئر العبد – حي ماضي قرب مسجد الامام الرضى بالضاحية الجنوبية وافاد إعلام العدو ان 6 صواريخ استهدفت مبنى في حي ماضي في الضاحية الجنوبية، ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مصادر: «ان هدف الهجوم في ضاحية بيروت هو القيادي في حزب الله علي كركي المسؤول العسكري رقم 3 المسؤول عن جبهة الجنوب في حزب الله».ولكن حزب الله اعلن فشل محاولة الاغتيال.
ونقلت القناة 12 عن مصدر سياسي إسرائيلي تبريره للمجازر بقوله: «أن هدفنا تغيير ميزان القوى بالشمال وإجبار حزب الله على الانسحاب من الحدود»،وذكرت قناة «سكاي نيوز عربية»: أن وفداً أمنياً وعسكرياً فرنسياً نقل إلى بيروت رسالة إسرائيلية «بأن تل أبيب لا ترغب في الحرب». بينما ردت المقاومة الاسلامية بقصف واسع لتل ابيب الكبرى وقواعد عسكرية اسرائيلية.. وقد اعلنت الحكومة الإسرائيلية حالة طوارئ خاصة في جميع أنحاء الكيان الإسرائيلي.

وقال رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو: «ان حرب إسرائيل ليست مع الشعب اللبناني بل مع حزب الله، وعلى الشعب اللبناني أخذ إنذاراتنا على محمل الجد والخروج من البيوت والابتعاد عن مواطن الأذى». فيما قال وزير الحرب يوآف غالانت: «اننا نقوم بهدم ما تم بناؤه في حزب الله منذ 20 عاماً».

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية سام ووربيرغ : ما زالت الجهود مستمرّة لخفض التصعيد بين إسرائيل وحزب الله خصوصاً خلال هذه الساعات الخطيرة.

وطلب وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن إخلاء الأميركيين من لبنان بأسرع وقت ممكن، لا سيما بعد تجدد الغارات مساء على الجنوب والبقاع.

واعلن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي ان قواته تستعد للمراحل التالية من عمليتها في لبنان، بعد شن موجة من الضربات الجوية ضد اهداف لحزب الله.

وقال: في الاساس نستهدف البنى التحتية القتالية التي اسسها حزب الله خلال 20 عاماً.
واعلنت حركة حماس انها قصفت الكرمل وسجن وفيشر بـ40 صاروخاً من الاراضي اللبنانية.

وفي الموقف الرسمي، اعتبر الرئيس ميقاتي خلال الجلسة ان «العدوان المتمادي على لبنان حرب ابادة ومخطط تدميري»، داعياً الامم المتحدة ومجلس الامن للوقوف مع الحق، مؤكداً الالتزام بالقرار 1701.

مجلس الوزراء

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مجلس الوزراء الذي يتوقف عند التطورات الأخيرة والإعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان،سيعرض كل الإمكانات المتاحة لمد النازحين من الجنوب والبقاع، كما أن هناك مناقشات ستدور حول الوسائل التي يمكن اللجوء إليها من أجل وقف الحرب العدوانية التي يشنها العدو الأسرائيلي،فضلا عن تكليف الوزارات والمعنيين من أجل الأحاطة بهذه التطورات الخطيرة.

ولفتت هذه المصادر إلى أن سلسلة إجراءات يفترض اتخاذها منها صرف اعتمادات، داعياً التجار واصحاب المحلات الى عدم استغلال الوضع وتخزين المواد لبيعها بأسعار مرتفعة.

اما بالنسبة إلى إعلان حالة الطوارىء في البلاد، فإن المصادر ترى ان اعلانا كهذا ربما مناط بالمجلس الأعلى للدفاع أو مجلس الوزراء الذي يترأسه رئيس الجمهورية وان الحكومة تحاول اتخاذ خطوات معينة قريبة من هذه الحالة، على أن العبارة قد تدفع المواطنين إلى إظهار المزيد من الخوف، علما ان خطة الطوارىء الموضوعة لا تزال سارية وإن كانت هناك بعض الشوائب.

وقال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ان الاعداد التي نزحت من الجنوب قارب الـ6500 شخصاً، موضحاً ان الطرق المتجهة من الجنوب الى بيروت تشهد زحمة، والطرق غير جاهزة لاستيعاب الضغط الكبير.

لودريان يبدأ مهمته من اليرزة

وزار لودريان برفقة السفير الفرنسي هارفيه ماغرو قائد الجيش العماد جوزاف عون، وتناول البحث في الاوضاع العامة لبنان، واشار لودريان بدور الجيش خلال المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، مؤكداً استمرار دعمه.

