أوضح المنسق العام للحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، الشيخ يوسف عباس أن مؤتمر نداء الأقصى الدولي الثالث الذي عقد في العراق وبرعاية من العتبة الحسينية المقدسة، هو من جملة الأنشطة التي تقوم بها الحملة، تحت شعار عودة إلى الأرض والقضية. ولفت إلى أنه وعلى مدار سنوات السابقة، كان هناك محاولة لإبعاد الأمة عن قضية فلسطين، واشغالهم في قضايا أخرى، وبالتالي عملت الحملة على استحضار قضية فلسطين في كل مكان يمكن أن تحضر فيه هذه القضية في مواجهة محاولة تغييبها.
وأشار الشيخ عباس في مقابلة مع موقع المنار الالكتروني في كربلاء المقدسة، إلى أن هذا العام كان لمؤتمر نداء الاقصى طعم ولون آخر، حيث كان متشحا بلون الدم والتضحية، وكان مترافقا مع المعارك ومع التضحيات ومع المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني، مشيراً إلى أن المؤتمر لقي تجاوباً كبيراً من النخب والشخصيات، حيث شارك أكثر من 200 شخصية من 60 دولة حول العالم.
وأكد الشيخ عباس أن المشاركين في المؤتمر حظوا باستقبال مميز من الأخوة في العتبة الحسينية المقدسة، ومن الشعب العراقي، مشيراً إلى أن جل الذين وجهت لهم الدعوات تجاوبوا سريعا، رغم أن تنظيم المؤتمر جاء بالتزامن مع الحديث عن الرد الإيراني على الاعتداء الغاشم الذي قام به العدو الصهيوني على طهران، وأيضا الذي تم على الضاحية الجنوبية.
وأشار إلى ان المؤتمر سعى إلى الخروج ببعض النتائج العملية على صعيد دعم القضية الفلسطينية، وتحدث عن أن العديد ممن شارك في المؤتمر بدأوا بالتحضير لبعض الخطوات العملية التي يقومون بها، سواء فيما يرتبط باستقبال الجرحى سواء فيما يرتبط ببعض التحركات الميدانية أو القانونية، أو بدعوة لعقد مؤتمرات. وأعلن أنه من الممكن أن يتم الاعلان عن عقد مؤتمر مهم وكبير بالتعاون مع إحدى الدول التي تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية في أميركا اللاتينية.
وأكد الشيخ عباس، أن للقضية الفلسطينية قوة وامتداد وحضور على مستوى العالم، وأن هناك الكثير ممن يؤمنون بقضية فلسطين إيمانا عميقا، ويعملون من أجل خدمتها بأدواتهم البسيطة، ومستعدين أيضا للتضحية.
وأضاف أن الحملة العالمية العودة إلى فلسطين رفعت قضية فلسطين كقضية وحيدة وجامعة، بقطع النظر عن القضايا الأخرى، مع احترامنا لكل القضايا، وقال إن القضية الفلسطينية تبقى قضية جامعة، علينا أن نستفيد من جامعيتها، دون أن نجيرها للحديث عن أي قضية أخرى، وهذا الأمر شكل نوع من الراحة والتفاعل من قبل الكثيرين.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية هي رابطة أخوة إنسانية، وهذا الأمر حقيقي وواقعي، وقال إن فلسطين تجمع العالم على أساس إنساني، وشدد على أن مفهوم العدالة في القضية الفلسطينية واضح، مشيراً إلى أن الوقوف مع العدل هو محرك لأي إنسان لأي حر في في العالم.
وبالنسبة لجنوب افريقيا ولجهودها في محكمة العدل الدولية، أشار الشيخ عباس إلى أن دولة جنوب افريقيا قامت على أساس مواجهة الظلم والعنصرية على مدى عقود من الزمن، وبالتالي أرضية الدفاع عن العدالة موجودة هناك، وأضاف أن قلوب النخب في جنوب افريقيا تخفق مع القضية الفلسطينية، وهم يشعرون بانهم يجب أن يقدموا شيء للقضية الفلسطينية.
وتحدث الشيخ عباس عن مساهمات مؤتمر الحملة في جنوب افريقيا القانونية، حيث خرج بمقترح يدعو إلى التحرك في المحاكم الدولية لمواجهة العدو الصهيوني على كافة الجبهات. وجرى رفع هذا المقترح إلى رئيس الجمهورية في جنوب افريقيا وتم التواصل مع العديد من الجهات الفاعلة، ومن ضمنهم مانديلا الذ كان حضوره اساسيا في انجاح هذه المقترحات.
واكد أن هذه المقترحات فضحت العدو الاسرائيلي من زاوية عدم ايمانه بكل القوانين الدولية، وكان للعديد من الحقوقيين دور في صياغة هذه الدعوة، وفي تقديمها إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وأكد الشيخ عباس أن ما يسمى بالمجتمع الدولي بجميع مؤسساته، هي تعيش حالة الانكشاف والافتضاح، واوضح أن كل المؤسسات الدولية غير قادرة على التأثير، مشيراً إلى أن محكمة العدل الدولية، اتخذت قرار في إيقاف الحرب في رفح، ولكن بكل صلافة كان جواب الصهاينة بقيامه بجرائم أكبر.
