رغمَ اقصى درجاتِ الاستنفارِ الصهيونيةِ في الاجواءِ اللبنانية وخلفَ الحدود تتمكنُ صواريخُ المقاومةِ ومسيراتُها من اجتيازِ كيلومتراتٍ عدّة الى قواعدِ الاحتلال وتحققُ اصاباتٍ دقيقة.
وبالرغم من استنفار الكيان كل اجهزته الدفاعية والاستخبارية ترقبًا لهجوم المقاومة الاسلامية حتمي، نفذت المقاومة الاسلامية عددًا من العمليات النوعية على عمق وصل في واحدة منها الى 18 كيلومترًا بسرب من المسيرات الانقضاضية وعملية أخرى على عمق عشرة كيلومترات بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
وعلى الرغم من اطباقه البصري والاستخباري، ما زالت المقاومة الاسلامية تنفذ عمليات الاسناد على طول الحافة من رأس الناقورة غربًا وصولًا الى اقصى الشرق مع تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وبكافة انواع الاسلحة.
وبينما تنتظر الجبهة الداخلية الإسرائيلية رد محور المقاومة، يحذر ضباط صهاينة في القيادة الشمالية من أن التهديد البري لم تتم إزالته عن الحدود الشمالية.
ووفقا لهؤلاء، لا يزال بإمكان قوة الرضوان التابعة لحزب الله تنفيذ هجوم منظم على الحدود، بما في ذلك التسلل إلى المستوطنات أو المواقع العسكرية، بحسب موقع والا العبري.
تكرار فشل القبة الحديدة في اعتراض صواريخ المقاومة يزيد رعب المستوطنين
وفي الشمال المحتل تكرارُ فشلِ القبةِ الحديدية في اعتراضِ صواريخِ ومسيراتِ المقاومةِ يزيدُ رعبَ المستوطنينَ المتواصلَ منذُ 10 اشهر. لم يستهدف حزب الله هذه القاعة الرياضية في محفاة شمال فلسطين المحتلّة، بل ما أصابها هو الدفاعات الجوية الصهيونية أثناء محاولة التصدي لمسيّرة حزب الله.
فشل الصاروخ الاعتراضي في اسقاط المسيرة، وسقط بدلًا من ذلك على هذه القاعة، وبات على المستوطنين أن يخافوا الصواريخ الاعتراضية كما مسيّرات حزب الله. هم الذين استوطن الرعب قلوبهم فبلغت حناجرهم خلال عشرة أشهر.
وقال بني بن موفحار،رئيس المجلس الاقليمي مفوؤت حرمون “خرجنا من المكان المحصّن كنا نريد أن نعود الى المنزل وفجأة حصل انفجار. خلال ثانية طرنا من الموقف ووصلت الشظايا الى مدخل المكان. لقد بكيت بعد أن رايت المكان حيث يأتي اليه معوقو الجيش ومن قطعت اطرافهم”
وأضاف اليعازر امسلام، مسؤول الامن في مستوطنة معاليه يوسف “نحن نعيش بشكل يومي تحت تهديد الطائرات المسيرة والصواريخ، والامر الذي يذهلني ويثير استغرابي هو انهم يزيدون التحصين لدينا بعد عشرة اشهر فالجيش يقيم نقاط جديدة وبوابات جديدة وبدلا من ان يتحصن الطرف الاخر نحن نتحصن وانا اقول لكم ان الحياة في المستوطنات التي تم اخلاؤها لم تعد تطاق وهي مخيفة وقاسية.
وبعيدا عن تنظير المستويين السياسي والعسكري في كيان العدو حول الاستعداد والجهوزية لمواجهة أي سيناريو، يقول نقيض ذلك من تبقّوا في مستوطنات الشمال.
وقال يوارم مخلوف، مدير عام المجلس الاقليمي مفؤوت حرمون “نحن نعاني منذ عشرة اشهر بشكل يومي والاضرار هائلة وجنونية وكأن منطقة الجليل منفصلة وليست موجودة. ما يحصل معنا هو امر غير مقبول وهذا الامر يجب ان ينتهي فورا فعشرة اشهر هي وقت طويل جدا”.
وقالت افرات شاحر، مستوطنة من بيت هيلل “لم اعتد بعد على الهدوء والفراغ الذي باتت عليه مستوطنة بيت هيلل حالة الفراغ الموجودة مرعبة وبدلا من ان نكون في الموسم السياحي فإن مستوطنة المنتجعات والمنتزهات حيث يجب ان يكون كل الاسرائيليين هنا الان نحن بتنا على هذا الحال. فهذا صمت يفوق يوم الغفران انه صمت يشبه صمت الموت”.
وقالت اوريت حيون، مستوطنة من شلومي “نحن نجري جولة في المستوطنة. كل المنازل خالية من السكان والسيارات. كل شيء تحطم وكل شيء دمر. كل شيء عالق هنا. لقد هجّرالآلاف وهم من دون عمل ويعيشون حالة من اليأس”. ويخيّم اليأس على شمال فلسطين المحتلة، سيخيّم على كل الكيان، المسألة مسألة وقت فقط وأوان.
المصدر: المنار