الصحافة اليوم: 19-9-2024 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم: 19-9-2024

الصحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 19-9-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الاخبار:

صحيفة الاخباراستعدادات لردع العدو

حرب الإبادة بنسختها اللبنانية: إسرائيل تريد سحق المقاومة

ابراهيم الأمين

السمعة، الهيبة، الثقة والقدرة!سمات تميّز بها حزب الله في مسيرته النضالية ضد إسرائيل. وهي سمات رسمت خطه التصاعدي بناءً على ما حقّقه طوال أربعين عاماً من القتال المستمر، وجعلته يتقدّم الصفوف في كل حركات التحرر الوطني المعاصرة، متفوّقاً على من سبقوه ومن رافقوه أو من كانوا إلى جانبه في المعركة المفتوحة ضد إسرائيل.
في كل جولة من جولات الصراع مع العدو، أو حتى في التحديات الاضطرارية التي واجهها في سوريا والعراق واليمن، نجح الحزب في تعزيز مكانته المتقدّمة، والتي أهّلته ليكون مثالاً عن فصائل المقاومة في فلسطين، حيث الدور الأبرز في وجه العدو الأول.
لم يركن حزب الله إلى نجاحاته ليبقى أسير مربع جغرافي أو حزبي خاص، بل تفاعل مدركاً أنه سيتحمل مسؤولية أن يكون مدرسة، لها ساحتها المركزية في لبنان، لكن لها ساحات دعم وعمل وتطوير تمتد على مستوى الإقليم أيضاً. وكان العدو يطارده ويراقبه ويدرسه، حتى صار الحزب الهدف المركزي لكل برامج العمل الإسرائيلية علناً، أو التي تتعاون في تنفيذها مع الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى، إضافة إلى حلفاء هؤلاء من العرب بقيادة السعودية والإمارات والأردن، وجوقة من خصوم حزب الله في سوريا والعراق، كما بقايا 14 آذار في لبنان.

وفق هذه النتيجة، نظّم العدو أدواته للمواجهة، وسخّر بعد حرب 2006 موارد هائلة في برامج هدفها الجوهري تقويض السمات التي ميّزت الحزب عن غيره. فانطلقت حملة شيطنة الحزب، وتحويله من قوة تحرر وطني إلى ميليشيا مارقة، بالتزامن مع تحرّشات في لبنان ومناطق أخرى من العالم، لجرّه إلى صغائر بلادنا من أجل كسر هيبته. لكن ذلك لم يكن ليوفّر النتائج التي يريدها العدو، وهو الأمر الذي أخذ شكلاً جديداً بعد «طوفان الأقصى».

ليس صحيحاً أن إسرائيل فوجئت بقرار حزب الله الشروع في معركة إسناد قطاع غزة. والعدو الذي يعرف كثيراً عن العلاقة بين حزب الله وفصائل المقاومة في فلسطين، وخصوصاً حركتي حماس والجهاد الإسلامي، يدرك مركزية قرار العدو بـ«معاقبة» حزب الله على دوره المركزي في دعم فلسطين. ويتصرف العدو على أن له في ذمة الحزب ديناً متراكماً يريد تحصيله الآن أو في أي فرصة متاحة له. ووجد في مواجهة معركة الإسناد مدخلاً لتجريب أساليبه الجديدة في مواجهة الحزب.

صحيح أن قواعد الاشتباك فرضت على العدو الكثير من القيود، لكنه كان يحاول طوال الوقت البحث عن منافذ لتجاوزها، فتعمّد القيام بعمليات قصف أو اغتيال، لم تكن تستهدف فقط من يقود معركة الإسناد، بل أيضاً من يعتبرهم عناصر مركزيين في القيادة العسكرية للحزب، مستنداً إلى عقلية الثأر التي تسيطر عليه. فعمد إلى قتل مقاومين فقط لأنهم شاركوا في عملية أسر الجنديين في 12 تموز عام 2006، ثم لجأ إلى اغتيال من يحمّله مسؤولية إرسال مقاتل فلسطيني مع عبوات ناسفة لتفجيرها في منطقة مجدو في 13 آذار 2023، وتقصّد اغتيال من ساعد المقاومة في فلسطين على إدارة برامج تقنية خاصة. إلى جانب عمله الدؤوب ضد من يعتقد بأنهم يقومون بدور تنسيقي يومي مع قطاع غزة، قبل أن يشرع في ورشة تستهدف كوادر الحزب الذين يعتقد بأنهم يتولون المسؤولية عن عمليات تهريب الأسلحة والذخائر إلى الضفة الغربية أو تجنيد خلايا تعمل في عمق الكيان. وإلى ما قبل ساعات قليلة من عملية «النداء القاتل»، سرّب العدو أخباراً عن عمليات فشل حزب الله في تنفيذها ضد قادة عسكريين سابقين في جيشه، وهو يسعى خلف من يقول إنهم يديرون الأمر.

مع ذلك، يدرك العدو أن كل ذلك لا يصيب مركز الثقل في المقاومة. ولذلك، قاد أكبر عملية جاسوسية في تاريخ الصراع مع قوى المقاومة في المنطقة. وكان يحضّر المسرح لتنفيذ عمليات يراها ضرورية في سياق التمهيد للحرب الكبرى. سابقاً وحالياً، وخلال 15 عاماً، نجح جهاز أمن المقاومة في لبنان، أو فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي وبقية الأجهزة الأمنية، في تفكيك مئات شبكات التعامل مع العدو، وكشفت حصيلة ما قام به هؤلاء، عن حجم العمل الهائل الذي يركّز عليه العدو في هذه الحرب. ولم تقتصر الاختراقات الإسرائيلية على البيئة العامة المعادية للمقاومة، بل دخلت في قلب البيئة اللصيقة بالحزب، وصولاً إلى اختراق الجسم نفسه، وهي اختراقات شارك فيها الأميركيون أيضاً، وتوجد في سجلّ المواجهة قائمة بأسماء عدد غير قليل من عناصر الحزب، وبينهم كوادر في مراتب عسكرية وأمنية عالية، تبيّن أنهم وقعوا في شبكة الاستخبارات الإسرائيلية، وبعضهم تسبّب بإفشال أنشطة حساسة للمقاومة، وبعضهم الآخر، كشف عن بعض أسرار المقاومة العسكرية.

وإذا كان حزب الله لا يحب الحديث عن الحرب الأمنية بينه وبين العدو، ويحاذر الإدلاء بمعلومات عن طبيعة ما يجري على هذه الجبهة، فهو مقتنع بسياسة يراها الأنسب لمصلحة المقاومة. لكن ذلك، لا يجعل الحزب في حالة إنكار إزاء النشاط المعادي. وفي كل مرة تظهر فيها نتيجة مؤلمة لهذه الأنشطة التجسسية، يجد الحزب نفسه أمام استحقاقات من نوع مختلف.

عملية «النداء القاتل» مثّلت تفوّقاً استخباراتياً هائلاً، لكنها استهدفت أكثر من عشرة آلاف لبناني بين مقاوم ومدني في كل المنطقة

ومع اشتداد وطأة حرب الإسناد للمقاومة في غزة، تصرّف العدو على أساس قناعته، عن صواب أو خطأ، بأن حزب الله يقف خلف معظم ما يجري في الضفة الغربية، وضخّ القدرات عبر الحدود مع الأردن، وأنه مسؤول أيضاً عن عمليات «أنصار الله» في قلب الكيان، وأنه يدير عمليات المقاومة العراقية، إضافة إلى نتائج حرب الإسناد على شمال الكيان. كل ذلك، أوصل العدو إلى قرار بتفعيل برنامجه الجديد في مواجهة المقاومة. وهو يتصرّف على أساس أنه بات مضطراً للانتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهة. ومفيد هنا التوضيح بأن تصعيد الوضع مع لبنان لا يتعلق بتراجع مستوى الحرب في غزة، ولا بالتأثيرات العربية والدولية التي جعلته يضبط حملته العدوانية في الضفة الغربية، بل يتعلق الأمر، بأن العدو، كان على قناعة تامة بأن حربه الكبيرة مع حزب الله آتية لا محالة. وفي عقله ثابتة، بأن هذه الحرب ستحصل، سواء بدأها حزب الله أو وجدت إسرائيل طريقها الأنسب للدخول فيها.

بناءً على هذه الوقائع، يمكن قراءة ما يحصل على جبهتنا منذ أيام قليلة، حيث وضعت قيادة العدو أمامها هدفاً مركزياً، عنوانه: توجيه ضربات قاسية ضد حزب الله، والسعي إلى جعله في موقع لا يمكنه فيه إسناد غزة، ولا الدفاع عن نفسه، ولا تهديد إسرائيل. وليس صحيحاً أن العدو كان ينتظر مساعي الأميركيين السياسية، ليس لأنه لا يثق أصلاً بقدرة الأميركيين على تحقيق ذلك، بل لمعرفته العميقة بعقل حزب الله، وبأن لا شيء يردعه عن إسناد غزة. وبالتالي، فإن العلاج، يحتاج إلى عملية جراحية قاسية تقوم بها إسرائيل بنفسها.

