أنقذ التدخلُ الإسعافيُ والطبي السريع على مستوى لبنان أرواحَ الكثيرِ من الجرحى جراءَ العدوانِ الصهيوني. وملأت أصوات سيارات الاسعاف أسماع اللبنانيين على امتداد الوطن منذ اللحظات الأولى للعدوان الصهيوني بتفجير أجهزة البايجر. أصوات عكست حالة استنفار قصوى لدى الفرق الإسعافية من مختلف الجمعيات لنقل الجرحى وعلاج الإصابات الطفيفة في مستشفيات ميدانية استحدثت للغاية.
مئة مستشفى على امتداد الأراضي اللبنانية استنفرت بدورها.. طواقم أطباء من مختلف الاختصاصات وممرضون وممرضات نجحوا في استيعاب الصدمة الأولى والتعامل مع الأعداد الاستثنائية للجرحى.
جهوزية وسرعة استجابة المستشفيات والفرق الإٍسعافية وتعاونها مع بعضها ومع وزارة الصحة أنقذت أرواح الكثير من الجرحى، وهي تواصل عملها دون كلل أو ملل للتخفيف من حجم إصاباتهم وتماثلهم للشفاء.
ووجّهَ نقيبُ اطباءِ بيروتَ يوسف بخاش نداءً عاجلاً الى الاطباءِ من كلِّ الاختصاصاتِ للتوجهِ فوراً الى مراكزِ عملِهم او اقربِ مستشفًى للعملِ على التخفيفِ من آلامِ الجرحى.
ولليوم الثاني على التوالي، تستمرُّ عملياتُ التبرّعِ بالدم لجرحى العدوانِ الصهيوني على لبنان. حيثُ يواصل المواطنون توافدَهم بكثرةٍ الى مراكزِ التبرعِ في عددٍ من المناطقِ واحياءِ الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروتَ ومنها الخيمةُ التي اقامتها الهيئةُ الصحيةُ الاسلاميةُ في ميدانِ الشهداءِ لاستقبال المتبرعين.
ومن الشمال والبقاع الى الضاحية والجنوب وكلِّ لبنان، موقفٌ وطنيٌ واحدٌ إلى جانبِ المقاومة، وضدَ إجرامِ الصهاينة، يُفشلُ مخططاتِه، ويبددُ مشاريعَه.
وأراد العدو الاسرائيلي باجرامه كسر إرادة الوطن، فجاءه الرد: هذا ليس مصاب فئة، بل مصاب وطن متعاضد، متكاتف متضامن، يقف كله بجراحه وشهدائه وشعبه ومقاومته ضد ما أراده الصهيوني، ويفجر في وجهه قنبلة وطنية عابرة .. فوق مآربه الإنهزامية.
نقيض الصهيونية، هنا في لبنان، الذي عض على جراحه من أول الوطن إلى آخره، شييع شهدائه، وضمد جراحه، ومزق كل مخططات العدو للضرب خلف الخطوط بأخبث الأساليب. وأفشل أوسع وأخطر ضرباته الأمنية، بمواقف وطنية، لا بل بوصل الدم بين العروق بأكثر من الفي حالة تبرع.. هذا تحديداً، مقاومة.
جدار وطنية مرتفع، ممتد من الشمال والبقاع الى الضاحية والجنوب.. دم، وموقف ورص صف، وظهير مقاومة .. يكسر كل موجات الإختراقات، ويبدد كل أحلام الأعداء.
المصدر: المنار