وكان لودريان وصل مساء الى مطار رفيق الحريري، على ان يلتقي عند العاشرة من صباح أمس الرئيس نجيب ميقاتي، والرئيس نبيه بري عند العاشرة والنصف من مقر الرئاسة الثانية.

فيما يصل الى بيروت غداً موفودون دوليون من تركيا وقطر، وفرنسا للمساعدة في احتواء التصعيد، اعلنت السفارة السعودية في لبنان الغاء حفل استقبال اليوم اليوم الوطني السعودي الـ94، وذلك احتراماً لأرواح الضحايا المدنيين في لبنان وغزة، وتقديراً للظروف الامنية التي يمر بها لبنان، وما تشهده المناطق اللبنانية تصعيد خطير.

الموقف الأميركي

دولياً، اعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش عن قلقه مما يجري.

وكشف الرئيس الاميركي جو بايدن ان واشنطن تبذل جهداً لاحتواء التصعيد، في حين ان البيت الابيض نفى شراكته بالتخطيط للهجوم، لكن البنتاغون تحدث عن تزويد اسرائيل بما تحتاجه للدفاع عن امنها.

وقال مسؤول اميركي ان القوات الاضافية التي سترسل للمنطقة متخصصة في التخطيط للطوارئ بما فيها عمليات الاجلاء.

وكانت هيئة البث الاسرائيلية ذكرت ان تل ابيب ابلغت واشنطن بالهجوم الواسع على لبنان وتلقت الضوء الاخضر.
عربياً، دعا الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط العالم الى وقف الانزلاق الكارثي في الحرب الاقليمية.

ودعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى عقد اجتماع طارئ لرؤساء الوفود العربية في الجمعية العامة للامم المتحدة من اجل العمل على «وقف سلوك» اسرائيل الاجرامي، .. كاشفاً عن المضي بتقديم المساعدات للبنان.

واعلن وزير خارجية فرنسا ان بلاده ستسعى الى «احتواء التصعيد» في لبنان.
ودعت فرنسا مجلس الامن لجلسة طارئة حول التصعيد بين اسرائيل ولبنان.

الخسائر

وفي الخسائر المباشرة، ادى القصف على منزل مقدم متقاعد في الجيش الى استشهاده مع زوجته وبناته الثلاث، في استهداف منزلهم في الحوش قرب صور.

كما استهدف القصف الاسرائيلي الشيخ في الجماعة حسين النادر في جديدة مرجعيون.
في الشمال الاسرائيلي، بقيت صفارات الانذار تدوي بدءاً من ظهر امس في حيفا والمدن القربية منها، بعد الردّ المدوي على ما اسماه هيلفي عملية «سهام الشمال».

وكان حزب الله رد على الغارات الاسرائيلية وأطلق نحو عشرات الصواريخ من الجنوب باتجاه صفد ومحيطها.كما سجّل هجوم بالصواريخ والمسيّرات من جنوب لبنان باتجاه الجليل.وأدى سقوط صواريخ في الجليل الى إصابة اسرائيلي.وأعلن إعلام اسرائيلي احتراق مصنع في الجليل جرّاء اصابته بشكل مباشر بصاروخ أطلق من لبنان.

كما أفيد عن إصابة مبنى بشكل مباشر في غفعات أفني في الجليل الأسفل بصاروخ أطلق من لبنان.
واعلن حزب الله أنه قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ.
وليلاً، استمرت الغارات الاسرائيلية على بلدات ومدن الجنوب والبقاع الغربي والشمال والاوسط.

البناء:

صحيفة البناء2200 شهيد وجريح بمجزرة الاحتلال: أعلى رقم منذ 7 أكتوبر في كل الجبهات

نتنياهو يريد توازن التهجير للتفاوض والمقاومة تضغط على حيفا وتزيد المهجّرين

المقاومة تتمسّك بمعادلة بيروت ـ تل أبيب… و«القومي»: حرب إبادة لفرض الشروط

كتب المحرّر السياسيّ

لا أحد في بيروت يصدّق الكلام الأميركي عن الحرص على منع التصعيد، بعدما تراجعت واشنطن عن نصيحتها لتل أبيب بالذهاب الى اتفاق في غزة ينهي الحرب وينجز تبادل الأسرى كطريق لإعادة المهجرين ووقف النار على جبهة لبنان، بإعلان الاستعداد لإدارة تفاوض يضمن وقفاً للنار وعودة المهجرين في جبهة لبنان دون غزة، بما يحقق ما يسعى إليه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