عملياً، أطلق العدو حملته الجديدة، مستهدفاً السمات المركزية في صورة حزب الله. لجأ من خلال الاغتيالات وقتل المئات من المقاومين وصولاً إلى اغتيال القائد فؤاد شكر، معتبراً أن ذلك سيصيب سمعة الحزب القوي، وسيجعله محط استخفاف من جانب خصومه، مستفيداً من جوقة عملاء لبنانيين وعرب وغربيين يتولّون الجانب الدعائي من المهمة.

وهي مهمة ضرورية في حسابات العدو قبل الانتقال إلى مرحلة التعرض لهيبة المقاومة، من خلال إظهاره ضعيفاً غير قادر على ردّ الصاع صاعين. وهذا أمر حاول التسويق له بعد كل رد قام به الحزب على ما يتعرّض له من اغتيالات. ويتّكل العدو في هذا الجانب، ليس على الإيلام الذي تتسبب به عملياته العسكرية، بل على السردية التي يراد تثبيتها في السجال حول جدوى جبهة الإسناد. لكن العدو الذي يعرف أن كل ذلك لا يحقق الغرض المنشود، انتقل إلى أكبر عملية استعراض لتفوّقه الأمني ومرفقاته من القدرات التقنية، لزرع الشكوك في نفوس مؤيدي المقاومة حول ما يقوم به الحزب. وأعماله الأمنية الكبيرة أطلت برأسها قبل دقائق من بدء عملية «يوم الأربعين»، حين شنّ حملة جوية واسعة، لم تنجح في تعطيل الرد المقرر من الحزب، لكنها ألقت بثقلها الأمني على عقل الحزب وآليات عمله. ثم لجأ بعدها إلى اللكمات المتتالية على الوجه مباشرة، من خلال ما فعله في اليومين الماضيين، حين قدّم صورة «المتفوّق الأسطوري» الذي لا يمكن مجابهته، وزرع الشك بأنه يخترق كل جسم وعقل الحزب، وبمقدوره الوصول إلى أي مكان يريده، مستفيداً من العملية الأمنية المعقّدة التي نفّذها بنجاح، من لحظة التفكير بها، إلى توفير عناصرها البشرية واللوجستية التي مكّنت العدو من الوصول إلى تحديد حاجات الحزب من الأجهزة الخاصة بالتواصل، ثم الوصول إلى مرحلة زرع متفجرات في الأجهزة، سواء تم ذلك في مركز المنشأ، أو من خلال عملية تبديل جرت بعد اعتراض الشحنة وهي في طريقها إلى المقاومة.

عملية «النداء القاتل»، أول من أمس، شكلت بالنسبة إلى العدو، نجاحاً في معركة الصورة والفعل معاً. فهو مسّ للمرة الأولى بعنصر الثقة المركزي في علاقة المقاومة بناسها وأهلها. وعندما لجأ إلى تفعيل الجزء الثاني من العملية أمس، كان يستهدف تعزيز نظرية الشك، وجعلها تحتل مكانة الثقة، بدفعه أهل المقاومة مباشرة، والمحيط الاجتماعي، والبيئة الصديقة، إلى طرح أسئلة محيّرة إزاء كيفية التعامل مع عناصر المقاومة ومراكزها ومؤسساتها. وتكفي ملاحظة سهولة إطلاق الشائعات حول ما يمكن أن يصل إليه العدو ليفجّره في التجهيزات الموجودة في كل سيارة أو مكتب أو منزل، لنكون أمام لحظة حساسة، إزاء علاقة الثقة والاطمئنان التي ميّزت علاقة المقاومة بناسها وجمهورها، وحتى بالداعمين لها.

ولكن، يبقى الهدف المركزي للعدو الوصول إلى القدرات العسكرية التي يملكها حزب الله على مستويات مختلفة. وهي القدرات التي تشمل البشر والإمكانات، وصار من المنطقي الأخذ في الاعتبار أن العدو الذي حقّق نجاحات في ما سبق، قد يكون لديه ما يساعده على تحقيق هذا الهدف. وبالتالي، فإن المنطق يقول إن العدو يستعد فعلياً لمرحلة جديدة من المواجهة القاسية مع الحزب، تستهدف قدراته الكبيرة بشرياً وعسكرياً. وهو ما يجعل الحديث عن الحرب الشاملة حديثاً واقعياً. وما يفعله العدو معنا هو شكل من أشكال حرب الإبادة، ولو أنه اختار لها، حتى الآن، صورة مختلفة عن الجرائم الوحشية التي يقوم بها في فلسطين.

أن يلجأ العدو، إلى تفعيل عملية، يستهدف فيها أكثر من عشرة آلاف شخص، بين عسكري ومدني، يتواجدون في مراكز أو مواقع أو في منازل ومراكز عمل، فهو يكون قد قرّر أن حربه معنا، أدخلتنا جميعاً، في معركة بلا ضوابط وبلا سقوف وبلا حدود، وقد يكون من غير المجدي أن ننتظره ليرمي النرد أولاً!

نحو مرحلة جديدة في المواجهة: حزب الله أكثر تحفّزاً للردّ

رغم أن العدو الإسرائيلي اعتدى فأوجع، إلا أن الأمر المحسوم أنه سيكتشف سريعاً أنه لم يقترب من الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، بل أصبحت أكثر بعداً من أي وقت آخر، وسيدفع أثماناً مؤلمة رداً على استهدافه المدنيين بصورة واسعة. فحزب الله فرض قواعد اشتباك في إسناد غزة، والتزم بها حتى الآن حماية للمدنيين في لبنان. ويكفي التأمل في بيان الحزب أول من أمس لاكتشاف أن قراءته لما جرى بأن العدو أخطأ في التقدير عندما وسَّع عدوانه بما يدفع المقاومة إلى نمط جديد من العمل وإلى عقاب وقصاص خاص، كما أعلن رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين أمس. ويبدو أن العدو ينكبّ في هذه المرحلة سياسياً واستخبارياً على مواكبة مواقف وبيانات حزب الله لتلمّس أي مؤشرات حول الاتجاه الذي ستسلكه التطورات.مع هذه الاعتداءات الجديدة تكون المواجهة على جبهة لبنان قد دخلت مرحلة جديدة، ستتكشّف ملامحها في الأيام المقبلة. لذلك انكبّت الأجهزة الأمنية على دراسة خيارات حزب الله في ردوده والاستعداد لها. وضمن هذا الإطار، تمّ الإعلان عن تعزيز قوات الجيش على الحدود الشمالية، كجزء من رفع مستوى الجهوزية، ولتوجيه رسائل ردعية لثني حزب الله عن الرد، عبر الإيحاء بأن جيش العدو في حال جهوزية واستعداد لتغيير الواقع الأمني والاستعداد لكل السيناريوهات كما أوضح قائد المنطقة الشمالية اللواء أوري غوردين.

السؤال الذي يحتل محور اهتمامات الخبراء في كيان العدو وخارجه يتركّز حول توقيت تنفيذ هذا العدوان، خصوصاً أنه كان بالإمكان تأخيره إلى مرحلة نشوب الحرب؟

المؤكد أن عدواناً بهذه المزايا لا تتفرّد الأجهزة الأمنية في اتخاذ القرار به، كما أنه ليس من نوع العمليات التي يصادق عليها المستوى السياسي بشكل تقليدي، وإنما يندرج ضمن إطار العمليات التي تشكّل ترجمة لقرارات ذات أبعاد استراتيجية لجهة الأهداف والتداعيات. ولذلك لا يمكن فصله عن المحطات التي أسّست للخيار الذي تبنّته قيادة العدو وأنتج هذا القرار. فقد سبقت هذه الخطوة مشاورات أميركية – إسرائيلية مُكثَّفة على مستويات عليا حول سيناريوهات مستقبل الجبهة اللبنانية، فضلاً عن المواكبة الأميركية الدائمة على مستويات متعددة، استخبارية وعملياتية وسياسية. وأعقب هذه المشاورات أيضاً نقاشٌ أمني استراتيجي شمل القيادتين السياسية والأمنية في إسرائيل الخميس الماضي حول جبهة لبنان، إضافة إلى النقاش بين الجيش وأعضاء الحكومة الأحد الماضي حول الخيارات المطلوبة إزاء لبنان، وبرز في حينه رفض نتنياهو لتوصية الجيش بتأجيل التصعيد على جبهة لبنان إلى ما بعد استعداد الجيش لهذه المهمة. وفي إطار متصل، طرح المعلّق العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل مجموعة تساؤلات: «هل نُفّذت العملية التي أُعدت منذ وقت طويل في التوقيت الصحيح؟ وهل تريد إسرائيل ردع حزب الله عن الاستمرار في إطلاق النار على شمالها، وفرض تسوية عليه، تتضمن انسحاباً لقواته من الحدود اللبنانية أم أن الهدف هو جرّه إلى حرب؟».

