فجر يوم الأحد الماضي، بدأت المقاومة اللبنانية بشن هجوم مكثف على قواعد وثكنات الإحتلال الإسرائيلي (340 صاروخاً)، ضمن إطار “الرد الأولي” على اغتيال القائد الكبير فؤاد شكر.
هجوم سرعان ما حاول الإحتلال والإعلام المساند له، اخفاء انجازاته عبر الإدعاء بأن جيش الإحتلال الإسرائيلي قام ب”ضربة استباقية”، لمنع هذه الصورايخ والمسيرات من الدخول الى الإحتلال. سردية كررت على المنصات العربية المطبعة، وسوّق لها باطراد، الى جانب إعلاء السقف بالترويج لتهديدات الإحتلال بشن عدوان على لبنان لا تعرف جغرافيته، الى جانب التلويح مجدداً باجتياح اسرائيلي للأراضي اللبنانية سعياً نحو عودة “سكان الشمال” الى مستوطناتهم. هذا الجانب من التغطية طغى على المسار الإعلامي لهذا الرد، في محاولة لاخفاء مكامن الضعف الإسرائيلية وقدرة المقاومة على الوفاء بوعدها واختراق كل المنظومات الأمنية للإحتلال.
الاعلامية زينب حاوي:
افيخاي ادرعي يحتلّ الشاشات:
البداية مع الحضور الإعلامي الإسرائيلي في الإعلام العربي. حضر كما جرت العادة المتحدث باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي. حضر الأخير على شاشتين الأولى على “سكاي نيوز”، على مدى 12 دقيقة، ضمن تغطية اخبارية معنونة “الجيش الإسرائيلي لسكاي نيوز : هذا ما سنفعله لمواجهة أي تهديد من حزب الله”. قام ادرعي بالترويج لقدرة الإحتلال على ضرب منصات الصواريخ للمقاومة ضمن ما وصفه ب”الضربة الإستباقية”. تحدث ادرعي عن عودة سكان مستوطنات الشمال عبر اضعاف المقاومة وابعادها عن الحدود.كما ظهر أيضاً في اليوم عينه على شاشة “العربية” السعودية.
تسويق للرواية الاسرائيلية عن “ضرية استباقية”:
هذه الرواية دأب هذا الإعلام على التسويق لها باطراد على الرغم من اعتبار المقاومة لها بأنها “فارغة”. الهدف من هذا التسويق التخفيف من قوة ونجاح هجوم المقاومة وأيضاً اظهار قوة الإحتلال في الإستطلاع والصد “الإستباقي” لأي هجوم. الى جانب طبعاً تكرار الأرقام المبالغ بها في الحديث عن تدمير آلاف المنصات والآف الصواريخ التي كانت متجهة نحو الإحتلال.
في الإطار عينه، نشرت شبكة “الحرة” الأميركية الناطقة بالعربية شريطاً تحت عنوان :”اسرائيل تشنّ ضربة استباقية على جنوب لبنان لمنع هجوم وشيك من حزب الله”. يتقاطع مع السردية عينها مع إضافة تصريح وترويج للمتحدث باسم الإحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري الذي ادعى (باللغة الإنكليزية) بأن الإحتلال قام باستهداف منصات الصواريخ “لمنع شن هجوم على مدنيين اسرائيليين”.
بث صور حربية اسرائيلية عن استهدافات جنوب لبنان:
ترافق مع نشر وتسويق لهذه السردية تبني وبث صور من الإحتلال الإسرائيلي عن الغارات العدوانية التي شنت على جنوب لبنان
التسويق لقدرة الإحتلال على شن حرب واسعة على لبنان:
استغل الحدث لبث مزيد من التهويل بشن الإحتلال حرباً واسعاً على لبنان واستهدافها كامل الأراضي اللبنانية. إذ ربط هذا الأمر اي قدرة الإحتلال على إحداث “الضربة الإستباقية” بقدرته مجدداً على منع “اي تهديد” يطاله، في الإستناد الى المتحدث باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري.
ايضاً من ضمن المسارات الإعلامية التهويلية التي تخدم الإحتلال. سوقت المنصات العربية لإمكانية اجتياح الإحتلال برياً للبنان لإبعاد المقاومة وعودة سكان المستوطنات. على سبيل المثال نتوقف عند تغطية “الحدث” السعودية التي روجت لهذا الأمر واعتبرت بأن الإحتلال “لن يتهاون في الفترة المقبلة” في رده على المقاومة وتأمين منطقة الشمال من خلال السعي والدخول الى جنوب لبنان وإنشاء حزام أمني.
المصدر: موقع المنار