في لبنان قلوب مفطورة وحال ذهول والرقم يرتفع مع كل تحديث لوزارة الصحة حول أعداد الشهداء والجرحى، وقد بلغ منتصف ليل أمس، قرابة الـ 500 شهيد و1700 جريح، وتدفق آلاف المهجرين من القرى التي استهدفت بصواريخ ثقيلة نحو العاصمة وسائر المناطق اللبنانية، وفتحت المدارس لاستيعابهم وتنادى الناس يفتحون البيوت لاستقبال المهجّرين، بينما كانت الكلمات الصادرة عن هؤلاء المهجّرين تثلج القلوب عبر تمسّكهم بموقفهم المساند للمقاومة الواثق من العودة المشرّفة تحت رايات النصر، المتقبل للتضحيات من دمار المنازل وفقدان الأحبّة، أسوة بموقف المصابين في يوم تفجير البيجر وتفجير اللاسلكي.

وفق قراءة هادئة للمشهد، المقاومة بأعصاب فولاذية وعقل بارد تتعامل مع الحدث، وكما أصابت الاحتلال بالإحباط من فرص الاستثمار وتحقيق الضربة القاضية وفق التصميم الأميركي للعمليات السابقة، وضعت خريطة طريق لاستهداف العمق الاستراتيجي للشمال في حيفا، لشل القدرة العسكرية من جهة، ومضاعفة أعداد المهجّرين من جهة مقابلة، وقد بات واضحاً أن هدف المجازر هو التهجير للضغط على الداخل اللبناني بما يفتح الباب للمبادرة الأميركية بوساطة تقايض وقف النار وعودة المهجّرين على جبهة لبنان دون جبهة غزة، والاستفراد لفرض الشروط على غزة لاحقاً، والمقاومة واثقة أن الاحتلال بعد الفشل سوف يكون أمام خيارات محدودة، وهي المزيد من توسيع دائرة النار وصولاً إلى العاصمة وضاحيتها، ومعادلة المقاومة ثابتة، تل أبيب مقابل بيروت، والضاحية جزء من بيروت، أو المغامرة بحرب برية يضغط المستوطنون لخوضها بدلاً من تعريض العمق للنار، وينتظرها المقاومون بفارغ الصبر، أو الاستجابة لمعادلة المقاومة التي تخلّت عنها واشنطن، بالذهاب الى اتفاق مع المقاومة في غزة يُنهي الحرب حتى يتوقف إطلاق النار على جبهة لبنان ويعود المهجرون.

الحزب السوري القومي الاجتماعي اعتبر ما يجري حرب إبادة، واضعاً إياها في دائرة سعي الاحتلال لفرض شروطه، مؤكداً أن المقاومة لن تتراجع ولن تضعف وسوف ترسم طريق النصر حكماً.

وفي عدوان هو الأعنف على لبنان منذ فتح جبهة الإسناد الجنوبية، شن العدو الإسرائيلي عدواناً واسعاً طال الجنوب والبقاعين الغربي والأوسط والضاحية الجنوبية ما أدى الى استشهاد 492 وجرح 1654 في حصيلة حتى منتصف ليل أمس وغير نهائية، ما أدى الى موجة نزوح غير مسبوقة من قرى الجنوب والبقاع الى محافظات صيدا وبيروت وجبل لبنان والشمال التي فتحت أبواب مدراسها لإيواء النازحين، فيما ردّت المقاومة في لبنان بصليات كبيرة من الصواريخ هي الأعنف طالت مستوطنات الجليلين الغربي والأعلى والجولان ومدن صفد وطبريا وعكا وحيفا وصولاً الى شرق «تل أبيب» ما أدى الى سقوط عشرات القتلى الصهاينة.

واستهدف العدو الإسرائيلي بمئات الغارات عدداً كبيراً من القرى والبلدات، ومنها، القرعون ومجدل بلهيص، عيترون، مارون الراس، أطراف البيسارية، بين رومين ودير الزهراني، بافليه، بين عنقون ومغدوشة، حولا، مجدل سلم، السلطانية، بين حبوش وعربصاليم طورا، عيتا الشعب، برعشيت، حاريص، بين دير قانون والحلوسية، الخيام، جبشيت، بين أنصار والزرارية، كونين، بيت ياحون، جبل صافي، وادي كفرملكي، كفرحتى، وكفرصير، عدلون، حاريص، تول، برج الشمالي- المساكن، أطراف الغندورية مرتفعات سحمر، أطراف قناريت، بين جبشيت وعدشيت، بيت ليف، ميس الجبل، سهل عدلون، وادي النميرية، وادي حانين، معركة، خربة سلم، أطراف جباع، بليدا، حرش حداثا، رشاف، الطيري، طلوسة، مركبا، وادي الحجير، الطيبة، كفررمان، بنت جبيل. واستهدفت الغارات وادي فعرة في البقاع على بعد أكثر من 130 كلم عن الحدود اللبنانية الجنوبية.