العدوان الأمني جاء بعد مشاورات إسرائيلية – أميركية تبنّت خياراً عدوانياً يلامس أو قد يؤدي إلى حرب واسعة

على هذه الخلفية، أصبح واضحاً أن العدوان الأمني الشامل الذي استهدف مقاومين ومدنيين على نطاق واسع جداً، كان حصيلة هذه الجلسات والمشاورات التي تبنّت خياراً عدوانياً يلامس أو قد يؤدي إلى حرب عسكرية واسعة. وهو ما عبَّر عنه هرئيل بالإشارة إلى أنه «بعد فترة من الإحباط استمرت عاماً تقريباً، لم تنجح إسرائيل خلالها في تحقيق الحسم في أيّ جبهة، ازداد الضغط على رؤساء المنظومة الأمنية لتحقيق نتائج، ومعه ازداد الإغراء بانتهاج حلول هجومية، يكون تأثيرها مضموناً»، مشيراً إلى أن العدو سبق أن قام بعمليات في هذا الاتجاه، من استهداف القنصلية الإيرانية وصولاً إلى اغتيال السيد فؤاد شكر وإسماعيل هنية وقصف مرفأ الحديدة، وهي عمليات «حظيت بتأييد نسبي من الجمهور، وتفاخر نتنياهو بها، لكن حتى الآن، لم تؤدّ إلى إحداث تغيير واضح في تطورات الحرب». وأراد هرئيل بذلك القول إن هذا العدو يشكل امتداداً لمحطات مفصلية سابقة، هذا من دون إغفال ما يمثّله من توسعة وارتقاء في العدوان، نتيجة فشل رهانات العدو على إحداث تغيير في خيارات حزب الله أو ردعه.

في السياق نفسه، يبدو أن قيادة العدو راهنت في عدوانها الأمني الشامل الأخير على ردع حزب الله عن مواصلة خياره الاستراتيجي إسناداً ودعماً لمقاومة غزة وأهلها، وبهدف منع العدو أيضاً من فرض وقائع يطمح إليها على الأراضي اللبنانية. ومنشأ هذا الرهان لدى قيادة العدو أن حزب الله معنيّ بعدم الدفع نحو حرب شاملة، وبأن ردوده عبر الجبهة ستكون محكومة بهذا السقف. في المقابل، وجد العدو أنه مُلزم بالتكيّف مع واقع الجبهات من غزة إلى لبنان وفي مواجهة اليمن والعراق، انطلاقاً من تقديره للمخاطر الكامنة في كل البدائل المطروحة أمامه، من دون إغفال تداخل خلفية مؤسسة القرار السياسي التي تتحرك أيضاً بعوامل أيديولوجية وحكومية وشخصية في ترجيح هذا الخيار عن ذاك.

أما على مستوى النتائج الفعلية، فقد أصبح واضحاً بعد بيانات حزب الله وموقف قيادته أن هذه الاعتداءات لم تحقق النتائج المرجوّة إسرائيلياً، وإنما حفَّزته لردود خاصة تتلاءم مع طبيعة العدوان وحجمه. ويبدو أن في كيان العدو من بدأ يتلمّس نتائج مغايرة لما تمّ الرهان عليه، وهو ما أشارت إليه «هآرتس» بأن ضخامة الهجوم يمكن أن تؤثّر في اعتبارات حزب الله وتغيّر سياسته العملياتية، وهو ما يتقاطع مع ما أعلنه السيد صفي الدين بأن حزب الله سيواصل إسناد غزة «وفق نمط جديد ومواجهة جديدة مع العدو». وفي خلاصة قراءة مجمل المشهد، تبلور لدى العديد من الخبراء والمعلّقين في كيان العدو تقدير جامع بأنه «في الوقت الذي تعهّد نتنياهو للجمهور بأننا على بُعد مسافة قصيرة من النصر المطلق، يبدو الآن أننا قريبون من حرب واسعة النطاق ضد حزب الله، وأن الحسم على كل الجبهات لا يظهر في الأفق».

السيد صفي الدين: للعدوان عقاب خاصّ وآتٍ حتماً

عندَ الخامسة بعد ظهر أمس، أثناء تشييع حزب الله في الضاحية الجنوبية شهداء قضوا في الهجوم الأمني الإرهابي أول من أمس، سُمِع دوي انفجارات متزامنة في صفوف المشيّعين مشابهة لتفجيرات أجهزة الـ«البايجر»، قبل أن يتبيّن أن هجوماً جديداً يشنّه العدو بتفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية، شمل أكثر من منطقة.

وتباعاً بدأت تظهر أعمدة الدخان في مناطق مختلفة من الضاحية الجنوبية بسبب حرائق اندلعت في عدد من الشقق السكنية جراء انفجار الأجهزة، لتدخل الشوارع مجدّداً في حالة من الذعر والفوضى. وصارَ واضحاً أن العدو الإسرائيلي يهدف إلى بث الرعب في نفوس اللبنانيين، ولا سيما بيئة حزب الله وزعزعة ثقتها بالمقاومة وقدراتها الأمنية، وإظهار التفوّق الإسرائيلي.وفي انتظار كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، أتى الردّ الأولي على لسان رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، الذي أكّد خلال التشييع أنّ «هذا العدوان سيكون له عقابه الخاص، وأنّ هذا العقاب آتٍ حتماً»، مشيراً إلى أننا «سنكون أمام نمط جديد ومواجهة جديدة مع العدو حتى يعرف أننا قوم لا يتراجعون، وإذا كان الهدف وقف معركة الإسناد فليكن العدو على علم بأن المعركة ستزداد قوة وعزماً وتقدّماً».

وطوال يوم أمس، كانَ المزيد من المعطيات يتكشّف حول عملية تفجير الأجهزة، حيث أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن «أجهزة النداء اللاسلكية التي انفجرت بأيدي عناصر حزب الله بشكل متزامن يوم الثلاثاء، تمّ تصنيعها في تايوان وقامت إسرائيل بتفخيخها قبل وصولها إلى لبنان»، ونقلت عن مسؤولين أميركيين وغيرهم من مصادر لم تُذكر أسماؤهم، أن «أجهزة النداء (بايجر) التي انفجرت تمّ تصنيعها من قبل شركة (غولد أبولو) التايوانية».

حالة استنفار قصوى في صفوف جيش العدو استعداداً لتصعيد المواجهات

وبالتزامن مع الموجة الثانية من الانفجارات، كانت التهديدات الإسرائيلية تتوالى، فأعلن رئيس وزراء العدو «أنني قلت سابقاً إننا سنعيد سكان الشمال إلى منازلهم بأمان وهذا ما سنفعله بالضبط». وقال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن «مركز الثقل ينتقل باتجاه الشمال، من خلال تحويل الموارد والقوات»، مشيراً إلى أن «الجيش الإسرائيليّ بات في خضمّ مرحلة جديدة من الحرب». وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي نقل الفرقة 98 وهي فرقة نظامية تضم وحدات مظليين وقوات كوماندوس، إلى الجبهة الشمالية، ويأتي هذا التطور في ظل حالة الاستنفار القصوى في صفوف الجيش الإسرائيلي، والاستعداد لتصعيد المواجهات مع حزب الله. وبحسب التقارير، فإن الفرقة 98 التي تشمل كتيبة الدبابات السابعة، وكتيبة مظليين، وكتيبة كوماندوس، توقفت عن القتال في خان يونس قبل ثلاثة أسابيع وشرعت بالانتقال إلى الشمال في ظل التوترات مع حزب الله. وفي إطار هذه الخطوة، ستنتقل الفرقة من مسؤولية قيادة المنطقة الجنوبية التابعة للجيش الإسرائيلي إلى قيادة المنطقة الشمالية، التي تشهد، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، أقصى درجات التأهب والاستنفار.

استنفار سياسي ودبلوماسي

وحتى مساء أمس استمرت الاتصالات واللقاءات السّياسيّة والرسميّة المكثّفة، واستنفرت الأوساط الدبلوماسية في محاولة لتدارك أي تصعيد محتمل، وأفادت وكالة «رويترز»، بأنّ مجلس الأمن الدولي سيجتمع الجمعة المقبل بشأن انفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكية في لبنان. ووصف مسؤول السّياسة الخارجيّة في الاتحاد الأوروبيّ جوزيف بوريل الوضع بأنه «مقلقٌ للغاية ولا يسعني إلا أن أدين هذه الهجمات التي تعرّض أمن واستقرار لبنان للخطر»، داعياً «جميع الأطراف المعنية إلى تجنب حرب شاملة من شأنها أن تخلّف عواقب وخيمة على المنطقة وخارجها». وعلى المستوى الدولي، توالت المواقف المندّدة بالهجوم الإرهابي، فعلّقت الرئاسة الروسيّة على الحدث قائلة: «قد تصبح هذه الحادثة سبباً لتفاقم الوضع في المنطقة وخروجه عن السّيطرة»، ودعت إلى إجراء تحقيقٍ شامل.

