لا زالت “اسرائيل” تقتل أهل غزة. هو الثابت الوحيد عقب 319 يوماً على بدء الإبادة الجماعية بحق أهل القطاع. هو الكيان الذي زعم منذ أيام انخراطاً جدياً في عملية تفاوضية تهدف بالظاهر إلى ايقاف الحرب وتبادل الأسرى، لكنها في الحقيقة مجرد املاءات صاغتها معها حليفتها الولايات المتحدة الأميركية، والمطلوب موافقة المقاومة الفلسطينية عليها.
وفي هذا السياق، قال بيان للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأن “النتيجة المباشرة لزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمنطقة هي تصعيد المجازر ورفع وتيرة الإبادة بغزة”، موضحة أن “أميركا ليست وسيطاً وما يحدث ليس نزاعاً هامشياً بل حرب إبادة تقودها واشنطن”. وكشف البيان عن أن “بلينكن أعطى لحكومة العدو تفويضا جديدا باستكمال العدوان وحرب الإبادة”.
هو تفويض واضح، عكسته وأكدته ارتفاع وتيرة المجازر وكثافة القصف، الذي أدّى إلى استشهاد أكثر من 20 فلسطينياً (حصيلة قابلة للارتفاع) وإصابة آخرين إثر قصف للعدو على مدرسة مصطفى حافظ التي تؤوي نازحين غربي مدينة غزة، سبقها ايضاً مجزرتين أمس الاثنين في خان يونس ومخيم الشاطئ، حيث استشهد أكثر من 35 فلسطينياً في غارات الاحتلال على عدة مناطق في القطاع.
وبحسب آخر تحديث لحصيلة الضحايا بحسب وزارة الصحة، فإن قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر بالقطاع وصل منها إلى المستشفيات 34 شهيداً و114 مصاباً خلال 24 ساعة. وأكدت الوزارة أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. كما أضافت أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 40 ألفا و173 شهيدا و92 ألفا و857 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي تفاصيل الاستهدافات اليومية للمدنيين العزّل داخل القطاع، فقد أفادت مصادر إعلامية بأن قصفاً إسرائيلياً استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة جورة العقاد بخان يونس خلف شهيداً وعدداً من المصابين.
هذا وشنت طائرات الاحتلال غارة استهدفت منطقة السطر الغربي بمدينة خان يونس جنوبي القطاع. كما استشهد مواطن بقصف طائرات الاحتلال خيمة نازحين قرب مسجد الهدى في جورة العقاد في خانيونس.
وأفادت مصادر محلية بوصول 33 معتقلا بينهم سيدتان إلى المستشفى الأوربي بغزة عبر معبر كرم أبو سالم بعد إفراج الاحتلال عنهم.
ووصل شهيد إلى مستشفى شهداء الأقصى إثر استهداف من طيران الاحتلال محيط منطقة الجعفراوي شرق دير البلح وسط القطاع. وشنت طائرات الاحتلال غارة محيط الكلية الجامعية وأخرى قرب المجمع الإسلامي جنوبي مدينة غزة.
كما ارتقى شهيدان أحدهما طفل وأصيب آخرون جراء قصف مدفعي من قوات الاحتلال وإطلاق نار على خيام النازحين في منطقة المواصي غرب رفح. واستشهد 4 مواطنين جراء قصف الاحتلال بعد منتصف اللي لسيارة مدنية في محيط شارع الحشاشين شمالي مدينة رفح.
وارتقى 4 شهداء جراء قصف الاحتلال منزل المعتقل علاء أبو زيد في مخيم البريج. وأفادت مصادر محلية أن بين الشهداء زوجة المعتقل علاء وابنه نور، مشيرة إلى أن الاحتلال اعتقل أبو زيد من أحد مراكز الإيواء وسط قطاع غزة خلال الحرب الحالية.
وأصيب عدد من النازحين بجروح، اثر إحراق خيامهم في اعتداء مفاجئ لقوات الاحتلال الصهيوني بعد منتصف الليل، في مواصي القرارة شمال غربي خانيونس.
#عاجل|| مناشدات من الأهالي والنازحين فى مواصي القرارة عشرات الإصابات فى المكان بعد تقدم الآليات الصهيونية وإطلاق نار كثيف.
زملاء صحافيون يتحدثون عن وضع صعب للغاية في المكان، العدو الصهيوني نفذ حزام ناري في المنطقة.. pic.twitter.com/jAAMvjo6Hx
— أدهم أبو سلمية 🇵🇸 Adham Abu Selmiya (@adham922) August 19, 2024
وأطلقت النار باتجاه منطقة المواصي التي طالما زعمت أنها منطقة إنسانية آمنة، والتي يوجد بها عشرات آلاف النازحين في خيام بالية، مضيفة أن النيران اشتعلت في العديد من الخيام فاضطر النازحون إلى ترك خيامهم والفرار باتجاه شاطئ البحر للهرب من الاحتلال ورصاصه الكثيف.
ووفق المصادر، فإن العديد من الإصابات سجلت في المنطقة ويتعذر نقلها إلى المستشفى كما يتعذر إطفاء النيران التي اندلعت في خيام النازحين.
#عاجل محاصرة بعض الأهالي فى مواصي القرارة والحديث عن اصابات فى المكان بعد تقدم آليات الاحتلال الاسرائيلي . pic.twitter.com/cT4BlYm2T5
— Dahlia A. Nofal 🌿♉️ داليا نوفل (@DahliaDou) August 19, 2024
الصحة بغزة: لا نزال بانتظار وصول لقاحات مكافحة شلل الأطفال
إلى ذلك، قالت وزارة الصحة بغزة إنها لا تزال بانتظار وصول اللقاحات الخاصة بحملة مكافحة مرض شلل الأطفال. وأكدت الوزارة أن حملة التطعيم تحتاج إلى ظروف آمنة كي تصل الطواقم الطبية لكل طفل، وهذا يتطلب وقفاً لإطلاق النار خلال فترة تنفيذ حملة التطعيم.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة أن غزة منطقة وباء خطرة، وحذرت من حدوث كارثة حقيقية وسط تخوف كبير من تفشي مرض شلل الأطفال في مناطق شمالي غزة، لا سيما بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس المسبب للمرض في دير البلح.
وتتصاعد المخاوف مع اكتشاف تحور الفيروس إلى نسخة أقوى قادرة على التسبب في الشلل بين من لم يتم تطعيمهم بالكامل، تزامنا مع نقص حاد في التطعيمات ليصبح القطاع أرضا خصبة للفيروس القاتل، وفق المنظمات الدولية.
المصدر: مواقع إخبارية