شيّعت بلدة سرعين أول أطفالها على طريق القدس الشهيدة الكشفية فاطمة جعفر عبد الله. وبدورها بلدة قصرنبا أيضا ودّعت أول أمهاتها على طريق القدس الشهيدة عطاء مبارك الديراني، الذين قضيا جراء العدوان الصهوني على لبنان عبر تفجير أجهزة البايجر.
ولنا مع أيلول الشهداء حكايا أخرى، بات لنا فيه حكاية طائر آخر هاجر فوق كل قلب فوق كل نبض، حكاية أخبرتنا إيها بسمة الصبح في الديار. الطفلة الكشفية فاطمة جعفر عبدالله ودعتها اليوم بلدتها سرعين، أصغر شهداء البقاع على طريق القدس.
إفسحوا في المجال كي نرى وجه نعشها الطاهر، من طهر يديها ومن طهر قلبها الذي قتلته وحشية العدو الصهوني في مجزرة البايجر.
وهنا حكاية عطاء آخر، عطاء يقرأ من عنوانه وفيه قدمت بلدة قصرنبا اول امهاتها شهيدة على طريق القدس، الشهيدة عطاء مبارك الديراني.
وقبل ان تودعها الأحبة، كان الوداع بينها وبين طفليها ومنهما ابن الشهرين، وكانه يخاطبها، أمي كيف حال عينيك واليدين، وما أجملك بالجناحين والعيون تلمع طهرا وحبا.
لن تذبل ورودكم البيضاء فوق النعوش، وما ضاع العمر بل كتبت دماء الطفلة فاطمة والام عطاء وكل الشهداء المدنيين الأبرياء. أحدوثة مجد تحكي ضعف ووحشية عدو يحارب الإنسانية والأرض الأبية.
المصدر: المنار