وأكّد وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن أن «الهجوم ينتهك بشكلٍ واضح اتفاقية جنيف وهو استهتار متعمّد بحياة الناس لأن الأجهزة انفجرت في أماكن عامة». وأكّد وزير الخارجيّة المصري بدر عبد العاطي خلال لقائه نظيره الأميركيّ أنتوني بلينكن على «التضامن مع الشعب اللبنانيّ وإدانة أي استهداف للسيادة اللبنانية». كما أدانت نائبة رئيس وزراء بلجيكا الهجوم الإرهابيّ في لبنان وسوريا، مؤكدةً أنّه «يجب إجراء تحقيق دوليّ ووضع حدّ لإراقة الدماء». واعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن الهجوم «يشكل وصمة عار للدول الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل».

التكنولوجيا سلاح استعماري حديث ولكن: مجزرة البيجر… التحول الرقمي الآمن لم يعد خياراً!

في عصر ثلاثاء عادي، حدث ما لا يمكن تصوّره. بينما كان المئات يمدّون أيديهم إلى أجهزة البيجر الخاصة بهم، فجأة، تحوّل كل جهاز إلى كيان معادٍ، وانتحر أمام أعين الشباب.
وجد الناس أنفسهم منقطعين عن الاتصال، محاصرين في عالمٍ تحوّل فيه رفيقهم الرقمي إلى ألد أعدائهم. وبعد استيعاب الصدمة، ظهرت الحقيقة المرعبة: لم يكن هدف العدو الصهيوني إلحاق الأذى بالجسد المقاوم فقط، بل أراد ضرب عملية تحولهم الرقمي، وتلويث كلمة «تكنولوجيا» في أذهانهم

تعتمد صناعة الشرائح المتقدمة والأجهزة الإلكترونية على توزيع عمليات الإنتاج والتوريد بين دول عدة حول العالم، إذ يتألف كلّ جهاز من مكوّنات مصدرها بلدان مختلفة.

على سبيل المثال، تحصل الشركات على تصميمات الشرائح من الولايات المتحدة، بينما تُصنع الشرائح الدقيقة والمتقدمة في تايوان. وتوفر شركة ASML الهولندية المعدات اللازمة لتصنيع هذه الشرائح، في حين تقدم اليابان والصين المواد الكيميائية الضرورية. ويجري الحصول على بقية المكونات من دول أخرى، ليجمع الجهاز النهائي في بلد مختلف، ثم يُشحن عبر شبكات التجارة الدولية.في ظل هذا التعقيد العالمي لصناعة الأجهزة الرقمية، يبدو أنّ العدو الصهيوني قد استغلّ هذه السلسلة، مستهدفاً نقاط الضعف فيها. كما هو معروف، تعتمد المقاومة في بعض الأحيان على أجهزة البيجر للتواصل، لكونها من الأجهزة الإلكترونية التي تنطوي على مخاطر أقل في ما يتعلّق بالتنصت والتتبع. ومع إدراك العدو لهذه الحقيقة، حدث ما حدث.

تُظهر الأحداث الأخيرة في لبنان، ولا سيما تلك المتعلقة باستهداف المقاومة عبر الإلكترونيات، بُعداً أعمق يتجاوز مجرد ضرب عناصر المقاومة. رغم أن الهدف المباشر قد يبدو تعطيل الاتصالات والتأثير على قدرة المقاومة في ميدان المعركة، إلا أن التحليل الأعمق يكشف عن رسالة استعمارية متجدّدة تهدف إلى التأكيد على أنّ التكنولوجيا الحديثة، بما فيها الأدوات الرقمية والأجهزة الإلكترونية المتقدمة، ستبقى تحت سيطرة المستعمر، وأن استخدامها بشكل مستقل هو تحدٍ يُعاقب عليه.

فالتكنولوجيا، بقدر ما تُمثل تقدماً علمياً، هي أيضاً سلاح في يد القوى الكبرى. ليست مجرد أداة للحرب، لكنها وسيلة لترسيخ الهيمنة الاقتصادية والسياسية. لطالما سعت القوى الاستعمارية في الماضي إلى احتكار الصناعات الحيوية والموارد الطبيعية، واليوم تُعيد هذه القوى الإستراتيجية نفسها، ولكن عبر احتكار المعرفة والتقنيات الرقمية. فالشرائح المتقدمة وأجهزة الاتصال والمراقبة لم تعد فقط أدوات للاستخدام المدني أو العسكري، بل أصبحت رموزاً للقوة والسيطرة. وفي هذا السياق، يستمر العدو الصهيوني في إظهار أن أي محاولة لاستخدام هذه التقنيات بشكل مستقل أو لخدمة أهداف مناهضة للاستعمار تُقابل بالعقاب.

البيجر الذي كان يُعتقد أنه أقل عرضة للتنصت والتتبع بسبب بساطته التقنية مقارنة بالأجهزة الأكثر تطوراً، أصبح هو الآخر في مرمى الأعداء. هذا الاختراق لم يكن فقط لضرب البنية التحتية للمقاومة، بل لبعث رسالة أوسع مفادها أنّ التكنولوجيا ـــ مهما كانت بدائية أو معقدة ـــ ستظلّ تحت سيطرة المستعمر. واستخدامها من قِبَل الشعوب المقاومة، يُعدّ تحدياً للهيمنة التي تسعى القوى الكبرى إلى فرضها.

الاستعمار الجديد، وإن اختلفت أدواته، لا يزال يعتمد على المبادئ القديمة نفسها: السيطرة على الموارد والإبقاء على الشعوب الأخرى في حالة تبعية دائمة. وما حدث في لبنان هو تذكير آخر بأنّ هذه القوى لن تتوقف عن استخدام أي وسيلة لضمان استمرار تفوّقها. فالتكنولوجيا ليست سوى إحدى هذه الوسائل، وهي تُستخدم اليوم لتعزيز السيطرة، كما كان النفط والمواد الخام في الماضي.

بالتالي، ما حدث في لبنان لا يعبر فقط عن صراع بين المقاومة والعدو على أرض المعركة، بل هو جزء من صراع أكبر حول من يمتلك الحق في استخدام التكنولوجيا. في هذا الصراع، تُذكِّر القوى الكبرى الجميع بأنّ التفوق التكنولوجي يجب أن يبقى حكراً عليها، وأن أي محاولة لتجاوزه ستقابل بالقوة.

سعت القوى الاستعمارية إلى احتكار المعرفة والتقنيات الرقمية

ما حصل في لبنان ليس مجرد استهداف لمجموعة من الأشخاص أو لأداة اتصالات بسيطة، بل هو تلويث ممنهج للتكنولوجيا نفسها، التي يُفترض أن تكون أداة لتحسين حياة البشر وليس سلاحاً لقمعهم. التكنولوجيا التي نستخدمها اليوم، من شرائح دقيقة إلى أجهزة اتصال متقدمة، بُنيت على وعود كبيرة: تعزيز الاتصال، تمكين الأفراد، وتقريب المسافات بين البشر. لكن عندما تُستخدم هذه الأدوات المدنية للسيطرة والقمع، تتحول من وسائل للتقدم إلى أدوات للهيمنة والتبعية. وهنا يكمن الخطر الحقيقي: تحويل التكنولوجيا إلى سلاح استعماري حديث.

هذا الأمر مدعاة للتفكير الجاد من قبل عمالقة التكنولوجيا، وخصوصاً أولئك الذين يسعون إلى تحويل وادي السيليكون ليصبح بمثابة قطب عالمي جديد. فما الذي يُعيد ثقة الناس بكل الأجهزة الإلكترونية من حولهم، ولا سيما الهواتف الذكية وأجهزة التدخين من دون احتراق والساعات الذكية وكل أجهزة إنترنت الأشياء؟ إيلون ماسك، الذي يسعى عبر مشروع «نيورالينك» إلى زرع شرائح في أدمغة الناس لتحسين قدراتهم العقلية وربطهم بالشبكة الرقمية، عليه أن يدرك أنّ هذه الهجمات على التكنولوجيا، تهدّد الأسس التي يقوم عليها هذا الطموح. إذا كانت التكنولوجيا تُستخدم لضرب حقوق الإنسان الأساسية، كحق التواصل الآمن والمستقل، فإن ذلك يضرب في صميم أهداف هذه الابتكارات. على ماسك وزملائه في قطاع التكنولوجيا أن يشجبوا بشدة هذا الهجوم. إن تحول التكنولوجيا من أداة للتواصل إلى وسيلة للسيطرة والقمع هو تهديد لكل الابتكارات المستقبلية. إذا سكت هؤلاء العمالقة عن هذه الانتهاكات، فإنهم يُخاطرون بتلويث سمعة التكنولوجيا نفسها وتشويه صورتها كـ «قوة للخير».

رغم الهجمات ومحاولات الاستهداف المتكررة، فإن ما حصل لن يثني المقاومة عن المضي قدماً في مسار التحول الرقمي الآمن. إذ تدرك المقاومة تماماً أهمية التكنولوجيات الحديثة، وتعمل على تطوير قدراتها في هذا المجال بشكل مستمر. ليست المقاومة بعيدة عن تقنيات الذكاء الاصطناعي، بل إنها على وعي عميق بأهمية هذه التقنيات في تعزيز إستراتيجياتها وتطوير وسائل مبتكرة للتواصل الآمن بعيداً من الاختراقات. كما أن تطوير أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي ليس فقط للحفاظ على الأمن الرقمي، لكن أيضاً لتمكين المقاومة من التفاعل مع التكنولوجيا المتقدمة بطرق تحافظ على استقلاليتها وتضمن عدم الوقوع في فخ الهيمنة التقنية. التحول الرقمي الآمن ليس خياراً، بل ضرورة في ظل الحروب التكنولوجية المتصاعدة، والمقاومة واعية لذلك ومصمّمة على مواجهة هذا التحدي بكل الوسائل المتاحة.