وشدد على ان الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين مستمرة في معركتها الحقوقية، وقال إن نتائج هذا الأمر بدأت تظهر للعالم، بأننا أمام مجتمع دولي ظالم، ولا يمكن لأي حر في هذا العالم أن يقبل به، وشدد على أن هذا الانكشاف اليوم هو الذي بدء يحرك الجماهير في الدول الغربية بشكل غير مسبوق، وبالتالي هذا عنصر مهم جدا، وربما يكون من أحد إنجازات طوفان الأقصى.
وأوضح الشيخ عباس أن هناك العديد من القضايا التي تعمل عليها الحملة، أولا من خلال محكمة العدل الدولية والقضية التي رفعتها جنوب إفريقيا، وقال إن “هناك تواصل مع الكثير من أصدقائنا في دول متعددة لتشجيع حكوماتهم على الانضمام ومساندة جنوب إفريقيا في دعواها”.
وكشف الشيخ عباس أن الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين رفعت دعوة في محكمة الجنايات الدولية، وكان من بين الذين قدموا هذه الدعوة مناويل بنيدا الذي هو نائب في البرلمان الأوروبي، وهو من الأشخاص المناضلين الذين عاشوا فترات في غزة وكان شاهد عيان على جرائم العدو الصهيوني، ولذلك هو تقدم بهذه الدعوة مع عدد من الحقوقيين الفلسطينيين كشاهد عيان.
وأشار إلى أن الحملة عملت مع عدد من أعضائها على رفع دعاوى على بعض الذين يشاركون مع العدو الصهيوني في الحرب القائمة على غزة، مثلا في جنوب أفريقيا، حيث رفعت دعاوى إضافية، وأضاف أن هناك أحد المحامين الذين رفعوا هذه الدعوة، هو أيضاً شارك في مؤتمر نداء الأقصى، وتحدث في هذا الإطار عن الدعاوى التي اقيمت في جنوب افريقيا ذد مزدوجي الجنسية الذين يحاربون في الجيش الإسرائيلي ضد أهل غزة.
وأكد الشيخ عباس أن الاطر القانونية في العالم مفصلة على قياس هذه القوى الكبرى والتي تؤمن كل هذه الرعاية، وكل هذا الاحتضان لهذا العدو، وتعمل على إسقاط أي خطر يحاصره، وبالتالي قد لا نتوقع منها الكثير.
ورغم ذلك، شدد الشيخ عباس على أن الحملة تسعى من خلال أعضائها في أنحاء العالم لتقديم ما نستطيع من أجل محاصرة هذا الكيان سواء على مستوى المحاكم المحلية أو على مستوى المحاكم الدولية.
وأكد الشيخ عباس أن طوفان الأقصى، أخذ قضية فلسطين إلى موقع متقدم جداً، وقال إن فلسطين أكبر من قضية تحرير أرض وتحرير شعب وإعادة مقدسات وإعادة لاجئين، وشدد على ان فلسطين اليوم هي في موقع يغير وجه العالم حضارياً وهذا ليس مبالغة.
وقال إن قضية فلسطين تفصل العالم إلى جناحين، مجموعة التي تقف مع الكيان الصهيوني الغاصب، وتشكل غطاء وحاضن وداعم له، باتت مكشوفة أمام العالم وأمام شعوبها، حيث أنها وعلى مدى عقود من الزمن، كانت هذه القوة، تظهر أنفسها بأنها القوى اللطيفة المهتمة بحقوق الإنسان التي تريد أن تنشر الديمقراطية والحرية، وبالغت في الحديث عن الحريات، واليوم بدأت تفتضح بشكل واضح.
وقال إنه اليوم انكشف للعالم حقيقة هؤلاء، وأضاف “نحن أمام فراغ حضاري اليوم، وهذا من بوابة فلسطين. وأكد الشيخ عباس أن المجموعة التي تقف مع العدو الإسرائيلي تضم مسلمين ومسيحيين ويهود ورجال دين من مختلف المذاهب، والمجموعة التي تقف ضده كذلك، موضحاً أن هذا التنوع الكبير يؤكد الحضور الإنساني للقضية الفلسطينية وبالإمكان أن يشكل رؤية حضارية للعالم.
وبالنسبة إلى تكريم الرياضيين في العالم الرافضين للتطبيع، أكد الشيخ عباس ان هناك الكثير من الرياضيين الأحرار، مشيراً إلى أن الكيان المجرم ارتكب جرائم بحق كل القطاعات، ومن ضمنها الرياضة في غزة، حيث استشهد مئات الرياضيين خلال العدوان الأخير على غزة وغيره من الحروب.
ولفت إلى ان لدى العدو الصهيونية حساسية كبيرة من أي امتناع أي رياضي من اللعب مع آخر صهيوني، مشيراً إلى أن بعض الرياضيين تم القضاء على مستقبلهم بعد امتناعهم عن اللعب مع لاعب صهيوني.
وأعلن أن الحملة على تواصل مع الرياضيين المقاطعين، وهي بصدد التحضير لمهرجان كبير لتكريم هؤلاء، سيعلن عنه لاحقاً.
المصدر: موقع المنار