وشملت الغارات الإسرائيلية البقاع واستهدفت السفري وبدنايل وحوش الرافقة وبيت شاما والهرمل وخراج بلدة قوسايا وعلى الطريق غارة بين سحمر وسدّ القرعون وبوداي.

كما استهدف العدو بعض المباني في الضاحية الجنوبية في معوّض واوتوستراد السيد هادي نصرالله.

في المقابل ردّت المقاومة الإسلامية على ‏اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع، بسلسلة عمليات طالت مختلف المستوطنات والمواقع الصهيونية وجاءت على النحو التالي:

قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ‏ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة روفائيل.

كما قصف مجاهدو المقاومة المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات ‏الصواريخ مرتين.‏
كذلك قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية ‏مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف ومقر قيادة الفيلق الشمالي في ‏قاعدة عين زيتيم وقاعدة ومطار رامات ديفيد ‏بعشرات الصواريخ.‏

هذا، وقصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مُجمّعات الصناعات ‏العسكرية لشركة رفائيل في منطقة ‏زوفولون شمال مدينة حيفا مرتين خلال النهار بعشرات الصواريخ.‏

وأفادت إذاعة جيش الاحتلال، عن “أصوات انفجارات ضخمة سمعت في حيفا والكرمل إثر رشقة صاروخية كبيرة من لبنان”. بدورها، أعلنت كتائب القسام بأنها قصفت الكرمل وسجن الدامون ونيشر بـ40 صاروخاً من الأراضي اللبنانية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية بأنه لأول مرة صفارات الإنذار تدوّي في جميع أنحاء مدينة حيفا، ونحو 300 ألف إسرائيلي دخلوا إلى الملاجئ.

وتعليقًا على ادعاءات العدو الصهيوني باغتيال القائد المجاهد ‏الحاج علي كركي، أكَّد حزب الله أنَّه بخير وفي ‏كامل صحته وعافيته.

وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو من غرفة التحكم الرئيسيّة في وزارة حرب العدو في “تل ابيب” “أنه يتم القضاء على كبار المسؤولين في حزب الله وتدمير الصواريخ، وأن أمام “إسرائيل” أياماً معقدة”. وأضاف: “وعدت بأننا سنغير ميزان القوى في الشمال، وهذا بالضبط ما نفعله، و”إسرائيل” لا تنتظر التهديد بل تسبقه”.

مساء أمس، أعلن جيش الاحتلال انه أطلق اسم “سهام الشمال” على العملية العسكرية في لبنان. ولفتت هيئة البث الإسرائيلية الى ان الجيش الإسرائيلي يشنّ موجة جديدة من الغارات الآن في لبنان، وهي الخامسة خلال اليوم (أمس).

بدورها، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يقدر أن استهداف بيروت أو تل أبيب قد يؤدي إلى حرب شاملة.

وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين إسرائيليين كبار، بأن “لن نتوقف قبل عودة السكان إلى منازلهم، وهذا سيستغرق بعض الوقت، و”إسرائيل” وحزب الله لم يظهرا بعد شيئاً من قدراتهما ونحن في حدث متدحرج”.

وفيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن “تل أبيب أبلغت واشنطن بالهجوم الواسع على لبنان وتلقت منها الضوء الأخضر”، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، أننا “تلقينا إشارات من الإسرائيليين بشأن نيتهم شن عمليات ضد حزب الله لكنهم لم يقدّموا تفاصيل محددة”، لافتةً الى أن “الولايات المتحدة ليست ضالعة في التخطيط للعمليات الإسرائيلية أو دعمها”.

ولفتت الوزارة، الى أننا “نواصل توفير مساعدات أمنية لـ”إسرائيل” ومستعدون للدفاع عنها إن تعرضت لهجوم على غرار هجوم إيران في نيسان الماضي”، كاشفةً عن “إرسال قوات أميركية إضافية إلى منطقة الشرق الأوسط”.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه “يعمل على احتواء التصعيد في لبنان”، ولفت إلى أنه سيبحث مع رئيس الإمارات جهود إنهاء الحرب في غزة وسيبحثان الجهود المبذولة لتهدئة الوضع في لبنان.

أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة بأن الأمين العام انطونيو غوتيريس يشعر بالقلق إزاء تصعيد الوضع في لبنان وبقلق بالغ إزاء العدد الكبير من الضحايا المدنيين الذين أعلنت السلطات اللبنانية عنهم.

ولاقى العدوان الإسرائيلي على لبنان، حملة إدانة محلية ودولية واسعة، إذ عبّر آية الله العظمى المرجع السيد علي السيستاني عن تضامنه مع الشعب اللبناني ومواساته له في معاناته الكبيرة جراء العدوان “الاسرائيلي” على لبنان، رافعًا أكفّ الضراعة إلى الله العلي القدير بأن يرعى اللبنانيين ويحميهم ويدفع عنهم شر الأشرار وكيد الفجّار.

وطالب السيد السيستاني ببذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجيّ المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمّرة، ودعا المؤمنين إلى القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية.

ورأى الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان أن “هذا الإجرام الموصوف بحق الآمنين، يثبت بالدليل القاطع، أن كيان الاغتصاب الصهيوني، يرتكب عن سبق إجرام، جرائم ضد الإنسانية، وذلك على مرأى ومسمع العالم أجمع، في وقت، لا يحرّك هذا العالم ساكناً تجاه هذه الجرائم، لا بل إن حلفاء الكيان الغاصب، وفي مقدّمهم الولايات المتحدة الأميركية، يقفون الى جانب العدو ويوفرون له كل أسلحة القتل الفتاكة”.

وأضاف: لقد بات واضحاً أن العدو الصهيوني الذي يشنّ منذ عام، حرب إبادة شاملة على قطاع غزة، يتعمّد توسيع هذه الحرب باتجاه لبنان، ظناً منه بأنه يستطيع أن يفرض معادلاته وشروطه، لكن هذا الظنّ خائب، خصوصاً أن المقاومة في لبنان بكل قواها، أعدّت العدة جيداً لمواجهة العدو، ولسنوات طويلة وطويلة جداً.

ولفت الى أن على العدو أن يفهم جيداً بأن آلة الإجرام والدمار التي يمتلكها لن تحقق له أهدافه، وأن جرائمه الوحشية لن تمر دون عقاب، وعلى قادة العدو أن يتذكّروا جيداً هزائمهم، أمام إصرار المقاومين على السير في خيار مقاومة الاحتلال منذ عملية الويمبي 1982 إلى اليوم.

وأعلن التيار الوطني الحر وضع كل إمكاناته “بتصرف أهلنا المهجرين من أرضهم في الجنوب، كما يدعو جميع اللبنانيين الى إظهار أعلى درجات الوعي والمسؤولية والتضامن لمواجهة حملة التخويف والترهيب والتفرقة والتفتيت التي ينفذها العدو الإسرائيلي”.

وتوجّه شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى برسالة إلى أبناء الجبل طلب فيها “فتح المنازل أمام أبناء الجنوب”.

بدوره، أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، في حديث تلفزيوني الى أنني “لست أدري إذا ما كان الوضع سيأخذنا إلى الحرب البريّة لكنّنا دخلنا في الحرب الشاملة وأخشى سيناريو غزّة في لبنان بسبب العقليّة التي تسود الإسرائيليين”. ولفت جنبلاط، الى أننا “نحن لم نعط ذرائع لـ”إسرائيل” لشنّ الحرب لأنّنا احترمنا قواعد الإشتباك وزيارة هوكشتاين كانت بمثابة عمليّة تخدير تصبّ في مصلحة “إٍسرائيل””، مؤكداً أن “الإدارة الأميركيّة شريكة في جرائم “إسرائيل” وهي لم تفعل شيئاً حتّى الآن والجنوب رأى في حزب الله في حرب الـ2006 سنداً لكنّ تلك المعادلة قديمة”.

ورأى أنه “علينا بالتعامل مع بري وميقاتي ومع المعتدلين لصياغة حلّ واقترحنا ذلك على هوكشتاين الذي ردّ بأنّ على الحزب التراجع من الجنوب. وهذا الكلام يعني سلب الجنوب من أهله”، مضيفاً “الـ1701 لم يكن ليطبّق إلّا بالتراضي بين الدولة اللبنانيّة وحزب الله و”إسرائيل”».

في غضون ذلك، وعلى وقع العدوان الإسرائيلي على لبنان، وصل المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان أمس، الى مطار بيروت الدولي على أن يلتقي المرجعيات السياسية اليوم.

المصدر: صحف