اللواء:

صحيفة اللواءيوم ثانٍ من الإجرام الإسرائيلي السيبراني: استهداف المشيِّعين بالضاحية

إجتماع أميركي – أوروبي اليوم في باريس حول الوضع قبل انعقاد مجلس الأمن غداً

يعقد مجلس الامن الدولي جلسة غداً لمناقشة ما يتوجب فعله لكبح جماح العدوانية الاسرائيلية المتفلتة من أية التزامات دولية والخارجة على اعراف الحرب والقانون الدولي، فيما يسرح وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن ويمرح متنقلاً بين عواصم المنطقة بحجة إنهاء مفاوضات وقف النار في غزة، واجراء صفقة التبادل للاسرى بين اسرائيل وحماس، مع الأخذ بعين الاعتبار ما يجري في لبنان من عمليات أمنية واستخباراتية اسرائيلية تستهدف مناطقه ومدنه والسكان الآمنين، مع سقوط عشرات الشهداء وآلاف الجرحى بين هجوم الثلاثاء ضد أجهزة البايجر (pagers) إلى يوم أمس ضد أجهزة الويكي – توكي (Walkie talkip) .
وفيما دعت روسيا إلى تحقيق دولي لمواجهة هذه الجريمة غير المسبوقة التي تبيح الأمن القومي، بقيت الانظار تتجه إلى الموقف الاميركي، المحابي لدولة الاحتلال أو الداعم لاجرامها الحربي من غزة إلى لبنان.

وقال جون كيربي مستشار التنسيق في مجلس الامن القومي الاميركي أن واشنطن لم تكن شريكة في التفجيرات التي حدثت في لبنان.

وقال: منخرطون في دبلوماسية مكثّفة لتجنب حرب ثانية في لبنان.

ولئن كانت الانظار تتجه إلى الموقف الفاصل لحزب الله، بدءاً من الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم، حيث يتحدث الأمين العام للحزب السيد حسن نصر لله عمّا جرى، وما يتعهد فعله، وكيفية الردّ.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن البلاد ما تزال تحت تأثير استهدافات العدو من خلال تفجيرات الأجهزة اللاسلكية، وقالت إن المنحى الخطير الذي سلكته الأوضاع ينذر بواقع غير سليم، على أن أجهزة الدولة باتت مستنفرة وأي تطور قد يستدعي معه انعقاد الحكومة لاتخاذ القرار المناسب، وهناك مواكبة يفترض أن تقوم من خلال لجنة الطوارىء.

ورأت هذه المصادر أن كلمة السيد نصرالله اليوم من شأنها أن ترسم صورة واضحة بشأن الرد على هذا التفجير الذي طاول كل لبنان ، مشيرة إلى أنه من خلالها يمكن رصد ما قد يحصل على صعيد المواجهات مع العدو الإسرائيلي الذي يواصل تهديداته بتوسيع رقعة الحرب.

وفجرت اسرائيل أمس آلاف أجهزة اللاسلكي الشخصية (ووكي توكي) في موجة ثانية من الاستخدامات السيبرانية.
والاجهزة هذه تُحمل باليد، وتختلف عن أجهزة البيجر التي انفجرت الثلاثاء.

وذكرت مصادر أمنية تقنية أن الاجهزة اللاسلكية التي جرى تفجيرها في مناطق متعددة من نوع «أيكوم في 82».
والهدف من وراء التفجيرات المتنقلة يعبّر عن نفسه عبر سعي مباشر لشل تواصل عناصر حزب الله، وقدرتهم على اطلاق الصواريخ والمسيّرات أو التعدّي الميداني لأية عملية تقدّم بري باتجاه الجنوب المحرر.

وأتت عمليات تفجير أجهزة اللاسلكي بالتزامن مع تشييع الشهداء الذين سقطوا الثلاثاء، ومن بينهم نجل النائب علي عمار (عضو كتلة الوفاء للمقاومة) في ضاحية بيروت الجنوبية، في ظرف اجرامي من قبل العدو الاسرائيلي، الذي حرّك مسيّراته للقيام بجرائم التفجير الموصوفة، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى 14 شهيداً (المجموع مع شهداء الثلاثاء تجاوز 20 شهيداً) وأكثر من 456 جريحاً حصيلة تفجرات أمس.
وكشف صدر أمني أن أجهزة الاتصالات التي انفجرت أمس هي أجهزة لاسلكي محمولة، ومختلفة عن البيجر، وحزب الله اشترى أجهزة اللاسلكي قبل 5 أشهر في وقت شرائه أجهزة البيجر تقريباً.

وأعلنت وزارة الاتصالات أن أجهزة Icomv82 التي تمّ تفجيرها، لم يتم شراؤها عن طريق الوكيل، ولم يتم ترخيصها من قبل وزارة الاتصالات، علماً بأن الترخيص يتم بعد أخذ موافقة الاجهزة الامنية.

وفي تل أبيب، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اسرائيل ستضمن عودة عشرات الآلاف من سكان مناطق الحدود الشمالية إلى منازلهم بأمان.

وعقد مجلس الحرب الاسرائيلي اجتماعاً امس، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: أن الكابينت فوَّض نتنياهو ووزير الحرب غالانت باتخاذ خطوات دفاعية وهجومية ضد حزب الله من أجل تحقيق أهداف الحرب، وباتخاذ إجراءات من شأنها أن تؤدي لحرب شاملة بلبنان وأن نتنياهو وافق على سلسلة إجراءات لتغيير طريقة العمل على الحدود مع لبنان.

ونقل عن غالانت قوله: نحن في بداية مرحلة جديدة من الحرب، ومركز الثقل يتحول إلى الشمال من خلال تحويل الموارد والقوات.
وترافق ذلك مع تكرار كلام رئيس اركان جيش الاحتلال هاليفي عن اتخاذ اجراءات وقوله لدينا الكثير من القدرات التي لم نستخدمها بعد ونعمل على إعداد خطط للمضي قدماً.

وليلاً، تحدثت المصادر المتابعة عن تحرك قوات الجيش الاسرائيلي باتجاه الحدود الجنوبية.

اليوم الثاني

وبينما لم يستفق لبنان بعد من صدمة مجزرة تفجير العدو الاسرائيي لأجهزة «البايجر»، ارتكب العدو امس مجزرة اخرى بتفجير اجهزة لاسلكلي وبطاريات ليثيوم للطاقة الشمسية في المنازل والسيارات وفي الدراجات النارية.

و تم عصر امس، الإبلاغ عن انفجار عدد من اجهزة «البايجر» والأجهزة اللاسلكية في عدد من مناطق بيروت وجنوب لبنان والضاحية الجنوبية والبقاع والشمال. حيث افيد عن انفجار جهاز في أحد سيارات الإسعاف. ووردت معلومات عن سقوط عدد من الإصابات في الضاحية وصور ومنطقة بنت جبيل وتبنين وشبعا والبقاع الغربي وبعلبك وشعت والهرمل ومشاريع القاع،ومنطقة البترون، إلى جانب اندلاع حرائق في عدد من المناطق اللبنانية.

وحسب وزارة الصحة بلغت حصيلة العدوان الجديد 14 شهيدا واكثر من 450 جريحاً، والعدد قابل للإرتفاع مع توالي الاخبار عن شهداء وجرحى في مناطق عديدة تباعاً.

وفي التفاصيل، افيد عن انفجار اجهزة لاسلكية ا من نوع icom v8. وقال مصدر أمني لرويترز: ان أجهزة الاتصالات التي انفجرت هي أجهزة لاسلكي محمولة ومختلفة عن أجهزة البايجر التي انفجرت أمس، وأن حزب الله اشترى أجهزة اللاسلكي المحمولة قبل 5 أشهر في وقت شرائه أجهزة البايجر تقريبا.

وذكرت مصادر أمنية: انه اختراق شبكة الاتصالات الخاصة بالأجهزة اللاسلكية التابعة لحزب الله وبثّ موجات ذات تردّد مرتفع عليها أدت للانفجارات.
وترددت أنباء عن عملية تفجير جديدة لعدد من الأجهزة أثناء تشييع 4 شهداء من حزب الله في الضاحية حيث سقط عدد من الاصابات. كما افيد عن انفجارات في عدد من المنازل واحتراق شقة على اوتوستراد السيد هادي نصر الله. بالإضافة إلى احتراق سيارات ودراجات نارية. وقد إنفجر العديد من بطاريات الطاقة الشمسية الموضوعة بشكل متلاحق في بعض البيوت. وتحدثت معلومات عن احتمال انفجار أجهزة اللاسلكي وألواح الطاقة الشمسية الموصولة «بالواي فاي».

وافادت قناة «الميادين» عن انفجار عدد من بطاريات الليثيوم في منازل بالإضافة إلى أجهزة أخرى بمختلف أنحاء لبنان.
وافادت معلومات أولية عن إنفجار جهاز لاسلكي في منزل مسؤول اللجنة الأمنية في حزب الله في الشمال «أحمد إسماعيل في بلدة راشكيدا ـ قضاء البترون ولم يفد عن وقوع اصابات وقد اقتصرت الأضرار على الماديات.

ووجهت دعوة لعدم لمس أو الإقتراب من الأجهزة اللاسلكية، حتى لو كان جهازاً خاصاً. وطلبت قيادة الجيش عصر أمس الاربعاء، بعد تفجير عدد جديد من أجهزة لاسلكية في لبنان، من المواطنين عدم التجمع في الأماكن التي تشهد أحداثًا أمنية إفساحًا في المجال لوصول الطواقم الطبية.

وانصرف لبنان وحزب الله امس الى تشييع شهداء مجزرة تفجيرات اجهزة «بايجر» والاهتمام بالجرحى الذين تولى الهلال الاحمر الايراني نقل الحالات الصعبة منهم الى طهران للمعالجة، كما وصلت الى بيروت مساعدات طبية عراقية اردنية، فما ركّز الحزب على متابعة كيفية حصول هذا الخرق السيبراني والامني الخطير الذي تسبب بآلاف المصابين، قبل ان يقرر الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في كلمة له عصر اليوم الخطوة المقبلة بعد قرار الحزب استمرار معركة إسناذ غزة وفصلهاعن الرد الحتمي.

وافيد امس عن ارتفاع عدد شهداء تفجيرات «البايجر» الثلاثاء بوفاة طفل في الغبيري وفتاة في سرعين وموظف في مستشفى الرسول الاعظم متأثرين بجروحهم.

وهنا لا بد من انتظار نتائج التدقيق في كيفية توصل العدو الاسرائيلي الى اختراق كل الآليات التي إتّبُعَتْ لرصد شحنة الاجهزة التي تلقاها الحزب، من بدء تصنيعها في اوروبا الى سبل نقلها وتوزيعها في لبنان وكيفية تفخيخها، أثناء التصنيع او بعده، ومن ثم تفجيرها بين ايادي اعضاء عاملين في مؤسسات حزب الله المدنية وبعض العسكريين او المكلفين بمهام ذات طابع لوجستي وتقني او حتى قتالي في الحزب، دون سواهم ممّن يحملون الاجهزة ذاتها من الطواقم الطبية في مستشفيات لبنان الخاصة او الحكومية او بعض المؤسسات الاقتصادية والتجارية.

مسعى اميركي للتطويق

نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية مقالاً للكاتب ديفيد اغناتيوس، يتحدث فيه عن تداعيات عدوان «إسرائيل» الإلكتروني على لبنان الثلاثاء. ومما كتبه: كان مسؤولو إدارة الرئيس بايدن سريعين في النأي بأنفسهم عن الهجوم في لبنان، قائلين إنّهم لم يتلقّوا أي إشعار مسبق. وكان المسؤولون الأميركيون على اتصال بإيران من خلال قناة خلفية يوم الثلاثاء، لنقل معلومات مفادها أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور في الهجوم.

اضاف: بالنسبة إلى الرئيس جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس، فإن التوقيت لا يمكن أن يكون أسوأ، إذ يأتي هذا التصعيد الحاد وخطر اندلاع حرب أوسع نطاقاً قبل أقل من شهرين من الانتخابات الرئاسية، كما قد يؤدي إلى تفجير أي فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

مجلس الأمن

وغداً، يعقد مجلس الامن الدولي جلسة، بناءً على طلب لبنان، للنظر في هجمة التفجيرات بشبكة اللاسلكي، التي استهدفت الآلاف وأدت إلى عشرات الشهداء وألوف الجرحى.

ويُعقد اجتماع أميركي- فرنسي- الماني ايطالي وبريطاني اليوم في باريس لمناقشة التطورات في الشرق الاوسط.

وكان الرئيس ميقاتي أعلن من «مركز عمليات طوارئ الصحة العامة» التابع لوزارة الصحة أنه طلب انعقاد مجلس الامن، وأضاف: تقدمنا بشكوى عند استشهاد ثلاثة عناصر من الدفاع ألمدني، يومها اجتمعت بممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن في السرايا وقلت لهم بأننا نقدم شكاوى توضع في الادراج ولا تعرض،وبالتالي التحرك اليوم على مستوى أعلى لدعوة مجلس الأمن للنظر بهذا الموضوع، وطلبت من وزير الخارجية ان يحضر الجلسة للدفاع عن قضية لبنان، فلبنان يعتبر نفسه جزءًا من مؤسسي الأمم المتحدة ونحن طلاب سلام ولسنا طلاب حرب.

وقد رافق رئيس الحكومة في الزيارة وزير السياحة وليد نصار ووزير البيئة ناصر ياسين.

وكان في استقبالهم وزير الصحة فراس الابيض ومدير العناية الطبية في وزارة الصحة جوزيف حلو.

في نهاية الزيارة قال الرئيس ميقاتي :الزيارة لوزارة الصحة لتقييم الدور الكبير الذي لعبته هذه الوزارة وخصوصا معالي وزير الصحة الدكتور فراس الابيض، ولقد لمسنا بالأمس عندما وصلنا الخبر في جلسة مجلس الوزراء كيف تصرف الوزير بكل حكمة وسرعة ومتابعة مما أدى إلى استنفار كل المستشفيات، فما حدث في الامس حيث هناك نحو2870 شخصا نقلوا الى المستشفيات و1100سيارة إسعاف نقلت الجرحى الى المستشفيات ولا يزال لغاية اليوم هناك1620 مصاباً في المستشفيات، ورأينا كيف تمكنت الوزارة من ان تؤمِّن الأمر وتقوم بالمتابعة مع المستشفيات وتأمين وحدات الدم. شكرا من القلب لكل المستشفيات التي استقبلت هؤلاء المصابين من دون أي سؤال وقامت بالعمليات، وعندما تحدثت عند السادسة من مع وزير الصحة قال لي بأن مستشفى الجامعة الأميركية كان لا يزال يجري العمليات، وكان الامر مماثلا في بقية المستشفيات على كل الأراضي اللبنانية، فكانت كل المستشفيات مستنفرة من اقصى الشمال الى الجنوب والبقاع.

أردت اليوم من خلال هذه الزيارة تهنئة الوزير على هذه الادارة الجيدة، وكذلك تهنئة الصبايا والشباب الموجودين في غرفة العمليات هذه.

وكان الرئيس ميقاتي زار عين التينة، وبحث مع الرئيس بري، في مجمل التطورات، لا سيما تداعيات العدوان السيبراني على لبنان والعدد الكبير من الشهداء والجرحى الذين أصيبوا وما ينبغي عمله.

القضاء يتحرك

قضائياً، طلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي استنابات إلى مديرية المخابرات في الجيش وشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، كلفهما بموجبها جميع المعطيات الامنية والفنية المتعلقة بتفجير أعداد كبيرة من أجهزة البيجرز التي أدت إلى سقوط عدد من الشهداء وآلاف الجرحى.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعترضت قوات الاحتلال مسيّرات للمقاومة فوق منطقتي طبريا ونهاريا، كما أطلقت رشقات أسلحة باتجاه بلدة رميش مساء أمس وكانت غارة اسرائيلية استهدفت اطراف مجدل زون وشمع.
وأعلنت المقاومة الاسرائيلية عن استهداف مقر سرية تابع لـ للواء حرمون 810 في موقع حبو مشيت ومقر كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل، بالكاتيوشا، كما استهدفت المقاومة مقر الاستخبارات الاسرائيلية في عرب العرامشة بالصواريخ.

البناء:

صحيفة البناءموجة ارتدادية جديدة في الزلزال الإلكتروني والحصيلة 14 شهيداً و450 جريحاً
نتنياهو يربط استهداف حزب الله بإعادة المهجّرين من المستوطنات ولم يقل كيف؟
صفي الدين يؤكد أن جبهة إسناد غزة ستكون أقوى… والكل ينتظر كلمة نصرالله

كتب المحرر السياسي

الموجة الارتدادية لزلزال الاستهداف الالكتروني الذي أطلقه كيان الاحتلال ضد لبنان، موجِّهاً آلة القتل الإجرامية ضد بيئة المقاومة وبنيتها المدنية وبعضاً من جسمها العسكريّ، غير آبه بكل معايير وقواعد خوض الحروب منتشياً بالقتل وإسالة الدماء، كانت بتفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية بعدما استهدفت الموجة الأولى من الزلزال أجهزة المناداة، ومع الجولة الثانية التي حصدت 14 شهيداً و450 جريحاً، كما قالت وزارة الصحة اللبنانية، ارتفع العدد الى قرابة الـ 4 آلاف مصاب بين شهيد وجريح.
التضامن الوطني اللبناني كان هو المشهد الذي أحبط رهانات الاحتلال على فرضية الانقسام الداخلي وإطلاق مناخ داخلي عدائي للمقاومة على خلفية الاستهداف والتهديد بالحرب، فكانت غالبية كاسحة تقف وراء المقاومة وتقدّر عالياً حكمتها طوال قرابة السنة بفعل المستحيل لتفادي الحرب وتجنيب لبنان مرارتها، وتحمل أكلاف المواجهة في بنية المقاومة وبيئتها المباشرة، ليكون هذا التضامن الواسع تفويضاً للمقاومة بردّ يتناسب مع العدوان والجريمة، ويعيد الاعتبار لميزان الردع، وبقيت أطراف قليلة خارج هذا التفويض، لكنها رفضت التناغم مع ما يريده الاحتلال من تحريض على المقاومة، كما فعلت القوات اللبنانية التي قالت ليس الوقت للسياسة بل للحزن، وانحسرت موجة التحريض على المقاومة الى مجموعة مرتزقة لا يزيدون عن العشرات، مموّلين من الخارج لا قيمة ولا تأثير لهم خارج وسائل التواصل الاجتماعي، وفي قلب هذا التضامن الوطني برز تقدير خاص لمواقف الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي، وللرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

على ضفة كيان الاحتلال تحدّث قادة الكيان بلغة لا تُخفي المسؤولية عن العدوان دون إعلان تبنٍّ رسميّ، فتحدث المسؤولون العسكريون عن أن ما ظهر ليس كل ما لدى الاحتلال، وتحدّث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بقوله إن ما شهدناه هو ترجمة الالتزام بإعادة المهجّرين من مستوطنات شمال فلسطين المحتلة دون أن يقول كيف سيحقق عودة هؤلاء المهجرين مع استمرار تساقط الصواريخ والطائرات المسيّرة في مناطق الشمال وبعمق يصل إلى ثلاثين كيلومتراً.

على ضفة المقاومة أعلن رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن المقاومة ماضية بالتزامها بجبهة الإسناد وبصورة أقوى وأشد، وأن العقاب آتٍ على جرائم الاحتلال، بينما ينتظر اللبنانيون والعرب والعالم وقادة الكيان والرأي العام فيه ما سوف يقوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته اليوم الساعة الخامسة بعد الظهر.

لم يكَد لبنان يلملم جراح العدوان الإسرائيلي الأمني – السيبراني الخطير والكبير وآثاره أمس الأول، وينتظر اللبنانيّون كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله للاطلاع على حقيقة ما حصل وكيفية مواجهة الحرب الجديدة، حتى أتبعه بعدوان مماثل آخر أمس، بتفجير أجهزة لاسلكي تستخدمها عناصر حماية أمنية ما أدّى الى استشهاد وجرح المئات، ما ينقل الحرب بين حزب الله وكيان الاحتلال إلى مرحلة جديدة مشرّعة على كافة الاحتمالات، بحسب ما تقول مصادر مطلعة لـ”البناء”، مشيرة الى أن “كل الوسائل والأساليب التي استخدمها العدو الإسرائيلي فشلت بإجبار الحزب على التراجع ووقف جبهة الإسناد لغزة، ولا يستطيع خوض حربٍ عسكرية واسعة جوية وبرية على لبنان خشية ردة فعل المقاومة ومعادلات الردع القاسية التي تفرضها على العدو، فكانت الحرب الأمنية والتكنولوجية والسيبرانية هي البديل عن الحرب العسكرية لاعتباره أنه يتفوّق فيها على حزب الله”. ووفق المصادر “يراهن العدو مجدداً على دفع الحزب لوقف جبهة الإسناد من شمال فلسطين المحتلة، من خلال تدفيع بيئة الحزب ثمناً باهظاً لجبهة الإسناد وزرع البلبلة والإرباك في قيادة المقاومة والتشكيك بقدرة المقاومة على حماية بيئتها، كما إظهار التفوق الإسرائيلي في هذه الحرب بعد عجزه عن تغيير الواقع على الحدود بالقوة العسكريّة”. إلا أن المصادر لم تقلل من أهمية هذا الخرق التكنولوجي الأمني لإحدى شبكات اتصال حزب الله، لكنها أشارت الى أن الاحتلال لم يخرق كل منظومة اتصالات المقاومة، مؤكدة أن شبكة الاتصالات الداخلية للمقاومة آمنة ولم تتعرّض لأي اختراق، ومطمئنة الى أن قيادة المقاومة لم تُصَب بأي أذى.

وعلمت “البناء” أن الأجهزة الأمنية والتقنية المعنية في حزب الله أجرت تحقيقات دقيقة لما حصل وباتت تملك رواية كاملة وأن كل الدلائل والمؤشرات تشير الى ضلوع العدو بهذا العدوان، كما اتخذت إجراءات للحماية الأمنية والالكترونية وتستعدّ لهجمات سيبرانية إسرائيلية جديدة. وتوقع خبراء حصول مزيد من عمليات الاختراق الإسرائيلية لأجهزة اتصالات وتقنيات.
وشدّدت أوساط مقرّبة من المقاومة لـ”البناء” على أن تفجير الأجهزة اعتداء على السيادة اللبنانية وتجاوز لكل الخطوط الحمر وقوانين الحرب، ويمكن وصفه بعمل إرهابيّ وجرائم حرب وإبادة جماعية، ولم تُسجل سوابق له، متوقعة رداً قريباً وقوياً من حزب الله. ولفتت الى أن هذه الهجّمات تحمل رسالة إسرائيلية – أميركية لحزب الله: إما توقف حرب الإسناد لغزة من الجنوب وإما ستدفع الثمن الباهظ جراء الحرب الجديدة التي تعتبر أنها متفوّقة فيها.

وفي سياق ذلك، زعم رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إلى “أننا لم نفعّل كل قدراتنا، ورأينا بعضها فقط، وقاعدتنا أنه مع كل خطوة نكون جاهزين خطوتين قدمًا”، مضيفًا “في كل مرحلة من مراحل الحرب سيدفع حزب الله ثمنًا أكبر من الذي دفعه بالمرحلة السابقة”، فيما زعم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أنني “قلت سابقاً إننا سنعيد سكان الشمال إلى منازلهم بأمان وهذا ما سنفعله بالضبط”.

في غضون ذلك تتجه الأنظار الى كلمة السيد حسن نصر الله عصر اليوم، حيث يتحدث حول ‏آخر التطورات، ووفق معلومات “البناء” فإن السيد نصرالله سيشرح حقيقة العدوان والاختراق الأمنيّ الالكترونيّ الذي حصل أمس وأول أمس بناء على التحقيقات التي أجرتها الجهات المعنية في المقاومة، وسيشدّد على مخاطر العدوان بعد توصيفه بدقة، وكذلك الأمر أبعاده وخلفياته وتداعياته، والاحتمالات التي يواجهها لبنان وكيفية المواجهة، كما سيؤكد السيد نصرالله أن لبنان سيكون موحّداً في مواجهة العدوان الإسرائيلي بنسخته الجديدة وبحالة الدفاع عن النفس، وستكون المقاومة ملزمة بالردّ الذي تراه مناسباً ومواجهة أي رد إسرائيلي على الرد حتى لو بلغت توسيع الحرب على نطاق واسع وصولاً الى الحرب المفتوحة والشاملة. كما سيوجّه السيد نصرالله رسالة الى قادة العدو والى الرأي العام والداخل الإسرائيلي بأن حكومة الاحتلال هي مَن بدأ الحرب وتتحمّل مسؤولية التداعيات، وبأنها تأخذ كيان الاحتلال الى كارثة استراتيجيّة. وتوقعت الأوساط جولة تصعيد كبيرة قد تتجاوز قواعد الاشتباك والخطوط الحمر التي حكمت الحرب طيلة سنة كاملة.

وفي سياق ذلك، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأن “مجلس الوزراء الإسرائيلي فوّض نتانياهو وغالانت باتخاذ الإجراءات الدفاعية والهجومية ضد حزب الله”. وذكرت القناة أن “تفويض مجلس الوزراء المصغّر نتنياهو وغالانت باتخاذ القرارات سيؤدي لنشوب حرب شاملة مع لبنان”.

في المقابل أكَّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي أن العدوان الصهيوني على لبنان له عقابه وقصاصه الخاص، مشدّدًا على أنَّه آتٍ بإذن الله، مطمئنًا أهل المقاومة بأنَّ المقاومة قويّة وعزيزة وعظيمة وقادرة على إلحاق الهزائم بالعدو.

وقال خلال تشييع الشهداء على طريق القدس في الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، الذين ارتقوا جراء العدوان الصهيوني على لبنان: “العدو لا يعرف حتى اليوم ما هو مجتمع المقاومة الذي تربّى على تضحيات كربلاء وتضحيات سيد الشهداء وأبو الفضل العباس الذي حين تُقطع يمينه يحمل السيف بيساره وحين تُقطع يساره يستمرّ حتى نهاية الطريق”، مشددًا على أنَّ أبناءنا الجرحى سيعودون إلى ساحة جهادهم ليُكملوا الطريق.

وتوجّه للعدو الصهيونيّ بالقول: “إذا كان هدفك أن تتوقف معركة الإسناد فلتكن على علم أنها ستزداد قوّة وعزمًا وإرادة إلى الأمام”، لافتًا إلى أنَّ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يعلم أنَّ هذه الطريق هي لتمرير خدعه وأكاذيبه وليس لإعادة المستوطنين إلى الشمال لأن هذا سيزيد من أعدادهم أضعافاً.

وطمأن رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله أهل المقاومة وكل المحبين، فالمقاومة قوية وعزيزة وعظيمة وقادرة أن تبقى صامدة وقادرة على إلحاق الهزائم بالعدو، مؤكدًا أنَّها لم تتأثر على مستوى الأداء أبدًا وجرى قصف أهداف للعدو في صباح هذا اليوم. وشدَّد على أنَّ “العدوان الصهيوني له عقابه وقصاصه الخاص وهو آتٍ بإذن الله تعالى، فنحن قوم لا نُكسَر ولا نُهزَم”.

وفي تفاصيل عدوان أمس، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيانٍ عن استشهاد 9 أشخاص وإصابة أكثر من 300 آخرين جراء العدوان الصهيونيّ الجديد الذي استهدف اللبنانيين عبر تفجير الأجهزة اللاسلكيّة.

من جهتها، أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني أنَّ “عناصرها عملوا على إخماد حرائق اندلعت داخل منازل وسيارات ومحال في البقاع والجنوب وجبل لبنان والضاحية الجنوبيّة لبيروت”. وأوضح وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، أنّ “طبيعة الأجهزة التي انفجرت اليوم (أمس) كانت أكبر وحصيلة الضحايا مرشّحة للارتفاع”. ولفت، في تصريح إلى أنّ “تفجيرات اليوم (أمس) في لبنان تسببت في إصابات بليغة”، وقال: “نقلنا مرضى من الجنوب إلى مستشفيات في الشمال من أجل استيعاب عدد المصابين”. وأوضح الأبيض أنّ “عدداً من دول الجوار تواصلت معنا لتقديم الدعم وبدأ وصول جسور جويّة تحمل مساعدات”.

بدورها، أعلنت وزارة الاتصالات في بيان، أنّ “أجهزة Icom V82 التي تمّ تفجيرها، لم يتم شراؤها عن طريق الوكيل، ولم يتم ترخيصها من قبل وزارة الاتصالات، علماً بأن الترخيص يتم بعد أخذ موافقة الأجهزة الأمنية”.

ونقلت شبكة “سي إن ان” عن مصدر أمني لبناني، أن “الأجهزة اللاسلكية أقل استخداماً من أجهزة البيجر وتمّ توزيعها على منظمي التجمعات”، فيما نقلت «رويترز» عن مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر، أنّ “جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع كميات صغيرة من المتفجرات داخل 5 آلاف جهاز اتصال (بيجر) تايواني الصنع طلبها حزب الله قبل أشهر من التفجيرات”. وقالت مصادر لـ”رويترز” إن المؤامرة استغرقت على ما يبدو أشهراً عدّة من أجل التحضير.

وأشار المصدر الأمني اللبناني إلى أن الحزب طلب 5 آلاف جهاز اتصال من إنتاج شركة “غولد أبوللو” التايوانيّة. وقال المصدر إنها وصلت إلى البلاد في الربيع. وعرض صورة للجهاز، وهو من طراز “إيه بي 924”، وهو مثل أجهزة المناداة الأخرى التي تستقبل وتعرض الرسائل النصيّة لاسلكياً؛ لكنها لا تستطيع إجراء مكالمات هاتفية. وفي سياق متصل، ذكر مسؤول أمنيّ تايوانيّ رفيع، أن “تايوان ليس لديها سجل بشحن أجهزة الاستدعاء “البيجر” لشركة “غولد أبولو” إلى لبنان”، وذلك في أعقاب الاستخدام الواضح لأجهزة الشركة في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف حزب الله. وأوضح المسؤول الأمني لشبكة CNN، أن “شركة غولد أبولو قامت بشحن حوالي 260 ألف جهاز استدعاء من تايوان، معظمها إلى الولايات المتحدة وأستراليا”.

وأفادت “الوكالة الوطنيّة للإعلام”، أنّ “الجيش قام بتفجير جهاز لاسلكي منفجر، عثر عليه في موقف الجامعة الأميركية في بيروت، بعدما طلب من الموجودين أمام مدخل الجامعة والإعلاميين مغادرة المكان بالقرب من مركز سرطان الأطفال. وقبل تفجير الجهاز عمد الجيش الى وضع أكياس من الرمل والحجارة عليه حرصًا على السلامة العامة.

ويُذكر أن جهازاً لاسلكياً كان داخل سيارة مركونة في موقف المستشفى انفجر في التوقيت نفسه الذي حصلت فيه الانفجارات في الأجهزة اللاسلكية في عدد من المناطق أمس. كما قام الجيش بتفجير جهاز لاسلكي في منطقة كليمنصو”.

على المستوى القضائيّ سطّر مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكريّة القاضي فادي عقيقي “استنابات إلى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي كلّفهما بموجبها جمع كل المعطيات الأمنيّة والفنيّة المتعلّقة بتفجير أعداد كبيرة من أجهزة البيجر التي نجم عنها استشهاد وجرح مئات المواطنين، كما كلّفهما بالإجراءات عينها بما خصّ تفجير أجهزة اتصال لاسلكيّة بتاريخ اليوم (أمس) والذي أسفر عن سقوط عدد من الجرحى والقتلى”. وطلب القاضي عقيقي “تزويده بكافة المعطيات اللازمة وإطلاعه على كل المستجدّات بموجب محضر رسميّ، وذلك لإجراء المقتضى القانوني بما خصّ هذه الأفعال الجرميّة، كما كلف قطعات قوى الأمن الداخلي على كل الأراضي اللبنانية بتحديد أعداد القتلى والجرحى”.

رسمياً، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث جرى عرض لتطورات الأوضاع السياسية والميدانية، لا سيما بعد العدوان الإسرائيلي الذي استهدف لبنان عصر أمس وأدّى الى سقوط عدد من الشهداء وأكثر من 2800 جريح.

وفي حين دعت الأمم المتحدة لمحاسبة “المسؤولين عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان، نفى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة ضالعة أو على علم مسبق بعملية تفجير المئات من أجهزة الاتصال التي يستخدمها “حزب الله” في لبنان”.

وأكد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي، أننا “لم نشارك في الهجمات التي شهدتها لبنان أمس واليوم، ونودّ أن نرى نهاية للحرب وكل ما فعلناه كان في سياق منع التصعيد في المنطقة”. وأشار كيربي، الى أن “التوصل إلى وقف إطلاق النار أفضل طريق للمضي قدماً وسنواصل مساعينا لتحقيق ذلك، ونريد نهاية الحرب في غزة وكل ما نقوم به منذ البداية مخطط له لإيجاد حل”. وشدّد على اننا “منخرطون في دبلوماسية مكثفة لتجنب فتح جبهة ثانية للحرب في لبنان، ولدينا خطط جاهزة للإجلاء في جميع أنحاء العالم”، مضيفاً “نحاول إعادة حماس و”إسرائيل” إلى طاولة المفاوضات ولا شيء تغير في مساعينا بهذا الخصوص”. وتابع “لا نرغب في رؤية أي تصعيد في المنطقة ونعتقد أن حل الأزمة بالدبلوماسية وليس عبر العمليات العسكرية”، كاشفاً أن “الولايات المتحدة ليست ضالعة في تفجيرات بيروت ولن نقدم تفاصيل أكثر”.

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أننا “اطلعنا على تصريحات “إسرائيل” بشأن العمليات العسكرية في لبنان وطلبنا ممارسة أقصى ضبط النفس”، معربةً عن “قلقها من أن التطورات الأمنية الأخيرة في لبنان تساهم في تصعيد خطير للتوترات في المنطقة”.

ولم تحجب الأحداث الأمنية الضوء عن المواجهات العسكرية في الجنوب، حيث نفذت المقاومة سلسلة عمليات جهادية استهدفت مواقع تجمّعات للعدو الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة بالأسلحة الصاروخية المناسبة وذلك في إطار عملياتها الداعمة لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة والمساندة لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة ردًا على اعتداءات العدو على القرى والبلدات الصامدة في الجنوب اللبناني.

وفي هذا السياق استهدف مجاهدو المقاومة مرابض مدفعية العدو الصهيوني في «نافيه زيف” بصلية من ‏الصواريخ، وقصفوا مقرّ سرية تابع للواء حرمون 810 في موقع “حبوشيت”، ومقر كتيبة السهل في ثكنة “بيت هلل”‏ بصلية من صواريخ الكاتيوشا. ‏كذلك استهدفوا موقع بياض بليدا بقذائف المدفعية وأصابوه ‏إصابة مباشرة.

المصدر: صحف